التأسل أو ارتداد وراثي[1] أو تأصيل[1] هو الرجعية التطورية، مثل ظهور صفات على متعضية مرة أخرى بعد أن انحسرت منذ أجيال. يقع التأسل لأن مورثات الخصائص الظاهرية التي وجدت في السابق ما زالت محفوظة في الشيفرة الوراثية (DNA)، وإن كانت تلك المورثات لا يعبَّر عنها ظاهريًا في أغلب المتعضيات التي تحوزها. من أمثلة ذلك ظهور الأرجل الخلفية في الثعابين أو الحيتان، وأصابع الأقدام الزائدة لدى الحافريات والتي لا تصل إلى الأرض أصلًا، ووجود أسنان للدجاج، وعودة التكاثر الجنسي في ينم وCrotoniidae بعد اختفائه، وظهور ذيل للإنسان، وظهور حلمات زائدة، وتضخم الأنياب.

ذيل الإنسان عدل

يولد بعض الأطفال بقطعة لحمية تشبه الذيل، وهو ما اتخذ لسنواتٍ طويلة كإشارة تطورية ناتجة عن أسلاف للبشر كان لهم ذيول، وعاد ظهورها عند البشر. وسُميت هذه الظاهرة بالتأسل. ففي مجال التطور هنالك ما يُسمى التأسل atavism، وهو ظهور صفات على متعضية مرة أخرى بعد أن انحسرت منذ أجيال في أسلافه. ومنها ما يسمى بالذيل البشري.

أقوال علماء التطور عن الذيل عدل

ذكر داروين في كتابه أصل الإنسان: «أصبح من المعروف في بعض الحالات الندرة والشاذة... تشكل رديم ذيلي عند الإنسان».[2] وقال الدكتور الفيزيائي كارل جيربسون Karl W. Giberson في مناظرة شهيرة له مع ستيفن ماير Stephen Meyer أن الزوائد الذيلية التي تظهر في حالات نادرة وشاذة هي: «مطابقة لشكل ووظيفة الذيول تمامًا».[3] رغم أنَّ الصورة - التي عرضها جبرسون خلال نقاشه لطفل له ذيل اتضح فيما بعد أنَّها معدلة ببرنامج الفوتوشوب.[4]

التشوه ليس ذيلًا عدل

كثيرًا ما تسبب تلك الزوائد مشاكل في العمود الفقري، فتسبب خللًا في حركته. ومنه حالة تُعرف بـ tethered cervical cord.[5]

ولذلك صنف العلماء الذيول إلى ذيول حقيقية، وذيول كاذبة. لغاية التمييز جراحيًا عند إزالتها، يُعرف الذيل المزيف بأنه الذيل الذي يرتبط مع تشوهات في العمود الفقري، بينما الذيل الحقيقي فهو زوائد تحوي خلايا عضلية (لا يستطيع الإنسان التحكم بالذيل) وأنسجة ضامة ودهنية (وطبعًا أوعية دموية وأعصاب)، لكنها لا تحتوي على عظام وغضاريف وامتداد للحبل الشوكي كما الذيل الحقيقي للحيوانات.[6][7] وتصف بعض الأوراق العلمية الذيول الحقيقية بأنها مجرد زوائد جلدية.[8] أو مجرد زوائد.[9] ذكرت مجلة جراحة الأعصاب العالمية Journal of Neurosurgery في إحدى ورقاتها البحثية حول هذه الذيول:«حتى هذه التي تُسمى بـ ’ذيول‘ لا تشبه أي شيء في ذيول الثدييات. ويرجع ذلك لسبب بسيط وهو أن ما يُسمى ’ذيولًا حقيقية‘ عند البشر: تفتقر تمامًا لفقرات عظمية – أو حتى أي نوع من العظام. وكذلك الغضاريف. والحبل الظهري أو الحبل الشوكي».[10] نصت ورقة بحثية عام 2013 في علم أعصاب الطفل على أن هذه الذيول التي يسمونها بـ (الحقيقية) هي: بدون عظام True tails are boneless وتفتقر لجزء الحبل الشوكي والعظام والغضاريف. والحركة التي قد تصدر عنها فهي حركة تلقائية لا إرادية [11]

ذكرت مجلة متخصصة في جراحة الأطفال Journal of Pediatric Surgery أن ذلك الذيل (الأثاري) vestigial tail لا يحتوي على عظام ولا غضاريف ولا حبل شوكي !!.[12] وذكرت المجلة الطبية نيو إنجلاند New England Journal of Medicine: «عندما فُحصت هذه الزوائد الذيلية، اتضح أن هناك اختلافات كبيرة في الشكل بين تلك الزوائد الذيلية وبين ذيول الفقاريات الأخرى» و «لا توجد أي سابقة حيوانية لذيل فقاري من دون الفقرات الذيلية».[13]

مكان ظهور الزوائد متنوع عدل

قد تخرج تلك الزيادات من مناطق أخرى غير أن الزيادات الوحيدة التي ممكن أن يكون فيها عظام: هي التي يسمونها بـ (الذيول الزائفة) pseudo tails !! ولكنها قد تظهر في اماكن أخرى غير نهاية العمود الفقري أو أسفل الظهر.[14]

ذيل الجنين عدل

يظهر للجنين البشري أثناء نموه بروز يخرج من أسفل ظهره في الأسبوع الرابع، يُسمى caudal eminence أو اسمه الشائع برعم ذيلي. لذا يُشيع البعض أنَّ للجنين البشري ذيلًا، وأنَّه ذيل فعلي، لكنه يختفي أثناء تكون الجنين. لكن حسب الدراسات العلمية فذلك النتوء ليس ذيلًا، ولا الغاية منه تكوين ذيل، إنما يكوِّن هذا البرعم تراكيب هامة للجنين في الجهاز العصبي والعظمي، وقد ذكر العلماء أنَّه لا يشكل ولا حتى ذيلاً مؤقتًا.[15]

عظم الذيل عدل

يُستخدم عادةً لفظ «عظم الذيل» لوصف عظام في جسم الإنسان. مما يجعل بعض الناس يعتقدون بوجود عظام لذيلٍ بالفعل في جسد الإنسان. لكن عظم الذيل هذا ما هو إلا عظام العصعص في نهاية العمود الفقري، وقد كان يُعتقد بأنَّها بلا فائدة، إنما بقايا تطورية، لذلك سميت بهذا الاسم. ثم عُرفت وظيفتها وأدوارها.[16][17]

ومن أدواره:

  • يقوم عظم العصعص بدورٍ هام بربطه عددًا من العضلات والأربطة والأوتار مما يجعل الأطباء يترددون كثيرًا في حال اضطروا لاستئصاله، [18]
  • بنية داعمة لحمل وزن الجسم عند جلوس الإنسان وبالأخص عند ميله إلى الخلف، حيث يتلقى العصعص الجزء الأهم من الوزن.[18]
  • يدعم العصعص من جهته الداخلية اتصال عدد من العضلات المهمة للعديد من الوظائف في أسفل الحوض فعضلات العصعص تؤدي دورًا مهمًا في إخراج البراز. كما يدعم تثبيت الشرج في مكانه، أما من جهته الخلفية فيدعم العضلة الألوية الكبرى التي تمد الفخذ إلى الأمام عند المشي.[18] وتتصل الكثير من الأربطة بالعصعص.[18]

مراجع عدل

  1. ^ أ ب نزار مصطفى الملاح، معجم الملاح في مصطلحات علم الحشرات (بالعربية والإنجليزية)، الموصل: جامعة الموصل، ص. 89، QID:Q118929029
  2. ^ Charles Darwin, The Descent of Man: the Evolution, p. 29
  3. ^ Giberson, K., Science Wars, My Debate With an ‘Intelligent Design’ Theorist, The Daily Beast, April 21 2014, thedailybeast.com نسخة محفوظة 6 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ Klinghoffer, D., Karl Giberson Apologizes for Photoshopped Image of Tailed Baby, evolutionnews.org, 6 June 2014.
  5. ^ "The 'human tail' causing tethered cervical cord" en (بالإنجليزية). Archived from the original on 2020-01-03. Retrieved 2020-01-24. {{استشهاد ويب}}: الوسيط غير صالح |script-title=: بادئة مفقودة (help)
  6. ^ Human tails and pseudotails. - PubMed - NCBI نسخة محفوظة 16 يونيو 2019 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ A True Human Tail in a Neonate: Case report and literature review. - PubMed - NCBI نسخة محفوظة 3 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  8. ^ The Human Tail: A Simple Skin Appendage or Cutaneous Stigma of an Anomaly? - PubMed - NCBI نسخة محفوظة 3 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  9. ^ Spectrum of human tails: A report of six cases نسخة محفوظة 16 يونيو 2019 على موقع واي باك مشين.
  10. ^ Roberto Spiegelmann, Edgardo Schinder, Mordejai Mintz, and Alexander Blakstein, “The human tail: a benign stigma,” Journal of Neurosurgery, 63: 461-462 (1985)
  11. ^ . Surasak Puvabanditsin, Eugene Garrow, Sharada Gowda, Meera Joshi-Kale, and Rajeev Mehta, “A Gelatinous Human Tail With Lipomyelocele: Case Report,” Journal of Child Neurology, 28(1) 124-127 (2013)
  12. ^ Allan Joel Belzberg, Stanley Terence Myles, and Cynthia Lucy Trevenen, “The Human Tail and Spinal Dysraphism,” Journal of Pediatric Surgery, 26: 1243-1245 (October, 1991)
  13. ^ Fred Ledley, “Evolution and the Human Tail,” The New England Journal of Medicine, 306 (20): 1212-1215 (May 20, 1982)
  14. ^ Surasak Puvabanditsin, Eugene Garrow, Sharada Gowda, Meera Joshi-Kale, and Rajeev Mehta, “A Gelatinous Human Tail With Lipomyelocele: Case Report,” Journal of Child Neurology, 28(1) 124-127 (2013).
  15. ^ The primitive streak, the caudal eminence and related structures in staged human embryos. - PubMed - NCBI نسخة محفوظة 27 نوفمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  16. ^ Nakatsukasa 2004, Acquisition of bipedalism (See Fig. 5 entitled First coccygeal/caudal vertebra in short-tailed or tailless primates..) نسخة محفوظة 14 فبراير 2020 على موقع واي باك مشين.
  17. ^ Note: Nacholapithecus and Nakaliphitecus nakayamai are two different species of Miocene hominoids (specimens from Nakali and Nachola respectively). See for example "Comparisons with Other Hominoids" in (Kunimatsu, Nakatsukasa et al. Dec 2007)
  18. ^ أ ب ت ث Foye، Patrick M؛ Buttaci, Charles J (3 يونيو 2008). "Coccyx Pain". إي ميديسين. مؤرشف من الأصل في 2008-10-14.