عملية البوصلة: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
روابط تاريخ، replaced: 1939 ← 1939 (2), 1940 ← 1940 (5), 1941 ← 1940 (2) باستخدام أوب
سطر 23:
 
== الخلفية التاريخية ==
ربط الزعيم الإيطالي الفاشي [[بنيتو موسوليني]] دولته مع دولة [[ألمانيا النازية]] بقيادة [[أدولف هتلر]] بمجموعة من الأحلاف والمواثيق بدأها [[محور|بمحور]] روما - برلين في 24 أكتوبر 1936، ثم انضم إلى تحالف [[ألمانيا]] و[[اليابان]] في الحلف ضد [[الشيوعية]] في 6 نوفمبر 1937، ثم الحلف الحديدي في 22 مايو 1939،[[1939]]، وكان غرضه من كل هذه الحلاف تحقيق رغبته التوسعية وحلمه إعادة بعث [[الإمبراطورية الرومانية]].
 
لكن عندما بدأت [[الحرب العالمية الثانية]] بدايةً حقيقية بقيام هتلر [[غزو بولندا (1939)|بغزو بولندا]] في الأول من سبتمبر 1939،[[1939]]، وبإعلان كل من [[بريطانيا]] و[[فرنسا]] الحرب على [[ألمانيا]] بعدها يومين، لم يحرك موسوليني ساكناً لعلمه أن الحرب فوق قدرات بلاده المحدودة، ومن الغريب أن [[إيطاليا]] كانت تعتمد في حاجاتها من الوقود والحديد على [[فرنسا]]، و[[بريطانيا]]، و[[ألمانيا]]، واستمر موسوليني على الحياد حتى عندما قام هتلر بغزو [[الدنمارك]]، و[[النرويج]]، و[[هولندا]]، و[[بلجيكا]]، و[[لوكسمبورج]]، ولكن عندما ظهر لموسوليني أن [[معركة فرنسا]] في طريقها إلى أن تحسم لصالح هتلر، أعلن الحرب على بريطانيا، وفرنسا في 10 يونيو [[1940]].
 
== الاشتباكات الأولى ==
بمجرد إعلان إيطاليا للحرب، بدأ إطلاق النار في كل المستعمرات الإيطالية المجاورة للمستعمرات البريطانية، ومن بين هذه المستعمرات [[ليبيا]]، حيث بدأ تبادل لإطلاق النار على نحو محدود مع القوات البريطانية المتواجدة في [[مصر]]، والتي ترتبط معها في اتفاقية وقعت عام 1936، وكان حاكم ليبيا آنذاك الماريشال [[إيتالو بالبو]] أحد الأربعة الذين قادوا، مع موسوليني، الزحف الفاشي على [[روما]] عام 1922. لم يستمر بالبو في منصبه لفترة طويلة، ففي 28 يونيو [[1940]] تعرضت طائرته لنيران إيطالية أثناء غارة بريطانية على [[طبرق]]، مما أدى إلى وفاته في نفس اليوم.
 
قام موسوليني بتعيين رئيس أركان الجيش الماريشال [[رودولفو غراتسياني]] ليحل محل بالبو، الذي كان له دور بارز في احتلال [[ليبيا]] (1922-1932)، و[[إثيوبيا]] (1935-1936)، وقد قرر غراتسياني أن لا تُهاجم [[مصر]] قبل وصول الإمدادات التي يحتاجها، وقد حدد الرابع من أغسطس موعداً للهجوم.
 
بحلول الرابع من أغسطس قدم غراتسياني ذرائع جديدة، أهمها حر الصيف القائظ، ولكن بالنسبة لموسوليني، والذي يرى، بعد بدء [[معركة بريطانيا]] الشهر الماضي، أن [[بريطانيا]] يمكن أن تقع في قبضة هتلر في أي لحظة، والذي لم لم يكن بدوره مقنعاً، فاحتلال [[مصر]] بعد سقوط بريطانيا لا قيمة له، وبالتالي ضغط على غراتسياني لكي يبادر بالهجوم، وهذا ما حدث في 13 سبتمبر [[1940]].
 
بعد شهرين من إعلان [[إيطاليا]] الحرب كانت حصيلة خسائر الاشتباكات الأولية على الحدود المصرية الليبية أقل من مائة بريطاني يقابلهم ثلاثة آلاف إيطالي موزعين جميعهم بين بين قتيل وجريح وأسير.
 
== الهجوم الإيطالي ==
في 13 سبتمبر [[الغزو الإيطالي لمصر|قام غراتسياني بقيادة جيش إيطالي كبير لغزو مصر]] التي تحرسها قوة بريطانية صغيرة، وتقدم الهجوم حوالي 110 كم عن الحدود إلى بلدة ماكتيلا التي تقع شرق [[سيدي براني]] بحوالي 16 كم. خسائر الإيطاليين من الهجوم كانت 120 قتيلاً، و410 جريحا، في حين كانت خسائر البريطانيين 40 قتيلا.
 
لم يتقدم غراتسياني بعد ذلك رغم ضغوط موسوليني عليه، وانشغل ببناء المعسكرات، ومد الطريق الساحلي، وقد أرسل الألمان خبير الدبابات [[ريتر فون توما]]، وقد كتب فون توما تقريراً قال فيه:" الكل خائف من البريطانيين..الخصمان بالكاد يلامسان بعضهما..".
سطر 55:
في [[مصر]] كانت القوة البريطانية الصغيرة تحت اسم القوة الصحراوية الغربية ويقودها القائد البريطاني [[ريتشارد أوكونور]] وكان قائده الأعلى هو [[أرشيبالد ويفل]] قائد القوات البريطانية في [[الشرق الأوسط]].
 
بدأ الهجوم في الساعات الأولى من يوم 9 ديسمبر [[1940]] بالتفافة كبيرة في الصحراء، وقد نجح هذا الهجوم نجاحاً تاماً، وقد ساعد في نجاحه التوزيع السيء للمعسكرات الإيطالية، ومن بين قتلى الهجوم الأول كان الجنرال ماليتي Maletti (شارك في احتلال [[الكفرة]] عام 1931 تحت قيادة غراتسياني)، وفي 11 ديسمبر أصدر غراتسياني أمراً بالتراجع للحدود، وفي اليوم التالي كان البريطانيون قد وصلوا للحدود، وقد أسروا حتى ذلك التأريخ 38,000 جندياً.
 
[[ملف:Captured L3 and L3 cc tankettes.jpg|تصغير|دبابات L3-35 مأسورة بقرب [[البردية]] ]]
== البردية وطبرق ==
في يوم 16 ديسمبر احتل البريطانيون "سيدي عمر" على الحدود، وفي ذلك الوقت كانت منطقة [[البردية]] في [[ليبيا]] والتي يبلغ محيطها العسكري حوالي 29 كم، تحرسها حامية من 40,000 جندي تحت قيادة الجنرال بيرغونتسولي Bergonzoli، ولم يكن قادرا على حمايتها طويلاً، إذ لم يكن لديه مخزون كاف من الماء الصالح للشرب أكثر من شهر. في يوم 3 يناير 1941[[1940]] حدث الهجوم البريطاني على البردية واستمر القتال في محيطها يومين آخرين. أما جنود الحامية كان مصيرهم الأسر.
 
أما [[طبرق]] فقد كان محيطها أكبر حيث يبلغ 48 كم، إلا أن عدد جنود حاميتها أقل إذ يبلغون 25,000 جندي، وكان مصيرها الطبيعي أن يحتلها البريطانيون في 22 يناير. أما الجنود فكان مصيرهم أيضاً الأسر، كما خسر الإيطاليون سفينة حربية اسمها سان جورجو (شاركت في غزو [[طرابلس]] عام 1911).
سطر 75:
 
== حصيلة الخسائر ==
طوال الحملة التي استمرت شهرين من 9 ديسمبر [[1940]] إلى 9 فبراير 1941،[[1940]]، لم يخسر البريطانيون وحلفائهم من دول [[الكومنولث]] والهنود سوى 500 قتيل، و1373 جريح، و55 مفقود.
كانت هذه الخسائر الضئيلة نسبياً ثمناً لانتصار باهر، حيث تقدموا لمسافة 800 كم، وأسروا 130,000 إيطالي، واستولوا على 380 دبابة ما بين خفيفة، ومتوسطة، واستولوا على 845 مدفعاً، وكان الجنرال تيلليرا من بين القتلى. أما غراتسياني، فقد استقال تاركاً قيادة القوات الإيطالية في ليبيا إلى رئيس اركانه إيتالو غاريبولدي Gariboldi، وكانت هذه أسوأ نهاية لمسيرة غراتسياني العسكرية .