ويكيبيديا:مقالة الصفحة الرئيسية الجيدة/707

الوضع القائم طبقًا لمعاهدة فرساي مع نهاية الحرب العالمية الأولى وحتى خرقه بإعادة تسليح راينلاند
الوضع القائم طبقًا لمعاهدة فرساي مع نهاية الحرب العالمية الأولى وحتى خرقه بإعادة تسليح راينلاند

بدأت إعادة تسليح راينلاند في السابع من مارس 1936 عندما زحفت القوات الألمانية على راينلاند في انتهاك صريح لمعاهدتي فرساي ولوكارنو. لم تكن فرنسا أو بريطانيا على استعداد لرد عسكري فآثرتا عدم الرد. يرى المحللون بعد 1939 أن ردًا عسكريًا قويًا في 1936 كان كفيلًا بالقضاء على أحلام هتلر التوسعية. بيد أن المؤرخين حديثًا متفقون على أن الرأي العام في فرنسا وبريطانيا كان مناهضًا للتدخل العسكري، كما لم تكن أي منهما مستعدةً لتدخل كهذا. وقعت راينلاند تحت احتلال الحلفاء بعد الحرب العالمية الأولى، كما مُنع الجيش الألماني من الدخول إلى الأراضي غرب نهر الراين وبمسافة خمسين كيلومترًا شرقه طبقا لمعاهدة فرساي، ثم أكدت معاهدة لوكارنو نزع السلاح في راينلاند عام 1925. اشترك وزير الخارجية الألماني جوستاف شتريسمان في 1929 في مفاوضات لانسحاب قوات الحلفاء من راينلاند، ورحل آخر جندي منها في يونيو 1930. شرعت ألمانيا في العمل لإعادة تسليح راينلاند بعد وصول النظام النازي إلى السلطة في 1933. أصدر المستشار الألماني أدولف هتلر أوامره إلى الفيرماخت (الجيش الألماني) في السابع من مارس 1936 بأن يزحف عشرون ألفًا من القوات الألمانية إلى داخل راينلاند، مستغلًّا معاهدة الدفاع المشترك الفرنسي السوفييتي مبررًا، وهو ما سبب احتفالاتٍ وابتهاجًا في أنحاء ألمانيا. قررت الحكومتان الفرنسية والبريطانية عدم إنفاذ شروط المعاهدتين لعدم رغبتهما في خوض حرب جديدة. أدت إعادة تسليح راينلاند وإعادة تسليح ألمانيا إلى قلب موازين القوى في أوروبا من فرنسا وحلفائها إلى ألمانيا عبر السماح لألمانيا باتباع سياسةٍ عدوانيةٍ في غرب أوروبا والتي كان يمنعها نزع السلاح في راينلاند. أدى عدم تدخل فرنسا وبريطانيا إلى اقتناع هتلر بأنهما لن تقفا في وجه السياسة الخارجية النازية، ما دفعه إلى الإسراع بالاستعدادات الألمانية للحرب وللهيمنة على أوروبا. أعلن هتلر في 14 مارس 1936 في خطابٍ له في ميونخ: «لن تمنعني التهديدات ولا التحذيرات من المضي قدمًا. إنني أتبع الطريق الذي رسمه لي الرب بثقة غريزية كمن يمشي في نومه».

تابع القراءة