هجرة الرشايدة

هجرة الرشايدة أو هجرة بني رشيد أحد الهجرات العربية الكبيرة والقريبة زمنيا إلى شرق قارة أفريقيا وتحديدا دولة السودان وإريتريا[1] وجنوب مصر. وتعتبر من أهم الظواهر الاجتماعية التي وقعت في تلك المناطق وسببت في انتشار العرب كثيرًا في شرق السودان[2] وشمال اريتريا.[1] وشكلت هذه الهجرة تغيير ديموغرافي في الشرق الأفريقي وتعريبه.

هجرة الرشايدة
شيخ بني رشيد في إريتريا عام 1943 م
معلومات عامة
الفترة الزمنية
1288 هـ - (1872 م)
مناطق الوجود المميزة
بلد الأصل
اللغات
اللغة الأم
الدين
المجموعات العرقية المرتبطة
فرع من

تمت هذه الهجرة على عدة مراحل بدأت بشكل بسيط في القرن التاسع الهجري وختمت بالهجرة الكبرى في عام 1288 هـ. وهي هجرة معروفة في التراث الحجازي البدوي. وعلى الرغم من كون الرشايدة هم اكبر قبيلة في هذه الهجرة الا انها شملت بعض فروع قبائل الجزيرة العربية آنذاك الذين جاوروا بني رشيد.

أسبابها عدل

ترتبط هجرة بعض قبيلة بني رشيد أو الرشايدة بسلسلة من الأحداث والظروف التي دفعتها نحو الانتقال إلى قارة أفريقيا. يعود جذور أسباب هذه الهجرة إلى العديد من العوامل التي تشكلت في ذلك الزمان. ومن أبرزها الحروب المستمرة وموجات الفقر التي تسببت في تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في منطقة الحجاز ونجد. وقيل انهم هاجروا بسبب وقوع حرب بينهم وبين بعض قبائل المنطقة في الحجاز.[3] وقيل ان سبب الهجرة هو وقوع حرب بينهم وبين الشريف.[4] وقيل بل كان سبب الهجرة الرئيسي هو الجدب الذي وقع في الحجاز في ذلك العصر مما أدى الى هجرة الرشايدة الى السودان وغيرها.

بلادهم قبل الهجرة عدل

كانت تعيش قبيلة الرشايدة بشكل شبه رئيسي في ديارهم المسماة بحرة الرشايدة شمال المدينة المنورة، وكذلك كانت هناك أعداد متفرقة منهم في مناطق مختلفة من الحجاز ونجد. ومن الصعب تحديد مواقع سكن جميع أفراد وفروع هجرة الرشايدة بدقة نظراً لتنوع وتشعب قبائل هذه الهجرة. مع ذلك، فإن اتساع نطاق الهجرة الرشيدية وتعدد القبائل التي شاركت فيها يجعل من الصعب تحديد مناطق سكن جميع أفراد هذه الهجرة. لكن عمومًا، كانت الرشايدة ومن معهم من قبائل العرب كانوا يسكنون بشكل رئيسي في بادية نجد وشمال المدينة المنورة بالإضافة الى المناطق بين مكة والمدينة المنورة.

الهجرة وديارهم عدل

تكونت هجرة الرشايدة على عدة مراحل وعدة فترات متفرقة أهمها الهجرة الكبرى التي وقعت عام 1872 م بقيادة عبد الله بن مبارك المبارك السمهودي. حين هاجر الف رجل من الرشايدة من ميناء الوجه الى مصر عن طريق ( السنابيك ) وهي السفن الصغيرة. ثم نزح معظمهم الى السودان فأرسل والي منطقة سواكن رسالة الى الوالي في الخرطوم قال فيها

  وصل الى بر العجم من بر العرب قوام الف فارس على السنابيك ونزلوا الى الساحل يحملون الأسلحة ومعهم عوائلهم وأطفالهم فهل نرجعهم الى بر العرب ام نتركهم  

فرد عليه والي الخرطوم وامره بإمهالهم سته أشهر حتى يقيم وبعد سته أشهر ارسل والي سواكن الى والي الخرطوم انهم مفيدين في زيادة الضرائب واحياء الأرض فتركهم يعيشون بها.[5] ومن اشعارهم التراثية التي تتحدث عن هجرتهم.

يا ناشد (ن) عنا بحق وحقيقة
من نجد جينا ومن شمال المدينة
جدودنا اللي هاجروا بالسنابيك
من المحل ما هاجروا من غبينه
بني رشيد اهل البكار المشاعيف
من فعلهم كم عين نامت حزينه

[6]

عاش بني رشيد في السودان حتى وقعت أحداث الثورة المهدية عام 1895 م فهاجر جمع كبير منهم الى إريتريا واستوطنوا شرقها ومدنها الساحلية مثل مصوع. ويسكنون في السودان في عدة مدن مثل بورتسودان وكسلا والخرطوم وغيرها.

نسبتهم عدل

يقدر عدد الرشايدة فيها ما بين 80 ألف إلى 100 ألف نسمة وفقاً للإحصاء الحكومي وكانوا في سنة 1996 يشكلون 2.4% من سكان إريتريا[ْ 1]

المراجع عدل

  1. ^ أ ب النور حمد وبشير، عبد الوهاب الطيب. أوضاع اللغة العربية في القرن الأفريقي. المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.
  2. ^ مجموعة من المؤلفين. كتاب مجلة جامعة أم القرى 19 - 24. ج. 9. ص. 28.
  3. ^ عمر رضا كحالة. كتاب معجم قبائل العرب القديمة والحديثة. مؤسسة الرسالة، بيروت. ج. 2. ص. 434. مؤرشف من الأصل في 2022-11-29.
  4. ^ هويدا عثمان صديق. طقوس العبور ودورة الحياة عند قبيلة الرشايدة. ج. 1. ص. 46.
  5. ^ مالك بالطويلة 5 | الحلقة 6 | قصة الرشايدة آخر القبائل المهاجرة من الجزيرة العربية، اطلع عليه بتاريخ 2024-03-06
  6. ^ "الرشايدة بين بادية السودان .. وجزيرة العرب". ستار تايمز. 17 أغسطس 2004.
  1. ^ Eritrea: The Rashaida People. نسخة محفوظة 07 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.