حيتانيات: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
سطر 25:
آذانه يشبه آذان الحيتان لكنها لها مميزات أخرى غريبة، إذ ان الحيتان تحت سطح الماء يمكنهم معرفة اتجاه الأصوات القادمة لان آذانهم تقع في تركيبة عظمية مغلقة موجودة بشكل عائم في نسيج من الرغوة Foam والاُطيْرات ومنفصل عن عظام الجمجمة لذلك كانوا يستقبلون الأصوات فقط من الخلال الفكّ. لكن العظمة الثلاثة لباكيسيتس Pakicetus الشبيهة بحبة العنب ترتبط بالجمجمة ارتباطا وثيقا. كان Pakicetus بإمكانه ربما السماع تحت سطح الماء بشكل لا بأس به لكن كانت هناك تسرّبات لترددات الأجزاء العظمية الرابطة (ذكرناها اعلاه) لذلك كانت تلك الترددات تعيق Pakicetus من معرفة اتجاه الصوت القادم. الحيتان الحالية عندما يغطسوا إلى الأعماق يقومون بملأ الفجوات حول آذانهم بكمية من الدماء لحماية آذانهم من ضغط الماء العالي في الأعماق. جمجمة Pakicetus كان لا تحتوي على تلك الفجوات والآلية لفعل ذلك لذلك نستنتج بان Pakicetus لم يكن قادرا على الغطس العميق. ان Pakicetus كان حوتا يسبح بصعوبة في الأنهار غير العميقة وليس في البحار لانه لم يكن يجيد الغطس بطريقة جيدة بالإضافة إلى مشكلة السمع تحت الماء. إذا هذا الحيوان باختصار له صفات وأجزاء فقط موجودة في الحيتان لذلك هي جدّ الحيتان الحالية قبل ملايين السنين من الآن.
 
بعد ذلك قام العالم Gingerich(بالبدأ عن البحث عن الفجوات في تطور الحيتان. قام العالم Gingerich مع مجموعته في سنة 1983 و1985 في مصر بالحفر والتنقيب في ما يسمى بوادي الحيتان وهذا الوادي هو بصراحة منطقة صحراوية جرداء مليئة ببقايا الحيتان القديمة جدا. وتمكنوا تقريبا من اكتشاف جمجمة حوت كل يوم لكثرتها وتمكنوا من العثور على 349 بقايا احافير الحيتان. بعض الجماجم كان لل[[باسيلوسورس]] Basilosaurus ولكن أغلبها كانت لنماذج من الحيتان الصغيرة دورودون ئاتروكس Dorudon atrox, وادي الحيتان مليئة ببقايا الحيتان لان في زمن العصر الفجري Eocene كان يمثل قاع محيط يسميها العلماء الاحافير ببحر تيثاي Tethyssea هذا البحر كان يفصل أفريقيا عن آسيا وكان يربط المحيط الهندي بالمحيط الأطلسي، البحر الأبيض المتوسط هو من بقايا ذلك البحر، ووادي الحيتان كان حينها هور أو بحيرة كمحمية بيئية كانت تعيش فيها سمك القرش، السلحفاة,السلحفاة، بقر البحر وحيوانات أخرى بحرية. تلك البحيرة (هور) كانت مليئة بالحيتان الصغيرة مثل [[دوردون|دوريودون]] Dorudon الذين اتوا إلى هناك لكي يلدوا ويتكاثروا وهذا واضح من خلال الكم الهائل من الأسنان المكتشفة ل[[دوردون|دوردونات]] Dorudons يافعة أو شابة. وعلى العكس من ذلك فان جميع احافير [[باسيلوسورس]] Basilosaurus كان لحيتان بالغة. وهذه الحيوانات الضخمة اتوا إلى الهور لكي يصطادوا ال[[دوردون|دوردونات]] Dorudons اليافعة طعاما لهم.
 
في سنة 1989 بدأ العالم Gingerich برحلة بحثه الثالثة أيضا في مصر. هذه المرة اراد ان يسلّط الزعانف والوَرِك haunch للحيتان المنقرظة تحت البحث والفحص. البداية كانت غير مشجعة. فحص بعض الورك لل[[باسيلوسورس]] Basilosaurus المكتشفة لكن أغلبها كانت مكسّرة وغير كاملة وغير واضحة لدرجة ان بعض الأجزاء لم يكن باستطاعتهم التعرّف عليها. وعندما كانوا يعملون على دورودون Dorudon شاب وجدوا بعض العظام غير المعروفة واعتقد أن واحد منها عظمة الركبة kneeplate ولكن هذا شيء صعب الفهم لانه إذا كان الحيوان له عظمة الركبة فانّ ذلك يعني انه كان يمتلك الارجل الخلفية أيضا، وهذا شيء يصعب فهمه واستيعابه لحيوان مائي بحت. في الأسبوع الأخير من تواجدهم في مصر وجدوا هيكلا عظميا جديدا لل[[باسيلوسورس]] Basilosaurus، وفي الجهة الخلفية (12 متر بعيدا عن الرأس) كان له عظم الفخذ thighbone. في نهاية عظم الفخذ كان له ركبة ثم عظمي الظنبوب shinbone والشظيّة splintbone وكذلك عظم الكاحل anklebone، وفي اليوم الأخير تم إيجاد ثلاث اصابع لقدمه.
سطر 48:
تتبع اصل الحيتان ذوات الأسنان ربما أصعب من ذلك. ليس بسبب الاختلافات في مجموعة الأسنان أو مكان فتحات الانف، كان الحيتان السنّية البدائية (كما في الحيتان البلينية البدائية) يمتلكون اضراس مثلث الشكل مثل الحوت سكوالودون Squalodon الذي ورثه من جدوده الارخيوسيتية Archaeoceti، وكان انفه متجه إلى الخلف قليلا وذلك لغرض نظام تحديد المواقع بواسطة ارتداد الصدى Echolocation system.
 
الدلائل قبل نظام الصدى Echolocation للاسف لم يكتشف لحد الآن، لكن هناك بعض النظريات المقبولة. آذان الحيتان السنّية كانت الحيتان فقدتها تدريجيا وانفصلت عن الجمجمة بزمن يقرب على 10 مليونملايين سنة قبل ظهور أول حوت ذو اسنان، وبعدها تشكل نظام الصدى echolocation الذي كان يحميه أيضا من الأصوات التي كانت يولدها الحوت بنفسه. ولتوليد الأصوات تعلمت الحيتان السنّية من إنتاج الأصوات عن طريق الانف بدلا من الأوتار الصوتية العادية. الكثير من خبراء الثديات يقولون بان هناك الكثير من الحيوانات الحالية التي تستعمل نفس النظام مثل تيس الجبال ibex والشّمواة chamois والغزال Gazelle والتي يولّدون اصوات عن طريق الانف كإنذار في حالات الخطر وربما كان الميزونايخيا Mesonychia قادرا على عمل نفس الشيء. ربما تشكّل العضو البطيخي الشكل melomorgan كنوع من رأس للأنف، اكتشف عالم حيتان بعض من الكريات الدهنية وبقايا انسجة خارجة عن فتحة البخّ وكانت تشبه بُطيْخات صغيرة. العلماء الآن يعتقدون بان العضو البطيخي الشكل melomorgan تشكّل أولا لدى الحيتان البدائية Archaeoceti التي استعملها لغلق فتحات الانف لمنع تسرب مياه البحر المالحة إلى الداخل. وهذه الأعضاء البطيخية الشكل melomorgan انكمشت لدى الحيتان البلينية وفقدت وظيفتها، لكن لدى الحيتان السنّية واحد منها تضخّم وأصبح له وظيفة جديدة، وبذلك حصل الحيتان السنّية على الأساس اللازم لتشكيل نظام تحديد المواقع عن طريق الصدى Echolocation.
الخطوط العريضة لتطور الحيتان واضحة ومعروفة. بعد تشكّل Mysticeti وOdontoceti تشكلت بعدها أنواع مختلفة أخرى بالإضافة إلى الحيتان، عائلات عديدة مثل الدلافين وخنازير البحر والحيتان السنّية الكبيرة التي تكيّفت كثيرا للعيش في المياه.