أهل السنة والجماعة: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
←‏مفهوم الوسطية: تنسيق المصادر)
سطر 333:
 
=== مفهوم الوسطية ===
مفهوم الوسطية في الإسلام عدم الإفراط ولا التفريط، بل وسطا بين ذلك قواما ودينا قيما لا غلو فيه ولا تقصير، فالمغالاة في الدين بتجاوز الحد فيه منهي عنها في الدين الإسلامي، والوسطية فيه مطلوب ديني لا يختص بمجموعة من المسلمين دون أخرى، وقد جاء عن أئمة أهل السنة والجماعة وعلمائهم أنهم يعتبرون التوسط في الدين منهجا دينيا عاما على اختلاف المسارات الاعتقادية والعملية والأخلاقية، ويعتبرون الغلو أو التقصير في أصول الاعتقاد أنه من سمات فرق الضلال كالخوارج ومن تبعهم فقد ذكروا في وصفهم ما رواه البخاري في صحيحه في الحديث بلفظ: {{حديث|يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم..}} الحديث.<ref>صحيح البخاري، كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام، الجزء الثالث، ص1321، حديث رقم: (3414). انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري، ص715.</ref> وذلك أنهم بالغوا في التعبد حتى وصفوا المقصرين والعصاة بالكفر، وهذا مخالف لوسطية الإسلام، ومن جهة أخرى فإنهم بالغوا في القول: أن المعصية كفر، وغالوا في تفسير آيات الوعيد حتى كفروا كل من يرتكب إثما وقالوا: أن العاصي مخلد في النار، ومنعوا بذلك رحمة الله عن الناس، ومن أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة أنهم لا يكفرون أحدا من أهل القبلة بذنب يرتكبه، وأن الجزاء الأخروي بمشيئة الله ولا شأن للمخلوقين بتقرير ذلك.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف=أحمد بن علي بن حجر العسقلاني|العنوان=فتح الباري شرح صحيح البخاري، كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم، باب قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم وقول الله تعالى: {{قرآن|وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون}}، وكان [[ابن عمر]] يراهم شرار خلق الله وقال إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين، حديث رقم: (6531)|الصفحة=296 وما بعدها|المسار=http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=52&ID=3824&idfrom=12690&idto=12695&bookid=52&startno=0}}</ref><ref>{{مرجع كتاب|المؤلف=أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد|المسار=http://library.islamweb.net/Newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=6&ID=18949|العنوان=مسند الإمام أحمد، أول مسند البصريين، حديث أبي برزة الأسلمي رضي الله تعالى عنه، الجزء الرابع، حديث رقم: (19284)|الصفحة=421 و422|الناشر=دار إحياء التراث العربي|السنة=1414 هـ/ 1993م}}</ref>
 
ومن أمثلة الغلو في الدين ما ذكر في القرآن من وصف النصارى لعيسى ابن مريم بصفات الألوهية، قال الله تعالى: {{قرآن|ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}} فالأنبياء والعلماء والصالحون لهم مكانة واحترام وهم أولى بالتعظيم، والمنهي عنه في الإسلام إنما هو الإطراء بمعنى: المبالغة في تعظيم المخلوق ووصفه بما لا يستحق، فالألوهية لله وحده لا شريك له.<ref>تفسير القرطبي، سورة النساء، ج5 ص211 وما بعدها.</ref>