بوابة:الإسلام/شخصية مختارة/68

أبو عبيد القاسم بن سلاّم الهروي عالم لغة وفقيه ومحدث وإمام من أئمة الجرح والتعديل عاش في القرنين الثاني والثالث الهجريين، وترك عدد من الكتب أشهرها «الغريب المصنّف» و«غريب الحديث» إضافة إلى كتاب «الأموال» الذي يعد من أمهات الكتب في الاقتصاد الإسلامي. ولد القاسم بن سلام بن عبد الله في مدينة هرات سنة 157 هـ، وكان أبوه عبدا روميًّا لرجل من أهلها يتولّى الأزد. طلب أبو عبيد العلم وسمع الحديث ودرس الأدب والفقه، فارتحل إلى العراق، نحو سنة 176 هـ، فسمع من إسماعيل بن جعفر وشريك وإسماعيل بن عياش وهشيم بن بشير وسفيان بن عيينة وإسماعيل بن علية ويزيد بن هارون وحجاج بن محمد المصيصي وأبا معاوية الضرير، وصفوان بن عيسى وعبد الرحمن بن مهدي وحماد بن مسعدة ومروان بن معاوية وأبا بكر بن عياش وعمر بن يونس وإسحاق الأزرق ويحيى القطان كما روى عن ابن الأعرابي وأبي زياد الكلابي وأبي عمرو الشيباني والكسائي والفراء ومن البصريين عن الأصمعي وأبي عبيدة معمر بن المثنّى وأبي زيد الأنصاري، كما جالس محمد بن الحسن الشيباني والقاضي أبي يوسف. عاد أبو عبيد إلى خراسان نحو سنة 191 هـ حيث عمل مُؤدّبًا لأبناء هرثمة بن أعين أحد ولاة هارون الرشيد، ثم اتصل بثابت بن نصر بن مالك الخزاعي يؤدب ولده، ولمّا ولي ثابت طرسوس سنة 192 هـ، ولّى ثابت أبي عبيد القضاء بطرسوس ثماني عشرة سنة، فانشغل عن كتابة الحديث. ثم رحل إلى مصر مع يحيى بن معين سنة 213 هـ ومنها عاد إلى بغداد. في إحدى حملات طاهر بن الحسين إلى خراسان، مر ببغداد وطلب من يفقّهه فندبوا إليه أبي عبيد، فاستحسن طاهر علمه، وأشفق أن يحمله مع في حملته، واصطحبه في طريق عودته، وسار به إلى سر من رأى. لزم أبو عبيد طاهر بن الحسين ومن بعده ابنه عبد الله بن طاهر الذي كان يُجّل أبي عبيد، ويجري له الجرايات، كما كان أبو عبيد إذا ألف كتابًا أهداه إلى عبد الله بن طاهر، فيحمل إليه مالاً كثيرًا استحسانًا لذلك.


...أرشيف للمزيد...