بوابة:المسيحية/مقالة جيدة/21

ثلاثون قطعة فضية هي الثمن الذي قبضه يهوذا الإسخريوطي مُقابل خيانة يسوع المسيح وفقًا لرواية واردة في إنجيل متى في العهد الجديد. قبل العشاء الأخير، فإن يهوذا قد ذهب إلى رُؤساء الكهنة ووافق على تسليم يسوع مُقابل ثلاثون عملة من الفضة، وقد ندم بعد ذلك وحاول إعادة الأموال. وقديمًا، كانت الثلاثون قطعة من الفضة هي ثمن شراء عبد بشري في زمن تجارة الرقيق. يذكر إنجيل متى أن شراء حقل الفخَاري لاحقًا - وهو حقل لدفن الغُرباء ويُسمى أيضًا بحقل الدم - هو تحقيق لنبوءة زكريا، حيث كانت هناك سبع نبؤات فرعية تُساهم في توضيح مُسمّى ثلاثون قطعة من الفضة، حيث يُشار إلى أن المسيح سيتعرض للخيانة (مزمور 9:14) من قبل صديق (مزمور 13:55) مُقابل ثلاثين قطعة من الفضة (زكريا 12:11)، وأنها سوف تُلقى على أرض الهيكل وتُستخدم في شراء حقل فخاري (زكريا 11:13). غالبًا ما تُستخدم لوحة ماتيا بريتي في الأعمال الفنية التي تُصوّر آلام المسيح. وتُستخدم العبارة أدبيًا وعاميًا كإشارة ورمز إلى من يغدر ويخون ويُساوم بالثقة والصداقة والإخلاص لتحقيق مصلحة شخصية. ترجع خلفية هذه الخيانة إلى أن يهوذا الإسخريوطي كان التلميذ الوحيد من تلاميذ يسوع الاثني عشر الذي يرجع أصله إلى جماعة يهودية، تحديدًا الزيلوت أو الغيورين، في حين أن بقية تلاميذه يرجع أصلهم لمنطقة الجليل. وكانت العلاقة بين الطبقة الدينية اليهودية، مُمثلة في الفريسيين والصدوقيين والكتبة، ويسوع علاقة متوّترة، حيث كان الأخير ينتقد تصرفاتهم وتحويرهم جوهر الشريعة بشكل دائم. وقد حاولوا قتله في الناصرة وكفر ناحوم وتآمروا عليه أكثر من مرة لكنهم فشلوا في ذلك؛ فتزايد خوف رجال الدين اليهودي من تزايد عدد اليهود الذين آمنوا به وبرسالته، وتصاعد خوفهم من أن يكون برنامجه يحوي ثورة سياسيَّة على الإمبراطورية الرومانية، ما يؤدي إلى تدمير الحكم الذاتي الذي تمتّع به اليهود.