باوهاوس (بالألمانية: Bauhaus) (أي دار البناء) هو مصطلح يشير إلى مدرسة فنية نشأت في ألمانيا كانت مهمتها الدمج بين الحرفة والفنون الجميلة أو ما يسمى بالفنون التشكيلية كالرسم، التلوين، النحت والعمارة من بين الفنون السبعة. تأسست في مدينة فايمر الألمانية.

باوهاوس
موقع اليونيسكو للتراث العالمي
 
الدولة ألمانيا  تعديل قيمة خاصية (P17) في ويكي بيانات

* اسم الموقع كما هو مدون بقائمة مواقع التراث العالمي
** تقسييم اليونسكو لمناطق العالم
مقر أكاديمية باوهاوس في ديساو

كان للباوهاوس تأثير كبير على الفن والهندسة المعمارية والديكور والتصميم الخارجي والطباعة وتصميم الجرافيك. يعتبر أسلوب الباوهاوس في التصميم من أكثر تيارات الفن الحديث تأثيراً في الهندسة والتصميم في الفن المعاصر.

قام بإيجاد المدرسة المهندس المعماري الألماني والتر غروبيوس عام 1919م في فايمار في ألمانيا إلى حين أن انتقلت إلى ديساو عام 1925 ثم إلى برلين عام 1932م حيث اغلقها رئيسها (ميس) عام 1933 ميلادي قبل ان يغلقها النظام النازي الحاكم آنذاك بدعوى انها عالمية الطراز مما يساهم في ضياع الهوية الألمانية، ولم يبقى منها سوى متحف في برلين.

يعتبر مبنى مدرسة الباوهاوس الأولى في ألمانيا أحد المواقع الموجودة على لائحة اليونسكو لمواقع التراث العالمي.

بعد أن تم إغلاق الأكاديمية في ألمانيا أجبر فنانو الباوهاوس على الهجرة بحثاً عن وسيلة للعيش. هاجر معظم الفنانين إلى الولايات المتحدة الأمريكية من ضمنهم مؤسس المدرسة والتر غروبيوس الذي ساهم في تشييد برجي التجارة العالمية، مما ساعد في نشر طراز هذه المدرسة بشكل أكبر.[1]

التسمية

عدل

جاءت تسمية باوهاوس من الاسم الألماني «باو» (بالألمانية: Bau) والذي يعني بناء و«هاوس» (بالألمانية: haus) والتي تعني دار.

الطراز والأساس الفكري

عدل
 
شعار أكاديمية الباوهاوس

الِنيَّة الحقيقية (الأساسية) لوالتر غريبيوس وهنري فون دي فالدي كانت تحرير الفن من الصناعة وإحياء الحرفة من جديد وبالتالي كان الابتعاد عن الزخرفة الزائدة التي كانت ميزة الفن في أوروبا خلال حقبة ماقبل القرن العشرين أمرا لابد منه. التبسيط والتجربة والعودة إلى الشكل الأساسي كان من الأساسيات التي تلاحظ في أعمال الباوهاوس. كما تعتمد على استخدام الألوان الأساسية حيث يتركز استخدام الألوان على الأحمر والأزرق والأصفر. كما يلاحظ في طراز الباوهاوس التركيز على الاشكال الهندسية الأساسية (الدائرة والمربع والمثلث) واستخدام الخطوط والابتعاد عن المركزية في وضعية الصورة. كما يمكن ملاحظة الفراغ الواسع نسبياً في تصاميم الباوهاوس واستخدام نمط معين في طباعة الحروف. إضافة إلى ادخال التصوير الفوتوغرافي ومونتاج الصور إلى الفن الجميل.

يرى العديد من الناقدين أن الباهاوس لم تكن ذات طراز معين بحد ذاتها بقدر ما أنها كانت وسيلة فتحت ابداعاً غير محدد بطراز أو ضوابط معينة.

التأثر والتأثير

عدل

يلاحظ أن مدرسة باوهاوس تجمع ما بين المدرسة التكعيبية والتعبيرية. كما أنها قد تأثرت بافكار الفنان الإنكليزي وليم موريس من ناحية محاولة الدمج بين الحرفة والفنون الجميلة.

ويقول “د. أسعد عرابي” عن أهميّة مدرسة "الباوهاوس"، وتأثيرها على اتجاهات فنية أخرى، وكذلك ظهور تعاون الفنون في أعمال أتباع هذه المدرسة، في سياق حديثه عنها: [ترعرعت ما بين الحربين، قبل أن يهاجر بعض أعمدتها إلى الولايات المتحدة في أعقاب الحرب العالمية الثانية، ولتلعب دوراً محرّكاً- بتعاليمها وعقائدها التربويّة- في دفع الاتجاهات الهندسية والاختصارية (Le Minimalisme)، ثم ترتد موجاتها إلى محترفات الشاطئ الأوروبي من جديد خاصة إلى إنجلترا، اعتمدت هذه المدرسة على إعادة توحيد الفنون حول العمارة واندماجها في النسيج الحضاري والبيئي.. (…).. أمّا "فيكتور فازاريللي" (Victor Vasarelly) (الذي يمثّل الجيل الثاني في الباوهاوس في بودابست) فقد استخرج “أوهامه البصرية" من الالتباس اللوني في الانطباعية والالتباس في الشكل والخط “الباوهاوسي”، إن نظرة تأملية لمتحفه في "إكس إن بروفانس" (الذي صممه بنفسه مبشراً بدعواته النظرية) تكشف هاجس وحدة العمارة والتصميم الصناعي مع أنواع الفنون والحرف..][2]

جمع الفنون

عدل

ويقول الدكتور “محمود أمهز” عن مدرسة «الباوهاوس» مظهرا أهدافها حول تعاون بعض من الفنون السبعة فيها وخصوصاً التشكيليّة منها وهي (الرسم، التلوين}، النحت والعمارة): [ لم تكن أهداف الباوهاوس بعيدة عن أهداف حركة دوستيل في هولندا، أو البناءويّة في روسيا، أو ما كان يسعى إليه لوكوربوزيه في فرنسا. ذلك أن أفكاراً مماثلة كانت، منذ بداية هذه المرحلة، قد انتشرت في ألمانيا، داعية إلى الجمع بين الفنون ضمن إطار العمارة، “الهدف الأسمى لكل إبداع فنّي” في نظر غروبيوس. فالعمل الفنّي التزييني المرتبط بالبناء، وليد هذا النشاط المشترك للمصورين والنحاتين والمعماريّين، يصبح، على غرار ما شهدته القرون الوسطى، المهمة الأرفع شأناً في الفنون التشكيلية. ][3] وكذلك فقد تحدّث عنها “د. أسعد عرابي”: [ أما "مدرسة الباوهاوس” فكان تأسيسها استجابة إلى شمولية المهندس المعماري غروبيوس الذي جمع فيها شتى الفنون والصناعات حول العمارة والتنظيم المدني. برز فيها مدرسون مصورون وموسيقيون في آن على رأسهم، بول كلي الذي كان يدعو دوماً إلى الإنصات إلى اللون عن طريق العين، ومصوّرون مسرحيون مثل شلايمر الذي كان يصمم العرائس ومطابقات ديكورات الموسيقى المشهديّة، وقد أدت التجارب التوليفية لهؤلاء إلى ثمرات فن “الوهم البصري” في مدرسة بودابست "للباوهاوس” وأصبح التراشح على أشده بين هندسات هربان برامج فازاريللي، مع موسيقى بيللا بارتوك واكسيناغيس، ثم بدأت الدعوات الصريحة لموسيقيين توليفيين مثل أريك ساتي ومصورين مثل كوبكا.][4]

متحف باوهاوس

عدل

متحف الباوهاوس [1] هو أخر ما تبقى من مدرسة باوهاوس، ويقع في مدينة برلين ويضم الأعمال والفنون التشكيلية الشاملة لأربع مراحل مرت بها مدرسة باوهاوس. يتألف المتحف من طابقين، ويضم الطابق الأول 3 أقسام لتخصصات الباوهاوس وهي الفن التشكيلي في الباوهاوس، والباوهاوس كمدرسة بناء معمارية وصناعية، وقسم الأرشيف.

أما الطابق الثاني فيضم مقهى ومكتبة ومتجر يتم فيه بيع القطع التذكارية والأفلام الوثائقية والكتب.

معرض صور

عدل

انظر أيضًا

عدل

المصادر

عدل
  • أمهز، د. محمود، التيّارات الفنيّة المعاصرة، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، بيروت- لبنان، الطبعة الأولى 1996.
  • عرابي، د. أسعد، مقال بعنوان “تزاوج أنواع الفنون في نزعة ما بعد الحداثة”، جريدة «الفنون» /شهرية فنية/ تصدر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب-الكويت، العدد4، الصادر في إبريل/نيسان/ 2001.
  • عرابي، د.أسعد، وجوه الحداثة في اللوحة العربيّة، منشورات دائرة الثقافة والإعلام، الشارقة، 1999.

المراجع

عدل
  1. ^ ا ب "متحف الباوهاوس البرليني.. تعميق البُعد الاجتماعي الواقعي للفن". مؤرشف من الأصل في 2018-03-18.
  2. ^ عرابي، د.أسعد، وجوه الحداثة في اللوحة العربيّة، منشورات دائرة الثقافة والإعلام، الشارقة، 1999، ص 91-92.
  3. ^ أمهز، د. محمود، التيّارات الفنيّة المعاصرة، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، بيروت- لبنان، الطبعة الأولى 1996، ص 237-238.
  4. ^ عرابي، د. أسعد، مقال بعنوان “تزاوج أنواع الفنون في نزعة ما بعد الحداثة”، جريدة "الفنون" /شهرية فنية/ تصدر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب-الكويت، العدد4، الصادر في إبريل/نيسان/ 2001، ص45