ابن اللبان الشافعي

الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الكَبِيْر، إِمَامُ الفَرَضِيّين فِي الآفَاق، أَبُو الْحُسَيْن ابْنُ اللَّبَّانِ، الفَرَضِيُّ، الشَّافِعِيُّ، مُحَمَّد بن عبد الله بن الحسن البصري، المعروف بابن اللَّبَّانِ؛ انْتَهَت إِلَيْهِ الْإِمَامَة فِي هَذَا الْعلم، ذكره فِيهِ يبْدَأ ويعاد، وَهُوَ صَاحب اخْتِيَار فِيهِ، وَكَانَ إِمَامًا فِي عُلُوم أخر.[1][2]

قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق: كَانَ ابْن اللبان إِمَامًا فِي الْفِقْه والفرائض، صنف فِيهَا كتبا كَثِيرَة، لَيْسَ لأحد مثلهَا، وَعنهُ أَخذ النَّاس الْفَرَائِض.[3] توفي ببغداد سنة (402هـ - 1011م) عن ثمانين سنة.[4]

نبذة عنه عدل

قَالَ ابْنُ أَرسلاَن فِي "تَارِيْخِهِ": دَخَلَ ابْنُ اللَّبَّان خُوَارَزْم فِي دولة مَأْمُوْن بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مأْمُوْن خُوَارَزْم شَاه، فَأَكرمه، وَبَرَّهُ، وَبَالَغَ، وَبنَىلَهُ مَدْرَسَةً بِبَغْدَادَ يَنْزِلُ فِيْهَا فُقَهَاء خُوَارَزْم، فَكَانَ أَبُو الحُسَيْنِ يُدَرِّسُ بِهَا، وَكَانَ خُوَارَزْم شَاه يَبْعَثُ إِلَيْهِ كُلَّ سَنَةٍ بِمَال.[1]

وسمع من أبا العباس محمد بن أحمد الأثرم، والحسن بن محمد بن عثمان الفسوي، ومحمد بن أحمد بن محمويه العسكري، وأبا بكر بنداسه. وقدم بغداد؛ وحدث بها، فذكر لي القاضي أبو الطيب الطبري: أنه سمع كتاب "السنن" عن ابن داسة عن أبي داود السجستاني. وَحَدَّثَنِي عنه أيضا أبو محمد الخلال، وعبد العزيز بْن علي الأزجي، وكان ثقة.[4]

ومِمَّن أَخذ عَنهُ: أَبُو أَحْمد ابْن أبي مُسلم الفرضي، أستاذ أبي حَامِد الإسفرايني فِي الْفَرَائِض، وَأَبُو الْحسن ابْن سراقَة العامري الفرضي، وَأَبُو الْحُسَيْن أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف الكازروني الَّذِي لم يكن فِي زَمَانه أفرض مِنْهُ وَلَا أَحسب، وَغَيرهم.[4]

ثناء العلماء عليه عدل

قَالَ الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ: انْتهى إِلَيْهِ علم الْفَرَائِض وَقِسْمَة الْمَوَارِيث، وَلم يكن فِي وقته أعلم مِنْهُ بذلك، وصنف فِيهِ كتبا اشتهرت.[4]

قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق: كَانَ ابْن اللبان إِمَامًا فِي الْفِقْه والفرائض، صنف فِيهَا كتبا كَثِيرَة، لَيْسَ لأحد مثلهَا، وَعنهُ أَخذ النَّاس الْفَرَائِض.[3]

قال ابن الصلاح: الإِمَام فِي الْفَرَائِض، انْتَهَت إِلَيْهِ الْإِمَامَة فِي هَذَا الْعلم، ذكره فِيهِ يبْدَأ ويعاد، وَهُوَ صَاحب اخْتِيَار فِيهِ، وَكَانَ إِمَامًا فِي عُلُومأخر.[2]

قال تاج الدين السبكي: إِمَام عصره فِي الْفَرَائِض وَقِسْمَة التركات، وَله فِي ذَلِك التصانيف الْمَشْهُورَة.

وَرُوِيَ أَنه كَانَ يَقُول لَيْسَ فِي الدُّنْيَا فَرضِي إِلَّا من أَصْحَابِي أَو أَصْحَاب أَصْحَابِي أَو لَا يحسن شَيْئا.[5]

مؤلفاته عدل

"الإيجاز في الفرائض" مخطوط في دار الكتب.[6]

وفاته عدل

قال شمس الدين الذهبي: وَثَّقَهُ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَقَالَ: انْتَهَى إِلَيْهِ عِلْمُ الفَرَائِضِ، صَنَّف فِيْهَا كتباً، وَتُوُفِّيَ فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعمائَة. قُلْتُ: أَظنُّه مِنْ أَبْنَاءِ الثمانين.[1]

قال ابن الصلاح: مَاتَ فِي شهر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبع مئة، أَحْسبهُ بِبَغْدَاد.[2]

المراجع عدل

  1. ^ أ ب ت شمس الدين الذهبي (1985)، سير أعلام النبلاء، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، مجموعة (ط. 1)، بيروت: مؤسسة الرسالة، ج. 17، ص. 217، OCLC:4770539064، QID:Q113078038 – عبر المكتبة الشاملة
  2. ^ أ ب ت "ص184 - كتاب طبقات الفقهاء الشافعية - محمد بن عبد الله - المكتبة الشاملة". shamela.ws. مؤرشف من الأصل في 2023-08-25. اطلع عليه بتاريخ 2023-08-25.
  3. ^ أ ب الشيرازي (1970)، طبقات الفقهاء، تحقيق: إحسان عباس، بيروت: دار الرائد العربي، ص. 120، QID:Q116998195 – عبر المكتبة الشاملة
  4. ^ أ ب ت ث الخطيب البغدادي (2001)، تاريخ بغداد، تحقيق: بشار عواد معروف (ط. 1)، بيروت: دار الغرب الإسلامي، ج. 3، ص. 507، OCLC:49659164، QID:Q114815356 – عبر المكتبة الشاملة
  5. ^ تاج الدين السبكي (1992)، طبقات الشافعية الكبرى، تحقيق: محمود محمد الطناحي، عبد الفتاح محمد الحلو، القاهرة: هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، ج. 4، ص. 154، QID:Q120648510 – عبر المكتبة الشاملة
  6. ^ خير الدين الزركلي (2002)، الأعلام: قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين (ط. 15)، بيروت: دار العلم للملايين، ج. 6، ص. 227، OCLC:1127653771، QID:Q113504685 – عبر المكتبة الشاملة