تكرير النفط: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ترتيب ذيل المقالة
لا ملخص تعديل
سطر 2:
[[ملف:Masjed soleyman Gas Refinery.JPG|تصغير|[[مصفاة غاز]] في [[مسجد سليمان]] - [[إيران]]]]
[[ملف:International coastal road Egypt 00 (23).JPG|تصغير|منشأة بترولية في مدينة الإسكندرية المصرية]]
'''تكرير النفط''' هوهي العمليات الضرورية التي يمكن بها معالجة الزيت الخام،الخام بها، واستخلاص المركبات العديدة المرغوب فيهاالمرغوبة منه، وتحويلها إلى منتجات صالحة للاستهلاك، إذ ليس من الممكن استعمال زيت البترول الخام بالصورة التي يوجد بها باطن الأرض. والمقصود بالتكرير تكسير الزيت الخام إلى مكوناته وجزيئاته الأصلية وإعادة ترتيبها لتكون مجموعات تختلف عن الموجودة في الزيت الخام، أي تصنيعها إلى منتجات نهائية صالحة للاستخدام.
 
== مصفاة النفط ==
سطر 42:
 
== عمليات التكرير ==
البترول الخام عبارة عن خلائط معقدة جداً تتنوع بشكل كبير من منطقة لأخرى، ومن حقل نفطي لأخر، فكل له تركيبة فردية خاصة ولا يمكن أن تتماثل بدقة مع أي بترول خام، وتختلف عن بعضها البعض في الخواص الفيزيائية والكيميائية، وبعض البترول الخام يأتي بشكل سائل متحرك ذو لون فاتح والأخر كثيف أو يحتوي على مواد قطرانية، وتختلف أيضاً في الرائحة. ويكون البترول في مكامن تحت الأرض في بنيان صخرية، ويستخرج من هذه المكائن بواسطة حفر آبار تحت ضغط المكمن أو بواسطة ضخ خارجي. وتكون المركبات الهيدروكربونية هي المركب الرئيس في الزيت الخام، أو تكون هيدروكربونات مستبدلة حيث يكون فيها عنصران رئيسان: الكربون بنسبة تتراوح بين (87-83%) و هيدروجين بنسبة تتراوح بين (10-14%) متحدان مع ثلاثة عناصر أخرى أقل أهمية وهي الكبريت بنسبة (0،1-3%) ونادراً ماتصل إلى 7%، والنيتروجين (0،1-2%) والأكسجين قد يصل حتى 1،5%. ويخضع البترول إلى عمليات تكرير مختلفة تشتمل على عمليات فيزيائية (تقطير، تثبيت مقطرات مخففة، التنقية) و كيميائية (تكسير، إعادة تشكيل).
 
=== العمليات الفيزيائية "الفصل" ===
 
==== '''1-التقطير:''' ====
وتعد هي الخطوة الأولى في تصنيعه للحصول على المشتقات البترولية بأنواعها المختلفة، وهي أكثر العمليات أهمية في مصفاة تكرير البترول، وتعتمد هذه العملية على فصل المنتجات البترولية على حسب درجة غليان كل جزء من مكوناته، وفيها تفصل الجزيئات الأخف ذات درجات الغليان المنخفضة بواسطة الغليان والتكثيف كما يلي:[[ملف:Crude Oil Distillation-ar.PNG|تصغير|عملية [[التقطير بالتجزئة]].]]
[[ملف:Crude Oil Distillation-ar.PNG|تصغير|عملية [[التقطير بالتجزئة]].]]
* '''التقطير الابتدائي أو تحت الضغط الجوي :''' وتهدف هذه الخطوة لفصل البترول إلى أجزاء مختلفة تكون كل منها مجموعة مكونات [[هيدروكربونية]]، وتكون هذه العملية على حسب نطاق درجات غليانها حيث تكون السوائل ذات درجات الغليان المنخفضة أكثر تطايراً من تلك التي لها درجات غليان أعلى، وتشتمل عملية التقطير تحت الضغط الجوي عند 760 مم زئبق، على عدة مراحل رئيسة وذلك بتسخينه بحيث يرفع النفط الخام بالمضخات من مستودعاته إلى فرن، ولكن عادة يجري له عملية تسخين مبدئي تدريجي باستخدام [[مبادل حراري|مبادلات حرارية]] تتبادل بين النفط الخام البارد والقادم من الخزانات وبين منتجات برج التكرير الساخنة والتي بحاجة إلى تبريد. وحيث ان هذا العمل يساعد في تخفيف تكاليف التبريد فانه أيضاً يمنع تفحم النفط الذي يحدث عندما يتم تسخين النفط بشكل مفاجئ، يلي هذه العملية، تسخين باستخدام الأفران الأنبوبية إلى درجة حرارة 300 إلى 400 مئوية، حيث يدخل إلى الفرن فيتبخر تبخراً جزئياً. ويمر البخار إلى برج التجزئة أو عمود التجزئة الذي قد يصل طوله في بعض الوحدات إلى 45 متر ويحتوي على 30-50 طبقة تجزئة، وترتفع المكونات الغازية تدريجياً خلال صواني البرج. وكلما ارتفع بخار المكونات انخفضت درجة حرارته، وتكثف جزء منه على كل صينية من الصواني التي يتكون منها برج التجزئة. فإذا امتلأت إحدى الصواني، فاض ما عليها من السائل زائد، وسقط على الصينية التي تليها.وعادة ما تكون كل صينية أقل حرارة من التي تحتها، أي أنه كلما كان موقع الصينية مرتفعاً كانت المواد المتجمعة عليها أقل كثافة، وكلما اخترقت فقاعات البخار سائلاً على إحدى هذه الصواني من خلال حاجز الفقاقيع، تكثف من البخار ذلك الذي له مدى غليان السائل الموجود على هذه الصينية نفسه، أما المواد المواد الخفيفة التي قد تكون مختلطة بالسائل فإنها تنفصل على شكل مرة أخرى وتنتقل إلى الصينية التي تعلوها.ويمكن التحكم في درجة حرارة برج التجزئة بتمرير السائل الموجود في أسفل البرج، في فرن لغليه من جديد كما يمكن التحكم في [[درجة الحرارة]] أعلى البرج بإعادة دفع جزء معين من المنتج الذي يخرج من هذه المنطقة بعد تكثيفه وتسمى هذه العملية الارتداد. ومع أنه يتجمع على كل صينية من صواني برج التجزئة سائل له [[نقطة غليان]] تختلف قليلاً ، فإن جزءاً معيناً من المنتج سوف يتكثف، رغم أن نقطة غليانه أقل من نقاط غليان معظم السائل المتجمع على الصينية، وعندئذ يتم سحب السائل من صواني خاصة إلى أعلى أبراج جانبية. وفي هذه الأبراج يفيض السائل مجتازاً عدداً قليلا من الصواني، بينما تطرد الأبخرة المتصاعدة المواد أقل كثافة وبذلك تتحدد نقطة غليان السائل المنتج، وتعود الهيدروكربونات التي تطرد بالغليان إلى البرج الرئيسي. وتجرى عملية التقطير في أنظمة تقطير مختلفة منها: أنظمة تقطير ذات مرحلة واحدة، أنظمة تقطير ذات مرحلتين، أنظمة تقطير نفط خام مع وحدة معالجة بالهيدروجين ومجزئ، ويمكن تصنيف المنتجات الرئيسة التي تأخذ من برج التقطير تحت الضغط الجوي إلى مايلي:
فيها تفصل الجزيئات الأخف ذات درجات الغليان المنخفضة بواسطة الغليان و[[التكثيف]] كما يلي:
** غازات : [[ميثان]]، [[إيثان]]، [[بروبان]]، [[بيوتان]]، [[بنتان]].
** مقطرات خفيفة: غاز البترول المسيل، إيثر بترولي، [[وقود السيارات|وقود سيارات]]، [[نفثالين|نفثا]].
** مقطرات متوسطة: كيروسين، زيت وقود، زيت غاز، مقطرات شمعية خفيفة.
** مقطرات ثقيلة: ديزل، زيوت تشحيم.
** بقايا: أسفلت، راتنجات، سوائل لزجة أو شبة صلبة.
 
* '''التقطير تحت الضغط المخلخل "التفريغي" أو الضغط المنخفض:''' تستخدم هذه العملية عند درجة حرارة أقل مت تلك التي تحدث فيها تفاعلات تكسير حراري أو تحطيم وتحت ضغط منخفض يتراوح بين 50 إلى 100 مم زئبق، وتسمح هذه الطريقة بتقطير المواد في درجة حرارة أقل من درجة غليانها، وتستخدم للحصول على نواتج أثقل من تلك التي يتم الحصول عليها في عملية التقطير تحت الضغط الجوي وتعتمد على نوع اللقيم وظروف التشغيل،و تستخدم لتجزئة زيت الوقود الثقيل "المازوت"، الناتج من عملية التقطير الابتدائي إلى بيتومين "أسفلت" و"قار" ومواد أخرى "سولار" و"مقطرات شمعية" وتستخدم أساساً في إنتاج الزيوت والشحوم، كما يمكن استخدامها في عمليات [[الانحلال الحراري|التكسير الحراري]] أو بالعوامل المساعدة ([[تحفيز|المحفزات]]). و يجب خفض [[درجة الحرارة]] اللازمة لتبخير أكبر جزء من زيت الوقود الثقيل للحصول على الأسفلت لأنه يمكن تخفيض [[نقطة غليان]] السائل بتخفيض [[الضغط]] الواقع عليه. وفي هذه الطريقة تستخدم أجهزة أو مضخات التفريغ للاحتفاظ بضغط منخفض ،كما تستخدم مضخات لرفع الزيت خلال الفرن إلى برج التقطير تحت الضغط المنخفض. إذ أن التفريغ يحول دون سحب الزيت بالتدفق الطبيعي ويتحول الزيت إلى بخار الزيت وينساب الأسفلت إلى القاع حيث يقابله بخار ماء ذو درجة عالية، يتسبب في دفع ما قد يكون عالقاً بالإسفلت من مواد زيتية قليلة الكثافة إلى أعلى البرج. وتخرج الأجزاء ذات الكثافة المنخفضة من أعلى البرج على شكل بخار السوائل مختلطا ببخار الماء ،ليمر على مكثف يكثفهما معا.ثم يدخل المزيج من السولار والبخار المتكثفين إلى برج الاسترجاع، فترد الأبخرة بسحبها بالمضخات إلى أعلى الصينية من صواني برج التجزئة. ويسحب الباقي باعتباره أحد المنتجات النهائية، ويتم سحب الغاز غير المكثف من أعلى البرج بواسطة مضخات التفريغ، وتسحب السوائل من برج التقطير على أبعاد مختلفة فيمرر كل سائل ببرج تثبيت لفصل المواد الخفيفة بالاستعانة ببخار الماء وإعادتها إلى البرج. أما الباقي فيبرد على حده، وهو أساساً السولار والمقطرات الشمعية التي تصبح المادة الخام لصناعة زيوت التزييت والشحومات، كما يمكن استخدامها في عمليات التكسير بالعوامل المساعدة ويتبقى "الاسفلت" في قاع البرج. ومن نواتجها زيت غاز ثقيل، وزيوت تشحيم خفيفة ومتوسطة وثقيلة، وشمع، وبيتومين، والأسفلت.
'''*التقطير الابتدائي أو الجوي :''' تجزئة النفط الخام إلى قطفات تكون كل منها مجموعة مكونات [[هيدروكربونية]] وذلك بتسخينه بحيث:
* '''تقطير الزيت الخفيف:''' تتم العملية لتثبيت المقطرات الخفيفة عن طريق فصل الغازات المذابة فيها وتجزئتها إلى أجزاء بدرجات غليان منخفضة، ويتضمن غاز التثبيت جزءاً كبيراً من المركبات الهيدروكربونية المحتوية على 3 أو 4 ذرات كربون (C4-C3) وهي تشكل مورداً خصباً للصناعات البتروكيميائية نظراً لاحتوائها على البروبلين والبيوتيلين. تتم هذه العملية في أعمدة تثبيت حيث تنتزع المركبات الهيدروكربونية من C1 إلى C4 ثم تجزأ هذه المكونات لاستعادة نواتج غاز البترول المسيل شكل (LPG).
* يرفع النفط الخام بالمضخات من مستودعاته إلى فرن "ولكن عادة يجري له عملية تسخين تدريجي باستعمال [[مبادل حراري|مبادلات حرارية]] تتبادل بين النفط الخام البارد والقادم من الخزانات وبين منتجات برج التكرير الساخنة والتي بحاجة إلى تبريد. وحيث ان هذا العمل يساعد في تخفيف تكاليف التبريد فانه أيضا يمنع تفحم النفط الذي يحدث عندما يتم تسخين النفط بشكل مفاجئ ثم يدخل إلى الفرن فيتبخر تبخرا جزئيا. ويمر البخار إلى برج التجزئة. وترتفع المكونات الغازية تدريجيا خلال صواني البرج. وكلما ارتفع بخار المكونات انخفضت درجة حرارته، وتكثف جزء منه على كل "صينية" من " الصواني " التي يتكون منها برج التجزئة. فإذا ما امتلأت إحدى الصواني، فاض ما عليها من السائل زائد، وسقط على الصينية التي تليها.و تكون عادة كل صينية أقل حرارة من التي تحتها، أي أنه كلما كان موقع الصينية مرتفعا كانت المواد المتجمعة عليها أقل كثافة وكلما اخترقت فقاعات البخار سائلا على إحدى هذه الصواني من خلال حاجز الفقاقيع، تكثف من البخار ذلك الذي له مدى غليان السائل الموجود على هذه الصينية نفسه، أما المواد المواد الخفيفة التي قد تكون مختلطة بالسائل فإنها تنفصل على شكل مرة أخرى وتنتقل إلى الصينية التي تعلوها.
* ويمكن التحكم في درجة حرارة برج التجزئة بتمرير السائل الموجود في أسفل البرج، في فرن لغليه من جديد كما يمكن التحكم في [[درجة الحرارة]] أعلى البرج بإعادة دفع جزء معين من المنتج الذي يخرج من هذه المنطقة بعد تكثيفه وتسمى هذه العملية " الارتداد". ومع أنه يتجمع على كل صينية من صواني برج التجزئة سائل له [[نقطة غليان]] يختلف قليلا ،فإن جزءا معينا من المنتج سوف يتكثف ،رغم أن نقطة غليانه أقل من نقاط غليان معظم السائل المتجمع على الصينية؟ وعندئذ يتم سحب السائل من صواني خاصة إلى أعلى أبراج جانبية. وفي هذه الأبراج يفيض السائل مجتازا عددا قليلا من الصواني، بينما تطرد الأبخرة المتصاعدة المواد أقل كثافة وبذلك تتحدد نقطة غليان السائل المنتج، وتعود الهيدروكربونات التي تطرد بالغليان إلى البرج الرئيسي.
* المنتجات الرئيسية التي تأخذ من برج التقطير تحت الضغط الجوي هي:الغازات النفطية الخفيفة التي تستخدم في صناعة [[الأسمدة]] ،البوتاجاز، الجازولين الذي يستخدم في إنتاج [[بنزين السيارات]] ،و [[كيروسين|الكيروسين]] ،و [[سولار|السولار]] ،و [[ديزل|الديزل]] و[[مازوت|المازوت]].
 
'''*التقطير تحت الضغط المخلخل"التفريغي":'''تستخدم هذه الطريقة لتجزئة زيت الوقود الثقيل "المازوت" الناتج من عملية التقطير الابتدائي إلى بيتومين "أسفلت" و"قار" ومواد أخرى "سولار" و"مقطرات شمعية" وتستخدم أساسا في إنتاج الزيوت والشحوم؟ كما يمكن استخدامها في عمليات [[الانحلال الحراري|التكسير الحراري]] أو بالعوامل المساعدة ([[تحفيز|المحفزات]]).
 
ونشير إلى أنه يجب خفض [[درجة الحرارة]] اللازمة لتبخير أكبر جزء من زيت الوقود الثقيل للحصول على الأسفلت لأنه يمكن تخفيض [[نقطة غليان]] السائل بتخفيض [[الضغط]] الواقع عليه.
وفي هذه الطريقة تستخدم أجهزة أو مضخات التفريغ للاحتفاظ بضغط منخفض ،كما تستخدم مضخات لرفع الزيت خلال الفرن إلى برج التقطير تحت الضغط المنخفض. إذ أن التفريغ يحول دون سحب الزيت بالتدفق الطبيعي ويتحول الزيت إلى بخار الزيت وينساب الأسفلت إلى القاع حيث يقابله بخار ماء ذو درجة عالية، يتسبب في دفع ما قد يكون عالقا بالإسفلت من مواد زيتية قليلة الكثافة إلى أعلى البرج.
 
وتخرج الأجزاء ذات الكثافة المنخفضة من أعلى البرج على شكل بخار السوائل مختلطا ببخار الماء ،ليمر على مكثف يكثفهما معا.ثم يدخل المزيج من السولار والبخار المتكثفين إلى برج الاسترجاع، فترد الأبخرة بسحبها بالمضخات إلى أعلى الصينية من صواني برج التجزئة. ويسحب الباقي باعتباره أحد المنتجات النهائية، ويتم سحب الغاز غير المكثف من أعلى البرج بواسطة مضخات التفريغ.
 
وتسحب السوائل من برج التقطير على أبعاد مختلفة فيمرر كل سائل ببرج تثبيت لفصل المواد الخفيفة بالاستعانة ببخار الماء وإعادتها إلى البرج. أما الباقي فيبرد على حده، وهو أساسا السولار والمقطرات الشمعية التي تصبح المادة الخام لصناعة زيوت التزييت والشحومات، كما يمكن استخدامها في عمليات التكسير بالعوامل المساعدة ويتبقى "الاسفلت" في قاع البرج.
 
تتمثل نتائج التقطير تحت التفريغ في: زيوت التزييت، الأسفلت.
 
'''2- الاستخلاص بالمذيبات:'''