حرية الدين في إندونيسيا

ينص الدستور الإندونيسي على حرية الأديان. تحترم الحكومة إجمالًا الحرية الدينية لستة أديان رسمية معترفٍ بها: الإسلام والبروتستانتية والكاثوليكية والهندوسية والبوذية والكونفوشية. ثمة قيود مستمرة، تحديدًا على الأديان التي لا تقرّ بها الحكومة والطوائف التي تُعدّ منحرفة ضمن الأديان المعترف بها.[1][2] يمكن أن يؤدي التشكيك في أي من الأديان الستة المذكورة أعلاه إلى سجن لخمسة أعوام بسبب «إهانة دين رئيسي» وستة أعوام أخرى في حال استخدام الإنترنت.[3]

وفقًا لمنظمة التضامن المسيحي العالمي، التعصب الديني في ازدياد وهو ينتشر على الصعيد الوطني حتى بين الجماعات المسلمة.[4]

الديموغرافيا الدينية

عدل

وفقًا لإحصاء رسمي في عام 2010، يشكل المسلمون 87% من السكان والبروتستانت 7% والكاثوليك 3% والهندوس 2% والبوذيون 1% وأقل من 1% كونفوشيون وأقل من 1% أديان أخرى وأقل من 1% غير مذكورين أو لم يُسألوا.[5]

معظم المسلمين في البلاد مسلمون سنّة. تضمّ اثنتان من أكبر المنظمات الاجتماعية الإسلامية، نهضة العلماء والمحمدية، 40 مليون و30 مليون من الأتباع على التوالي. هناك أيضًا ما يُقدّر بمليون إلى ثلاثة ملايين من المسلمين الشيعة.  

الإطار القانوني

عدل

ينص الدستور على حرية الأديان، ويمنح «جميع الأشخاص الحق في العبادة بحسب دينهم أو معتقدهم»، وينص أن «الأمة تقوم على الإيمان بإله واحد». تعترف العقيدة الأولى في الأيديولوجيا الوطنية للبلاد، بانتشاسيلا، بالمثل بالإيمان بإله واحد. لا تسمح الحكومة بعدم الإيمان بالله. يجب على موظفي الحكومة القسم بالولاء للأمة ولأيديولوجيا بانتشاسيلا. فَرَضت قوانين وسياسات أخرى قيودًا على أنواع معينة من النشاط الديني، على وجه التحديد بين الجماعات الدينية غير المعترَف بها والطوائف «المنحرفة» للجماعات الدينية المعترف بها. لم تَضَع الحكومة المركزية سلطتها الدستورية موضع التنفيذ لمراجعة أو إلغاء القوانين التي انتهكت حرية الأديان.

بقيت أتشيه المقاطعة الوحيدة المخولة من قبل الحكومة لتطبيق القوانين الإسلامية (الشريعة)، وظَلّ غير المسلمين في المقاطعة معفيين من الشريعة. تمتلك بعض الحكومات المحلية خارج أتشيه قوانين مع عناصر من الشريعة الإسلامية تُلغي بعض حقوق المرأة والأقليات الدينية. تبنّت أتشيه قانون عقوبات يستند إلى الشريعة الإسلامية وينزل عقوبة جسدية ضد الانتهاكات.

وسّعت وزارة الشؤون الدينية الصفة الرسمية لست جماعات دينية: الإسلام والكاثوليكية والبروتستانتية والبوذية والهندوسية والكونفوشية. يجوز للجماعات غير المعترف بها التسجيل لدى وزارة الثقافة والسياحة كمنظمات اجتماعية. على الرغم من امتلاك هذه الجماعات لحق تأسيس دار عبادة وحيازة بطاقات هوية وتسجيل الزيجات والولادات، فإنها تواجه في بعض الأحيان صعوبات إدارية عند قيامها بذلك. في بعض الحالات تزيد هذه التحديات صعوبات إيجاد عمل أو تسجيل الأطفال في المدارس. من الناحية القانونية، تُقبل اليوم طلبات بطاقة الهوية حين تترك خانة «الدين» فارغة، لكن بعض الجماعات ذكرت أنها واجهت صعوباتٍ في بعض الأحيان.[1]

رُفع حظر امتد لثلاثة عقود على حرية التنظيم للبهائية في عام 2000،[6] ولكن لا يُسمح لمعتنقي البهائية بالقيام بأنشطة توعوية ويبنغي عليهم تنظيم اجتماعاتهم فقط ضمن جماعة البهائية. يتم التساهل مع البهائية، إلا أنها لن تتوسع حسبما يبدو. تُمنع أنشطة مثل التنقل في بين بيوت الحي والمناسبات المفتوحة لغير البهائيين ونشر الكتيبات.[7] أُوقف موقع الويب بشكل متكرر، وأُخلي مركز البهائية في جاكرتا خلال معظم فترات عامي 2013 و2014.

نزاع حول دور عبادة الأقليات

عدل

يُلزِم المرسوم الوزاري المنقح حول بناء دور العبادة، الذي انتقد بوصفه غير دستوري، بحصول أية جماعة تحاول بناء دار عبادة على تواقيع 90 عضوًا محتملًا و60 أسرة مختلفة الأديان وسلطات محلية عديدة.

ذكرت منظمة العفو الدولية تزايد استهداف الجماعة الأحمدية وأن أربع مقاطعات على الأقل أصدرت تشريعات إقليمية جديدة تقيّد نشاطات الأحمدية. بنهاية عام 2011، استُهدفت 18 كنيسة على الأقل أو أُجبرت على الإغلاق.[8] إضافة إلى ذلك، يواجه المسلمون الشيعة خطر التعرض لهجماتٍ بصورة متزايدة ويتعرضون للضغوط من قبل جماعات معادية للشيعة لاعتناق الإسلام السنّي.[9]

إضافة إلى الجماعة الأحمدية، ووفقًا للتجمع الإندونيسي للكنائس ومعهد وحيد، فرض مسؤولو حكومة محليون وجماعات محلية إغلاق ما لا يقل عن 28 كنيسة مرخَّصة وغير مرخصة خلال فترة التقرير. واصلت كنائس عديدة مستهدَفة عملها في منازل خاصة وواجهات المخازن، ونقلت بعض الكنائس صلواتها إلى أماكن مستأجرة في مجمعات التسوق العامة لتقليل التهديدات المحتملة من قبل الجماعات المتشددة.[1]

أمثلة عن المواجهات:

  • صباح 22 أبريل 2012، مُنع نحو 100 عضو من كنيسة فيلاديلفيا باتاك البروتستانتية المسيحية (هوريا كريستين باتاك بروتيستان، إتش ك بي بي Huria Kristen Batak Protestan, HKBP) من الذهاب إلى كنيستهم لإقامة صلاة الأحد. مُنعوا من قبل ضباط في شرطة إدارة بلدية بيكاسي (ساتبول بي بي) وشرطة المنطقة الفرعية لشمالي تامبون وموظفين آخرين في الحكومة المحلية الذين حاولوا إقناعهم بالانتقال إلى مكان يبعد نحو 9 كيلومترات. بدأت الجماعة إقامة صلاتها في الطريق لعدم تمكنها من الوصول إلى الكنيسة. أحاط بهم نحو 500 محتج كانوا قد تجمعوا في وقت أبكر قرب الكنيسة وأخذوا يهددونهم ويطالبونهم بالمغادرة. حاول البعض على ما يبدو مهاجمة المصلين، إلا أن الشرطة منعتهم من ذلك. تفرَّق المحتجون بعد وصول المزيد من رجال الشرطة، وأطلق رجل شرطة من إدارة البلدية النار في الهواء. في يوم الأحد الذي سبق ذلك، مَنع محتجون أيضًا أعضاءً من الجماعة من الوصول إلى الكنيسة، وأرغموهم أن يُصلّوا في الطريق. حاولت الشرطة الضغط على المصلين لمغادرة المنطقة بدلًا من تفريق أو اعتقال المحتجين الذين كانوا يهددون الجماعة. بعد الصلاة، هدد أحد المحتجين رئيس الكنيسة قائلًا «أنت في عداد الموتى إن حاولت العودة»، خشي أعضاء الجماعة أنه من دون حماية كافية من الشرطة سيرهَّبون ويهاجَمون خلال صلوات الأحد في المستقبل.[10]
  • بدأت كنيسة تامان ياسمين المسيحية الإندونيسية في بوغور، منطقة ذات غالبية مسلمة، بعملية ترخيص مطوّلة لكنيستهم في عام 2003، وحصلت على جميع التصاريح المطلوبة. تحت ضغط شعبي، جمّدت السلطات المحلية التصاريح. استأنفت الجماعة القرار على طول الخط إلى المحكمة العليا في إندونيسيا وفازت به في عام 2011. امتثلت السلطات المحلية لحكم إيقاف تجميد التصاريح، إلا أنها ألغتها بالكامل في ما بعد.[11] أُغلق المبنى المكتمل جزئيًا من قبل السلطات المحلية وأُعلن منطقة يُحظر الدخول إليها.[12] احتفلت الجماعة بحفل عيد ميلاد سري في عام 2010، إلا أنها أُرغمت في أحيان كثيرة منذ عام 2008 على إقامة الصلوات الأسبوعية على الرصيف خارج الكنيسة. في 22 يناير 2012 وقعت فوضى خلال إحدى الصلوات إثر تنظيم جماعتين -حركة الإصلاح الإسلامية ومنتدى التواصل الإسلامي- لاحتجاج، وصراخهما على المجموعة المسيحية وإغلاق الطريق بأغصان الشجر وكراس خشبية، أُرغمت الجماعة في النهاية على المغادرة تحت حماية الشرطة.[13]
  • في عام 2015، فرّ نحو 8 آلاف مسيحي من مقاطعة أتشيه حين أضرمت جمهرة من المسلمين النيران في كنيسة، وافقت الشرطة لاحقًا على هدم عشر كنائس دون تصاريح.[14]
  • أُغلقت جوامع الأحمدية في مناطق عديدة باستخدام قانون عام 2006، مع اتهام المسلمين السنّة للجماعة بالهرطقة وأنه لا يحق لها المطالبة بممارسة طقوس الإسلام.[15][16][17]

انظر أيضًا

عدل

مراجع

عدل
  1. ^ ا ب ج "Indonesia". International Religious Freedom Report 2010. U.S. State Department. مؤرشف من الأصل في 2019-11-06. اطلع عليه بتاريخ 2012-07-29.
  2. ^ "Indonesia". International Religious Freedom Report. Washington, DC: United States Department of State. 2011. ص. 16. مؤرشف من الأصل في 2020-03-15. اطلع عليه بتاريخ 2014-04-02. During the year, according to the Indonesian Communion of Churches and the Wahid Institute, local government officials and local communities forced the closing of several licensed and unlicensed churches in addition to Ahmadi houses of worship. Many of the targeted churches operated in private homes and storefronts, and some churches moved their services to rented spaces in public shopping malls to lessen the potential of threats from hardline groups.
  3. ^ Indonesia's atheists face battle for religious freedomIndonesia: Atheist Alexander Aan released from prison نسخة محفوظة 2 أكتوبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ "Indonesia Report Pluralism in Peril". مؤرشف من الأصل في 2019-09-03. اطلع عليه بتاريخ أغسطس 2020. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  5. ^ "Penduduk Menurut Wilayah dan Agama yang Dianut" [Population by Region and Religion]. Sensus Penduduk 2010. Jakarta, Indonesia: Badan Pusat Statistik. 15 مايو 2010. مؤرشف من الأصل في 2020-03-15. اطلع عليه بتاريخ 2011-11-20. Religion is belief in Almighty God that must be possessed by every human being. Religion can be divided into Muslim, Christian, Catholic, Hindu, Buddhist, Hu Khong Chu, and Other Religion. Muslim 207176162 (87.18%), Christian 16528513 (6.96), Catholic 6907873 (2.91), Hindu 4012116 (1.69), Buddhist 1703254 (0.72), Confucianism 117091 (0.05), Other 299617 (0.13), Not Stated 139582 (0.06), Not Asked 757118 (0.32), Total 237641326
  6. ^ World Religion News، (2014). "Indonesia to Officially Recognize Baha'i in Increasing Tolerance". Worldreligionnews.com. مؤرشف من الأصل في 2019-04-29. اطلع عليه بتاريخ 2014-11-13. {{استشهاد ويب}}: الوسيط |الأول1= يحوي أسماء رقمية (مساعدة)
  7. ^ Bahá'í Activities in Indonesia (Asmoro Gunawan). "Bahá'ís arrested in Indonesia on Criminal Charges of violating "The Law of Child Protection"". Kegiatan Agama Baha'i di Indonesia. مؤرشف من الأصل في 2016-11-23. اطلع عليه بتاريخ 2014-11-13.
  8. ^ "Indonesia". Annual Report 2012. Amnesty International. مؤرشف من الأصل في 2014-10-23. اطلع عليه بتاريخ 2012-07-24.
  9. ^ "Shi'a Muslims at risk of attacks in Indonesia". Amnesty International. مؤرشف من الأصل في 2018-11-22. اطلع عليه بتاريخ 2012-07-24.
  10. ^ "Indonesia: demand protection for church congregation". Amnesty International. مؤرشف من الأصل في 2018-11-22. اطلع عليه بتاريخ 2012-07-24.
  11. ^ Church relocation threatens pluralism: GKI Yasmin نسخة محفوظة 26 أكتوبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  12. ^ 'It's Our Right': Christian Congregation In Indonesia Fights To Worship In Its Church نسخة محفوظة 12 فبراير 2020 على موقع واي باك مشين.
  13. ^ "Indonesia: further information: fears for church congregation continue". Amnesty International. مؤرشف من الأصل في 2018-11-22. اطلع عليه بتاريخ 2012-07-24.
  14. ^ Church attack routs thousands of Indonesian Christians نسخة محفوظة 20 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  15. ^ Java, Ahmadi mosque shut down نسخة محفوظة 21 يونيو 2019 على موقع واي باك مشين.
  16. ^ Indonesia: Catholic Church criticizes forced-closure of Ahmadi Mosque نسخة محفوظة 9 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  17. ^ MOSQUES AND CHURCHES CLOSED IN INDONESIA نسخة محفوظة 9 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]