برغم أن الدويحية بمجموعهم لا يعدون من المجموعات الكبيرة العدد عند المقارنة المقارنة بغيرهم، إلا أنهم يعتبرون إحدى المجموعات العربية ذات الانتشار العريض في أنحاء السودان. ولعل هذه يعود لكونهم أهل بيت اشتهروا بتدريس القرءان الكريم. مما جعلهم كثيري التنقل والمصاهرات.[1]

ينتسب الأشراف الدويحية إلى السيد محمد الملقب دويح.

وينتسب الشريف/ السيد دويح بدوره إلى الأشراف الركابية، المنحدرين من أحمد بن عائد، الشهير بـ غلام الله بن عائد الركابي.

قدم الشيخ الشريف/ غلام الله بن عائد الركابي من بلدة الحليلة باليمن إلى مدينة دنقلا. وذلك في النصف الثاني من القرن الرابع عشر.

لكن الأستاذ الطيب محمد الطيب يذكر ان الرويات الشفهية والمكتوبة تقول إن الرجل قد استقر في شمال السودان الأدنى في حوالى القرن العاشر الميلادي. وهو فرق كبير بين الروايتين.

ويذكر السير/ هارولد مكمايل المشتهر بـ (مكميك) أن الشريف/ غلام الله بن عائد الركابي قد قدم من بلدة (اللحيّة) ووجد الناس في حيرة وضلال وجهل. فشرع في تعليمهم القرءان.

وقد تضاربت اقوال الباحثين والمهتمين بتاريخ الركابية بشأن وجود بلدة (اللحيّة) من عدمه.

وبحسب إدعاءات بعض الباحثين فإنّ ما كتبه مكمايكل يعتبر نوعاً من الاجتهاد في نقل بعض الكلمات للعربية، إذ لا توجد قرية بهذا الاسم في اليمن!!!

وقد حاول الاستاذ الطيب محمد الطيب تتبع آثار تلك القرية. وسافر بالفعل لليمن، حيث اكد العارفون أنه لا توجد قرية بهذا الاسم.

ومن هؤلاء العارفين الذين أفادوا بعدم وجود قرية بهذا الاسم: القاضي/ إسماعيل الأكوع، السفير السابق بالخارجية اليمنية.

لكن أهل الشأن أكدوا أنه توجد قريتان باسم (الحليلة) وهما:

الأولى: حُليلة صنعاء.

الثانية: حُليلة بني مطر.

والثانية تعتبر هاجرة قرءانية قديمة.

والهاجرة مسمى محلي في اليمن، يطلقونه على مكان تدريس القرءان، وهو نظير لمصطلح الخلوة في السودان.

لكن يذكر بعض المهتمين بالدراسات التأريخية ان كلا القريتين موجود، أي (أي اللحيّة والحليلة). منهم صاحب كتاب (غلام الله بن عائد: وآثاره في السودان).

والصحيح أن كلا القريتين موجود، وأن الشريف غلام الله بن عائد له ارتباط بهما، فإحداهما تحرك منها والأخرى مرّ عليها.

ولعل الخلط الذي حصل - بنفي وجود هذه البلدة - منبعه من أن بعض الباحثين لم يدققوا جيداً في هذه الناحية، فاكتفوا بالعلم الذي حصلوه عن واحدة وتجاوزا الأمر معتقدين أن الأخرى تحريف لفظي للثانية!!.

ويتحدث الدكتور سمير محمد عبيد نقد صاحب كتاب (غلام الله بن عائد: وآثاره في السودان). ببعض التفصيل عن البلاد التى يذكر الدارسون أن غلام الله أتى منها، وهي:

** زيلع

** الحُليلة

** اللُحيَّة

ويذكر الدكتور سمير محمد عبيد نقد عن اللُحيَّة:

"ميناء صغير على البحر الأحمر، عند مصب وادي مور شمال الحُديدة، وكان أهلها يعتمدون على صيد السمك، واللؤلؤ، والتجارة البحرية مع موانئ البحر الأحمر والبصرة والهند، والحياة الشعبية فيها وفيما حولها من تهامة تُشبه الحياة الشعبية في السودان إلى حد كبير."

وهنا يجدر القول أننا سنلحظ لاحقاً وجود اسم الزيلعي في عمود نسب الشريف/ غلام الله بن عائد الركابي. حيث أن الأسرة الركابية - ومنهم الدويحية - ترفع نسبها إلى أحمد بن عمر الزيلعي.

من الأسباب التي أغرت هذا العالم بالبقاء في دنقلا أنها برزت كمركز ثقافي إسلامي بعد سقوط مملكة المقرة في القرن الرابع عشر الميلادي.

الرواية التي تحصلت عليها بعد بحث تفيد أن الركابية اشراف عقيليون طالبيون هاشميون قرشيون.

فهم من ذرية الصحابي الجليل/ عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم القرشي العدناني.

وعقيل من إخوة علي بن أبي طالب، وهو أكبر منه سناً. وكان إسلامه متأخراً عن أخويه جعفر الطيار، وعلي. رضي الله عنهم أجمعين.

ولذا نجد أن المحفوظ من نسب الركابية أنهم من نسل:

ركاب بن أحمد الملقب غلام الله بن عايد أبو الفتح. (وقيل: عبد الفتاح) بن عبد المعبود، بن إبراهيم المقبول، بن السيد الشريف العلامة صفي الدين أبي العباس أحمد، بن عمر الزيلعي، بن محمد، بن حسين، بن ملكان، بن عقيل، بن حسين، بن طلحة، بن حسين، بن سليمان، بن حسين، بن أبي بكر، بن علي، بن محمد، بن إبراهيم، بن أحمد، بن حسين، بن بعلي، بن أحمد، بن عبد الله، بن مسلم، بن عبد الله، بن محمد، بن محمد، بن عقيل، بن أبي طالب، بن عبد المطلب، بن هاشم، القرشي العدناني.

وهناك سلاسل أخرى فيها بعض الاختلافات الطفيفة مع السلسلة المذكورة آنفاً، وسنحاول إنزالها جميعاً حتى يقوم المهتمون بتتبعها وتصحيحها عند كبار الركابية، فهم أعلم بنسبهم. مع اجتهادنا معهم في في البحث والتوثيق أيضاً.

لقد كان أول عمل قام به هذا الشيخ الفاضل بعد نزوله في شمال السودان: تعمير المساجد وتدريس القرءان.

وقد يذكر بعض المؤرخين ان للشيخ غلام الله القدح المعلى وقصب السبق في ابتكار الخلاوى ومراكز تحفيظ القرءان.

فيما يخص الأشراف آل الرشيد من الدويحية الركابية:

ينتسب الأشراف آل الرشيد الدويحي إلى الفقيه العلامة السيد الشريف/ إبراهيم الرشيد، ونسبه متصل بالشريف محمد دويح، ثم غلام الله بن عائد الركابي، ثم الصحابي عقيل ابن أبي طالب، وإليك عمود نسبه المفصّل، فهو:

إبراهيم الرشيد، بن صالح، بن محمد، بن عبد الرحمن، بن محمد الوراق، بن عبد الرحمن ود حاج، بن محمد حاج، بن إدريس الولي، بن محمد، بن بشارة، بن محكم، بن جبير، بن محمد (الملقب دويح) بن سلطان، بن أحمد (الملقب غلام الله) بن عايد أبو الفتح (وقيل: عبد الفتاح) بن عبد المعبود، بن إبراهيم المقبول، بن السيد الشريف العلامة صفي الدين أبي العباس أحمد، بن عمر الزيلعي، بن محمد، بن حسين، بن ملكان، بن عقيل، بن حسين، بن طلحة، بن حسين، بن سليمان، بن حسين، بن أبي بكر، بن علي، بن محمد، بن إبراهيم، بن أحمد، بن حسين، بن بعلي، بن أحمد، بن عبد الله، بن مسلم، بن عبد الله، بن محمد، بن محمد، بن عقيل، بن أبي طالب، بن عبد المطلب، بن هاشم، القرشي العدناني.

إن الدويحية يشكلون أشهر فروع الركابية، حتى جعلهم ذلك ينتسبون لدويح مباشرة دون ذكر الركابي

  1. ^ al-Mumtaḥana - 060 - ال مم تح نة. Gorgias Press. 31 ديسمبر 2024. ص. 105–146. ISBN:978-1-4632-4676-1.