الهكسوس: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
سطر 84:
من المحتمل جدا أن سلالة جديدة قد أحضروا الفكرة التي تشمل عدة خصائص ثابتة وأنهم أقاموا تلك المباني بأنفسهم تحت إشرافهم لا أن الفكرة قد نقلت إلى مصر ونفذت بطريق غير مباشر , على أن الصعوبة الحقيقية في قبول فكرة وجود عنصر هندي إيراني بين الهكسوس هو انعدام وجود العلاقات اللغوية في فلسطين وسوريا حتى عهد العمارنة ولم يحقق وجود أسماء هندية إيرانية في الوثائق الحورانية المبكرة بما في ذلك الوثائق التي عثر عليها في "أربخا " في شمالي سوريا , على أنه من باب الحيطة فقط نعيد إلى الذاكرة أن من أهم النقاط الخاصة بالهكسوس في مصر أنهم على ما يظهر أنهم قد انتحلوا اللغة المصرية لغة لهم , وأن ملوكهم قد اتخذوا لأنفسهم الألقاب الملكية , هذا إلى أنهم في بعض الحالات كانوا يحملون أسماء مصرية مما كان يغطي على سمات مسمياتهم اللغوية.
والظاهر أن الحورانيين هم العنصر الوحيد الذي قد برز بوضوح نتيجة للبحوث الحديثة دالا على أنه كان ضمن العناصر التي تكون منها الهكسوس ومع ذلك فإنه لم يتعرف على إسم من الأسماء غير السامية التي تسمى بها الهكسوس بأنه حوراني الأصل , وعلى أية حال فإن الأستاذ " البريت " يرى أن بعض الأسماء الملكية مثل " سمقن " و " شارك " و " خيان " ترجع إلى أصل حوراني , وقد استعملنا في مناقشاتنا حتى الآن كلمة الحورانيون لتدل على عصر الهكسوس المتأخر , وقد كان أساسنا في ذلك تشابه الصفات في الصناعات التي كانت قائمة في بقعة شمالي مسوبوتاميا وهي التي كانت فيها اللغة الحورانية اللغة السائدة في ذلك العصر ويدل مقدار صبغ مدنية الهكسوس بعناصر الثقافة الحورانية في عهدهم المتأخر , على أن ذلك لم يأت عفوا بل جاء عن طريق هجرة واسعة النطاق ويحتمل أنها بدأت في أرمينيا حسب الرأي الحديث , وهذا الرأي مضافا إلى صبغ فلسطين وسوريا بصبغة حورانية شديدة في عهد الهكسوس المتأخر مما يرجح كفة اشتراك الحورانيون في هجرة الهكسوس بدرجة عظيمة وعلى أقل تقدير في مظاهرها المتأخرة , في حين أنه قد يكون من الصعب أن يبرهن على عدم احتمال وجود التأثير الحوراني بين الهكسوس الأول , فإن هذا التأثير على أية حال لم يكن قويا كما كان في عهدهم المتأخر , وعندما نقول ذلك يحضر إلى ذهننا الأسماء القديمة التي من هذا النوع في المتون الكابوديشية التي يرجع تاريخها إلى القرن العشرين قبل الميلاد , ولكن مهما كانت معلوماتنا قليلة عن موضوع أصول هؤلاء السلالات التي يتألف منها الهكسوس فإن وجود أي عنصر جديد في الجهات المجاورة يحتم فحصه فبعد مرور قرن أو أكثر في خلال القرن الثامن عشر نجد سلالة الحورانيين في جماعات منظمة قد تصادموا مع الخيتا في غاراتهم على حلب وبابل ونرى أن ثلاثة أجيال من ملوك الخيتا ( حنوشيليش , موشيليش , خيتيليش ) قد تكلموا عن الحورانيين في تاريخهم وإذا كان بعض المتون يحيطه بالإبهام بالنسبة لموقع هؤلاء القوم فإنا نعرف مع ذلك أن بعضهم كان يسكن على وجه التأكيد شمالي سوريا , وعلاقة هؤلاء الحورانيين بهجرة الهكسوس الأولى محض تخمين.<ref>موسوعة مصر القديمة - الجزء الرابع - عهد الهكسوس وتأسيس الإمبراطورية - سليم حسن - الهيئة المصرية العامة للكتاب</ref>
 
== آثار الهكسوس الباقية ==<ref>موسوعة مصر القديمة - الجزء الرابع - عهد الهكسوس وتأسيس الإمبراطورية - سليم حسن - الهيئة المصرية العامة للكتاب</ref>
 
لم يبق لنا من آثار الهكسوس إلا النذر اليسير وما تبقى منها يتضائل عندما نعلم أن عددا عظيما من الآثار التي تركوها قد انتحلوها لأنفسهم باغتصابها من الآثار القديمة التي تركها ملوك مصر ولا أدل على ذلك من تماثيل أبو الهول التي وجدت منسوبة إليهم وهي في الأصل للملك أمنمحات الثالث.
ونجد من آثارهم الباقية مجموعة من الجعارين الملكية التي تحمل أسماء الملوك في كل من الأسرتين الخامسة عشر والسادسة عشر , بخلاف مجموعة أخرى من الآثار البسيطة جدا والقليلة التي تخلفت عن ملوك ذلك العصر , ومنها بعض الآثار لبعض هؤلاء الملوك ومنها الملك أبوفيس فله لوحة خشب لكاتب محفوظة في متحف برلين , وقد جاء عليها أنها هدية من ملك الوجهين القبلي والبحري عاوسر رع أبو فيس , كما وجد إسمه محفورا على قطعة حجر محفوظة حاليا بالمتحف المصري , وقطعة أخرى من أحد الآنية الجرانيتية بالإضافة إلى جعرانه الملكي.
كما عثر على بعض الآثار الفردية لبعض الملوك الآخرين من ذلك العصر مثل خنجر منقوش للملك نب خبش رع ويسمى أبوفيس أيضا وهو من أهم الآثار التي وجدت لأحد ملوك الهكسوس حيث يعتبر أقدم خنجر في التاريخ يحمل نقوش تصويرية بارزة , ومثله أيضا ملعقة من الظران لنفس الملك , وللملك عاقنن رع توجد قطعة من إناء عليها اسمه كما يوجد مائدة قربان من حجر الجرانيت الأسود موجودة في المتحف المصري بالقاهرة وقد نقش عليها اسمه وصفاته الملكية.
أما الملك خيان والذي يعده علماء الآثار أعظم ملوك الهكسوس على الإطلاق فله آثار متفرقة في مناطق مختلفة في فلسطين وسوريا وحتى بغداد وكريت مما يدل على امتداد سلطان الهكسوس في هذه البلاد في أيام عظمة مجدهم إما بسيطرتهم عليها سياسيا تارة أو بالتجارة تارة أخرى.
وهذا ما نعلمه عن آثار ملوك الهكسوس في عهد أسرتيهم الخامسة عشر والسادسة عشر.
وتطالعنا الكشوف من وقت لآخر عن بعض الآثار المتفرقة للهكسوس في بعض المواقع الأثرية المعروفة والمرتبطة بهم , غير أن أكثرها أهمية ما كشفت عنه البعثة النمساوية في تل الضبعة في محافظة الشرقية بمصر , عما يعتقد أنه عاصمة الهكسوس وهي مدينة أواريس وقد تم الكشف عنها أثناء أعمال الحفر الاثري الجيوفيزيقي باستخدام الرادار , فقد أعلن المجلس الأعلى للآثار في عام 2010 عن العثور على عاصمة الهكسوس مدينة أواريس مدفونة تحت الأرض على عمق كبير أو على الأقل ما تبقى منها من حدود وجدران وأسوار وما إلى ذلك , وهو الكشف الذي يعد من أكبر الكشوف التي تنتمي لذلك العصر , وما زالت جهود الكشوف والحفائر في هذا الموقع الأثري في تل الضبعة بالشرقية مستمرة حتى كتابة هذه السطور.
 
 
== انظر كذلك ==