طبقات النسب: الفرق بين النسختين
[نسخة منشورة] | [نسخة منشورة] |
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط clean up باستخدام أوب |
ط بوت: إزالة التشكيل |
||
سطر 21:
هي الطبقة الثانية، وهي ما انقسم الشعبُ فيها، كربيعة ومضر، وتسمى جمجمة، والقبيلة هي التي تجمع العمائر، والشعب هو الذي يجمع القبائل، ومتى تقادم الزمان وطالت الأنساب تحولت القبائل إلى شعوب، ففي زمن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلهِ وَسَلَّم كانت قريش قبيلة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّم، وكان مضرُ شعبٌ وربيعةُ شعبٌ، والقبيلة من بين هذه الطبقات هي التي كانوا يجوزون إطلاقها على كل طبقة من طبقات النسب.
القبيلة سُميت بهذا الاسم لإطباق تجمعاتها التي هي العمائر وما دونها على بعضها ؛ أخذاً من قبائل الشجرة التي هي فروعها كما في قول الزجاج أو من قبائل الرأس التي هي عظام الجمجمة كما في قول الأكثر ؛ وهي أربعة أعظم مشعوبة ؛ فكل فلقة من تلك العظام عظام الجمجمة المتشعبة تسمّى قبيلة، وكل قبيلة منها قد قوبلت بالأخرى، فكذلك العمائر والبطون والأفخاذ والعشائر قد تقابلت في الحسّ والمعنى للحميّة والعصبية فكان لها قوة وصلابة كالتي تكون للجمجمة التي هي عصمة للدماغ من التلف، والعرب قد يطلقون على القبيلة اسم الجمجمة، ويريدون من الجمجمة القبيلة العظيمة تفرع منها قبائل اكتفت هذه القبائل المتفرعة بأسمائها دون الانتساب إلى القبيلة الأم، فصارت القبيلة الأم كأنها جسد قائم، وكان كل عضو منها بمثابة الأعضاء البشرية التي قد اكتفت بأسمائها وعرفت بأوصافها، وكأنهم يقولون لمجمل العظم الذي هو عصمة للدماغ جمجمة ومتى أرادوا التبيين والتفصيل سموا كل عظم أي كل قبيلة من عظام [[الجمجمة]] أي من قبائلها المشعوبة باسم للتمييز والتوضيح، من جَمْجَمَ الشيءَ إذا لم يبينه، ومثَّلوا لجمجمة ب[[غطفان]] ؛ و[[هوازن]] ؛ و[[كنانة]] ؛ و[[تميم]] ؛ و[[بكر بن وائل]] ؛ و[[عبد القيس]] بن أفصى ؛ و[[مذحج]]؛ و[[قضاعة]].
والحاصل أن القبيلة هي : مجتمع ينتسب إلى أبٍ واحدٍ غالباً ؛ يحامي عن شرف ذلك الأب (النخوة) ويتعصب له، لذلك المجتمع صفات وسلوكيات متحدة يضم تكتلات لها ما للمجتمع الأم من أوصاف وسمات، تعمل هذه التكتلات لصالحها الذي هو صالح [[المجتمع
فهل تعتبر الكثرة عند القبيلة ؟ أم أيّ شيء يمييز القبيلة وبأي شيء تُعْرف ؟ والحق الذي عليه العرب والقدماء أن الكثرة لا اعتبار لها، وإنما العبرة بتلك الصفات التي تميز القبيلة، التي هي حصول الاستقلال لتلك الجماعة، وتوفر العصبية والحميّة بين أفرادها لنسل الأب الجامع، حتى عدَّ العربُ تكتلاتاً صغيرةً جداً قبائلاً ؛ فقالوا مثلاً ؛ هذه القبيلة لا يزيد عددها عن أربعين رجلاً، وتلك لا يزيدون فيها عن أربعة أو خمسة.
== العِمَارَةُ ==
هي الطبقة الثالثة، وهي ما انقسم فيه أنساب القبيلة، كقريش وكنانة، ويجمع على عمائر وعمارات، والعمارة هي التي تجمع البطون، والذي يجمع العمارة هو القبيلة، قال في لسان العرب : والعِمَارة والعَمارةُ : أَصغر من القبـيلة، وقـيل : هو الحيُّ العظيم الذي يقوم بنفسه، ينفرد بِظَعْنِها وإِقامتها ونُـجْعَتِها، وهي من الإِنسان الصدر، سُمِّي الحيُّ العظيم عِمَارة بعِمارة الصدر، وجمعها عَمائر.. قال [[
ومثلوا لها بالنسبة للعمود النبوي بمضر، فكان [[مضر]] [[قبيلة]] فانقسم إلى [[خندف]] و [[قيس]] ثم انقسم بنو خندف إلى عمائر مثل [[قريش]]، و[[كنانة]]، و[[تميم]]، و[[أسد]] ، و[[هذيل]]، وهذا المثال قبل أن تصير [[قريش]] و[[كنانة]] و[[تميم]] و[[أسد]] و[[هذيل]] قبائلاً، أمّا في زمن النبوّة فقد كانت كلها قبائل.
سطر 33:
== الفَخْذُ ==
جعله بعض [[النساب]] الطبقة الخامسة من طبقات النسب، وعرّفوه بأنه الذي تنقسم فيه أنساب البطن، وأنه الذي يجمع الفصائل ويجمع الأفخاذَ البطنُ، فالفخذ أسفل البطن، قال في لسان العرب : " وفَخِذُ الرجلِ : نَفَرُهُ مِن حَيِّهِ الذين هم أَقرب عشيرته إِليه، والجمع كالجمع وهو أَقل من البطن، وأَولها الشَّعْبُ، ثم القبيلة ثم الفَصِيلة ثم العِمَارة ثم البَطْن، ثم الفخذ ؛ قال [[ابن
ومثلوا للأفخاذ بالنسبة للعمود النبويّ ؛ كآل عبد مناف بطن انقسم إلى أفخاذ وهي : [[بني هاشم]]، [[عبد شمس بن عبد مناف|بني عبد شمس]]، و[[المطلب بن عبد مناف|بني المطلب]]، و[[نوفل بن عبد مناف|بني نوفل]].
== العَشِيْرَةُ ==
قال [[ابن دريد]] في [[جمهرة اللغة]] : " عشيرة الرجل بنو أبيه الأدنون الذين يعاشرونه، وهكذا ذكر أصحاب [[المغازي]] أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلهِ وَسَلَّم لما أنزل عليه ((وأنذر عشيرتك الأقربين)) قام فنادى يا بني عبد مناف ! وعشير الرجل ؛ امرأته التي تعاشره في بيته وهو عشيرها أيضا "، قال في [[لسان العرب]] : وعَشِيرَة الرجل : بنو أَبيه الأَدنونَ، وقيل : هم القبـيلة، والجمع عَشَائر.
و[[الشيعة]] [[الجعفرية]] يريدون من العشيرة [[بني هاشم]]، لحديث أنّ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْه وآلِهِ وسَلَّم أمر [[الإمام
ويُروى أنّ [[معاوية بن أبي سفيان]] قام يوماً على المنبر فقال: أيُّها الناس! إنَّ اللهَ فضّل قريشاً بثلاث فقال لنبيه: ((وأنذر عشيرتك الأقربين))؛ ونحن عشيرته الأقربون، وقال: ((وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ)) الزخرف: 44 ونحن قومه، وقال: ((لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ)) قريش: 1 - 2 ؛ ونحن قريش.
فقام رجلٌ من الأنصار فقال له : على رسْلك يا معاوية ! فإنّ الله قال : ((وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ)) الأنعام: 66 ؛ وأنتم قومه، وقال : ((وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ)) الزخرف: 57 ؛ وأنتم قومه، وقال : ((وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا)) الفرقان: 30 وأنتم قومه، ثلاثة بثلاثة ولو زدتنا لزدناك، فأفحمه.
سطر 51:
والحاصل أن هذه الطبقات وتتميز عن بعضهاعنوة لا عن اختيار عند الشدائد والنكبات والجوائح، فنجد طبقات النسب تترتب على هذا النمط في التفاف أفراد القبيلة حول الفرد وبتعصب كل بني أب إلى أبيهم وبانضمامهم إلى بعضهم دون بني عمهم، فكلما كانت جماعة هي أقرب من غيرها كانت في العادة هي الأخص بالفرد، والأكثر حمية وغيرة له، وأشد دفاعاً عنه، وأكثرهم استماتة في سبيل نصرته، فالناس أبناء الجد الواحد يتشكلون هكذا تلقائياً في الأمور المهمة ؛ وبالتالي تتبين لنا تلك المفاصل في جسم القبيلة، وبالتالي نعرف الخاص والأخص ؛ فالاعتضاد بالعشيرة/القبيلة والتكثّر بها يكون وفق درجات بحسب القُرْب، وعلى قدر ذلك القرب يكون الولاء والوفاء، وعلى قدر البعد يكون البراء والجفاء، وهذا أمر مسلمٌ جداً ولا نعرف فيه خلافاً.
قال المؤرخ [[
وهذا تماماً الذي حصل مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْه وآلِهِ وسَلَّم، فكان أشد الناس التفافاً حوله، وأصدقهم إيماناً به قرابته الأدنون الذين هم بنو هاشم بن عبد مناف دون بقية عشيرته/قريش، وكان التالي لهاشم بن عبد مناف بقية آل عبد مناف بن قصي وهم آل المطلب بن عبد مناف، وخذله بنو عبد شمس وبنو نوفل ابنا عبد مناف بن قصي وكذبوه واستبدلوا القرابة بالأبعدين.
وكان [[
== المراجع ==
|