دبابة: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط ←‏المصادر: بوت: صيانة القوالب
وصلة/وصلات داخلية
سطر 130:
ومع انتشار الأسلحة النووية وخاصة بعد ابتكار الأسلحة النيوترونية أصبحت هنالك متطلبات جديدة لدروع الدبابة. إن القنبلة النيوترونية تعتمد على الإشعاع لقتل الكائنات الحية دون تأئيرٍ كبير على المنشئات والمباني، فهي قادرة على رفع درجة الحرارة داخل الدبابة لمئات الدرجات المئوية دون اختراقها، ولذلك بدأ كل من المعسكرين الشرقي والغربي خلال الحرب الباردة، بتبطين دروعهم بطبقة رقيقة من سبائك معدنية تدخل في تكوينها مادة الرصاص، للحد من تسرب الإشعاع لداخل الدبابة. وبظهور القذائف المنسحقة مرحلة ما بعد الحرب، بدأ تزويد دروع الدبابات بطبقة من اللدائن والمواد اللينة، كما زاد استخدام الدروع المفرغة، لتشتيت الموجات الارتجاجية التي تسببها هذه القذائف، والدروع المفرغة هي دروع يترك فيها طبقة أو أكثر من التجاويف الفارغة، تزيد من السماكة الإجمالية دون زيادة الوزن، وبطن الدرع بطبقة لينة أيضا لتمتص الشظايا المتناثرة من الدرع الأساسي نحو الطاقم. لقد أثبت الدرع المفرغ فاعليته في مواجهة القذائف المنسحقة.
 
شكلت القذائف ذات الحشوة الجوفاء خطورة كبيرة على الدبابات، ومع أن الدروع المائلة والمفرغة ساهمت بزيادة كفائة الدروع، إلا أنها لم تكن كافية، فجاء تطوير الدروع المركبة، وكانت التجربة البريطانية الأبرز مع تطوير [[درع تشوبهام|دروع تشوبهام]] المركبة في أواخر الستينيات من القرن الماضي، والتي استخدمت على الدبابة البريطانية [[تشالنجر-1]]. والدروع المركبة لا تعتمد بشكل رئيسي في تكوينها على الفولاذ كما في الدروع التقليدية، وإنما تعتمد على مواد ذات خواص حرارية وميكانيكية عالية مثل ألياف الزجاج أو مشتقات السيراميك مثل [[كربيد السيليكون]] والكيفلار،و[[الكيفلار]]، وتمتاز هذه المواد بصلابتها العالية بسبب طبيعة تكوين جزيئاتها البلورية، كما أن درجة الانصهار لها مرتفعة كثيراً مقارنة مع الفولاذ، في حين أن كثافتها قليلة فتمتاز بخفة وزنها. إن مشتقات السيراميك تأمن حماية فعالة ضد الشحنة المجوفة والتي تعتمد على الحرارة العالية لهزم الدروع، وإلى حدٍ ما ضد مقذوفات الطاقة الحركية، إلا أن صلابتها العالية وشكل جزيئاتها البلوري، يؤديان إلى تشظيها وتكسرها تماماً كما يفعل الزجاج عند الإصابة، وهو من عيوبها الرئيسية، فيمكن لقذيفةٍ تخترق الدرع أن تتسبب بتهشيم مساحة كبيرة من هذه المواد وبعيداً حتى عن نقطة الارتطام، ولهاذا توزع الدرع المركبة على شكل صفائح مضلعة مربعة، مستطيلة، أو مسدسة، ومدعمة بقالب معدني من سبائك الفولاذ أو الألمنيوم أو التيتانيوم، وتحكم خواصها بجعلها في أشكال هندسية غير منحنية ما يفسر الشكل المضلع للدبابات الغربية الحديثة مثل دبابة [[ليوبارد-2]] الألمانية. وتقريباً فإن كل الدبابات حالياً لها دروع مركبة، كما لبعض الدبابات مثل الـ "[[إم-1 أبرامز]]" الأمريكية و"[[تي-80]]" الروسية دروع مركبة من اليورانيوم المنضب تزيد من فاعليتها في مواجهة مقذوفات الطاقة الحركية.
 
وجائت النقلة النوعية الأخرى بتطوير الدروع التفاعلية، فقد أجرى المهندسون السوفيات عدداً من التجارب على نماذج معدلة من دبابة "[[تي-64]]" خلال فترة السبعينيات، زودت بدروع قافزة، وهي عبارة عن صفائح معدنية مزودة بمفصلات ونوابض ميكانيكية تدفع هذه الدروع الثانوية للقفز بعيداً عن سطح الدبابة بتحفيز من القذيفة المعادية، وبغرض تشتيت طاقتها قبل الاصطدام بالدروع الرئيسية للدبابة، ولكن هذه النماذج لم تصل لمرحلة الإنتاج وإنما حلت محلها نماذج أخرى من الدروع التفاعلية النشطة والهامدة، مثل دروع "[[كونتاكت-5]]" المعاكسة والتي زودت بها الدبابات السوفياتية خلال فترة الثمانينيات وحتى اليوم. إن الدروع التفاعلية النشطة تسمى عادة بالدروع الردية أو المعاكسة، وهي عبارة عن صفائح إضافية تثبت على الهيكل الخارجي للدبابة، وهذه الصفائح مكونة من قوالب معدنية تحتوي على طبقة من المتفجرات، فعند اختراق المقذوف لها تتسبب حرارته وطاقته بانفجارها كردة فعل ما يجعل تأثيره يستهلك قبل وصوله للدرع الرئيسية، وهي فعالة جداً في مواجهة مقذوفات الطاقة الحركية كما ضد القذائف ذات الشحنة الجوفاء، إلا أن انفجار الدروع المعاكسة يولد كمية كبيرة من الشظايا والمتناثرات تحد من إمكانية الدبابات على مواكبة وحدات المشاة الصديقة، والعمل في بيئة الأسلحة المشتركة، ولهذا استخدمت دروع تفاعلية هامدة ضمن تدريع دبابة "[[لوكلير]]" الفرنسية، وتعتمد الدرع التفاعلية الهامدة على مواد شبيهة بالمطاط، تتفاعل عند الاختراق مع حرارة المقذوف، فتتمدد بشكل يؤدي لتشويه مسار القذيفة وقد يتسبب بانحنائها، والدروع الهامدة ليست بمستوى فعالية تلك النشطة ولكنها أفضل لسلامة الوحدات الصديقة في الميدان. كما أصبحت الدروع الحديثة وحدية التصميم، أي تكون متجزئة لعدة وحدات، ما يسهل استبدال الأجزاء المعطوبة في الميدان بسرعة كافية دون الحاجة لعمليات القطع واللحام الحرارية والكهربائية التي تستهلك جهداً ووقتاً كبيرين، وتتطلب ورشاً مجهزة لهذا المستوى من عمليات الإصلاح.