المنصور نور الدين علي

سلطان مملوكي

الملك المنصور نور الدين علي بن أيبك (ولد في القاهرة عام 1242 م) ثاني سلاطين المماليك المعزية.[1] تولى حكم مصر لمدة سنتين ونصف من سنة 655 هـ 1257م إلى سنة أواخر سنة 657 هـ 1259م.[2][3] عاش إلى نحو سنة 700 هـ. في حكمه وردت الأخبار بهجوم التتار فعُزِل وتولّى مكانه المظفر قطز.

سلطان مصر
نور الدين علي بن أيبك
سلطان مصر
فترة الحكم
1257-1259
عز الدين أيبك
سيف الدين قطز
معلومات شخصية
الميلاد سنة 1242  تعديل قيمة خاصية (P569) في ويكي بيانات
القاهرة
تاريخ الوفاة العقد 1300  تعديل قيمة خاصية (P570) في ويكي بيانات
مواطنة الدولة المملوكية  تعديل قيمة خاصية (P27) في ويكي بيانات
الأب عز الدين أيبك
عائلة المماليك البحرية  تعديل قيمة خاصية (P53) في ويكي بيانات
سلالة الدولة المملوكية
الحياة العملية
المهنة حاكم  [لغات أخرى]‏  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات

توليه للسلطنة عدل

بعد مقتل عز الدين أيبك انحازت المماليك المعزية [4] بقيادة الأمير سيف الدين قطز لابنه نور الدين علي، وكان في الخامسة عشرة من عمره ونصّبته سلطانًا على مصر بلقب الملك المنصور ومعه قطز كنائب للسلطنة والأمير فارس الدين أقطاي المستعرب [5] كأتابك [6] وعُيّن الأمير بدر الدين يوسف وزيرًا للسلطان بدلًا من وزير أيبك الأمير شرف الدين الفائزي ثم عزل واستقر الأمير ابن بنت الأعز في الوزارة.[7]

المماليك البحرية الذين كانوا قد فروا من أيبك إلى سلطنة الروم السلاجقة [8] عادوا إلى مصر بعد أن بلغهم نبأ وفاته ولكنهم بهتوا عندما وجدوا أن السلطان الجديد مجرد صبي صغير لا يهتم سوى بتربية الحمام وصراع الديوك وركوب الحمير داخل قلعة الجبل.[9][10] أما المماليك الذين كانوا في سوريا، وكان من بينهم بيبرس البندقداري وقلاوون الألفي والذين كانوا قد غادروا سوريا إلى الكرك بعد أن عقد السلطان أيبك صلحا مع الناصر يوسف أمير سوريا الأيوبي في دمشق، فقد رفضوا الاعتراف بسلطنة المنصور علي [11] ثم حاولوا الاستيلاء على مصر مع الملك المغيث ملك الكرك الأيوبي [12] وتصدت لهم قوات قطز وفي إحدى المعارك تمكنت المماليك المصرية من أسر قلاوون الألفي وبلبان الرشيدي.[13]

الخطر المغولي عدل

بينما الموقف في مصر كان على ذاك النحو كان جيش المغول بقيادة هولاكو قد اقتحم الحدود الشرقية للعالم الإسلامي وتقدم نحو بغداد. وفي شهر فبراير عام 1258 استباح بغداد التي كانت دار الخلافة العباسية وارتكبوا أشنع المذابح وقتلوا الخليفة العباسي المستعصم بالله. الذي هادنهم ومنحهم النقود والهدايا ربما لسوء التقدير ولعدم إدراكه بأهداف هولاكو وأطماعه. المؤرخ ابن أيبك الدواداري وصف الخليفة البغدادي ذاك بأنه «كان فيه هوج، وطيش، وظلم، مع بله، وضعف، وانقياد إلى أصحاب السخف. يلعب بطيور الحمام، ويركب الحمير المصرية الفرء».[14] أرسل الناصر يوسف بابنه العزيز إلى هولاكو محملًا بالهداية ورسالة ترجو منه مساعدته في الاستيلاء على مصر فطلب منه هولاكو إمداده بعشرين ألف فارس.[15][16] ولما علم المماليك المقيمون في الكرك بما يجري طلبوا من المغيث ملك الكرك مهاجمة مصر للاستيلاء عليها فوافق المغيث وأرسل جيشا إلى الحدود المصرية حيث هزمته قوات قطز. بعد فرار المغيث إلى الكرك عاد قطز إلى قلعة الجبل وأمر بإعدام بعض المماليك والأمراء الذين تنكروا له أثناء المعركة.[17] وفي عام 1259 وبينما المغول يحاصرون ميفرقين حاول الملك المغيث الاستيلاء على دمشق ولكنه انهزم وعقد صلحا مع الناصر يوسف واتفقا على ترحيل المماليك المقيمين في الكرك إلى دمشق حيث أودعهم الناصر يوسف في السجن.[17]

سك العملة في عهد المنصور علي عدل

سُكِّت في عهده النقود في عام 1257، وقد نُقِشت عليها الأسماء والألقاب التالية: الملك المنصور نور الدين، الملك المنصور نور الدنيا والدين. وقد نُقِش اسم أبيه أيبك أيضًا على عملاته بلقب: الملك المعز، كما نُقش اسم الخليفة العباسي على النحو التالي: الإمام المستعصم بالله أمير المؤمنين، إمام المستعصم بالله أبو أحمد عبد الله أمير المؤمنين.[18]

خلع المنصور علي عدل

بعد أن هدد هولاكو الناصر يوسف في دمشق أرسل إلى مصر رسالة استغاثة [19]، فاجتمع الأمراء ببلاط الملك المنصور علي في قلعة الجبل. وقال قطز - الذي كان ساخطًا على لامبالاة المنصور علي وتحكُّم أمه به وتدخلها في شئون السلطنة - للأمراء: أن الموقف يحتاج إلى سلطان قوي قادر على التصدي للعدو المغولي، وأن الملك المنصور علي صبي صغير غير قادر على حكم المملكة.[20] ثم قام قطز باعتقال المنصور علي وأخيه قاقان وأمهما داخل برج بالقلعة. وبذلك تم خلع المنصور علي بعد أن حكم لمدة سنتين ونصف تقريبا. ونُصِّب قطز سلطانًا بعد أن وعد الأمراء بالاستقالة بعد النصر على المغول.[21]

نفيه وتنصره ووفاته عدل

أُرسِل المنصور علي وأخوه قَليج قَان وأمهما إلى دمياط، ثم أُبعِدوا إلى بلاد الأشكرى (الأراضي البيزنطية).[21][22][23] وهناك تنصر المنصور وسُمِى ميخائيل بن أيبك وتزوج وأنجب، وعاش إلى نحو سنة 700 هـ كما ذكر أخوه (قَليج قَان) للمؤرخ شمس الدين الذهبي.[24] وذكر ابن إياس في بدائع الزهور خلاف ذلك [25] فقال أنه اُعتقل في برج السلسلة في دمياط حتى توفي ودفن هناك.

انظر أيضًا عدل

مراجع عدل

  1. ^ بعض المؤرخين يعتبرون شجر الدر أول سلاطين المماليك. في تلك الحالة يكون المنصور علي ثالث سلاطين المماليك وليس ثانيهم.
  2. ^ سير أعلام النبلاء للذهبيالذهبي (381/23)
  3. ^ الأعلام للزركلي (4/ 265)
  4. ^ المماليك المعزية: مماليك السلطان المعز عز الدين أيبك
  5. ^ فارس الدين أقطاي المستعرب ليس فارس الدين أقطاي الجمدار الذى كان زعيم المماليك البحرية
  6. ^ أتابك : القائد العام للجيش.
  7. ^ شرف الدين الفائزي وزير السلطان أيبك عزلته أم السلطان المنصور علي بعد أن بلغها أنه قال أن الملك المنصور لا يمكنه حكم المملكة لصغر سنه وأن الملك الأيوبي الناصر يوسف أجدر بالحكم- (المقريزي، السلوك, 1/495)
  8. ^ بعد أن اغتال أيبك فارس الدين أقطاي الجمدار زعيم المماليك البحرية كان بعض المماليك قد لجأ إلى سوريا والكرك وسلطنة الروم السلاجقة
  9. ^ المقريزي، السلوك, 1/495
  10. ^ قلعة الجبل : مقر سلاطين المماليك بالقاهرة وكانت فوق جبل المقطم حيث يوجد الآن مسجد محمد علي وأطلال قلعة صلاح الدين.
  11. ^ قاسم, 44
  12. ^ الملك المغيث عمر بن العادل الثاني بن الكامل محمد.
  13. ^ قطز أطلق سراح قلاوون بعد شفاعة المعزي الاستادار. -(المقريزى، السلوك, 1/495)
  14. ^ ابن الدواداري، 7/350-349
  15. ^ المقريزي، 1/500
  16. ^ Curtin, p. 259
  17. ^ أ ب المقريزي، السلوك, 1/500
  18. ^ شفيق مهدى, 79
  19. ^ المقريزي، 1/506
  20. ^ المقريزى، السلوك, 1/507
  21. ^ أ ب المقريزى، السلوك, 1/508
  22. ^ بلاد الأشكرى (في المصادر المملوكية). وقد كانت في تلك الحقبة إمبراطورية نيقيا البيزنطية وكانت هناك علاقات طيبة بين أباطرة تلك الدولة اللاسكاريين ومصر.
  23. ^ الشيال, 2/122
  24. ^ [سير أعلام النبلاء 23/ 200]
  25. ^ بدائع الزهور (1/78) طبعة دار الشعب

مصادر أخرى عدل

  • سير أعلام النبلاء ،الذهبي (381/23)
  • الأعلام للزركلي (4/ 265)
  • أبو بكر بن عبد الله بن أيبك الدواداري : كنز الدرر وجامع الغرر، (9 اجزاء) مصادر تأريخ مصر الإسلامية، المعهد الألماني للآثار الإسلامية، القاهرة 1971.
  • ابن تغري : النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، الحياة المصرية، القاهرة 1968.
  • أبو الفدا : المختصر في أخبار البشر، القاهرة 1325ه.
  • جمال الدين الشيال (أستاذ التاريخ الإسلامي) : تاريخ مصر الإسلامية، دار المعارف، القاهرة 1966.
  • المقريزى : السلوك لمعرفة دول الملوك، دار الكتب، القاهرة 1996.
  • المقريزى : المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والأثار، مطبعة الأدب، القاهرة 1968.
  • قاسم عبده قاسم: عصر سلاطين المماليك - التاريخ السياسى والاجتماعى، عين للدراسات الإنسانية والاجتماعية، القاهرة 2007.
  • شفيق مهدى: مماليك مصر والشام، الدار العربية للموسوعات، بيروت 2008.
  • Curtin, Jeremiah,The Mongols, A History,Da Capo Press 2003 ISBN 0-306-81243-6