عز الدين القسام: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 25:
أما الأب: فهو عبد القادر بن مصطفى بن يوسف بن محمد القسام. وكان الجد مصطفى وشقيقه قد قدما إلى جبلة من [[العراق]]، وهما من المُقدَّمين في [[الطريقة القادرية]] المنسوبة إلى [[عبد القادر الجيلاني|الإمام عبد القادر الجيلاني]]، ولهذا كان أنصار الطريقة القادرية في العراق يقدمون إلى جبلة لزيارة أضرحة عبد القادر ووالده مصطفى في جبلة، فكان عز الدين يردع هؤلاء، ويحثهم على الامتناع عن الحج إلى جبلة لهذا الغرض.<ref name="الفصل الثاني2"/> تزوج عبد القادر القسام بامرأتين: أولاهما من [[قلعة المرقب]]، وهي آمنة جَلّول، فأنجب منها: أحمد ومصطفى وكاملاً وشريفاً. وثانيتهما من جبلة، وهي أم عز الدين، حليمة قصاب (أو القصاب)، وقال بعضهم إنها من آل نور الله، ولعل القصاب فخذ من آل نور الله، أو نور الله فخذ من آل القصاب. وأشقاء عز الدين منها: أمين وفخري (أو فخر الدين) وفاطمة (وفي رواية: نبيهة). وكان عز الدين سادس سبعة إخوة وأشقاء، وثاني ثلاثة أشقاء.<ref name="الفصل الثاني2"/><ref name="حمودة1"/><ref name="غلاونجي">البطل المجاهد الشهيد الشيخ عز الدين القسام، مصباح غلاونجي، من مجلة التراث العربي الدمشقية، العددان 13-14، سنة 1984م</ref>
 
كانت أسرة عز الدين القسام تعيش على الكفاف والصبر على الفقر، ولكنّ رصيدها من الذكر الحسن كبير، فهي أسرة متديّنة، ولها حظ من العلم الشرعي، يحبها الناس لما لها من المكانة الدينية، فمنها أقطاب [[الطريقة القادرية]]، وكان للطرق الصوفية أنصار كثيرون في ذلك الزمان، وكان آل القسام مشهورين بالعلم والصلاح، يعطون ولا يأخذون، ويكسبون قوتهم من عملهم.<ref name="الفصل الثاني2"/> ولكنّ المؤرخين اختلفوا في وصف حال عبد القادر القسام، فقالوا: إن عبد القادر القسام كان صاحب [[الطريقة القادرية]]، وقالوا: إنه رأس هذه الطريقة، والحقيقة أنه ورث الطريقة عن أبيه، وقد نقل أبوه هذه الطريقة من [[العراق]] حيث موطنه الأصلي، وقالوا: إن عبد القادر القسام عُرف بأنه كان حدّاداً، وأنه كان تقياً ورعاً ملمّاً بأصول الدين، وهذا ما جعله إماماً لجامع سوق الحدادين في وسط بلدة جبلة. وقالوا: إنه كان يدير كُتّأباً لتعليم الصبية تلاوة [[القرآن]] ومبادئ [[الكتابة]]. وقالوا: إنه كان يملك حاكورة يزرعها بمساعدة أولاده. وقالوا: إنه كان يعمل في أرض الأفندي. وقالوا أيضاً: إنه كان يعمل مستنطقاً في جبلة، ويقوم بكتابة أوراق النفوس أيام [[الدولة العثمانية]]. ويمكن الجمع بين هذه الأقوال: أن هذه الأعمال والوظائف مرّ بها القسام ولم يجمع بينها، فاشتغل حداداً في زمن، واشتغل مستنطقاً في زمن آخر، وكان يُعلّم الأولاد القرآن في بعض أوقاته، وكان يصلي بالناس في جامع السوق [[المختار (لقب)|مختاراً]] يُقدمه الناس للإمامة إذا حضر.<ref name="الفصل الثاني2"/>
 
أما طفولة عز الدين فقد أمضاها في بلدة جبلة، قرأ القرآن الكريم وتعلم القراءة والكتابة و[[الحساب]] في [[الكتاتيب]]، ودرس مبادئ [[العلوم الشرعية]] على والده، وتتلمذ في جبلة في زاوية الإمام الغزالي لشيخين عُرفا بسعة العلم والمعرفة في [[اللغة العربية|اللغة]] و[[التفسير]] و[[الحديث النبوي|الحديث]] و[[الفقه]]، وهما الشيخ سليم طيارة [[بيروت|البيروتي]] الأصل، والشيخ أحمد الأروادي، ولما آنس منه أبوه رغبة في العلم أرسله إلى [[الجامع الأزهر|الأزهر]].<ref name="حمودة1"/> وبعد عودته إلى جبلة اقترن بالسيدة أمينة نعنوع من جبلة، فأنجب منها ولداً ذكراً سماه محمد، وثلاث بنات هنّ: عائشة وميمنة وخديجة. وقد وُلد ابنه محمد في فلسطين، حيث كان عمره حين وفاة والده سبع سنوات، وبلغت ميمنة درجة عالية من الثقافة في حياة والدها.<ref name="الفصل الثاني2"/><ref name="غلاونجي"/>