عثمان الأول: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 107:
أقدم عُثمان بعد انتصاره على إقطاع أقاربه وقادة جيشه الأراضي المفتوحة، مُكرِّسًا بذلك الهيمنة الإسلاميَّة على الأراضي الجديدة ومُنهيًا العهد الرومي فيها. فأعطى [[أسكي شهر|إسكي شهر]] لِأخيه «گندز بك»، وقره جه حصار لابنه «[[أورخان غازي|أورخان]]»، ويار حصار لِحسن ألب، وإینه‌گول لِطورغود ألب.<ref group="ْ">{{مرجع كتاب |الأخير=Sakaoğlu|الأول= Necdet|date= 1999|العنوان=Yaşamları ve Yapıtlarıyla Osmanlılar Ansiklopedisi, C.2|الناشر=Yapı Kredi Kültür Sanat Yayıncılık|الصفحة=392-395 |الرقم المعياري=9789750800719}}</ref> وفي الوقت نفسه، نزح قسمٌ كبير من الروم عن ثُغور آسيا الصُغرى إلى [[القسطنطينية|القُسطنطينيَّة]] وما تبقى بِأيدي الإمبراطوريَّة من بلادٍ في [[أوروبا|أوروپَّا]]، بعد أن أعطاهم العُثمانيّون الأمان وخيروهم بين البقاء والعيش في ظل الدولة الإسلاميَّة التليدة أو الالتحاق بِإخوانهم، ففضَّل قسمٌ كبيرٌ النُزوح، وبقي قسمٌ آخر، مما رفع عدد الرعايا الروم القاطنين في ظل الراية العُثمانيَّة. شعر الإمبراطور البيزنطي [[أندرونيكوس الثاني باليولوج|أندرونيقوس الثاني]] بِضغط الانتشار العُثماني، وتوجَّس خطرًا لمَّا رأى التغيير الديمُغرافي في الأناضول يقع تحت ناظريه دون أن يتمكَّن من فعل شيء، فقام لِيُوقف اندفاع العُثمانيين، ولمَّا فشل في حربه المُباشرة معهم، وكان عليه الاهتمام بِمشاكله البلقانيَّة كذلك، رأى أنَّ أفضل وسيلة لِتحقيق ما يصبو إليه هي التحالف مع المغول الذين يُسيطرون على وسط وشرقيّ الأناضول، فأرسل إلى الإلخان محمود غازان يعرض عليه التقارب الأُسري بالزواج وقيام تحالف بين الدولتين [[إيلخانية|الإلخانيَّة]] والبيزنطيَّة.<ref name="ReferenceA"/> وفي الحقيقة فإنَّ المغول كانوا في تلك الفترة يعيشون مرحلةً من التوتر العالي بينهم وبين [[المماليك]] في [[مصر]] و[[بلاد الشام|الشَّام]]، وقد طغت علاقاتهم المُتوترة هذه على علاقاتهم بالبيزنطيين، فقد كان غازان يعد العدَّة لِيغزو [[دمشق]] وسائر الشَّام مرَّة أُخرى بعد غزوته الأولى سنة [[699هـ]] المُوافقة لِسنة [[1299]]م، التي هلك فيها الكثير من أهل الشَّام وارتُكبت فيها المجازر بعد أن هُزم الجيش المملوكي هزيمة نكراء في [[معركة وادي الخزندار]] قُرب [[حمص|حِمص]]، وكان [[المماليك]] يُعدون العدَّة للثأر من المغول وغسل عار هزيمتهم السابقة. وفي [[2 رمضان]] [[702هـ]] المُوافق فيه [[20 أبريل|20 نيسان (أبريل)]] [[1303]]م، اشتبك المغول والمماليك في معركةٍ طاحنة على تُخوم دمشق عُرفت بِ[[معركة شقحب|معركة شقحب أو معركة مرج الصفر]]، انتصر فيها [[المماليك]] وهُزم المغول هزيمة كبيرة.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[المقريزي|المقريزي، تقيُّ الدين أبي العبَّاس أحمد بن علي بن عبد القادر العُبيد]]|المؤلف2= تحقيق: مُحمَّد عبد القادر عطا|العنوان= السُلوك لِمعرفة دُول المُلوك، المُجلَّد الثاني|الإصدار= الأولى|الصفحة= 356|السنة= [[1418هـ]] - [[1997]]م|الناشر= دار الكتب العلميَّة|المكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|المسار= http://ia801406.us.archive.org/33/items/waq71581/02_71582.pdf}}</ref> كان لِهذه الهزيمة أثرٌ كبير على الأوساط السياسيَّة والقياديَّة المغوليَّة، فقد أثنت غازان عن أي موضوعٍ آخر، وقيل أنَّه اغتمَّ غمًّا عظيمًا حتَّى مرض وسال [[دم|الدم]] من أنفه، وغضب على قادة جيوشه وأمر بإعدام بعضهم وإذلال آخرين. ولم يعش بعد ذلك طويلًا، فتوفي يوم [[6 شوال|6 شوَّال]] [[703هـ]] المُوافق فيه [[11 مايو|11 أيَّار (مايو)]] [[1304]]م،<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= مهدي، شفيق|العنوان= مماليك مصر والشَّام: نُقودهم - نُقوشهم - مسكوكاتهم - ألقابهم - سلاطينهم|الإصدار= الأولى|الصفحة= 104|السنة= [[2007]]|الناشر= الدار العربيَّة للموسوعات|المكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]}}</ref> الأمر الذي قضى على أي أملٍ في تحالُفٍ مغوليّ بيزنطيّ، وأتاح للعُثمانيين الاستمرار في عمليَّات الفُتوح.
 
=== الحلف البيزنطي الكتلانيالقطلوني===
بعد وفاة محمود غازان خان، حاول الإمبراطور البيزنطي التحالف مع خليفته [[محمد أولجايتو|مُحمَّد خُدابنده]] ضدَّ العُثمانيين، لكنَّ مُحاولته باءت بِالفشل، وفي تلك الأثناء عرض روجر ووتلور، وهو قائد جماعة من المُرتزقة القطلونيين الذين أصبحوا عاطلين عن العمل بعد إبرام [[صلح كالتابيلوتا|صُلح كالتابيلوتا]] بين مملكتيّ [[تاج أرغون|أرغون]] و[[مملكة فرنسا|فرنسا]]، عرض خدماته وخدمات رجاله ضدَّ المُسلمين، فقبل الإمبراطور العرض بِكُل ارتياح، ووصل القطلونيُّون القُسطنطينيَّة سنة 1303م، واستقبل الإمبراطور قائدهم بِالترحاب، وكان يصحبه 6,500 من رجاله، ووعد بِمنحهم مُرتَّب أربع شُهُور وكذلك منح روجر ووتلور لقب قيصر.<ref name="تاريخ الترك">{{مرجع كتاب|المؤلف1= عطا، زُبيدة|العنوان= بلادُ التُرك في العُصُور الوُسطى: بيزنطة وسلاجقة الروم والعُثمانيُّون|الصفحة= 155 - 156|الناشر= دار الفكر العربي|تاريخ الوصول= [[15 ديسمبر|15 كانون الأوَّل (ديسمبر)]] [[2018]]|مسار= https://ia601606.us.archive.org/10/items/adel-0055/History01907.pdf}}</ref>
 
=== فتح يني شهر وما حولها ===