ويكيبيديا:مسابقة مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع/مقالات/معركو شيكان

معركة شيكان

تمثل معركة شيكان يوم النصر الكبير على جيش الجنرال وليام هكس باشا. كانت بين السودان وجيش هكس باشا واقعة شيكان معركة خالدة في تاريخ السودان.. سيروي التاريخ في كل حقبة اعجازها. وقد نقل المحقق زلفو أن اللورد مورس قال عنها: «لعل التاريخ لم يشهد منذ أن لاقي جيش فرعون نحبه في البحر الاحمر، كارثة مثل تلك التي حلت بجيش هكس في صحاري كردفان. حيث افنى عن آخره. وقضي عليه قضاء مبرماً». وفي 8 سبتمبر 1883م وجهت الحكومة البريطانية «الحكم الثنائي» هكس باشا بتجهيز تجريدة للقضاء البطل السوداني الأمير المجاهد عثمان دقنة من مواليد 1843م. ووصل هكس إلى اراضي كردفان في أكتوبر، وكان عثمان دقنة قد ارسل ثلاثة من قواده بقواتهم لاستطلاع تحركات جيش هكس. وتمكن قواد جيش عثمان دقنة من زرع الرعب في قلوب جنود وضباط جيش هكس. وحرموهم من مصادر المياه. لقد اختار الأمير المجاهد عثمان دقنة مكان وزمان المعركة. وكان ذلك اليوم الخامس من نوفمبر 1883م الموافق لليوم الاثنين في شيكان، والتي اشتق اسمها من الوادي الشائك، الملئ بأشجار الشوك. وكان الأمير المجاهد العابد يقضي يومه في تدريب قواته ويقضي ليله متهجداً. ويقول الفاتح النور: «معركة شيكان معركة خاضها كل أبناء السودان من كل القبائل فكانت وحدة وطنية سودانية مجسمة، فأستطاعت شأن كل وحدة وطنية - ان تهزم التفوق في العدد والعتاد. وان تفل بالسيوف المدافع. ويورد الفاتح ما قاله ونجت باشا وهو عدو عن معركة شيكان: «كان كل شئ معداً من جانب الأنصار. وكان جيش عثمان في الانتظار، وجاء جيش هكس الذي كان من الممكن رؤية مقدمته من بعيد... وجمع عثمان قواده الأمراء. وبعد صلاة أداها - صلاة الجهاد- اصدر اليهم تعليماته النهائية، ثم امتطى فرسه واستل سيفه وهتف ثلاث مرات الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. النصر لنا.. ثم بدأ الهجوم الذي اسفر عن إبادة كاملة لجيش هكس ماعدا مائتين أو ثلاثمائة كانوا يختفون تحت جثث الموتى». ولم تستغرق المعركة أكثر من 15 دقيقة وكان إثر هذا الانتصار، ان اصيب الحكم الأجنبي في السودان بصدمة افقدته رشده، فبادر بإجلاء قواته عن فشودة والكوة والدويم ثم من دارفور وبحر الغزال وأم درمان. وبعد مضي عام واحد على موقعة شيكان سقطت العاصمة الخرطوم في يدي عثمان دقنة، وأصبح بذلك- ولأول مرة- السودان مستقلاً.