متصرفية جبل لبنان: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
الرجوع عن تعديل معلق واحد من Saroufim1 إلى نسخة 14952120 من باسم.
سطر 85:
هو "قره ‌بت آرتين باشا داوديان"، ويُعرف بداود باشا. [[أرمن|أرمني]] الأصل، كان عالي الثقافة وكان يشغل منصب مدير [[بريد|البريد]] [[تلغراف|والتلغراف]] في [[الآستانة]] عندما صدر في سنة [[1861]] قرار تعيينه متصرفًا على [[جبل لبنان]] لمدة ثلاث سنوات. رحّب به كبار رجال الدين [[كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك|الروم الكاثوليك]] وكذلك رجال الدين [[كنيسة الروم الأرثوذكس|الروم الأرثوذكس]]. إلا أن [[الكنيسة المارونية|الطائفة المارونية]] لم ترحب به طوال فترة خدمته. فقد كان يوسف قرمان، آخر قائممقام ماروني يطمح في تولي منصب المتصرف.<ref>Caesar E. Farah, (2000). [http://books.google.com/books?id=Uxkz9D4Ff_sC&pg=PA696&lpg=PA696&dq=Davidian+Lebanon+1861&source=bl&ots=2kewYFwJuL&sig=L_Xq59LV7Qg57HODOeNgo6K3DlY&hl=en&ei=hUZ9TInBIIT68AaszcXGBg&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=1&ved=0CBIQ6AEwAA#v=onepage&q&f=false The politics of interventionism in Ottoman Lebanon, 1830-1861]. London: Centre for Lebanese Studies (Great Britain).</ref> لم يكد داود باشا يتسلم منصبه في [[دير القمر]] حتى قامت في وجهه معارضة بعض الإقطاعيين ورجال الدين، فاستطاع إرضائهم بتعيينهم في مناصب كبيرة في حكومة جبل لبنان. ولكن [[يوسف بك كرم]]، أحد شيوخ شباب بلدة [[إهدن]] والزعماء الوطنيين، الذي كان يُطالب بإعادة الحكم الوطني، وقف في وجهه بعناد وقاومه بشدّة، ورفض المناصب التي عرضها عليه. فوعده أعضاء اللجنة الدولية بإعادة النظر في مطالبه، وأقنعوه بالإخلاد إلى الهدوء ريثما تنتهي ولاية داود باشا، وقد اصطحبه وزير الخارجية فؤاد باشا معه منفيًا إلى [[تركيا]].<ref name="متصرفون">المصور في التاريخ، الجزء السابع، [[دار العلم للملايين]]، [[بيروت]] - [[لبنان]]، تأليف: شفيق جحا، [[بهيج عثمان]]، [[منير البعلبكي]]: المتصرفون وأعمالهم: داود باشا - فرانكو نصري باشا، صفحة: 212-214</ref>
[[ملف:Youssef Bey Photo.jpg|تصغير|200بك|يوسف بك كرم.]]
وفي سنة [[1864]] عندما عُدّلت بعض مواد النظام الأساسي، وجُددت ولاية داود باشا خمس سنوات، خلافًا لما كان يتوقع يوسف بك كرم، آثر مغادرة [[تركيا]] وعاد إلى [[إهدن]] وأعلن معارضته لحكومة المتصرفية وتحالف في سبيل ذلك مع الأمير [[سلمان بن ملحم الحرفوشي]]، وجمع حوله الرجال للمقاومة، ودارت بينه وبين جنود المتصرف معارك عديدة.<ref name="متصرفون"/> وأخيرًا توجه على رأس قوة إلى [[بيت الدين]] لإسقاط حكومة المتصرفية، وفيما كان في طريقه إلى بيت الدين، تدخل قنصل [[فرنسا]] وأقنعه بوجوب الكف عن المقاومة، وإلا اضطرت الدول الموقعة على النظام الأساسي إلى مساعدة المتصرف عليه. عندئذ رأى يوسف بك كرم أن يُغادر [[لبنان]]، فسافر إلى [[فرنسا]] و[[بلجيكا]]، واستقر أخيرًا في [[إيطاليا]] حيث توفي عام [[1889]]،<ref name="متصرفون"/> وقد نُقل جثمانه [[تحنيط|محنطًا]] إلى بلدة إهدن حيث لا يزال محفوظًا في كنيستها ضمن صندوق من الزجاج.<ref>[http://wouroud-f.maktoobblog.com/676409/يوسف-بك-كرم/ يوسف بك كرم: قداسة ونضال]؛ تاريخ التحرير: [[7 ديسمبر|7 كانون الأول]] [[2007]]، الساعة: 15:06م</ref>
 
استلم داود باشا الحكم وعهد المتصرفية في مطلعه، فكان عليه، بالإضافة إلى تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد، أن يُنظم أجهزة الحكم وفقًا لنص النظام الأساسي، وقد قام بهذه الأعمال بكفاءة وسرعة. فعيّن الموظفين في الدوائر المختلفة، وأجرى انتخابات مشايخ الصلح في القرى والمخاتير في المدن، وجمعهم لانتخاب أعضاء مجلس إدارة المتصرفية، وأحصى السكان ومسح الأراضي، وتولّى تحصيل إيراد [[البقاع]] لحساب الخزينة اللبنانية، كما تولّى الإشراف على إدارته. وألّف داود باشا قوّة وطنية من ألف جندي لبناني، وتعاقد مع ضبّاط فرنسيين لتنظيمها وتدريب أفرادها، كما استحصل من الحكومة العثمانية على سفينة حربية دعاها "لبنان".<ref name="متصرفون"/> وفي حقل [[ثقافة|الثقافة]] أنشأ جريدة "لبنان" الرسمية، باللغتين [[لغة عربية|العربية]] و[[لغة فرنسية|الفرنسية]]، وأسس المطبعة اللبنانية في [[دير القمر]]، وأقام عدّة مدارس مجانيّة كانت أشهرها مدرسة في بلدة [[عبيه]] عُرفت باسم "المدرسة الداوديّة".<ref name="متصرفون"/>