حداء الإبل

التراث الثقافي اللامادي في السعودية

حداء الإبل هو أحد التعابير الشفهية في تراث العرب، ويمكن تعريفه بأنها مجموعة من الأصوات التي يقوم بها رعاة الإبل للتواصل مع قطعانهم؛ وذلك لإيصال رسالة محددة في مناسبات مختلفة، وتتفاعل الإبل مع هذه الأصوات اعتماداً على اللحن، والطريقة التي درّبها عليها الراعي.[1]

راعي الإبل مع قطيعه

موطن موروث الحداء عدل

تمتد رقعة ممارسي هذا العنصر إلى العديد من مناطق المملكة، وذلك لانتشار مهنة رعي الإبل منذ القدم على مساحة شاسعة من الجزيرة العربية، حيث استأنس العرب الإبل منذ آلاف السنين حتى أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتهم اليومية لتعدد استخداماتها في المأكل، والمشرب، والترحال، وغير ذلك من أمور الحياة في البادية.[2]

أنواع أصوات التواصل بين الإبل والراعي عدل

تشتهر الإبل بتفاعلها العاطفي تجاه الراعي الذي يلازمها ويعتني بها، و في المجتمعات التي يمارس فيها الحداء يحرص ملاك الإبل على تدريب قطعانهم باستخدام مقطوعات من الأصوات التي يتم إصدارها بصوت الراعي المجرد أو ما يسمى بالـ(الهوبلة)، وفي منطقة جازان (جنوب غرب المملكة العربية السعودية)، فلدى الرعاة طريقتان في إخراج أصوات الحداء وهي: (الصالق: استخدام صوت الراعي المجرد)، أو (الوالش: يتشارك راعيان في إصدار الأصوات أحدهما بصوته المجرد، والآخر يقوم بالعزف على المزمار)، وقد يستخدم الرعاة أدوات أخرى كالعصا للتلويح أثناء إصدار تلك الأصوات، واللبيد لإصدار أصوات تجذب الإبل، ويعتمد الرعاة على تدريب قطعانهم للتفاعل في مناسبات محددة خلال اليوم مثل: (النداء للتجمع في الصباح، والتجمع حول المكان المخصص لشرب الماء، ونداء المرواح وهو التجمع في المساء).[1]

المناسبات التي يمارس فيها الحداء عدل

هناك بعض المناسبات الأخرى التي يمارس فيها الحداء كاحتفالات الزواج، وغيرها من المناسبات الاجتماعية، وهناك بعض المسابقات التي تقام عادةً بين صغار الرعاة الذين يمتلكون أصوات جميلة، كما أن هناك نوعاً آخر من المسابقات يسمى “البطح”، ويؤدى فيها الحداء بطريقة مختلفة، حيث يقوم راعيان بجمع قطعانهما سويةً، والفائز هو من تستجيب له إبله، والإبل من القطيع المقابل.

وهناك أيضاً ما يسمى “الهجيج”، وهو سباق الإبل (من غير راكب)، حيث تقطع فيه الإبل مسافة تقدر بـ 20 كلم يقوم فيها الراعي بأداء الحداء لبث روح الحماسة في قطيعه، والقطيع الفائز هو من تسبق إحدى إبله في الوصول إلى خط النهاية.

ويعد حداء الإبل من التراث الذي تتوارثه الأجيال منذ القدم، ولم تكن ممارسته مقصورة على الرجال فقط، فقد عُرفت مجموعات من ممارسات الحداء كانت تقوم بها النساء في عدد من مناطق المملكة، ولا تقتصر كذلك على عمر معين، فحتى الأطفال يتم تدريبهم على ممارسة الحداء منذ الصغر.[3]

مناطق ومدن سعودية اشتهرت بالحداء عدل

من أبرز المناطق والمدن السعودية التي يشتهر فيها حداء الإبل: (القصيم، جازان، تبوك، حفر الباطن، العُلا، رماح)، وغيرها من مواقع البادية التي يتوافر فيها نشاط تربية ورعاية الإبل.[4]

التسجيل في اليونسكو عدل

في 30 نوفمبر 2022، نجحت المملكة العربية السعودية بالتعاون مع سلطنة عُمان، ودولة الإمارات العربية المتحدة، بتسجيل عنصر "حداء الإبل" ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم الثقافة "اليونسكو".[5]

انظر أيضًا عدل

مراجع عدل

  1. ^ أ ب عناصر من التراث الثقافي غير المادي في مناطق المملكة، أحد كتب سلسلة المواقع التراثية في المملكة، هيئة التراث ص37.
  2. ^ "حداء الإبل بقائمة التراث الثقافي لدى اليونسكو". مؤرشف من الأصل في 2022-11-12.
  3. ^ "حداء الإبل أغنيات الرعاة ومواويل الصحراء". www.albayan.ae. مؤرشف من الأصل في 2022-11-11. اطلع عليه بتاريخ 2022-11-11.
  4. ^ "الحِداء… أغنية البجعة البدوية". اندبندنت عربية. مؤرشف من الأصل في 2022-11-11. اطلع عليه بتاريخ 2022-11-11.
  5. ^ "ثقافي / المملكة تسجل "حداء الإبل" و"البن الخولاني السعودي" ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونسكو وكالة الأنباء السعودية". مؤرشف من الأصل في 2022-11-30. اطلع عليه بتاريخ 2023-02-20.