عثمان الأول: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 84:
كان على عُثمان، بعد أن ثبَّت أقدامه في إمارته، أن يُكافح على جبهتين: الجبهة البيزنطيَّة، وجبهة الإمارات التُركمانيَّة التي أبدت مُعارضةً له وبخاصَّة الإمارة الكرميانيَّة، وقد وضع نصب عينيه توسيع رقعة إمارته على حساب البيزنطيين أولًا، ومُنذ تلك المرحلة أصبح الهدف الأساسي للإمارة العُثمانيَّة هو اتباع سياسة الفتح التي ترتكز على مفهوم الغزو والجهاد ضدَّ ديار الروم.<ref name="ReferenceA">{{مرجع كتاب|المؤلف1= طقّوش، مُحمَّد سُهيل|العنوان= تاريخ العثمانيين: من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة|الإصدار= الثانية|الصفحة= 29|السنة= [[1429هـ]] - [[2008]]م|الناشر= دار النفائس|الرقم المعياري= 9789953184432 |المكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]}}</ref> وتُشيرُ بعض الروايات إلى أنَّ أوَّل غزوة شنَّها عُثمان ضدَّ الروم كانت بهدف الثأر من هزيمة حلَّت به سابقًا في منطقة «أرمني - بلي» أي «تلَّة الأرمن» في ربيع سنة [[683هـ|683]] أو [[684هـ]] المُوافقة لِسنة [[1284]] أو [[1285]]م، حيثُ كمن لهُ البيزنطيّون بِقيادة «تكفور» عامل [[بورصة (مدينة)|بورصة]]، وعلى الرُغم من أنَّ عُثمان عرف بأمر الكمين من أحد [[جاسوسية|الجواسيس]] إلَّا أنه آثر الالتحام مع البيزنطيين، فانهزم واضطرَّ إلى الانسحاب وخسر بعض رجاله من ضمنهم «صاروخان بك خوجة»<ref group="ْ">{{مرجع كتاب |الأخير=Sakaoğlu|الأول= Necdet|date= 1999|العنوان=Yaşamları ve Yapıtlarıyla Osmanlılar Ansiklopedisi, C.2|الناشر=Yapı Kredi Kültür Sanat Yayıncılık|الصفحة=392-395 |الرقم المعياري=9789750800719}}</ref> ابن أخيه «صاووجي بك».<ref name="مقاتل">[http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Atrikia51/DwlahOsman/sec03.doc_cvt.htm موسوعة «مُقاتل من الصحراء»: ميلاد "أورخان غازي بن عُثمان"، 683هـ \ 1284م] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160304132312/http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Atrikia51/DwlahOsman/sec03.doc_cvt.htm |date=04 مارس 2016}}</ref> وبناءً على هذا، توجَّه عُثمان حوالي سنة [[685هـ]] المُوافقة لِسنة [[1286]]م على رأس قُوَّة عسكريَّة قوامها ثلاثُمائة مُقاتل إلى قلعة «قولاجه حصار» التي تبعد فرسخين عن مدينة «إینه‌گول»، في نطاق جبل «أميرطاغ» وهجم عليها ليلًا وتمكَّن من فتحها، وبذلك ازدادت إمارته اتساعًا في اتجاه الشمال لامتداد بُحيرة إزنيق.<ref name="مقاتل"/> أثار انتصار العُثمانيين في قولاجه حصار حفيظة عامل الروم على المدينة، فلم يرضى أن يكون تابعًا وخاضعًا لِأميرٍ حُدوديٍّ مُسلم، فتحالف مع عامل قلعة «قره جه حصار» واتفقا على قتال المُسلمين واسترداد ما غنموه من أراضٍ بيزنطيَّة، والتقى الجمعان في «إكزجه» الواقعة بين «بيله جك» و«إینه‌گول» حيثُ دارت معركةً طاحنة قُتل فيها «صاووجي بك» أخو عُثمان، لكنها أسفرت عن انتصار المُسلمين، ودُخولهم قلعة «[[أفيون قره حصار|قره جه حصار]]»، ومقتل «بيلاطس» قائد القُوَّات البيزنطيَّة. ويُروى أنَّ العُثمانيّون، حوَّلوا للمرَّة الأولى، [[كنيسة]] تلك البلدة إلى [[مسجد]]، قُرئت فيه أوَّل خِطبة؛<ref group="ْ">Mehmet Nesri, (haz. Faik Reşit Unat ve Mehmet A.Köymen). (1983) Kitab-ı Cihanuma Nesrî Tarihi) C.I Ankara:Türk Tarih Kurumu (3.baskı) ISBN 975-16-0722-1 Osmanlıca tıpkı basım</ref> وعُيِّن فيه أوَّل [[قاض|قاضٍ]] وصوباشي (حاكم) للمدينة. واختلف المُؤرخون في تحديد تاريخ فتح هذه المدينة، على أنَّ أحدًا لم يجعل الفترة تسبق سنة [[685هـ]] ([[1286]]م) أو تتخطى سنة [[691هـ]] ([[1291]]م).<ref name="مقاتل"/> وجعل عُثمان مدينته الجديدة قاعدةً له للانطلاق نحو بلاد الروم، وأمر بإقامة الخِطبة باسمه، وهو أوَّل مظهر من مظاهر السيادة والسُلطة.<ref group="ِ">{{مرجع كتاب |الأخير=Shaw|الأول= Stanford |date= 1976|العنوان=History of the Ottoman Empire and modern Turkey|المكان=New York|الناشر=Cambridge University Press|volume=1|الصفحة=13 - 14|الرقم المعياري=9780521291668|المسار=http://psi424.cankaya.edu.tr/uploads/files/Shaw,%20Ott%20Emp%20Mod%20Turkey%202-1.pdf}}</ref>
[[ملف:Chicago Turkish Festival Davul 1.jpg|تصغير|طبل المهتر.]]
كان هذا الانتصار الذي حققهُ عُثمان أعظم انتصاراته حتَّى تاريخه، فأبدى السُلطان السُلجوقي [[كيقباد الثالث|علاء الدين كيقباد الثالث]] تقديرهُ العميق لِما حققهُ عُثمان من إنجازات باسم السلاجقة والإسلام، فمنحهُ لقب «حضرة عُثمان غازي المرزبان حارس الحُدود عالي الجاه عُثمان شاه» ([[لغة تركية عثمانية|بالتُركيَّة العُثمانيَّة]]: <span style="font-family: Arabic Typesetting; font-size:22px ">عُثمان غازى حضرتلرى مرزبان عاليجاه عُثمان شاه</font></span>)،<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= الشنَّاوي، عبُد العزيز مُحمَّد|العنوان= الدولة العُثمانيَّة: دولة إسلاميَّة مُفترى عليها|volume = الجُزء الأوَّل|الصفحة= 39|السنة= [[1984]]|الناشر= [[مكتبة الأنجلو المصرية]]|المكان= [[القاهرة]] - [[مصر]]}}</ref> كما أضاف لهُ لقب «بك» وأقطعهُ كافَّة الأراضي التي فتحها إلى جانب مدينتيّ [[أسكي شهر|إسكي شهر]] وإينونو، وأصدر مرسومًا يُعفيه فيه من كُل أنواع [[ضريبة|الضرائب]]، وأرسل إليه عدَّة هدايا تدل على الإمارة وعِظم شأنه عند السُلطان، وهي: راية حربيَّة ذهبيَّة، ومهتر (طبل كبير)، والطوغ (شارة رأس يضعها الأُمراء) والشرَّابة،<ref name="يلماز2"/><ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= كوندز، أحمد آق|المؤلف2= أوزتورك، سعيد|العنوان= الدولة العُثمانيَّة المجهولة: 303 سؤال وجواب توضح حقائق غائبة عن الدولة العُثمانيَّة|الصفحة= 46|السنة= [[2008]]|الناشر= وقف البحوث العثمانية|الرقم المعياري= 9789757268390|المكان= [[إسطنبول]] - [[تركيا|تُركيَّا]]|المسار= https://books.google.com.lb/books?id=PsPMAgAAQBAJ&pg=PT28&lpg=PT28&dq=منشآت+السلاطين&source=bl&ots=DhMhn2xCxy&sig=BZQcWADvCT-quV-ssQFqFeWZcPQ&hl=en&sa=X&ved=0CEQQ6AEwCWoVChMI9JOR6Z6IyAIVYYHbCh1XpwWh#v=onepage&q=عثمان&f=false}}</ref> والسيف المُذهَّب، وسرجًا مُفضفضًا، ومائة ألف درهم، حملها إليه الوزير السُلجوقي عبدُ العزيز و«قره جه بالابان چاوش» و«آق تيمور».<ref name="مقاتل"/> كما تضمَّن المرسوم اعتراف السُلطان السُلجوقي بِحق عُثمان في أن يُذكر اسمه في خِطبة الجُمعة في المناطق الخاضعة له، كما أجاز له [[سك]] العملة باسمه.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= دهيش، عبدُ اللطيف عبد الله|العنوان= قيام الدولة العُثمانيَّة|الإصدار= الثانية|الصفحة= 25|السنة= [[1416هـ]] - [[1995]]م|الناشر= مكتبة ومطبعة النهضة الحديثة|المكان= [[مكة|مكَّة المُكرَّمة]] - [[السعودية|السُعوديَّة]]}}</ref> وبذلك صار عُثمان ملكًا بالفعل لا ينقصه إلَّا اللقب.<ref name="سقوط السلاجقة">{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[محمد فريد (حقوقي مصري)|فريد بك، مُحمَّد]]|المؤلف2= تحقيق: الدُكتور إحسان حقّي|العنوان= تاريخ الدولة العليَّة العُثمانيَّة|الإصدار= العاشرة|الصفحة= 118|المسار=https://docs.google.com/file/d/0BwSf_0bx00XdUEl6UHJ3VTJ1N2s/edit|السنة= [[1427هـ]] - [[2006]]م|الناشر= دار النفائس|المكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|تنسيق= pdf}}</ref> ويُروى أنَّ عُثمان لمَّا ضُرب الطبل بين يديه نهض قائمًا إعظامًا لِلسُلطان، فما زال كذلك حتَّى فرغت الجُند من هذا، ومُنذُ ذلك اليوم سنَّت العساكر العُثمانيَّة القيام تعظيمًا لِسُلطان البلاد عند ضرب طبل السلطنة في الأسفار والأعياد.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[حاجي خليفة|القُسطنطيني، الحاج مُصطفى بن عبد الله]]|المؤلف2= حقَّقه وقدَّم له وترجم حواشيه الدكتور سيِّد مُحمَّد السيِّد|العنوان= فذلكة أقوال الأخيار في علم التاريخ والأخبار|الصفحة= 133 - 134|سنة= [[2003]]|الناشر= [[جامعة جنوب الوادي]]|تاريخ الوصول= [[8 نوفمبر|8 تشرين الثاني (نوڤمبر)]] [[2018]]م|المكان= [[سوهاج]] - [[مصر]]|مسار= https://www.academia.edu/32932365/%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86_%D8%A2%D9%84_%D9%85%D9%84%D9%88%D9%83_%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE}}</ref><ref>{{مرجع كتاب|المؤلف1= [[قطب الدين النهروالي|النهروالي، قُطب الدين مُحمَّد بن أحمد بن مُحمَّّد]]|المؤلف2= تحقيق: هشام عبد العزيز عطا|العنوان= كتاب الأعلام بأعلام بيت الله الحرام|الصفحة= 265|سنة= [[1416هـ]] - [[1996]]م|الناشر= المكتبة التجاريَّة|تاريخ الوصول= [[8 نوفمبر|8 تشرين الثاني (نوڤمبر)]] [[2018]]م|المكان= [[مكة|مكَّة]] - [[السعودية|السُعُوديَّة]]|مسار= https://books.rafed.net/view.php?type=c_fbook&b_id=2400}}</ref>
 
=== فتح قلاع بيله جك ويار حصار وإینه‌ گول ===