حُرٌّ وَمَذهَبُ كُلِّ حُرٍّ مَذهَبي - ما كُنتُ بِالغاوي وَلا المُتَعَصِّبِ

إِنّي لَأَغضَبُ لِلكَريمِ يَـنوشُهُ - مَن دونَهُ وَأَلومُ مَن لَم يَغضَبِ

وَأُحِبُّ كُــلَّ مُهَــذَّبٍ وَلَو اَنَّهُ - خَصمي وَأَرحَمُ كُلَّ غَيرِ مُهَذَّبِ

يَأبى فُؤادي أَن يَميلَ إِلى الأَذى - حُبُّ الأَذِيَّةِ مِن طِباعِ العَقرَبِ

لي أَن أَرُدَّ مَسـاءَةً بِمَسـاءَةٍ - لَو أَنَّني أَرضى بِبَرقٍ خُلَّبِ

حَسبُ المُسيءِ شُعورُهُ وَمَقالُهُ - في سِرِّهِ يا لَيتَني لَم أُذنِبِ

أَنا لا تَغُشُّنِيَ الطَيالِسُ وَالحُلى - كَم في الطَيالِسِ مِن سَقيمٍ أَجرَبِ

عَيناكَ مِن أَثوابِهِ في جَنَّةٍ - وَيَداكَ مِن أَخلاقِهِ في سَبسَبِ

وَإِذا بَصَرتَ بِهِ بَصَرتَ بِأَشمَطٍ - وَإِذا تُحَدِّثُهُ تَكَشَّفَ عَن صَبي

إِنّي إِذا نَزَلَ البَلاءُ بِصاحِبي - دافَعتُ عَنهُ بِناجِذي وَبِمِخلَبي

وَشَدَدتُ ساعِدَهُ الضَعيفُ بِساعِدي - وَسَتَرتُ مَنكِبَهُ العَرِيَّ بِمَنكِبي

وَأَرى مَساوِءَهُ كَأَنِّيَ لا أَر - وَأَرى مَحاسِنَهُ وَإِن لَم تُكتَبِ

وَأَلومُ نَفسـي قَبـلَهُ إِن أَخطَأَت - وَإِذا أَساءَ إِلَيَّ لَم أَتَعَتَّبِ

مُتَقَرِّبٌ مِن صاحِبي فَإِذا مَـشَت - في عَطفِهِ الغَلواءُ لَم أَتَقَرَّبِ

أَنا مِن ضَميري ساكِنٌ في مَعقِلٍ - أَنا مِن خِلالي سائِرٌ في مَوكِبِ

فَإِذا رَآنــي ذو الغَبــاوَةِ دونَـــهُ - فَكَما تَرى في المَاءِ ظِلَّ الكَوكَبِ