ويكيبيديا:مسابقة مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع/مقالات/الخميائي

"""باولو كويلهو""" االبرازيلي راوي قصة رواية الخميائي من مواليد عام 1947 للميلادي تحكي الرواية عن حكاية راع أسباني يدعى سانتياغو يُسحر فجأة بحلم يراوده عن كنز مدفون قرب أهرامات مصر فيلتقي بملك حكيم يوصيه على مطاردة حلمه قائلاً له في عبارة تلخص فكرة الرواية:

" إذا رغبت في شيء فإن العالم كله يطاوعك لتحقيق حلمك "

وبأسلوب رائع ولغة بسيطة حاول الكاتب أن يملؤنا بالأمل والتفاؤل و الشجاعة والإرادة لمتابعة أحلامنا كما فعل بطل الرواية الراعي الأسباني سانتياغو.

أخذ من عبارات الحكيم الذي ألتقى به و استخدمها لتحقيق إنجازه، فيندفع سانتياغو إلى مصر عبرجبل طارق ماراً بالمغرب وهو ماتمنى فعله طول حياته يقول:-

" هي ما تمنيت باستمرار أن تفعله. إن كلا منا يعرف في مطلع شبابه ما هي أسطورته الشخصية"

" ففي تلك الرحلة من الحياة يكون كل شيء واضحاً وممكناً ولا نخاف أن نحلم بكل ما نحب أن نفعله في الحياة، بيد أن قوة غامضة تحاول مع مرور الوقت أن تثبت أن من المستحيل تحقيق أسطورتنا الشخصية"

ما نواجهه من عقبات وصعوبات في الحياة قد تكون امور سيئة ولكنها تعلمنا كيف نحقق الأسطورة التي نريدها، كيف نبني ذواتنا ونغذيها بالإيمان برحمة الله وحكمته .

فما الذي يمنعنا من تحقيق أسطورتنا الشخصية!!

الخوف من الفشل.. الذي التقى به سانتياغو في المغرب بعد وصوله بيومين وتعرضه للسرقة على يد أحد الرجال، بصورة مأساوية عبّر بائع البلور عن مشاعر الخيبة التي قد يشعر بها إذا تمكن من تحقيق حلمه ألا وهو زيارة بيت الله الحرام( أداء فريضة الحج )

فلماذا اكتفى بالحلم وتوقف عنده؟؟؟

وفضّله على الانطلاق لمعانقة حلمه؟؟!

في طريق سانتياغو للعثور على كنزه الحلم اعترضته أحداث كثيرة وعقبات كادت أن تعيقه عن متابعة رحلته فمثلا سلب مرتين، وعمل في متجر البلور، وصاحب في رحلته إلى مصر رجلاً انجليزياً كان يبحث هو الآخر عن أسطورته الشخصية، وشهد حروباً تدور بين القبائل. إلى أن يلتقي الخيميائي الذي وجد الله في بحثه عن حجر الفلاسفة وأكسير الحياة فكان عوناً لسانتياغو في المضي نحو كنزه

" أنصت إلى قلبك فهو يعرف كل شيء لأنه يأتي من روح العالم وسوف يعود إليها يوماً ما "


كان سانتياغو فعلاً يريد متابعة حلمه لإيجاد كنزه لكننا نستشعر مخاوفه في عدم فهم روح العالم والإخفاق في الوصول إلى هدفه، لكن مع طول رحلته تعلّم الاستماع لقلبه و الثّقة فيما يعلّمه قلبه له.. فيدرك حينها أن الحب هو قلب الوجود والخلق، لا يصل إلى هذه الحقيقة إلا من كان الله في قلبه ويسعى بنوره..

شعر أنه خص هذا الحب الذي يكنّه لامرأة بتقدير كبير:

" عندما نحب تكتسب الأشياء معاني أكثر غنى ".


( حيثما قلبك ستجد كنزك )


هي فاطمة امرأة حياته وحبه الأوحد التقى بها في نفس الوقت الذي كان مدفوعاً برغبة في البحث عن الكنز فيقع في داخله صراع بين البقاء معها و الزواج منها أو الرحيل للبحث عن كنزه، فتذكره بكنزه وتحثه للبحث عن أسطورته

" إذا كنتُ جزءاً من أسطورتك فسوف تعود ذات يوم هذا ما كُتِبَ لك "


الخيميائي رواية جمعت بين الحكمة, الفلسفة، واللّغة والمعنى السامي وايصال رسالة أن لكل منا أحلام مهما كبرت يمكن أن تتحقق إذا بحثنا عنها.