رصاص: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط تنسيق وصلات
سطر 46:
[[ملف:Lead mining Barber 1865p321cropped.jpg|thumb|يمين|تعدين الرصاص في منطقة حوض المسيسبي سنة 1865]]
 
ساعدت [[الثورة الصناعية]] على ارتفاع الإنتاج من الرصاص في أوروبا والولايات المتحدة،{{sfn|Hong|Candelone|Patterson|Boutron|1994|pp=1841–43}} إذ كان من أهم [[فلز لاحديدي|الفلزات اللاحديدية]] المعروفة حينئذ. كانت بريطانيا رائدة في ذلك المجال بادئ الأمر ثم تراجعت مع نضوب مناجمها مع مرور الوقت؛{{sfn|Lead mining}} ومع بداية القرن العشرين أضحت الولايات المتحدة الرائدة في الإنتاج العالمي من الرصاص، كما بدأت دول أخرى غير أوروبية بالظهور على ساحة الإنتاج العالمي مثل كندا والمكسيك وأستراليا.{{sfn|Rich|1994|p=11}} كان الرصاص مطلوباً في ذلك الوقت بشكل أساسي للسباكة ولصنع الدهان؛{{sfn|Riva|Lafranconi|d'Orso|Cesana|2012|pp=11–16}} كما استخدم في [[عملية غرف الرصاص|صناعة الغرف والحجرات]] لتحضير [[حمض الكبريتيك]]. بالمقابل ازداد تعرض الطبقة العاملة للرصاص مما أدى إلى ظهور مخاطره للعلن، الأمر الذي استدعى إجراء أبحاث لدراسة تأثير الرصاص على الإنسان؛ وكان الطبيب [[ألفريد بارينغ غارود]] ممن قاموا بذلك، والذي ربط بين ضحايا التسمم بالرصاص ومهنتهم، فوجد أن نسبة الثلث منهم من السباكين والدهانين.
 
مع تقدم العلم وفهم آليات الإصابة بالتسمم الرصاص انتقل موضوع التعامل مع هذا الفلز من ردهات المخابر إلى قاعات البرلمانات، إذ بدأت التشريعات التي تحد التعامل به بالظهور. صدر أول قانون لفرض رقابة على الرصاص في المصانع في المملكة المتحدة أواخر القرن التاسع عشر؛{{sfn|Riva|Lafranconi|d'Orso|Cesana|2012|pp=11–16}} كما جرى تعيين هيئة طبية لفحص العمال؛ مما أدى في النهاية إلى انخفاض حوادث التسمم بالرصاص بحوالي 25 مرة ما بين سنتي 1900 و 1944.{{sfn|Hernberg|2000|pp=246}} بالإضافة إلى ذلك فقد منعت معظم الدول الأوروبية دهانات الرصاص في الأماكن الدخلية المغلقة منذ سنة 1930.{{sfn|Crow|2007}}{{sfn|Markowitz|Rosner|2000|p=37}} كانت إضافة رباعي إيثيل الرصاص إلى وقود السيارات لمنع [[خبط المحرك]] آخر وسيلة كان فيها الإنسان على تماس مباشر مع الرصاص؛ إلا أنها تراجعت تدريجياً مع مرور الزمن، خاصة مع جهود عدة ناشطين بيئيين مثل [[كلير باترسون]]؛ إلى أن منعت نهائياً في أوروبا والولايات المتحدة أواخر القرن العشرين؛{{sfn|Riva|Lafranconi|d'Orso|Cesana|2012|pp=11–16}} خاصة مع صدور تشريعات منذ سبعينات القرن العشرين هناك للحد من تلوث الهواء بالرصاص؛{{sfn|More|Spaulding|Bohleber|Handley|2017}}{{sfn|American Geophysical Union|2017}} مثل [[توجيه الحد من المواد الخطرة]] في أوروبا. جراء ذلك انخفض [[مستوى الرصاص في الدم]] وفق دراسات أجرتها [[مراكز مكافحة الأمراض واتقائها]] في الولايات المتحدة من 77.8% أواخر سبعينات القرن العشرين إلى 2.2% في أوائل تسعينات ذلك القرن.{{sfn|Centers for Disease Control and Prevention|1997}} في نهاية القرن العشرين كان المنتج الوحيد الحاوي على الرصاص والمستخدم بكثرة من البشر هو بطارية الرصاص الحمضية؛{{sfn|Rich|1994|p=117}} إلا أنها لا تمثل خطراً مباشراً على صحة الإنسان. ازداد إنتاج الرصاص في الصين بشكل مطرد، إلى أن أصبحت في صدارة الإنتاج العالمي منذ بداية القرن الحادي والعشرين؛{{sfn|United States Geological Survey|2005}} إلا أن الأمر لم يخلو من مشاكل صحية هناك أيضاً.{{sfn|Zhang|Yang|Li|Li|2012|pp=2261–73}}