آسف على الإزعاج (فيلم): الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط WPCleaner v1.30b - باستخدام وب:فو - تدرج العناوين
سطر 31:
 
لقد سبق أن عزفت السينما المصرية كثيرا على وتر مرض الفصام، والمثال الأشهر فيلم ( [[بئر الحرمان (فيلم)|بئر الحرمان]]) إخراج [[كمال الشيخ]] عام 1968 عن قصة كتبها [[إحسان عبد القدوس]] وكتب السيناريو [[نجيب محفوظ]] ويومها لم يتحدث النقاد عن التأثر والاقتباس لأن الفيلم كان محليا بالكامل
 
أما من ناحية فيلم آسف على الازعاج اتهم كاتب مصري مؤلف فيلم "آسف على الإزعاج" [[أيمن بهجت قمر]]، بالسطو على الفيلم الأمريكي الشهير "[[عقل جميل (فيلم)|عقل جميل]]" أو A Beautiful Mind الحاصل على أربع جوائز للأوسكار عام ٢٠٠٢، منها أفضل فيلم وأفضل مخرج، مشيرا إلى أن المؤلف لم يكتف بنقل الفكرة والخط العام للسيناريو، بل نقل أيضا بعض التفاصيل الدقيقة.
 
وهاجم الكاتب محمد السطوحي -في مقاله بصحيفة "المصرى اليوم" الجمعة 22 أغسطس/آب- بشدة بطل الفيلم الفنان أحمد حلمي؛ لقبوله بطولة الفيلم رغم علمه بأنه نسخة "مسروقة" من فيلم "عقل جميل"، وقال "لا شك أن هناك إغراء شديدًا شعر به الفنان أحمد حلمي لأداء هذا الدور الثري والمعقد، لكني أشك كثيرا في أنه لم يشاهد النسخة الأمريكية، وكان عليه أن يراجع المؤلف المصري".
 
وأضاف "كان على حلمي أن يطلب من المؤلف أن يذكر في مقدمة الفيلم العربي أنه مأخوذ عن الفيلم الأمريكي، أو على الأقل عن الرواية التي تحمل نفس العنوان للكاتبة سيلفيا ناسار، ونقلتها أكيفا غولدسمان للسينما. فهذا لم يكن ليمس جهوده في شيء، بل كان سيزيد من الاحترام لأمانته في النقل والتمصير".
 
وقال الكاتب المصري إن فيلم "آسف على الإزعاج" اعتمد على نفس فكرة "عقل جميل"، الذي قام ببطولته النجم الأمريكي راسل كرو، ونسبها لنفسه الكاتب أيمن بهجت قمر، مشيرا إلى أن الفيلم الأمريكي تناول قصة شخصية حقيقية لعالم الرياضيات الأمريكي جون ناش، الذي كان يعاني من مرض الشيزوفرينيا أو الانفصام، حيث عاش لسنوات طويلة مع شخصيات وهمية ليس لها وجود في الواقع، لكنه واجه المرض وفاز بعد ذلك بجائزة نوبل.
 
وأضاف كما أن السيناريو كان مشابها أيضا للفيلم الأمريكي، حيث يترك المشاهد يعيش مع البطل وشخصياته الوهمية في النصف الأول من الفيلم، قبل أن يفاجئنا بالحقيقة التي نواجهها مع البطل، الذي يبدأ بعد ذلك علاجا نفسيا يمكنه من استعادة التوازن نسبيا وممارسة حياته بشكل أقرب للطبيعي.
 
=== رسالة إلى الرئيس ===
 
وتابع السطوحي بالقول لم يكتف الفيلم المصري بنقل الفكرة والخط العام للسيناريو، بل نقل أيضا بعض التفاصيل الدقيقة، وأهمها مشهد الخطابات التي كان يرسلها بطل الفيلم (أحمد حلمي) للسيد الرئيس، لكنه بعد أن ووجه بحقيقة مرضه ذهب إلى صندوق البريد ليجد كل خطاباته كما هي داخل الصندوق.
 
ولفت إلى أن الفيلم الأمريكي قدم أيضا نفس الفكرة، حيث كان راسل كرو يذهب إلى صندوق قديم مهجور ليرسل منه خطاباته التي تفك شفرة الاتصالات السوفييتية إلى من يتصور أنهم رجال الاستخبارات الأمريكية، ليتبين له بعد ذلك أن خطاباته كما هي لم تغادر الصندوق، فيما كان يمثل لحظة كاشفة أكدت له أنه يعاني من المرض.
 
غير أن الكاتب قال إن الفيلم المصري اختزل كثيرا مرحلة العلاج ومواجهة المرض رغم أهميتها، وقال "بما أن أيمن بهجت قمر لم يبال كثيرا بالنقل الحرفي، فقد كنت أتمنى لو أنه نقل أيضا مشهد راسل كرو مع زوجته التي تمثل الحب الحقيقي الوحيد في حياته، فقد عادت إليه لتدعه يلمسها بيديه ويتأكد أنها حقيقة واقعة في حياته، وأن حبهما ليس وهما".
 
وقال الكاتب المصري إن الأمر لا يحتاج لما هو أكثر من خبرة بسيطة لمشاهد عادي لكي يدرك أن المسألة أكبر من مجرد توارد خواطر، أو التعامل مع حالة مرضية تتكرر كثيرا وبأشكال مختلفة من مكان لآخر، مشيرا إلى أن فيلم "عقل جميل" ليس قديما منسيا أو جديدا مجهولا حتى يسطو عليه أيمن قمر بهذه البساطة دون أن يستوقفه أحد، خاصة من فريق الإنتاج والفنانين العاملين في الفيلم.
 
أما إغماض العين عن عملية سطو واضحة -بحسب الكاتب المصري- بل والتمادي في الإشادة بالفيلم والحديث عن حقه في الحصول علي جوائز، فهي مكافأة لمن لا يستحق وتشجيع على السطو الفني. وأنهى الكاتب مقاله بقوله "صحيح.. إذا لم تستح، فاسرق ماشئت!!".
 
=== مغامرة جريئة ===
 
وقال الناقد الفني طارق الشناوي للجزيرة نت إنها المرة الأولى في تاريخ الدراما التي يغامر فيها ممثل بحجم أحمد حلمي بفكرة جريئة وغير تقليدية، وبفيلم تراجيدي يتحدث عن مأساة في وقت يراهن الجميع فيه على الكوميديا وشباك التذاكر.
 
وأضاف "حلمي قدم فيلما حقيقيا ورسالة واقعية وليس نكات وقفشات.. لقد تحمس للفكرة الجريئة واستطاع أن يقنع فريق العمل بها، لذلك خرج الفيلم صادقا، وقدم حلمي والمؤلف والمخرج والأبطال شاشة حقيقية جذبت عقول الناس ومشاعرهم، رغم أن فكرة الفيلم جديدة على السينما المصرية، فضلا عن الإيقاع المترابط".
 
لكن الشناوي استبعد أن يحذو نجوم الكوميديا المصرية طريق حلمي الجديد، وقال إنهم لا يمتلكون ذكاء حلمي وإرادته وجرأته رغم أنهم يتمتعون بموهبة فنية كبيرة، لذلك نجد أن حصتهم من إيرادات السوق ثابتة وتقل أحيانا بينما يرتفع رصيد حلمي مع كل فيلم جديد.
 
واعتبر أن الفيلم يعد نجاحا كبيرا لكاتبه أيمن بهجت قمر، وهو مؤلف أغاني شهير وصاحب تجربتين في التأليف السينمائي لم يحالفهما النجاح، وكذلك مخرجه خالد مرعي، وهو مونتير سابق أخرج عملا واحدا هو فيلم "تيمور وشفيقة" لأحمد السقا ومنى زكي.
 
وأشاد الناقد الفني بدور الفنان المخضرم محمود حميدة، وقال إنه من أفضل ما قدم في مشواره السينمائي، موضحا أن عودة النجوم الكبار لأفلام الشباب مؤخرا "لم تكن جميعها موفقة، وإن كان دور حميدة في "آسف على الإزعاج" أحد أبرزها".
 
وتطرق الشناوي إلى أغنية الفيلم التي قدمتها الفنانة شيرين، وقال إنها جاءت دافئة ومليئة بالمشاعر ومعبرة عن الموقف وسياق الأحداث خاصة فترة علاج بطل الفيلم.
 
وأضاف أن المخرج خالد مرعي نجح في توظيف الأغنية لربط المشاهد بمأساة البطل وشعوره بالوحدة.
 
== الممثلين ==