اللغة السريانية: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
الرجوع عن تعديل معلق واحد من 5.155.37.211 إلى نسخة 27633806 من JarBot.
ط تحديث وصلات الأخبار
سطر 123:
=== أفـول اللغة ===
[[ملف:Estephane-Douaihi.jpg|يمين|250بك|تصغير|[[بطريرك|البطريرك]] [[كنيسة مارونية|الماروني]] اسطفان بطرس الدويهي ([[1670]]-[[1704]]) استخدم في مؤلفاته الغزيرة الخط الكرشوني، لأن السريان حينها، وإن أجادوا [[لغة عربية|العربية]] غير أنهم لم يجيدوا [[أبجدية عربية|أبجديتها]] بعد.]]
أصيبت [[الدولة العباسية]] بالضعف والقنوط بدءًا من [[القرن الثامن]] وظلت على هذه الحالة حتى سقوطها بيد [[المغول]] في [[القرن الثالث عشر]]، إحدى مظاهر ضعف الدولة تمثل باضطهاد [[أقلية|الأقليات الدينية]] فيها وعلى رأسها [[مسيحية|المسيحية]]،<ref>[{{استشهاد بخبر |مؤلف = |مسار= http://al-akhbar.com/Politics/105837 |مسار الأرشيف= https://web.archive.org/web/20101123235804/http://www.al-akhbar.com:80/ar/node/207591 |تاريخ الأرشيف= 23-11-2010 |عنوان= المسيحيون: حالهم ومآلهم |العدد = 1226 |صفحات= 4-7 |صفحة= |صحيفة= [[الأخبار اللبنانية،(لبنان)|الأخبار 30اللبنانية]] تشرين أول|تاريخ= 24-09-2010 |تاريخ الوصول= 27-03-2018 |لغة= ar}}. يذكر التاريخ أن الخليفة التاسع [[المتوكل على الله]] اضطهد كل من يخالف [[شافعية|المذهب الشافعي]]، ويعتبر كثير من المؤرخين، عهد المتوكل بداية عهد أفول الدولة. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20101123235804/http://www.al-akhbar.com:80/ar/node/207591 |date=23 نوفمبر 2010}}</ref> ما أثر سلبًا وبشكل مباشر على اللغة السريانية. ضعف الاقتصاد والأوبئة الطبيعية والفوضى السياسية فضلاً عن انقسام الدولة إلى عدد كبير من الدول الشبه مستقلة عن المركز إضافة [[حملات صليبية|للحملات الصليبية]] أدوا إلى انهيار الوضع الاقتصادي، ما أدى إلى اختفاء اهتمام [[خليفة|الخلفاء]] بالعلوم والآداب والتراجم، فكان العامل الثاني في تراجع اللغة السريانية وأفول نجمها. يسع القول أنه بحلول [[القرن الحادي عشر]] بدأ الموارنة في [[سوريا]] و[[لبنان]] بدأ الموارنة باستخدام العربية بدلا من السريانية في تعاملاتهم، هناك دليل ناصع ممثلاً بكتابي «الهدى» و«الفصول العشرة» لمترجمهما ”توما أسقف [[كفر طاب]] [[كنيسة مارونية|الماروني]]“ قرب [[معرة النعمان]]، فالكتابان وضعا بالسريانية في [[القرن العاشر]] ثم نقلهما الأسقف إلى [[لغة عربية|اللغة العربية]]، على شكل رسالة موجهة إلى أهل [[جبيل]] بناءً على طلب [[أسقف|مطرانها]]، مبررًا ذلك بأن السكان حديثًا باتوا يستعملون [[لغة عربية|اللغة العربية]] في تعاملاتهم اليومية، بدلاً من السريانية. إحدى المظاهر الأخرى لانتشار العربية بدلاً من السريانية هو ظهور "الخط الكرشوني" أو "الكتابة الكرشونية"،<ref>[http://alazmenah.com/print_details.php?page=show_det&id=459 السريان، نقلة حضارات وجسر بين العالمين اليوناني الغربي والعربي الشرقي]، موقع الأزمنة، 16 كانون الأول 2010. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170702204932/http://alazmenah.com/print_details.php?page=show_det&id=459 |date=02 يوليو 2017}}</ref> والذي ظل سائدًا حتى [[القرن الثامن عشر]] في بعض مناطق [[لبنان]] واستعمله البطريرك الماروني اسطفان الدويهي في مؤلفاته. يتمثل الخط الكرشوني بكتابة اللغة العربية بأحرف سريانية، ذلك لأن السريان وإن أتقنوا العربية غير أنهم لم يتقنوا [[أبجدية عربية|أبجديتها]]. عمومًا، يمكن القول أنه بحلول [[القرن الحادي عشر]] أصبح معظم السريان ملمين بالعربية، غير أنهم احتفظوا باللغة السريانية أيضًا خصوصًا كلغة طقوس، ونادرًا ما لم يوجد سرياني غير ملم وناطق بها. إن المجازر التي ارتكبها [[المغول]] خلال اجتياحهم [[العراق]] و[[سوريا]] في [[القرن الثالث عشر]] ساهم في دمار اللغة السريانية واندثار آدابها، ما ساهم أيضًا في تراجع حظوتها لدى السريان أنفسهم، لذلك يحدد عدد من الباحثين، تاريخ الغزوات المغولية موعدًا لانتشار العربية بشكل كبير بين سريان المدن على وجه الخصوص.<ref>[http://www.a-olaf.com/~olaf/researches/althat/althat.htm بحوث ودراسات سريانية - بحث في تاريخ السريان وحقوقهم]، موقع أولاف، 16 كانون الأول 2010. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160313201210/http://a-olaf.com/~olaf/researches/althat/althat.htm |date=13 مارس 2016}}</ref> يمكن القول أنه على الرغم من ذلك، فقد بقيت اللغة حية بفعل عاملان خلال [[مماليك|العهد المملوكي]] و[[الدولة العثمانية|العهد العثماني]]، يتمثل أولهما [[مسيحية سريانية|بالكنائس المسيحية السريانية]] التي حافظت على اللغة بين [[رهبانية|رهبانها]] و[[قس|كهنتها]]، إلى جانب الإبقاء عليها كلغة طقوس، والثاني بانقطاع الصلة بين بعض مناطق الريف والمدن ما ساهم في نشوء مجتمعات قروية منغلقة على نفسها ومحافظة على لغتها وتقاليدها. حتى في المناطق التي انتشرت في [[لغة عربية|العربية]] بشكل نهائي بين السكان، لم يقتصر التأثير على نشوء "الخط الكرشوني" كمرحلة وسيطة، وإنما طبعت [[لغة عربية|العربية]] بألفاظ ومصطلحات سريانية لتتشكل بذلك [[لهجات شامية|اللهجات الشامية]]، خصوصًا في [[سوريا]] و[[لبنان]].عمومًا فإن البعض، يعيد تأثير السريانية على العربية إلى مرحلة [[الدولة العباسية]]، حين دخل عدد من المصطلحات وقواعد الصرف والنحو إلى [[لغة عربية فصحى|اللغة العربية الفصحى]].
[[ملف:Assyrianmassacres.jpg|يسار|170بك|تصغير|عناوين [[صحيفة]] [[الواشنطن بوست]] عام [[1915]] تذكر بها خبر [[مذابح آشورية|المجازر بحق السريان]]، والتي ساهمت بشكل بليغ في تقليص عدد الناطقين باللغة.]]
شهدت المرحلة المبكرة من [[القرون الوسطى]] أيضًا تكريس الانفصال بين اللهجتين السريانية الغربية والسريانية الشرقية؛ إذ أنه على الرغم من أن الانقسام يعود [[القرن السادس|للقرن السادس]] وكانت [[نصيبين]] عاصمة فرعه الشرقي بينما [[الرها]] عاصمة فرعه الغربي، غير أن القسمة باتت أعمق في أعقاب [[مماليك|العهد المملوكي]]، بما فيها قواعد النحو، إذ تخلت اللهجة الغربية عن [[شدة (لغة)|الشدة]] وحصلت تغييرات في طريقة نطق الحركات القصيرة والطويلة، ما أدى ليس فقط إلى ابتعاد هذه اللهجة عن اللهجة الشرقية بل أيضًا عن السريانية الكلاسيكية التي كانت سائدة في [[مملكة الرها]] قبلهما.<ref name="زيدل">[http://www.zaidal.com/229/Syria_Homs/topic/8797-السريان-واللغة-السريانية.html السريان واللغة السريانية- الدكتور أسعد صوما أسعد]، زيدل، 21 كانون الأول 2010.</ref>