الإسكندرية: الفرق بين النسختين

'''الإسْكَنْدَرِيَّة''' تعتبرتعدّ العاصمة الثانية لمصر و[[قائمة عواصم مصر على مر العصور|قد كانت عاصمتها قديما]]، وهي عاصمة [[محافظة الإسكندرية|لمحافظة الإسكندرية]] وأكبر مدنها، تقع على ساحل [[البحر الأبيض المتوسط]] بطول حوالي 55 كم شمال غرب [[دلتا النيل]]،<ref>[http://www.alex4all.com/governal/articl.php?id=3 حدود محافظة الإسكندرية والمناطق التابعة لها]، موقع الإسكندرية، تاريخ الوصول [[23 يونيو]] [[2009]]</ref> يحدها من الشمال البحر المتوسط، و[[بحيرة مريوط]] جنوبًا حتى الكيلو 71 على [[طريق مصر- الإسكندرية الصحراوي|طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي]]، يحدها من جهة الشرق [[خليج أبو قير]] ومدينة [[إدكو]]، ومنطقة سيدي كرير غربًا حتى الكيلو 36.30 على طريق الإسكندرية – [[مطروح]] السريع.

في بداية القرن الرابع قبل الميلاد، لم تكن الإسكندرية سوى قرية صغيرة تدعى "راكتوس" أو "راقودة" يحيط بها قرى صغيرة، يقول عنها علماء الآثار أنها ربما كانت تعتبرتعدّ موقعًا إستراتيجيًا لطرد الأقوام التي قد تهجم من حين إلى آخر من الناحية الغربية [[نهر النيل|لوادي النيل]]،<ref name="نشأة المدينة">[http://www.alex4all.com/governal/articl.php?id=4 تاريخ مدينة الإسكندرية (نشأة المدينة)]، موقع الإسكندرية، تاريخ الوصول [[24 يونيو]] [[2009]]</ref> أو لربما كانت "راكتوس" مجرد قرية صغيرة تعتمد على الصيد ليس إلا، وعلى امتداد الساحل الرئيسي للقرية توجد جزيرة تسمى "فاروس" يوجد بها ميناء يخدم الجزيرة والقرى الساحلية معًا. في ذلك الوقت كانت مصر تحت الاحتلال [[فرس (قومية)|الفارسي]] منذ سقوط حكم [[الفراعنة]] و[[أسرة مصرية ثلاثون|الأسرة الثلاثون]] عام 343 ق.م، ولم تكن مصر الوحيدة الواقعة تحت احتلال الفرس، فقد كانت [[بلاد الشام]] و[[العراق]] واقعة تحت هذا الاحتلال، وفي مقابل قوة الفرس كانت قوة [[حضارة الإغريق|الاغريق]] في ازدياد سريع، وبدأت المواجهة بينهما في ربيع عام 334 ق.م، واستمرت المعارك بينهما حتى دخل الإسكندر الأكبر مدينة [[صور]] ومن ثم إلى [[غزة]] حتى أتم دخول مصر عام 333 ق.م.<ref name="نشأة المدينة"/>

بعد نجاح [[الثورة الشعبية التونسية|الثورة التونسية سنة 2011]] وإسقاط نظام الرئيس [[زين العابدين بن علي]]، انتقلت روح الثورة إلى [[مصر]]، فخرج الآلاف من الأشخاص إلى شوارع [[القاهرة]] والإسكندرية وغيرها من المدن المصرية مطالبين بتحسين الوضع المعيشي وخفض الأسعار وتحسين الوضع الاجتماعي للناس. وقد بدأت المظاهرات بالإسكندرية بمنطقة [[المنشية (ميدان)|المنشية]] والعطارين ومحطة الرمل والمنتزه و[[سيدي جابر]]. وقد تعاظم شأنها وازداد عدد المشاركين بها مع مرور الوقت، مطالبين بتنحي الرئيس [[حسني مبارك]]. أضف إلى ذلك أن أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت عددًا من المواطنين الإسكندرانيين إلى المشاركة في التظاهرات، كان [[تفجير الإسكندرية 2011|تفجير كنيسة القديسين]] وسط الاحتفالات بعيد الميلاد [[مسيحية شرقية|للكنائس الشرقية]]. فبعد حلول السنة الجديدة بعشرين دقيقة حدث إنفجار أمام كنيسة القديسين في منطقة [[سيدي بشر]]، نجم عنه 24 قتيلًا (بينهم مسلمون) كما أصيب 97 شخصًا. وتعتبروتعدّ أول عملية إرهابية بهذا المشهد المروع تحدث في تاريخ مصر. قبل العملية بفترة قام تنظيم القاعدة باستهداف كنيسة في [[بغداد]] وهدد الكنائس في مصر. وقبل التفجير بأسبوعين نشر على موقع متطرف دعوة لتفجير الكنائس في مصر وعناوين أكثر من كنيسه منهم كنيسة القديسين والطرق والأساليب التي يمكن بها صناعة المتفجرات. هذه العملية أحدثت صدمة في [[مصر]] وفي العالم كله. واحتج كثير من المسيحيين في الشوارع، وإنضم بعض المسلمين للاحتجاجات. وبعد الاشتباك بين الشرطة والمحتجين في الإسكندرية والقاهرة، هتفوا بشعارات ضد حكم [[محمد حسني مبارك|مبارك]] في مصر. وقد قيل أن [[وزارة الداخلية المصرية]] هي من وراء هذه التفجيرات تساندها جماعات إرهابية، وأن هناك سلاح سري في الوزارة أسسه اثنين وعشرون ضابط تحت إشراف وزير الداخلية وقتها [[حبيب العادلي]] وأُحيل إلى المحاكمة بعد اعتراف منفذي العملية عند طلبهم اللجوء السياسي بالسفارة البريطانية بالقاهرة. ويُعتقد أن العادلي هو المسؤول عن هذا الحادث.<ref>{{استشهاد بخبر|الأخير=Jouini|الأول=Hassen|العنوان=Muslims protect churches|المسار=http://www.nationalpost.com/news/world/Muslims+protect+churches/4078614/story.html|تاريخ الوصول=28 January 2011|newspaper=National Post|التاريخ=January 8, 2011| وصلة مكسورة = yes }}</ref><ref>{{استشهاد بخبر|الأخير=Stack|الأول=Liam|العنوان=Egypt Orders Tighter Security After Church Bombing|المسار=http://www.nytimes.com/2011/01/03/world/middleeast/03egypt.html?partner=rss&emc=rss|تاريخ الوصول=28 January 2011|newspaper=The New York Times|التاريخ=January 2, 2011|المؤلف2=David D. Kirkpatrick}}</ref><ref>{{استشهاد بخبر|الأخير=Jouini|الأول=Hassen|العنوان=Muslims protect churches|المسار=http://www.nationalpost.com/news/world/Muslims+protect+churches/4078614/story.html|تاريخ الوصول=28 January 2011|newspaper=National Post|التاريخ=January 8, 2011}}</ref> أسفرت المظاهرات التي بدأت في يناير عن تنحي حسني مبارك، فكان من شأن ذلك تهدئة الأوضاع بعض الشيء في المدينة وتفريق المتظاهرين.

تتميز الإسكندرية بمناخ معتدل، إذ يسود بها [[مناخ متوسطي|مناخ البحر المتوسط]] والذي يتميز [[صيف|بصيفه]] الحار والجاف و[[شتاء|شتائه]] الرطب والمعتدل والممطر. يمتد فصل الشتاء في الإسكندرية عبر شهور [[ديسمبر]]، [[يناير]]، و[[فبراير]] وتترواح درجة الحرارة العظمى فيه ما بين 12 و 18 [[درجة مئوية]]، وتتعرض الإسكندرية خلال هذا الفصل إلى العديد من العواصف الرعدية الشديدة والبرد والأمطار الغزيرة. أما فصل [[صيف|الصيف]] في الإسكندرية، فيمتد عبر شهور [[يونيو]]، [[يوليو]]، و[[أغسطس]] وتترواح درجة الحرارة فيه ما بين 25 و 30 درجة مئوية،<ref>[http://www.nwp.gov.eg/a/modules/content/index.php?id=34 متوسط درجات الحرارة في مصر خلال شهر يونيو]، موقع الهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية، تاريخ الوصول [[22 يوليو]] [[2009]] {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20091001062932/http://www.nwp.gov.eg:80/a/modules/content/index.php?id=34 |date=01 أكتوبر 2009}}</ref> ويتميز صيف الإسكندرية بالجفاف وارتفاع نسبة [[رطوبة|الرطوبة]]، أما فصلي [[ربيع|الربيع]] و[[خريف|الخريف]] فيعتبرانفيعدّان أفضل وقت لزيارة المدينة، وفيهما لا تزيد درجة الحرارة العظمى عن 22 درجة مئوية باستثناء زمن الموجات الخماسينية التي تصل فيها الحرارة في أشهر الربيع إلى 32 درجة مئوية أحيانًا.

<gallery mode="packed">>

بعد أن أعلنت [[مسيحية|المسيحية]] ديانة رسمية [[الإمبراطورية الرومانية|للإمبراطورية الرومانية]]، أصبحت الإسكندرية مركزًا لبطريركية من البطريركيات الخمس الكبرى، وهي إلى جانب الإسكندرية: [[القدس]] و[[روما]] و[[القسطنطينية]] و[[أنطاكية]]، بعد أن تقرر إنشائها في [[مجمع نيقية]] سنة [[451|451م]]، وكان من ضمن الذين كتبوا قانون مجمع نيقة–الذي تقرِّهُ كنائس العالم أجمع، أحد أبناء الكنيسة القبطية العظام، وهو البابا [[أثناسيوس (بابا الإسكندرية)|أثناسيوس]]، بابا الإسكندرية، الذي استمر على كرسيه لمدة 46 عاماً.<ref name="قبط">[http://st-takla.org/Coptic-church-1_.html الكنيسة المسيحية القبطية الأرثوذكسية في مصر] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180324004749/https://st-takla.org/Coptic-church-1_.html |date=24 مارس 2018}}</ref> تعتبرتعدّ مدرسة الإسكندرية المسيحية أول مدرسة من نوعها في العالم، فبعد نشأتها حوالي عام 190م، على يد العلامة المسيحي بانتينوس، أصبحت مدرسة الإسكندرية أهم معهد للتعليم الديني في المسيحية. وكثير من الأساقفة البارِزين من عِدَّة أنحاء في العالم تم تعليمهم في تلك المدرسة، مثل "أثيناغورس"، و"كليمنضس السكندري"، و"ديديموس"، والعلامة العظيم أوريجانوس، الذي يُعتبر أب [[علم اللاهوت]]، والذي كان نَشِطاً كذلك في تفسير [[الكتاب المقدس]] والدراسات الإنجيلية المُقارنة.<ref name="قبط"/>

كانت الإسكندرية موطنًا لجالية [[يهودية]] كبيرة، لكنها اليوم تعتبر في عداد المندثرة، خصوصًا بعد أن رحل الكثير من اليهود الإسكندريين والمصريين إلى [[إسرائيل]] بعد قيامها، أو بسبب ترحيل البعض الآخر في عهد الرئيس [[جمال عبد الناصر]] إما لاتهامهم [[جاسوسية|بالعمل الجاسوسي]] لصالح إسرائيل، أو بسبب الخوف من إقدامهم على ذلك. كان عدد يهود الإسكندرية في [[القرن التاسع عشر]] نحو 4 آلاف يهودي، ووصل عددهم إلى 18 ألفا في أوائل [[القرن العشرين]]، وارتفع إلى أربعين ألفا عام [[1948]]،<ref name="يهود مصر">[http://aawsat.com/details.asp?section=28&article=297382&issueno=9655 جريدة الشرق الأوسط: يهود مصر من النبي موسى إلى بن جوريون] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20121111051304/http://aawsat.com/details.asp?section=28&article=297382&issueno=9655 |date=11 نوفمبر 2012}}</ref> وكان عدد منهم قد هاجر من [[اليونان]] و[[تركيا]] و[[سوريا]] و[[لبنان]] و[[فلسطين]] و[[المغرب]] وكذلك [[إيطاليا]] و[[فرنسا]] وكان نصف يهود الإسكندرية من اليهود المصريين والنصف الآخر ينقسم إلى ثلاثة أقسام أولهم اللادينو من سكان [[حوض البحر الأبيض المتوسط]] الذين هاجروا من [[إسبانيا]] والثلث الثاني من يهود إيطاليا و[[أوروبا الشرقية|شرقي أوروبا]]، والثلث الثالث من يهود [[المغرب العربي|المغرب]] و[[الشرق الأوسط]] الذين يتكلمون [[لغة عربية|العربية]]،<ref name="يهود مصر"/> وفي أوائل [[عقد 1930|عقد الثلاثينات من القرن العشرين]] هاجرت مجموعة من يهود [[سالونيك]] و[[النمسا]] و[[المجر]] و[[بولندا]] إلى مصر هربا من صعود [[نازية|النازية]] في [[ألمانيا]].<ref name="يهود مصر"/>

يُعتبر عمود السواري من أشهر المعالم الأثرية في الإسكندرية، أقيم فوق تل باب سدرة بين منطقة مدافن المسلمين الحالية والمعروفة باسم "مدافن العمود" وبين هضبة كوم الشقافة الأثرية، ويصل طوله إلى حوالي 27 مترًا. أقيم العمود تخليدًا للإمبراطور [[دقلديانوس]] في [[القرن الثالث]] الميلادي، وهو آخر الآثار الباقية من معبد السرابيوم الذي أقامه الإمبراطور بوستوموس<ref>[http://www.kenanaonline.com/page/4805 آثار الإسكندرية]، كنانة أون لاين {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20111025123223/http://www.kenanaonline.com:80/page/4805 |date=25 أكتوبر 2011}}</ref> ويعتبرويعدّ أعلى نصب تذكاري في العالم،<ref name="موسوعة المسافر: عمود السواري">[http://www.travelerpedia.net/2008/03/16/amood-sawari.html عمود السواري]، موسوعة المسافر {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20131203001855/http://www.travelerpedia.net/2008/03/16/amood-sawari.html |date=03 ديسمبر 2013}}</ref> وقيل أن هذا العمود أهدي لل[[مسيحية]] بعد انتصارها في الإسكندرية.<ref name="الموقع الرسمي لمحافظة الإسكندرية">[http://www.alex4all.com/aboutAlex/articl.php?id=99 عامود السواري]، الموقع الرسمي لمحافظة الإسكندرية</ref> جسم العمود عبارة عن قطعة واحدة، ويبلغ الارتفاع الكلي له بما فيه القاعدة حوالي 26.85 مترًا،<ref name="الموقع الرسمي لمحافظة الإسكندرية"/> وفي الجانب الغربي من العمود قاعدتان يمكن الوصول إليهما بسلم تحت الأرض كما يوجد تمثالان مشابهان ل[[أبي الهول]] مصنوعان من الغرانيت الوردي يرجع تاريخهما إلى عصر بطليموس السادس.<ref name="موسوعة المسافر: عمود السواري"/>

تقع هذه المقابر ما بين شارع [[بورسعيد]] وطريق الكورنيش بمنطقة الشاطبي في مواجهة [[كلية سان مارك (الإسكندرية)|كلية سان مارك]]، تم اكتشافها عن طريق الصدفة أيضًا عام [[1893]]،<ref name="مقابر الشطبي">[http://www.alex4all.com/aboutAlex/articl.php?id=151 مقابر الشاطبي الأثرية]، موقع الإسكندرية، تاريخ الوصول 1 يوليو 2009</ref> وتعود لنهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث قبل الميلاد. المقبرة منحوتة من الصخر، واكتشف بها الكثير من آثار العصر البطلمي ومن أهمها تماثيل التناجرا، وتعتبروتعدّ هذه المقابر من أقٌدم المقابر البطلمية في الإسكندرية لوجودها خارج أسوار المدينة القديمة.<ref name="مقابر الشطبي"/>

تتمتع المدينة بوجود ثاني أقدم الجامعات المصرية وهي [[جامعة الإسكندرية]]، وهذه جامعة رسمية تتبع النظام التعليمي المصري، حصدت بعض كلياتها، وبالأخص كلية الهندسة، سمعة عالمية. بالإضافة إلى ذلك هناك [[الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري]]، التي تعتبرتعدّ ثاني أكثر الجامعات صيتًا في مصر بعد الجامعة الأمريكية بالقاهرة لإشادة نقابة المهندسين البريطانية ومنظمة "مجلس الاعتماد للهندسة والتكنولوجيا" ببرامجها التعليمية. ومن الجامعات المهمة الأخرى، [[جامعة سنجور]] الفرنسية، المعروفة ببرامجها التعليمية المميزة في قسم الإنسانيات خصوصًا. تحتضن مدينة الإسكندرية عدّة جامعات أخرى مثل: جامعة فاروس بالإسكندرية، [[جامعة بيروت العربية]]، [[أكاديمية الإسكندرية للعلوم]]، وجامعة كينج مريوط.

* القسم الأول وهو خطوط سكك حديدية محلية وتسمى "خط قطار أبو قير"، ويبلغ طول الخط حوالي 22 كم، ويربط هذا الخط بين أقصى شرق الإسكندرية وتحديدًا عند منطقة [[أبو قير]]، بوسط المدينة وتحديدًا عند منطقة محطة مصر، مرورًا بستة عشرة محطة في أحياء المنتزة وشرق ووسط الإسكندرية، ويبلغ سعر تذكرة القطار جنيهاً واحداً وخمسة وعشرون قرشاً. يعتبريعدّ قطار أبو قير شريان الحياة الرئيسي للمدينة، ومن أهم وسائل النقل العامة فيها، إذ ينقل حوالي مليون شخص يوميًا.<ref>[http://www.gom.com.eg/algomhuria/2004/04/28/people/detail00.shtml قطار أبو قير بالإسكندرية]، جريدة الجمهورية المصرية، بتاريخ 28 إبريل 2004</ref>