إنتاج الاتحاد السوفيتي من المركبات القتالية المدرعة خلال الحرب العالمية الثانية

شهد إنتاج الاتحاد السوفيتي من المركبات القتالية خلال الحرب العالمية الثانية تطورًا سريعًا في أعقاب الغزو الألماني للأراضي السوفيتية في 22 يونيو 1941.

إنتاج الدبابات كي في الثقيلة

من جانبه امتلك الاتحاد السوفيتي أعدادًا هائلة من المركبات القتالية قبيل الغزو الألماني للبلاد، إلا أن الخسائر الفادحة التي مُنيت بها المؤسسة العسكرية السوفيتية خلال الأشهر الأولى من الغزو، أظهر الحاجة الماسة لمركبات جديدة، خاصة مع الصعوبات الأولية المُتمثّلة في فقدان المصانع الكبرى الواقعة في غرب الاتحاد السوفيتي، سواء لتدميرها بالكامل أو استيلاء القوات الألمانية عليها بعد هجر عمالها وانسحاب الجيش الأحمر إلى داخل العُمق السوفيتي في ظل الهزائم المتوالية، كذلك، تفكيك المصانع الناجية من الهجوم الألماني ونقلها ثم إعادة تأسيسها في منطقة الأورال لإبعادها عن الخطر الألماني.

وعلى الرغم من مع ازدهار الصناعة السوفيتية خلال العقد الثاني من القرن العشرين، إلا أنها فضّلت الكم عن النوعية، وزيادة عدد القطع المُنتجة على حساب كفاءتها وجودتها، علاوة على قلة خبرة المهندسين العسكريين في هذا المجال، خاصة مع نشأة المجتمع السوفيتي كمجتمع زراعي في الأساس، ومن ثمّ كانت المركبات السوفيتية رديئة الجودة إذا ما قورنت بمثيلاتها الألمانية أو الغربية، بما في ذلك الدبابة تي-34، التي كانت أقوى تسليحًا وأسمك درعًا من أية دبابة ألمانية أخرى مع بداية الغزو الألماني، إلا أن عيوب الصناعة المتمثلة في إصابة محرك الدبابة بأعطاب كثيرة تعجزها عن العمل بعد قطع مسافة 200 كم فقط، حد من كفاءة الدبابة خلال المواجهات المباشرة في الوقت التي احتاجت فيه الدبابات الألمانية وكذلك الأمريكية لتغيير زيت المحرك فقط لضمان استمرار تقدّمها، ومع ذلك، تمكّنت المؤسسة العسكرية السوفيتية من تدارك الموقف بعد انقضاء السنوات العصيبة، وتحديدًا مع نهاية عام 1942، بعد تخطي مراحل الفوضى الأولية الناجمة عن نقل المصانع والمنشآت جهة الشرق.

وكنظرة عملية عامة، تمتعت الدبابات السوفيتية بمساحة داخلية أقل من مساحة أي من الدبابات الأخرى، مما جعلها هدفًا أصغر من مثيلاتها، علاوة على تميّزها بعنصر السرعة، ويرجع هذا التصميم لاختيار القوات السوفيتية للجنود الأقل حجمًا والأقصر قامةً للعمل في سلاح المدرعات، ومع توالي النزاعات العسكرية التي شاركت فيها القوات السوفيتية قبل الغزو الألماني؛ بدءًا من الحرب الأهلية الإسبانية (1936-1939)، ثم معركة خالخين غول (1939)، وأخيرًا حرب الشتاء (1939-1940)، أدركت القيادة السوفيتية أن دباباتها الخفيفة، كطراز تي-26، هي دبابة ضعيفة الدرع ولا تتماشى مع التطوّر المطّرد للقذائف والصواريخ، كما أن الدبابات متعددة الأبراج، كطراز تي-35، أقل كفائة من مثيلاتها أحادية البرج التي أصبحت فيما بعد نواة لأفضل الدبابات السوفيتية خلال الحرب العالمية الثانية كالدبابة تي-34 المتوسطة والدبابة الدبابات كي في الثقيلة.

والإحصاءات التالية حتى النصف الأول من عام 1945، وتضم القطع الجديدة فقط، دون الإشارة إلى ما كان يمتلكه الاتحاد السوفيتي من مركبات قتالية حتى 1 يونيو 1941 قبل دخوله الحرب ضد القوات الألمانية، والتي أشارت إليها التقارير المختلفة بنحو 25,664 أو 25,481 مركبة مدرّعة متنوعة،[1][2] كما لم تتضمن الإحصائات أعداد السيارات المصفحة، أوالأيروسانيات، أوجرارات المدافع أو القطارات المدرعة.

المركبات القتالية الخفيفة

عدل

لا يحتاج إنتاج المركبات الخفيفة، زنة أقل من 15 طن، لأية تجهيزات خاصة، حيث يمكن إنتاجها في مصانع السيارات والجرارات الخفيفية، وغالبًا ما تستخدم محركات السيارات في تشغيلها، وعليه، استمر إنتاج المركبات الخفيفة طوال فترة الحرب على الرغم من قلة تكلفة إنتاج المركبات المتوسطة كالدبابة تي-34 إذا ما قورنت بالتكلفة الإجمالية ومعدلات الاستهلاك للمركبات الخفيفة، وخلال المراحل المتقدمة من الحرب، استمر الحلفاء الغربيين في مد الاتحاد السوفيتي بالمركبات الخفيفة من خلال قانون الإعارة والتأجير في ظل تركيز الاتحاد السوفيتي على إنتاج المركبات المتوسطة واستبدال المركبات الخفيفة بالمدافع أس يو-76 ذاتية الحركة والسيارات مصفحة أقل تكلفة وأكثر قدرة تدميرية.

النوع 1940 1941 1942 1943 1944 1945 المجموع
دبابات تي-26 1,601[3] 1,613[4] 116[5] 47[6] 1,717 أو 1,660
بي تي-7 779[7] 780[3] 779 أو 780
تي-40 41[3] 668[3][8] 675[9] 180[9] 709 أو 896
تي-50 48[10] 60[8] 15[11] 63 أو 75
تي-60 1,388[8] 1,366[9] 4,477[12] 4,352[9] 55[9][12] 5,920 أو 5,773
تي-70 4,883[12][13] 3,348[13][14] 8,231
م. ذ. ح. زيس-30 101[15] 101
أس يو-76 25 1,908 7,155 2,966[15] 12,054
أس يو-76آي 201[15] 201
المجموع 2,422 أو 2,433 2,321 أو 2,249 9,580 أو 9,455 5,512 7,155 2,966 29,956 أو 29,770

المدفع أس يو-76 هو مدفع عيار 76مم محمول على نموذج مطوّل لجسم الدبابة تي-70.

المركبات القتالية المتوسطة

عدل

تطلّب إنتاج المركبات المتوسطة مصانع متخصصة في إنتاج المعدات الثقيلة، وعليه تم إنتاج وتجميع مكونات مثل هذه المركبات في مصانع إنتاج الجرارات الثقيلة والمدافع وجرارات القطارات وكذلك مصانع بناء قطع غيار السفن، من جانبه، كان التصميم الأساسي للدبابة تي-34 هو الأفضل والأنسب لظروف الحرب، ومن ثمّ استمر تطوير هذا التصميم وإنتاجه بأعداد فاقت باقي المركبات القتالية حتى نهاية الحرب، على الجانب الأخر، أظهرت المدافع ذاتية الحركة المتوسطة تفوقًا ملحوظًا كمضدات للدبابات، إلا أنها احتاجت لهياكل أكبر تتمكن من حمل المدافع ذات الأعيرة الكبيرة لضمان معدلات ارتداد وثبات معقولة أثناء عمليات القذف.

النوع 1940 1941 1942 1943 1944 1945 المجموع
دبابات تي-28 12 12
تي-34 115 2,800 12,553 15,812 3,500 34,780
تي-34-85 10,449 12,110 22,559
تي-44 200 200
م. ذ. ح أس يو-122 25 630 493 1,148
أس يو-85 750 1,300 2,050
أس يو-100 500 1,175 1,675
المجموع 127 2,800 12,578 17,192 16,242 13,485 62,424

الدبابة تي-28: إحدى الدبابات السوفيتية القديمة والتي بدأ إنتاجها عام 1933 التي وصلت لنهاية عمرها الافتراضي ومع ذلك قام الاتحاد السوفيتي بالدفع بمئات القطع إلى ساحة القتال.

الدبابة تي-34: زوّدت بمدفع عيار 76مم وطوّرت فيما بعد وزوّدت بمدفع أسرع من نفس العيار قبل تطويرها للمرة الأخيرة وتزويدها بمدفع عيار 85مم وبرج أكبر، والأرقام المذكورة في الجدول السابق والخاصة بالطراز تي-34-85 عام 1945 هي الكمية المُنتجة طوال العام وليس خلال النصف الأول منه فقط كما هو معمول به لباقي القطع.

المدافع أس يو-85 وأس يو-122 وأس يو-100: جميعها مدافع ذاتية الحركة محمولة على هياكل الدبابة تي-34، وطوّر الطرازين أس يو-85 وأس يو-100 خلال المراحل المتقدمة من الحرب لتحمل مدافع أسرع مناسبة لقنص الدبابات، بينما استخدم المدفع أس يو-122 مدفع هاوتزر أم-30 واستُخدم أساسًا كمدفع هجومي مضاد للأفراد.

المركبات القتالية الثقيلة

عدل

طوال فترة الحرب، تعرّضت صناعة المركبات الثقيلة لمخاطر الإيقاف والإلغاء أكثر من مرة، ولم يُكتب لها الاستمرار إلا عن طريق التطوّر المتلاحق لتصاميمها وتدخّل القيادة السياسية للإبقاء على خط الإنتاج، والذي احتاج لموارد أكثر من تلك التي احتاجها إنتاج الدبابة تي-34، التي وعلى الرغم من ذلك، ظلت متفوقة على المركبات الثقيلة في العديد من النواحي الفنية والعملية، وكان أكثر المركبات الثقيلة نجاحًا الدبابة أي أس-2 والمدافع ذاتية الحركة التي ضمنت مدافعها ذات العيار الكبير تفوّقًا ملحوظًا ضد الأهداف الضعيفة والقاسية على حد السواء، من جانبها قامت قيادة هيئة الأركان السوفيتية باختبار المدفع دي-10أس عيار 100مم على الدبابات أي أس-2 ورفضه لعدم تمتعه بالقدرة التفجيرة الكافية ضد الأهداف الضعيفة، على الرغم من تمتعه بقوة اختراق عالية.[16]

النوع 1940 1941 1942 1943 1944 1945 المجموع
دبابات كي في-1 141 1,121 1,753 3,015
كي في-1أس 780 452 1,232
كي في-8 102 35 137
كي في-85 130 130
أي أس-2 102 2,252 1,500 3,854
أي أس-3 350 350
م.ذ.ح. كي في-2 102 232 334
أس يو-152 704 704
أي أس يو-122/152 35 2,510 1,530 4,075
المجموع 243 1,353 2,635 1,458 4,762 3,030 13,831

الدبابات الثقيلة

عدل

زوِدت الدبابة كي في-1 (سُميت نسبة إلى كليمنت فوروشيلوف) بمدفع عيار 76مم، والذي تمت زيادة طوله خلال مراحل تطوير الدبابات الثقيلة مثلما كان الحال بالنسبة للدبابة تي-34، بينما تمتعت الدبابة كي في-1أس بنفس تصميم الدبابة كي في-1 مع استخدام درع أقل سماكة لزيادة سرعتها وبرج جديد ولكن نفس المدفع عيار 76مم، ثم جاءت الدبابة كي في-2 والتي استخدمت نفس الهيكل المعدني للدبابة كي في-1 مع تزويدها بمدفع هاوتزر أم-10 عيار 152مم وبرج أكبر وكان ينوى استخدامها ضد الأهداف الحصينة، في حين جائت الدبابة كي في-85 بنفس سمات الدبابة كي في-1أس مع تدعيمها بمدفع جديد عيار 85مم وبرج الدبابة أي أس-1.

ومع فقدان فوروشيلوف لشعبيته السياسية، أُعيدت تسمية الدبابة حديثة الصنع، التي حملت اسم كي في-13، إلى أي أس-1 (نسبة إلى جوزيف ستالين) والتي سرعان ما تم تطويرها وتزويدها ببرج جديد ومدفع عيار 122مم، وسُمّي هذا الطراز الجديد أي أس-2 والتي كانت أولى الدبابات الثقيلة التي حققت تفوّقًا عمليًا على الدبابة المتوسطة تي-34 على الرغم من بطئها النسبي وثمنها الباهظ.

تلى الدبابة أي أس-2 دبابة أخرى معدّلة ذات هيكل معدني متطور حملت اسم أي أس-3 إلا أنها لم تُمنح فرصة المشاركة في المعارك.

من جانبها كانت الدبابة كي في-8 من فئة الدبابات قاذفة اللهب.

المدافع الثقيلة

عدل

صُمم المدفع أس يو-15 معُتمدًا على الهيكل المعدني للدبابة كي في-1أس مزوداً بمدفع هاوتزر أم-20 عيار 152مم لاستخدامه كمدفع هجومي مضاد للأفراد مثلما كان الحال بخصوص الدبابة كي في-2، وإن حد الهيكل المعدني من كفاءة المدفع إذا ما قورنت بمدفع الميدان المماثل، ومع ذلك كان المدفع بديلًا قليل التكلفة لمدافع الميدان المُصممة لنفس الغرض.

على الجانب الآخر كانا أي أس يو-122 وأي أس يو-152 مدفعين ذاتيين الحركة محمولين على الهيكل المعدني للدبابات فئة أي أس، واستخدما كمدافع هجومية ومدافع مضادة للدبابات؛ فالمدفع أيه-19 عيار 122مم الخاص بالأي أس يو-122 كان قادرًا على اختراق دروع كافة الدبابات الألمانية تقريبًا، علاوة على المدفع أم أل-20 عيار 152مم الخاص بالأي أس يو-152 الذي طال استخدامه ضد الدروع الألمانية على الرغم من بطئه، وذلك لامتلاكه لقدرات تدميرية مجمّعة.

طالع أيضًا

عدل

المراجع

عدل
  1. ^ Боевой и численный состав Вооруженных Сил СССР в период Великой Отечественной войны (1941-1945 гг.). Статистический сборник №1 (22 июня 1941 г.) Moscow, 1994. P. 132-135. نسخة محفوظة 28 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ Мельтюхов М.И. Упущенный шанс Сталина. Схватка за Европу: 1939-1941 гг. (Документы, факты, суждения). Изд. 3-е, исправленное и дополненное Moscow, 2008. P. 525.
  3. ^ ا ب ج د Солянкин А.Г., Павлов М.В., Павлов И.В., Желтов И.Г. Отечественные бронированные машины. XX век. Том 1. 1905-1941 Moscow, 2002. P. 17
  4. ^ Коломиец М.В. Т-26. Тяжелая судьба легкого танка Moscow, 2007. P. 150.
  5. ^ Солянкин А.Г., Павлов М.В., Павлов И.В., Желтов И.Т. Отечественные бронированные машины. ХХ век. Том 2. 1941-1945 (Domestic Armoured Vehicles. XXth Century. Volume 2. 1941-1945). Moscow, 2005. P. 24
  6. ^ Коломиец М.В. Т-26. Тяжелая судьба легкого танка (Heavy fate of the light tank). Moscow, 2007. P. 150.
  7. ^ Коломиец М.В. Легкие танки БТ. "Летающий танк" 1930-х Moscow, 2007. P. 73.
  8. ^ ا ب ج Солянкин А.Г., Павлов М.В., Павлов И.В., Желтов И.Т. Отечественные бронированные машины. ХХ век. Том 2. 1941-1945 Moscow, 2005. P. 24
  9. ^ ا ب ج د ه Коломиец М.В. Танки-"смертники" Великой Отечественной. Т-30, Т-60, Т-70 Moscow, 2010. P. 156
  10. ^ Мельтюхов М.И. Упущенный шанс Сталина. Схватка за Европу: 1939-1941 гг. (Документы, факты, суждения). Изд. 3-е, исправленное и дополненное Moscow, 2008. P. 506.
  11. ^ Мельтюхов М.И. Упущенный шанс Сталина. Схватка за Европу: 1939-1941 гг. (Документы, факты, суждения). Изд. 3-е, исправленное и дополненное Moscow, 2005. P. 25
  12. ^ ا ب ج Солянкин А.Г., Павлов М.В., Павлов И.В., Желтов И.Т. Отечественные бронированные машины. ХХ век. Том 2. 1941-1945 Moscow, 2005. P. 25
  13. ^ ا ب Коломиец М.В. Танки-"смертники" Великой Отечественной. Т-30, Т-60, Т-70 Moscow, 2010. P. 157
  14. ^ Солянкин А.Г., Павлов М.В., Павлов И.В., Желтов И.Т. Отечественные бронированные машины. ХХ век. Том 2. 1941-1945 (Domestic Armoured Vehicles. XXth Century. Volume 2. 1941-1945). Moscow, 2005. P. 25
  15. ^ ا ب ج Солянкин А.Г., Павлов М.В., Павлов И.В., Желтов И.Т. Отечественные бронированные машины. ХХ век. Том 2. 1941-1945 Moscow, 2005. P. 291
  16. ^ Zaloga and Ness ( 2003), Red Army hand book, Sutton publishers Ltd. ISBN 0-7509-3209-0

المصادر

عدل
  • Harrison، Mark (2002). Accounting for War: Soviet Production, Employment, and the Defence Burden, 1940–1945. Cambridge University Press.
  • Zaloga، Steven J. (1984). Soviet Tanks and Combat Vehicles of World War Two. London: Arms and Armour Press. {{استشهاد بكتاب}}: الوسيط غير المعروف |مؤلفين مشاركين= تم تجاهله يقترح استخدام |authors= (مساعدة)
  •   [[منتخب لاتحاد الرغبي|]] إنتاج الدبابة تي-34 من موقع battlefield.ru