محمد بن حسن حمزة

صاحب ديوان   ((   عبرات مخنوقة   )) ولد في  المملكة العربية السعودية في مدينة جدة سنة 1381 هجرية

اهتم بالشعر والأدب وعمره عشر سنوات   .  بعدها تفرغ لكتابة الشعر الفصيح   ومازال  

بثت له بعض القصائد عبر إذاعة المملكة العربية السعودية البرنامج الثاني . وله الكثير من القصائد منشورة

عبر الأنترنت من خلال مشاركاته في الكثير من المواقع الأدبية بلقيه المشهور  ((  خانق العبرة  ))

وللشاعر أعمال موجدة هنا

https://poetsgate.com/poet.php?pt=2085

https://www.facebook.com/khaniq7/?ref=bookmarks

من قصائد الشاعر محمد حمزة :

عجوز النحس

---

عجوز النحس سيدة الضلالِ ... أتتني اليوم تنهق كالبغالِ

عجوزٌ لا تملّ من التصابي ... هوايتها مشاكسة الرجالِ

أتتني اليوم كالحةً بشعرٍ ... تروم بشِعرها نيل المعالي

أتتني هكذا من دون وعدٍ ... تكيل الشتم مقصدها جدالي

ألا سحقاً لشعرٍ جاء يوماً ... تقود زمامه ذات السفالِ

وسحقاً للقريضِ وللمعاني ... وسحقاً للبيان وللسجالِ

وسحقاً لليراعِ وللقوافي ... وسحقاً للهجاء وللنزالِ

لحاها الله من شمطاء لما ... أثارت فتنةً بين الرجالِ

تطوف ولا تكلّ بكل دربٍ ... لنشر الشر تسعى والنكالِ

لها وجهٌ كوجه البوم شرٌ ... وأردافٌ كمنتوف السبالِ

وإبليس اللعين يخاف منها ... فقد غلبته في سوء الفعالِ

لحاها الله إن ذهبت يميناً ... وقُبّح سيرها نحو الشمالِ

-----------

فقضى على الشك المريب يقيني

---

سئمت من السهر الطويل جفوني

............. وغزير دمعي جف منه معيني

عانت من الألم المرير كوامن

......... في النفس تشكو هجر من يشقيني

لم يبق شيء في فؤادي مضمر

............. أظهرت سري واستبان دفيني

أعلنته للخل بغية وصله

............. والخوف يملأ مقبلات سنيني

حتى أتاني من بريق عيونهِ

................ غيثٌ مغيثٌ  فيهِ مايرويني

ومددت كفي كي أصافح نبضه

................. فوجدت قلبا آية في اللين

كم كنت أشكو ظلمه وجفاءَه

.......... فقضى على الشك المريب يقيني

-----------

بضعٌ وخمسون

---

هاقد حظيت  بما ترجوه يا رجل

.....................  هلاّ اكتفيت فما زاغت بك المقلُ

أما تعبت من الأهواء تطلبها

........................  وأنت لاهٍ  وهذا العمر مرتحل

بضعٌ وخمسون في عينيك أسئلةٌ

.................  وفي دروب الهوى ضاقت بك الحيل

ترنو لأخرى وأخرى غيرها وكذا

.....................  لأخرياتٍ . وتمضي عندما تصلُ

ترنو لدنياً ومبهورٌ بفتنتها

..................   ولست تدري متى تمضي وترتحلُ

بضعٌ وخمسون مرت مثل عاصفةٍ

....................  وأنت تهذي وقد أعيت بك السبل

لا الوقت وقتك لا صحب تسامرهم

......................   ولا الشباب . ولا أيامك الأول

لا الأهل أهلك  لا ميسون تعشقها

......................,..   بأي شيءٍ هداك الله تحتفل

بضعٌ وخمسون ما أدراك ما بقيت

.........................  هلاّ أفقت من الغفلات يا رجل

-----------

صباحكِ الحب

---

صباحكِ الحب يا إلهام أشعاري

.................. يا بسمتي في صباحاتي وأسحاري

يا فتنةً من سنينٍ كنت أرقبها

.................... يا بهجة القلب يا غيمي وأمطاري

يا نجمةً في سواد الليل قد سطعت

...................... أنتِ الدليل الذي يهدى لمحتار

يا بذرةً غُرست في وسط أوردتي

......................... يا روضة الحب يا أزهار آذارِ

علمتني الحب لمّا كنت أجهله

................. فأصبح الحب من نظمي وأشعاري

احببتني في ربا الخمسين يا عمري

...................... وما مللتِ تفاصيلي وأسراري

وقلتِ  ما أروع الخمسين تسحرني

........................ قصيدةً من بطولاتٍ وأسفار

ورحلةً في فضاء الحب حالمةً

..................... ورقصةً بين وهج النور والنارِ

يا سيدي إن للخمسين في خلدي

......................... جداولٌ تترامى عبر أوتاري

فقلت  أفديكِ يا سمعي ويا بصري

....................... بوركتِ من قدرٍ يا خير أقداري

-----------

خمسون عاماً

---

خمسون عاماً مضت في القهر والنكد

.................... السهد  أرهقني   والهم   في   كبدي

خمسون عاماً  من  الأحزان  تخنقني

..................  ومخلب اليأس منحوت  على  جسدي

حتى  التبسم  عني  غاب  من  زمنٍ

...................  وهل  تبسّم  من  قد  عاش  في  نكدِ

خمسون  عاماً  مضت  بالهم  مثقلة

.................  وكل   عامٍ    كقرنٍ    كامل    العددِ

أعطيتها  كل  ما أفنيت   من   عمري

.................  ولم  أنل  غير  عزم  الصابر   الجلد

خمسون .. أواه  ياأواه  كيف  مضت

................  أواه  لو  تعرف   الخمسين   ياولدي

خمسون عاماً  وأهل  القرب  ديدنهم

...............  إشعال  حربٍ  من  الأحقاد   والحسدِ

وعاملوني    بخبثٍ    لا مثيل    له

..............  ياليتني  كنت   أدري   ماجنته   يدي

وكم  سقوني  كؤوس   المرّ   أزمنة ً

...........ز...  فأنبت الحزن بعد  الحزن  في  خلدي

منذ الصبا لم  أجد  لي  منهمو  سنداً

................  ياهل ترى هل تكون اليوم لي  سندي

-----------

ما عاد يجدي أن نعيد الموعدا

---

يا ليل حسبك قف مكانك سرمدا ... ما عدت أطمع منك أن تتبددا

يا ليل دم أو لا تدم إذ أنني ... لا أرتجي منك الضياء مجددا

يا ليل قلبي منك أصبح صخرةً ... ما عاد يأبه بالحنين ليسعدا

أشرقت أم أظلمت ما عدت الذي .. يقضي الليالي راجياً بك موعدا

لا تنتظرني قد كفى ماحل بي ... أني سئمت ودادك المترددا

ما عدت أرغب في إعادة قصةٍ ... قد كنت أرغب حينها أن تولدا

ما عدت أطمع أن أعود لكذبةٍ ... عصفت بقلبٍ أوردته إلى الردى

ما عدت انتظر الصباح بلهفةٍ ... لجمال طيرٍ في الخمائلِ غرّدا

ما عاد ذاك الهمس يؤنس وحشتي ... إذ كان حلماً كاذباً فتبددا

ليلاي يكفي حان وقت فراقنا ... ما عاد يجدي أن نعيد الموعدا

-----------

هجيرالشوق

---

يا هجير الشوق كم  أيقظت  بي  ...  من لهيب  أشعل  القلب  سعيرا

كيف  بات  القلب  يصلى  ناره  ...  وشتاء  الثلج  يذري  زمهريرا

لكأن   الثلج    في    رمضائه  ...  جذوة من جمرها تذكي الهجيرا

وكأن    البرد     قد     ألبسه  ...  بردة   لبدت   الليل    الضريرا

أثقلته    في    ثنايا    سجنها  ...  سطوة  الأصفاد  كبلن  الأسيرا

يا  قيود  القهر   في   معصمه  ...  بينما أيدي  الردى  لفت  حريرا

أتراه        بعدما        فارقه  ...  خله   والبعد   يغتال   المسيرا

أينام    الليل     في     هدأته  ...  هل يبات الطرف مسروراً قريرا

لا أرى الهِجران  إلا  من  لظى  ...  وأرى  الوصل  نعيماً  وسرورا

جنة    خالدة     فيها     الهنا  ...  ظلها   يمتد   حوراً   وحبورا

وجوارٍ     وعيوناً     جارياتٍ  ...  سلسبيلاً     وفراتاً     ونميرا

ونخيلاً      وقطوفاً      دانياتِ  ...  لذةً   قصوى  وإمتاعاً  كثيرا

-----------

في رثاء أبي رحمه الله وغفر له

---

نعوه ضحى الإثنين لا عاد من ضحى

................  وكل ضحىً قد خالط الحزن أسودُ

تداعى بناء الصفح والعطف بعده

.......................... وأقفر مَأهولٌ  وأتهَمَ مُنْجِدُ

و ضنّ سراج البيت عنا بضوئهِ

...................... وأهمى ضياء الفعل أيناه يرقدُ

قضى نحبه بالأمس إذ كان صائماً

.................... عساه بدار الخلدِ يهنى ويسعدُ

مضى مشرقاً أبهى من البدر نوره

..................... سنىً وسناءً ما سمى عنه فرقدُ

مضى لكريمٍ لا يُحدُّ عطاؤه

..................... فما خاب عبدٌ مات وهو موحّدُ

وما ضرهُ بؤس الزمان وجورهُ

................... فقد كان عما في يدِ الناس يزهدُ

وقد عاش تسعيناً ونيفاً فما انحنى

.................... سوى لإله الكون يبكي ويسجدُ

ولم يلههِ داءٌ من الضر مسهُ

........................ فقد فاق من غيبوبةٍ يتشهّدُ

فياربِ إرحم من بكينا لفقدهِ

......................... ومن كان يُحيي ليله يتهجّدُ

وياربِ إرحم محسناً بك ظنهُ

................. ومن كان نحو الخير يسعى ويجهدُ

سألناك يا من لا يردُّ مناجياً

......................... تقبل أباً يفقدهُ بيتٌ ومسجدُ

وأبقِ لنا أماً تجاريهِ طاعةً

....................... وفخراً ونسلاً ذاك مجدٌ مخلّدُ

تناهى إلى الزهراءِ بنت محمدٍ

........................ وزوج عليٍّ منهم النور يولدُ

وصلّ وسلم يا إلهي وزد وزد

.................... على من لهُ يوم الشفاعةِ موعدُ

.