الحملات المناهضة للدين في الصين
الحملات المناهضة للدين في الصين، هو مصطلح يشير إلى التشجيع الرسمي للحزب الشيوعي الصيني للإلحاد الحكومي، والمقرون باضطهاد الحكومة للأشخاص ذوي المعتقدات الروحانية أو الدينية في جمهورية الصين الشعبية.[1][2][3] بدأت الحملات المناهضة للدين في عام 1949 عقب الثورة الشيوعية الصينية، واستمرت ضمن نطاق المجتمعات البوذية والمسيحية والمسلمة وغيرها من المجموعات الدينية خلال القرن الحادي والعشرين. تصاعدت وتيرة الحملات الحكومية ضد الدين بعد تسلم شي جين بينغ منصب الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني. نصت المراسيم الحكومية على هدم دور العبادة المسيحية، كالكنائس المسيحية مثلًا.[4] فرضت مراسيم أخرى في التبت تدمير المراكز الرهبانية البوذية التبتية، بالإضافة إلى المواقع البوذية المقدسة والمساكن الرهبانية، فضلًا عن حرمان التبتيين من حقهم في المشاركة في تراثهم الثقافي بحرية. أسفرت هذه الحملات عن استمرار اضطهاد اللاما البوذيين والراهبات والرهبان البوذيين أيضًا. تحدثت العديد من التقارير أيضًا عن وجود معسكرات لإعادة التأهيل القسري، التي يحدث فيها بعض الممارسات كالاعتقالات والضرب والاغتصاب مثلًا، فضلًا عن تدمير المواقع الدينية في التبت وتعرض شعب الأويغور للإبادة الجماعية الثقافية المستمرة.[5]
الثورة الثقافية
عدلأغلقت الكنائس والمساجد والمعابد وفرضت إعادة التأهيل على رجال الدين، وذلك نتيجةً للحملات المناهضة للدين التي نفذت بين عامي 1950 و1979. هدمت الأديرة في التبت ونفذت عمليات اعتقال وقتل بحق الرهبان.[6]
جرمت الثورة الثقافية حيازة النصوص الدينية أيضًا. تعرض الرهبان للضرب أو القتل، وهرب العديد من التبتيين بالنصوص المقدسة الخاصة بهم وجمعوا تعاليمهم في مجتمعات المنفى في الهند.[7]
الحقبة الرئاسية لجيانغ زيمين بين عامي 1989 و2002
عدلبدأت الحكومة الصينية والحزب الشيوعي بقيادة جيانغ زيمين باضطهاد أتباع فالون غونغ بين عامي 1989 و2002، إذ دعت الحكومة إلى «تعليم الماركسية المادية والإلحاد» للوقوف في وجه فالون غونغ.[8]
البوذيون التبتيون
عدلانتشرت الحملات القمعية العنيفة في التبت في عام 1989 بعد حركات التمرد التي طالت الحكم الصيني. قتل مئات التبتيين تقريبًا تحت السلطة المحلية للأمين العام للحزب الشيوعي الصيني هو جينتاو. سرت الأحكام العرفية لمدة عام حتى 30 أبريل عام 1990، قتل خلاله مئات آخرون وسجن الآلاف تحت سلطة جيانغ في بكين والسلطة المحلية لهو في التبت. رقي هو لاحقًا إلى مناصب قيادية عليا.[9]
نص المرسوم الأولي لجيانغ -الذي كان يعمل على صياغة سياسيات بخصوص البوذيين التبتيين عام 1991- على ضرورة موافقة الحكومة المركزية الصينية على التجسيد الجديد للاما. عدل المرسوم لاحقًا وأطلق عليه اسم الأمر رقم 5 لمكتب الشؤون الدينية للدولة في عام 2007 تحت سلطة جينتاو.
قبلت حكومة جيانغ رسميًا الاعتراف الرسمي بالدالاي لاما الرابع عشر وتنصيب أورجين ترينلي دورجي الزعيم الروحي (جيالوانغ كارمابا) السابع عشر لمدرسة كارما كاغيو في عام 1992. تسلم الجامجون الثالث كونجترول مهمة الحصول على هذ الاعتراف، لكنه توفي في حادث سيارة غامض في أوائل عام 1992. يحظى الكارمابا جنبًا إلى جنب مع الدالاي لاما والبانشين لاما باحترام التبتيين، الذين يؤمنون بأنهم تمثيل حي لبوذا. هرب الكارمابا إلى الهند بحلول عام 1999، إذ قال إن السبب في هروبه متجسد في تدخل الحكومة الصينية في قيادته الروحية ودراسته.[10]
قبض على 13 راهبًا من دير دريبونغ في 12 مايو عام 1992 بسبب احتجاجهم السلمي. سجن سامبدب لمدة سبع سنوات، وأصبح في عام 2020 رابع سجين سياسي سابق يموت جراء مضاعفات طبية خلال الأشهر الستة السابقة. نفذت سياسية صينية تسمى «الإمساك بكلتا اليدين» في التبت عام 1994، إذ استهدفت هذه السياسة كل من البوذية والثقافة التبتية. أسفرت هذه السياسة عن انطلاق الاضطرابات التبتية عام 2008.[11]
تراجعت حكومة جيانغ رسميًا عن سياسة قبولها للتجسيد الجديد للاما والزعماء الروحيين والبوذيين التبتيين في 17 مايو عام 1995، ثم اختطفت البانشين لاما الحادي عشر عيدون تشويكي نييما بعد ثلاث أيام من اعتراف الدالاي لاما رسميًا به. اختفى تشادريل رينبوتشي واثنان آخران من المنخرطين في عملية الاعتراف ثم سجنوا. نصبت حكومة جيانغ وكيلها البانشين لاما جيالستين نوربو بعد بضعة أشهر. لا يزال البانشن لاما الحادي عشر المعترف به غيدون تشويكي نييما محتجزًا بصورة قسرية في مكان مجهول.[12]
حظرت حكومة جيانغ رسميًا استخدام جميع صور الدالاي لاما الرابع عشر الزعيم الروحي للتبت في عام 1996.[13]
نقلت الإدارة المركزية للتبت في مارس عام 1998 تصريحًا للدالاي لاما حول تجاوز حملات القمع الصينية الأديرة والراهبات، واتباع جيانغ نهج «سياسة متعمدة للإبادة الثقافية في التبت».
بدأت الحكومة الصينية اضطهاد وإجلاء الراهبات والرهبان الذين يدرسون في أكاديمية لارونج جار البوذية وفي يارتشن جار في التبت عام 2001.
الحقبة الرئاسية لهو جينتاو بين عامي 2002 و2012
عدلاستخدمت سياسة إعادة تطوير الأراضي باعتبارها شكل من أشكال الاضطهاد الديني في ظل سلطة الحكومة الصينية والحزب الشيوعي بقيادى هو جينتاو بين عامي 2002 و2012، إذ هدمت المباني والمواقع ذات القدسية الروحية.[14]
البوذيون التبتيون
عدلاعتقل التبتين الذين استجابوا لنداءات الدالاي لاما بحرق الملابس المصنوعة من جلد الحيوانات في عام 2006. انتشرت الحرائق في جميع أنحاء التبت إعلانًا للنضال.[15]
تصاعدت وتيرة عمليات اضطهاد البوذيين التبتيين تحت حكم هو جينتاو، الأمر الذي أسفر عن حدوث العديد من الاضطرابات في التبت عام 2008. وصفت هذه الانتفاضة بأنها أكبر تحد في وجه الغزو الصيني منذ عام 1959. أدى تصاعد الاضطرابات الناجمة عن الاضطهاد الديني إلى بدء موجات من الاحتجاجات، بما في ذلك بعض المظاهرات في الشوارع التي قوبلت باستخدام العنف المفرط. أشارت بعض التقارير إلى حدوث عمليات اعتقال جماعية لما يقارب 280 راهبًا في دير لابرانج خلال تلك الفترة، بالإضافة إلى استخدام وسائل التعذيب ضدهم في السجن.[16]
بدأت مقاطعة الزراعة في عام 2009 احتجاجًا على احتجاز و«اختفاء» العديد من الأشخاص في الصين. انتشر العصيان المدني على نطاق واسع، إذ هجر جميع الرهبان في دير جومدا في محافظة شمدو في يونيو عام 2009 بدلًا من إجبارهم على المشاركة في «التأهيل الوطني».
صدر الأمر رقم 5 لمكتب الشؤون الدينية للدولة في 13 يوليو عام 2007، واشترط تقدم اللاما الجدد والمؤسسات الدينية في التبت بطلب قانوني للحصول على إذن من مكاتب جمهورية الصين الشعبية.
بدأت أعمال التضحية بالنفس (الانتحار حرقًا) في عام 2009 في دير كيرتي. قتل اثنان من مواطني التبت العاديين عام 2010 خلال محاولتهم وقف عملية اعتقال جماعي استهدفت نحو 300 راهب في دير كيرتي.
أعلنت وزارة الخارجية الصينية عام 2011 أنه لا يمكن تعيين الدالاي لاما الخامس عشر إلا من بكين. أحرق الراهب تسيوانغ نوربو في دير نيتسو نفسه بعد أن هتف «يعيش الدالاي لاما» و«شعب التبت يريد الحرية». صرحت منظمة فري تبت غير الربحية عن قطع الحكومة لخدمات الهاتف والانترنت لاحقًا لمنع انتشار الأخبار، بالإضافة إلى قطع المرافق العامة للدير بشكل متكرر. قالت المؤلفة تسيرينغ ويسر إن قوات الأمن الصينية قد حاصرت الدير في ليلة وفاة تسيوانغ نوربو.[17]
المراجع
عدل- ^ Blondeau, Anne-Marie; Buffetrille, Katia (8 Apr 2008). Authenticating Tibet (بالإنجليزية). دار نشر جامعة كاليفورنيا. p. 165. ISBN:9780520249288. Archived from the original on 2021-03-08.
This virulent anti-religion campaign seems to be officially linked to the development plan for western Tibet, for which social stability is necessary (see Part VIII, "Economic Development," below). But the hardening of this policy in Tibet is probably also a consequence to spread atheism launched in China, in response to the religious problems mentioned above, including problems inside the Party.
- ^ Dark, K. R. (2000), "Large-Scale Religious Change and World Politics", Religion and International Relations (بالإنجليزية), London: Palgrave Macmillan UK, pp. 50–82, DOI:10.1057/9781403916594_3, ISBN:978-1-349-27846-6,
Interestingly, atheist campaigns were most effective against traditional Chinese religions and Buddhism, whereas Christian, Jewish and Muslim communities not only survived these campaigns, but were among the most vocal of the political opposition to the governments as a consequence of them.
- ^ "China announces "civilizing" atheism drive in Tibet". بي بي سي عبر الإنترنت (بالإنجليزية). 12 Jan 1999. Archived from the original on 2017-09-04. Retrieved 2017-09-03.
The Chinese Communist Party has launched a three-year drive to promote atheism in the Buddhist region of Tibet, saying it is the key to economic progress and a weapon against separatism as typified by the exiled Tibetan leader, the Dalai Lama. The move comes amid fresh foreign reports of religious persecution in the region, which was invaded by China in 1950.
- ^ "China's war on religion". The Week. 23 أغسطس 2020. مؤرشف من الأصل في 2021-02-07. اطلع عليه بتاريخ 2020-09-20.
- ^ "China's anti-Christian crusade". واشنطن بوست (بالإنجليزية). 5 Sep 2015. Archived from the original on 2017-09-07. Retrieved 2017-09-03.
The profusion of churches seems to have unnerved some Chinese authorities, who have undertaken a campaign to tear down hundreds of crosses, and in some instances entire churches, in Zhejiang, a coastal province where a prosperous Christian community and large numbers of churches have taken root.
- ^ Buang, Sa'eda; Chew, Phyllis Ghim-Lian (9 May 2014). Muslim Education in the 21st Century: Asian Perspectives (بالإنجليزية). Routledge. p. 75. ISBN:9781317815006. OCLC:880235482.
Subsequently, a new China was found on the basis of Communist ideology, i.e. atheism. Within the framework of this ideology, religion was treated as a 'contorted' world-view and people believed that religion would necessarily disappear at the end, along with the development of human society. A series of anti-religious campaigns was implemented by the Chinese Communist Party from the early 1950s to the late 1970s. As a result, in nearly 30 years between the beginning of the 1950s and the end of the 1970s, mosques (as well as churches and Chinese temples) were shut down and Imams involved in forced 're-education'.
- ^ Grim, Brian J.; Finke, Roger (2010). The Price of Freedom Denied: Religious Persecution and Conflict in the Twenty-First Century (بالإنجليزية). مطبعة جامعة كامبريدج. DOI:10.1017/CBO9780511762345. ISBN:9781139492416. OCLC:1104455711.
Seeking a complete annihilation of religion, places of worship were shut down; temples, churches, and mosques were destroyed; artifacts were smashed; sacred texts were burnt; and it was a criminal offence even to possess a religious artifact or sacred text. Atheism had long been the official doctrine of the Chinese Communist Party, but this new form of militant atheism made every effort to eradicate religion completely.
- ^ Pittman, Don Alvin (2001). Toward a Modern Chinese Buddhism: Taixu's Reforms (بالإنجليزية). University of Hawaii Press. ISBN:9780824822316. JSTOR:j.ctt6wqt85.
Yet in the first years after Liberation there were places in China where monasteries were destroyed, monks were beaten or killed, copies of the Buddhist canon were burned, and sacred images were melted down for their metal.
- ^ Yardley, Jim (15 Mar 2008). "Violence in Tibet as Monks Clash With the Police". The New York Times (بالإنجليزية الأمريكية). ISSN:0362-4331. Archived from the original on 2021-04-13. Retrieved 2020-11-02.
- ^ Harding, Luke (28 Apr 2001). "Daring escape of the Karmapa". الغارديان (بالإنجليزية البريطانية). ISSN:0261-3077. Archived from the original on 2018-06-24. Retrieved 2020-09-12.
- ^ The Karmapa: A short biography of the early years of the 17th Karmapa, Ogyen Trinley Dorje, and the lineage of Karmapas that came before him., Kagyu Office, https://kagyuoffice.org/karmapa/ نسخة محفوظة 2020-08-15 على موقع واي باك مشين.
- ^ "The Tibet issue: Tibetan view". BBC News (بالإنجليزية البريطانية). 27 Jan 2012. Archived from the original on 2020-12-13. Retrieved 2020-11-02.
- ^ "Tibet's missing spiritual guide". بي بي سي نيوز (بالإنجليزية البريطانية). 16 May 2005. Archived from the original on 2011-09-23. Retrieved 2020-09-18.
Gedhun Choekyi Nyima was nominated as the reincarnation of the Panchen Lama the second most important figure in Tibetan religion, culture and politics after the Dalai Lama himself. But China disagreed with the choice and arrested the boy a few days later. Mystery surrounds his fate and outside China he is known as one of the world's youngest political prisoners.
- ^ Ramzy, Austin; Buckley, Chris (16 Nov 2019). "'Absolutely No Mercy': Leaked Files Expose How China Organized Mass Detentions of Muslims". The New York Times (بالإنجليزية الأمريكية). ISSN:0362-4331. Archived from the original on 2019-12-22. Retrieved 2020-09-06.
There must be effective educational remolding and transformation of criminals," [Xi] told officials in southern Xinjiang on the second day of his trip. "And even after these people are released, their education and transformation must continue."' 'Within months, indoctrination sites began opening across Xinjiang — mostly small facilities at first, which held dozens or hundreds of Uighurs at a time for sessions intended to pressure them into disavowing devotion to Islam and professing gratitude for the party.' 'Then in August 2016, a hard-liner named Chen Quanguo was transferred from Tibet to govern Xinjiang. Within weeks, he called on local officials to "remobilize" around Mr. Xi's goals and declared that Mr. Xi's speeches "set the direction for making a success of Xinjiang.
- ^ Yeh, Emily T. (Sep 2012). "Transnational environmentalism and entanglements of sovereignty: The tiger campaign across the Himalayas". Political Geography (بالإنجليزية). 31 (7): 408–418. DOI:10.1016/j.polgeo.2012.06.003.
- ^ "2008-2009 Protest Logs". International Campaign for Tibet (بالإنجليزية الأمريكية). Archived from the original on 2020-09-12. Retrieved 2020-09-20.
- ^ Jiang، Steven (17 أغسطس 2011). "Tibetan monk dies after setting himself on fire". سي إن إن. مؤرشف من الأصل في 2014-01-08. اطلع عليه بتاريخ 2020-09-20.