وفقًا للكتاب المقدس، فإن سبط لاوي هم أحد أسباط بني إسرائيل الاثني عشر، الذين ينحدرون من نسل لاوي بن يعقوب، وإليهم ينتمي نسل هارون أول كاهن أعظم لبني إسرائيل الذين يمثلون الطبقة الكهنوتية (الكهونيم). اختص سبط لاوي بواجبات دينية معينة لبني إسرائيل، كما كانت لهم مسؤوليات سياسية أيضًا. في المقابل، كان بقية الأسباط تعطي العشور للكهنة العاملين في هيكل القدس، وخاصة أول العشور [الإنجليزية]. أما اللاويون الذين لم يكونوا من الكهنة، فقد اختصوا بعزف الموسيقى في الهيكل أو الخدمة كحرّاس.

أحد اللاويين يقرأ الشريعة على بني إسرائيل. (رسم من سنة 1873م)

عندما قاد يشوع بني إسرائيل إلى أرض كنعان، كان اللاويون هم القبيلة الاسرائيلية الوحيدة التي استلمت مدنًا، ولكن لم يُسمح لهم بحيازة الأراضي؛ بحسب سفر يشوع: «وأما سبط لاوي فلم يعطه موسى نصيبًا. يهوه (الرب) إله إسرائيل هو نصيبهم كما كلمهم»(يشوع 13: 33) أبرز المنحدرين من سبط لاوي وفقًا للكتاب المقدس: موسى وهارون وأختهما مريم، والأنبياء صموئيل وإرميا وحزقيال وعزرا وملاخي.

في الكتاب المقدس عدل

في التوراة عدل

وفقًا للتوراة، نُسبت القبيلة إلى لاوي أحد أبناء يعقوب (المُسمّى إسرائيل) الاثنا عشر. وفقًا لسفر ياشر [الإنجليزية]، تزوج لاوي من امرأة تُدعى أديناه، وأنجب ثرثة أبناء جرشون وقهات ومراري.(التكوين 46: 11) كما أن له ابنة تُدعى يوكابد.(الخروج 6: 20)

لاويأديناه
جرشونقهاتمراري
لبنيشمعييصهارحبرونعزيئيلمحليموشي
يوكابدعمرامميشائيلألصافانستري
مريمهارونموسى

أنجب عمرام بن قهات مريم وهارون وموسى. اختص نسل هارون، الكوهانيم، بدور خاص ككهنة في خيمة الاجتماع في البرية وأيضًا في هيكل القدس. وقد قُسّم اللاويين المتبقين إلى ثلاث عشائر: الجرشونيون (نسل جرشون)، والقهاتيون (نسل قهات)، والمراريون (نسل مراري). شغلت كل عشيرة أدوارًا مختلفة في خيمة الاجتماع ولاحقًا في خدمات الهيكل. كان من بين الأدوار الرئيسية للاويين في الهيكل ترديد المزامير أثناء خدمتهم في الهيكل، وأداء أعمال بناء وصيانة الهيكل، والعمل كحراس، وأداء خدمات أخرى. كما خدم اللاويون كمعلمين وقضاة، وحافظوا على مدن الملجأ. يذكر سفر عزرا أن اللاويين كانوا مسؤولين عن بناء الهيكل الثاني، وقاموا أيضًا بترجمة وشرح التوراة عندما تمت قراءتها علنًا.

أثناء الخروج، حرص سبط لاوي بشكل خاص على حماية الشريعة الموسوية في مواجهة أولئك الذين يعبدون العجل الذهبي، الأمر الذي ربما كان سببًا لوضعهم الكهنوتي.[1] ومع أن اللاويين لم يُحصوا عند إحصاء بني إسرائيل، إلا أنهم أُحصوا بشكل منفصل كقوة خاصة.[2]

في سفر العدد، كُلّف اللاويين بخدمة الكهنة وحراسة خيمة الاجتماع:

2 وأيضا إخوتك سبط لاوي، سبط أبيك، قربهم معك فيقترنوا بك ويوازروك، وأنت وبنوك قدام خيمة الشهادة، • 3 فيحفظون حراستك وحراسة الخيمة كلها. ولكن إلى أمتعة القدس وإلى المذبح لا يقتربون، لئلا يموتوا هم وأنتم جميعا. • 4 يقترنون بك ويحفظون حراسة خيمة الاجتماع مع كل خدمة الخيمة. والأجنبي لا يقترب إليكم. • 5 بل تحفظون أنتم حراسة القدس وحراسة المذبح، لكي لا يكون أيضا سخط على بني إسرائيل. • 6 هأنذا قد أخذت إخوتكم اللاويين من بين بني إسرائيل عطية لكم معطين للرب، ليخدموا خدمة خيمة الاجتماع.(العدد 18: 2-6)

في أسفار الأنبياء عدل

يتحدث سفر إرميا عن عهد مع الكهنة واللاويين، ويربطه بالعهد مع نسل الملك داود:

22 كما أن جند السماوات لا يعد، ورمل البحر لا يحصى، هكذا أكثر نسل داود عبدي واللاويين خادميّ. • 23 ثم صارت كلمة الرب إلى إرميا قائلة: • 24 «أما ترى ما تكلم به هذا الشعب قائلا: إن العشيرتين اللتين اختارهما الرب قد رفضهما.(إرميا 33: 22-24)

كما تحدث سفر ملاخي أيضًا عن عهد مع سبط لاوي:

4 فتعلمون أني أرسلت إليكم هذه الوصية لكون عهدي مع لاوي، قال رب الجنود. • 5 كان عهدي معه للحياة والسلام، وأعطيته إياهما للتقوى. فاتقاني، ومن اسمي ارتاع هو. • 6 شريعة الحق كانت في فيه، وإثم لم يوجد في شفتيه. سلك معي في السلام والاستقامة، وأرجع كثيرين عن الإثم.(ملاخي 2: 4-6)

كما ربط سفر ملاخي تطهير "أبناء لاوي" بمجيء رسول الإله:

1 «هأنذا أرسل ملاكي فيهيئ الطريق أمامي. ويأتي بغتة إلى هيكله السيد الذي تطلبونه، وملاك العهد الذي تسرون به. هوذا يأتي، قال رب الجنود» • 2 ومن يحتمل يوم مجيئه؟ ومن يثبت عند ظهوره؟ لأنه مثل نار الممحص، ومثل أشنان القصار. • 3 فيجلس ممحصا ومنقيا للفضة. فينقي بني لاوي ويصفيهم كالذهب والفضة، ليكونوا مقربين للرب، تقدمة بالبر.(ملاخي 3: 1-3)

النقد عدل

يعتقد العلماء الناقدون الذين يتّبعون الفرضية الوثائقية أن تلك الأجزاء من التوراة المنسوبة إلى المصدر الإلوهيمي يبدو أنها تعامل اللاوي على أنه شخص مناسب بشكل خاص للكهنوت، وليس كتسمية للمنتسبين لسبط لاوي، كما يعتقدون أن هذا المصدر موسى وهارون كما لو كانا جزء من نسل يوسف بدلاً من كونهم جزءًا من قبيلة تدعى لاوي.[3] أما المقاطع المنسوبة للمصدر اليهوي، فلغتها أكثر غموضًا؛ ويتم تفسيرها تقليديًا على أنها تشير إلى شخص يُدعى لاوي، ويمكن أيضًا تفسيرها على أنها مجرد إشارة إلى منصب اجتماعي يسمى لاوي.[3]

في بركة يعقوب، يُعامل لاوي على أنهم قبيلة، ولُعنوا حتى يتفرقوا؛ يعتبر النقاد هذا بمثابة وضع للسبب المستقبلي الذي يفسّر سبب تناثرها إلى هذا الحد، والتفسير الأبسط هو أن الكهنوت كان في الأصل مفتوحًا لأي قبيلة، ولكن أصبح يُنظر إليه تدريجيًا على أنه حق لقبيلة بعينها.[3][4] يعتقد العلماء أن المصدر الكهنوتي وبركة موسى وُضعا بعد قرون، ليصوّرا أن اللاويين في الأصل قبيلة، وأنهم السبط الوحيد الذي له الحق في أن يصبحوا كهنة. ويرى آرين ماير أنه من المحتمل جدًا أن تكون المجموعات الكهنوتية مثل اللاويين كانت موجودة خلال فترة الهيكل الأول، نظرًا لأن وجود مجموعات كهنوتية من هذا النوع كان شائعًا جدًا في الشرق الأدنى القديم.[5]

المراجع عدل

  1. ^ Exodus 32:4–6&#93
  2. ^ Ginzberg, Louis (1909). The Legends of the Jews Vol III : The Census of Levites (Translated by Henrietta Szold) Philadelphia: Jewish Publication Society. نسخة محفوظة 2023-06-14 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ أ ب ت Singer, Isidore; et al., eds. (1901–1906). "LEVITES (Temple Servants)". The Jewish Encyclopedia. New York: Funk & Wagnalls. نسخة محفوظة 2023-12-05 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ Peake's commentary on the Bible
  5. ^ Maier، Aren M. (2022). "Is there Archaeological Evidence of Priests and Priesthood in Iron Age Israel and Judah?". في Averbeck، Richard E.؛ Hoffmeier، James K.؛ Howard، J. Caleb؛ Zwickel، Wolfgang (المحررون). 'Now These Records are Ancient': Studies in Ancient Near Eastern and Biblical History, Language and Culture in Honor of K. Lawson Younger, Jr. Zaphon. ص. 359–70. ISBN:978-3-96327-191-5.