نقاش المستخدم:Fatıma beyza/أرشيف 1

أرشيف هذه الصفحة صفحة أرشيف. من فضلك لا تعدلها. لإضافة تعليقات جديدة عدل صفحة النقاش الأصيلة.
أرشيف 1


المسجد الاقصى والهيكل اليهودي المزعوم

هيكل سليمان

( او معبد القدس حسب التسمية اليهودية معروف باسم الهيكل الاول)

وحسب الكتاب المقدس التورة : فهو المعبد اليهودي الاول في بيت المقدس الذي بناه الملك سليمان على جبل موريا و وضع فيه التابوت الذي يحوي على عصا موسى و الاحجار المنقوشة عليها شريعة موسى و جعل المكان معبدا لله و يذكر سفر الملوك الاول ان بناء الهيكل استمر ستة عشر عاما و تم بالاستعانة بهيران ملك صور الفنيقي الذي باع الاخشاب و ارسل الى الهيكل كبار صُناعي. و يعود تاريخ بناء الهيكل الى القرن العاشر قبل الميلاد. و يُعرّف الهيكل بالعبرية "بيت هميكتاش" او"البيت المقدس" اورخان و تعني "البيت الكبير" في كثير من اللغات السامية. و من اهم اسماء الهيكل عندهم "ياهووا" وهو اله اليهود اي بيت الآلهة, واُعدّ اساسا ليكون مسكنا للآلهة كما يزعم الكتاب المقدس في سفر الملوك.

تاريخ الهيكل اليهودي من وجهة نظر توراتية

لا يوجد دلائل أثرية او تاريخية غير الكتاب المقدس تصف شكل الهيكل الاول باستثناء اشارات غير مباشرة تذكر الملوك اليهوديين في اورشلين اي بيت المقدس و عدد من وزرائهم و كهانتهم. بالاسماء المذكورة ايضا في الكتاب المقدس كما نعبد الربّ في الهيكل و لكن دون ذكر الهيكل و حسب المصادر العبرانية فتشيرالى انه في سنة 586 قبل الميلاد احتل الملك البابلي نبوخذ نصّر مدينة بيت المقدس , بعد ان هزم اخر ملوك لليهود صدقيا بن يوشيا و نقل جميع سكانها اسرائيل بابل و دمّر المدينة دمارا كامل واقدم على تدمي هيكل سليمان مما انهى الفترة التي يطلِق المؤرخون التواتييون تسميةَ "عهد الهيكل الاول" و بعد احتلال الفرس لبابل قام ملك الفرس كورش باعادة اليهود الى فلسطين و قاموا باعادة بناء الهيكل, حتى جاء الملك هيرودس الذي اتم البناء بطريقة مختلفة و قد سُمّي باسمه هيكل هيرود وهو هيكل الثاني. و لقد تم بناء الهيكل الثاني سنة 516 قبل الميلاد و تم توسيعه بشكل كبير في سنة 19 قبل الميلاد في فترة هيرود وقد دُمر لاحقا من قبل القائد الروماني تيتوس سنة 70 ميلادي. و حسب المعتقد اليهودي فلم يتبقّ من الهيكل الثاني الا ما يسميه اليهود اليوم ب"حائط المبكى", والمعروف عند المسلمين ب"حائط البراق". و يعتبر هذا الحائط من اقدس الاماكن الدينية عند اليهود في الوقت الحاضر و سمي ب"المبكى" لأن صلاوات حوله تاخذ شكل العويل والنواح . ولقد جاء في الاساطير اليهودية ان الحائط نفسه يذرف الدموع في التاسع من اغسطس وهو تاريخ هدم الهيكل, و يزعم التلمود والكتاب المقدس عند اليهود ان الآلهة نفسه ينوح و يبكي وهو يقول " تبا لي لقد سمحت بهدم بيتي و تشريد اولادي" و يشير عالم الاثار الاسرائيلي مئير بن دوف الى ان زيارة اليهود للجدار الغربي للمسجد الاقصى و الذي يسميه اليهود "حائط المبكى" برزت في فترة تاريخية متأخرا و تعاظمت اهميتها الدينية حين ذاك, و قد كان اليهود في فترات مبكرة يزورون الجدار الشرقي للمسجد الاقصى و يعتقدون انه من بقايا الهيكل وليس الغربي. و يعتبر المؤرخ اليهودي الروماني فلافيوس يوسفوس المصدر الرئيسي للكثير من المعلومات حول الهيكل اليودي الثاني, و خاصة في مؤلَّفه "حروب اليهودي" والتي تصرد سلسلة الاحداث التي ادّت الى تمرد اليهودي على الرومان و إحداث التمرد. و قد اورد يوسفوس اوصاف مفصّلة لشكل المعبد وطريقة العبادة فيه كما كانت في قرن الاول للميلاد, في ما يسمى ب"الهيكل الثاني" او "هيكل هيرودس". و هنالك بعض دلائل أثرية تشير الى بعض الاحداث الذي ذكرها فلافيوس يوسفوس مثل تلك التي على بوابة تيتاس في روما والتي نُقِش عليها صورة مجموعة جنود رومانيين يحملون بعض الغنائم بعد اننتصارهم على اليهود المتمردين عليهم في بيت المقدس و هنالك معلومات كثيرة عن المعبد في اواخر ايامه في كتب الدينية اليهودية الاخرى مثل المشنا والتلمود.

موقع الهيكل اليهودي

ليس هنالك دليل على المكان الذي بني فيه الهيكل, فبينما تذكر بعض المصادر انه بني خارج ساحات المسجد الاقصى ككتابات الباحث ارنيس مارتن تجِد اليهود يدعون ان مكان تحت قبة الصخرى او المسجد الاقصى, و يعتقد اليهود والمسيحيين ان مكان هيكل سليمان هو جبل الهيكل و جبل موريا و هي بحسب مُعتقَدهم بانها التَلة او الصخرى المُنشأ عليها المسجد الاقصى. و قد أثبت علماء الآثار اليهود والاوربيين والامريكان الذين نقبوا و عملوا الحفريات والانفاق تحت المسجد الاقصى , و اَهمهم جون وارن و شارلز كليرمونتجانوا انه لايوجد اثر واحد لهيكل سليمان تحت المسجد الاقصى لا تحت المسجد الاقصى ولا تحت قة الصخرى.  وشاركهم في هذا الراي كثير من الباحثين اليهود والغربيين المعاصرين مما دفع بعضهم الى ان يقول: "ان الهيكل اليهودي هو قصة خرافية ليس لها وجود". ومن اشهر هؤلاء العلماء اليهود اسرائيل فلنكشتان من جامعة تل ابيب و نُشرت آرائه منذ فترة قريبة, و هناك جماعات يهودية مثل السامريين تقول: "ان الهيكل بني فوق جبل جرزيم في نابلس". وعلى افتراض حقيقة وجود و بناء الهيكل الاول والثاني جدلا في بيت المقدس فانه من غير المفهوم علميا الاسرائلي على اعتبار مكان الهيكل هو وموقع المسجد الاقصى, و عدم البحث في مناطق اخرى من بيت المقدس مثل ما يقترح الباحث التوراتي ارنس مارتن في كتابه :  
  ‘’the TEMPLES that JERUSALEM forgot’’
هل المسجد الاقصى بني على انقاض هيكل سليمان؟

ان ادعاء اليهود بان حائط البراق -الذي يطلقون عليه "حائط المبكى"- هو جزء من الهيكل الثاني الذي هدمه التيتاس ليس صحيحا. فلهيكل الثاني كما تذكر مصادرهم هدمه تيتاس روماني عام سبعين ميلادي, و ازال آثاره بالكامل الامبراطور الروماني هدريان عام 135 ميلادي, و هو الذي هدم بيت المقدس بالكامل و ازال حجارة الهيكل الثاني على اعتباره وجوده و بعثرها. و على افتراض صحة حدوث ذلك, فان هذا لم يمنع من اعادة استخدام تلك الاحجار في مباني مختلفة ببيت المقدس منذ عام 135 ميلادي, او حتى خلال العصور اللاحقة. و لذلك فان اعادة استخدام اي من الاحجار في ايِ مكان لا يعني ان الهيكل كان قائما في هذا الموقع, و هذه من أبصط الملاحظات في علم الاثار علاوة على انه لا يوجد دليل قاطع بان حجارة حائط البراق التي يزعم الاسرائيليون والتوراتيون بانها جدار الهيكل هي اصلا من حجارة الهيكل والتي هي لا تتناسب مع النمط من الحجارة والاحجام المتعارف عليها في فترة هيرود الكبير. وذلك حسب نتائج دراسات و مقارنات العالم الاسرائيلي توفيا سجيف "كما ان المسلمين عند فتح بيت المقدس لم يعتدوا و لم ينتهكوا حُرمة اي أَبنية او آثار يهودية و لا مسيحية سواء بالهدم او المصادرة" كما انهم لم يشيّدوا المسجد الاقصى فوق هيكل سليمان بل جاء في موقعه الحالي على اساس قدسية هذه البقعة المباركة بنص القرآن الكريم والحديث الشريف, فهذا الموقع مرتبط ارتباطا وثيقا بالعقيدة الاسلامية. كما ان قدسية التَلة المنشأ عليها المسجد الاقصى او الصخرى قديمة جدا, تصبُق النصرانية واليهودية التي تزعم الاخيرة انها هي التي قدستها. و بحسب الكتاب المقدس لديهم, كان ملك بيت المقدس الكنعاني ملك صادق كان يتعبّد على تلك الصخرى اي قبل وجود ايّة يهودي في تاريخ فلسطين و بيت المقدس. و من الذين نفوا ان تكون الصخرى اسفل مبنى قبة الصخرى هي الصخرى مُشار اليها في التلمود الباحث الماني شيك في اوائل القرن العشرين (1901-1822) حيث قال"ان الصخرى الحالية لم تكن في يوم ما داخلة ضمن قدس الاقداس " و مقصده في ذلك: هيكل سليمان. و قد ذهب البعض الى اجراء حفرياته الاثرية في المكان سنة 1873 ميلادي, مثل العالم الفرنسي كليرمونت جانو (1846-1923) حيث حفر في الرواق الاوسط من قبة الصخرى وصولا الى الطبقة الارضية البِكر على بُعد 91 سنتمتر من مستوى الارض الحالي و كانت نتائج حفريته, ان جميع المُكتَشَفات هي اسلامية و لا يوجد اية اشارة الى فترة تسبُق فترةَ المسلمين. ان الجامع الاقصى مبني حاليا في المسجد الاقصى ليس على قِمة الصخرى والتي يزعم اليهود انها المكان التي بُني عليها هيكل سليمان. والجامع الاقصى موجّه الى الكعبة بمكة المكرمة والتجاهه من الشمال الى جنوب, اما هيكل سليمان وان كان على نفس الجبل المسمى موريا الا انه كان مستطيل الشكل كما ورد في كتب اليهود و يتّجه من الغرب الى الشرق تجاه الشمس أي ان هنالك اختلاف بالفكر والتخطيط بما يتراسل مع تخطيط المسجد الاسلامية. ولو ان منطقة المسجد الاقصى والصخرى تحديدا هي مكان معبد سليمان لبحث المسلمون عن مكانه و اساساته و اعادوا احيائه و بنوا جامعهم فوقه لاسيما ان داوود و سليمان بحسب المعتقَد الاسلامي هم انبياء و ليسوا ملوك.

الهيكل اليهودي من وجهة نظر اسلامية

يؤمن المسلمون بانه ليس للهيكل وجود حقيقي بل هو اسطورة يهودية نسجتْها ايدي اخبار وحقامات يهودية ثم نسبتها الى نبي الله سليمان عليه السلام و كما جاء في السنة النبوية: ان سليمان عليه السلام لم يبني هيكلا كما تزعم التورة بمنطقة المسجد الاقصى بل الثابت ان ارتباطه بمنطقة المسجد الاقصى كان كارتباط جميع السابقين منذ فترة آدم, بغض النظر من قيامه هو وابوه داوود عليهم السلام باعمال ترميم واحياء للمسجد الاقصى على اعتبار حدوث ذلك. و ان قصة الهيكل ترويها الكتب المقدسة عند اليهود قصة خرافية والهيكل نفسه ليس له وجود حقيقي في التاريخ. و يأكد الحديث الشريف الذي رواه البخاري ومسلم و امام احمد ان ابا ذر رضي الله عنه قال: " قلت يا رسول الله اي مسجد وضع في الارض اول؟" قال:"المسجد الحرام"قال قلت: "ثم اي؟" قال:"المسجد الاقصى" قلت:" كم كان بينهما؟" قال:"اربعون سنة" و قد تمت مناقشة هذا الموضوع سابقا بصورة علمية و تقديم الدلائل والبراهين العلمية على اَسبقية التاريخي للمسجد الاقصى. و جاء في شرح الحديث في فتح الباري لابن حجر العسقلاني و تفسير ابن كثير: ان اول من اسس مسجدا في بيت المقدس و هو المسجد الاقصى هو آدم عليه السلام و ذكر بعض اهل العلم: ان اول من بنى المسجد الاقصى هو ابراهيم عليه السلام بعد ان اسسه آدم. و ان داوود عليه السلام اراد تجديد ذلك البناء ولكنه لم يُكمله فأكمله ابنه سليمان عليه السلام و أتمَّه وبناه بناء عظيما, من هنا فان ارتباط داوود و سليمان على اعتبار دقة هذه المصادر تاريخيا لا يتناس معماريا ولا تخطيطيا و يتناقض مع ما يزعمه اليهود حول سليمان وبنائه الهيكل. و يجب التاكيد هنا انه لا يوجد حديث واحد عند المسلمين يشير الى ان داوود و سليمان هم من اسَّسا المسجد الاقصى و ان جُل ربط تلك الاحاديث اذا كانت فعلا تشير الى مكان المسجد الاقصى فهي لا تعدو اكثر من بعض الترميمات على المسجد او حتى ابراز بعض عناصره المعمارية. و يجب ان لا ننسى هنا حقيقة ان المعبد الذي بناه سليمان على افتراض صحة هذا الادعاء هو مقدس للمسلمين ايضا, لاسيما ان المسلمين يؤمنون بان داوود و سليمان هم من انبياء الله وهم من بناة لمساجد في التاريخ. صحيح انه لايوجد اي دليل اثري يُثبت و ياكِّد البناء التاريخي لمعبد سليمان و بنفس الوقت لا يوجد ما يُنفيه في مناطق اخرى في بيت المقدس او بفلسطين. و ليس لدى المسلمين اية مشكلة اذا ثَبت بناء وجود معبد سليمان في اي منطقة في بيت المقدس او حتى بفلسطين, و لكن يوجد مشكلة حقيقية في حالة وجود نوايا في السيطرة على منطقة المسجد الاقصى و اقصاء المسلمين عن مقدساتهم بادعاءات لا تستند الى اية دليل مادي بل الى قصص و روايات مختقَلة

عمارة هيكل سليمان (الهيكل الاول) من وجهة نظر توراتية

يعتبر معبد سليمان من الانجازات المعمارية الضخمة لسليمان وهو عبارة عن مستطيل ابعاده بالذراع ستين فورشلين وارتفاعه ثلاثون ذراعا وهو مبنى من الجحر و يتجه مِحوره بالتجاه شرق غرب. و يقع موقع الرئيسي على الجانب الشرقى وهو مزخرف و يتقدمه عمودان ضخمان ويتجمع المتعبدين اليهود من الرجال في ساحة خارجية تقع امامه مباشرة بجانب موقع القرابين والمرتفع نسبيا عن المحيط. و ينقسم مبنى الهيكل من الداخل الى الثلاثة اقسام: الرواق فستبيول / الهيكل او المزار سنجري / و قدس الاقداس شراين اورسيلا

عمارة معبد هيرود (الهيكل الثاني) من وجهة نظر توراتية

يتكون معبد هيرود من اربع ساحات, كل ساحة مقيدة و مرتبطة بنوعية محددة من الناس المسموح لهم دخولها. الساحة الاولى: و هي خارجية و قد كانت مفتوحة للجميع من الرجال والنساء الطاهرات بما في ذلك غير اليهود الساحة الثانية: فهي مقتصرة على اليهود من الرجال والنساء الطاهرات الساحة الثالثة: فهي للرجال اليهود المتدينين. اما الساحة الرابعة -واخيرة-: فتخص الكهنة من العاملين في المعبد اليهودي

اما داخل مبنى الهيكل, و تحديدا منطقة قدس الاقداس فلا يدخلها الا الكاهن الاكبر بزيِّه الرسمي. أي ان هنالك تدرُّج في القداسة والفصل بين الناس و يحيط بالساحات الخارجية جدار سميك و مرتفع مكون من صفوف الاحجار الضخمة مرتبة بجانب بعضها من دون لحام او مونة. و كل حجر من تلك الاحجار من النوعية الكِلسية القاسية يحوي على اطار محفور حوله. و قد تباينت ارتفاعات الجُدران الخارجية و يقدِر متوسط ارتفاعها ثلاثون مترا فوق مستوى الارض مضافا اليها عشرون مترا ارتفاع اساساتها ليصبح المجموع الكلي خمسون مترا. و يحتوي الجزء العُلوي من جدار على تسوين او ما يُعرف بحاجز السخف بربن و ذلك حتى يتحرك الناس على اعلى جدار بشكل آمن. و لقد بُنيت الجدران الخارجية حول قاعدة او تسوية وذلك لمعالجة التباين الطبوغرافي للموقع. و قد كانت هناك حاجة لملئ الفراغات الناتجة بين الجدران او القاعدة والارض لاسيما في الزاوية الجنوبية الشرقية للمعبد حيث استخدم نظام الاروقة او الغرف ذات الاقبية و هذا النظام يعمل على تحفيف الضغط الجانبي على الجدران, و بذلك شكّلت الجدران التسوية كجدران استنادية للمكان و قد ارتبطت تلك الغرف بالباب الثلاثي و المسمى "باب خُلدة او هلدة" و يقع على جدار الجنوبي للمعبد و يرتبط بنفق يقع على اسفل ارضية المعبد. و يمكن الدخول للمعبد من جدرانه الخارجية للتسوية من خلال خمسة بوابات اثنتان بالجنوب, و واحدة من كل الجوانب من الجوانب الثلاثة ابعادها خمسة في عشرة امتار. و من الجدير ذكره ان علماء الآثار اكتشفوا وجود اكثر من البوابة على الجدار الغربي, و هناك ايضا بوابات علوية يوصل اليها من خلال مجموعة من الادراج والجسور, و على امتداد الجدار الغربي للمعبد هناك شارع مرسوف بالحجارة و محاط بعدد من المحلات التجارية و قد اصبحت المداخل الجنوبية للمعبد مداخلا رئيسية كونها اكثر استخداما لدخول وخروج الزوار و هي تفتح على شارع بعرض سبعة امتار ملاصق للجدار الجنوبي .

و هنالك درج كبير بعرض خمسة و ستين مترا امام بوابة خلدة المزدوجة, اما الثلاثية فكانت درج بعرض خمسة عشر مترا و قد اُستخدم باب ثلاثي كمدخل للمعبد في حين الباب المزدوج كان يمثِّل المخرج منه. والبوابتان كلٌّ منهما يؤديان الى نفق صعودا الى داخل المعبد و هما مزخرفتان بشكل كبير, و يرتبط نفق المدخل الثلاثي مع غرف او اروقة ذات اقبية تُباع بها الحيوانات التي تستخدم للقرابين وهنالك جسر و شارع في جهة الشرقية مشابه للجسر الغريى و الشارع ويؤدين نفس الوظيفة. و تُعرف المنطقة التي تحيط بها الاسوار الخارجية بالساحة الخارجية و كانت مرسوفة بالحجر و يحيط بجدرانها من الداخل رواق معمد مكوّن من ثلاثة صفوف من الاعمدة من ضمنها الاعمدة الجدارية و هي عبارة من بروزات بالجدار تخدم نفس وظيفة العمود. اما الضلل الجنوبي للساحة فكان يتألف من اربعة صفوف من الاعمدة تقسم الفراغ الى ثلاثة اروقة ,الرواق الاوسط اعرض و اعلى من الاروقة الجانبية, و كان يسمى بالرواق الملكي , و يسمى الرواق الشرقى برواق سليمان و جميع الاروقة تم سقفها بالخشب من شكر الارض و كانت مزخرفة و تيجانها من النوع الكورنثي . و تحيط الساحة الاولى الخارجية بساحة اخرى داخلية تعرف يساحة انساء و يفصلها جدار منخفض كان الهدف منه فصل الساحة الاولى الخارجية عن الثانية الداخلية بحيث يُمنى على غير اليهود دخولها تحت طائلة الموت, و ترتبط الساحة الثانية الداخلية بالثالثة المجاورة والمعروفة باسم "ساحة الاسرائيليين او المتدينين" درج يؤدي الى شُرفة و مدخل للساحة الثالثة و يمكن الدخول الى الساحات الداخلية من خلال عشر بوابات, اربعة على ضلع الجنوبي للساحات و اربعة على ضلع الشمالي و واحدة على الشرقى و اخرى تصل الى ساحة النساء و ساحة الاسرائيليين او الرجال المتدينين و لقد خُطّطت الساحات الداخلية على محور رئيسي يمتد شرق غرب و تقع ساحة النساء على الجانب الشراقي للمحور ويمكن الوصول اليها خلال بوابات تفتح على الجانب الشمالي والجنوبي و الشرقي للساحة, و يسمح لجميع اليهود الطاهرين بالدخول اليها.

و يوجد رواق شمالي و جنوبي للساحة النساء كما و تحوي على مجموعة من الغرف التي تستخدم كمخازن واحدة منا تمثل خزنة المعبد و تؤدي ساحة النساء الى ساحة اخرة مجاورة من خلال عدد من الدرجات عبر بوابة كبيرة و تمسى تلك ب"ساحة اسرائيليين" و هو ذلك الفناء المخصص للمتديينين اليهوديين من الرجال فقط و يوجد مسفل هذه الساحة مجموعة من الغرف التحت ارضية تفتح ابوابها على ساحة النساء و يفصل حاجز منخفض ساحة الاسرائيليين عن ساحة الكهنة الامامية والاخيرة و تقع مباشرة امام مبنى الهيكل او المزار و يرتفع مستواها قليلا عن ساحة الاسرائيليين الملاصقة لها و يمكن الدخول اليها من خلال مجموعة من الدرجات و يوجد بساحة الكهنة ست غرف ذات وظائف دينية متعددة, ثلاثة منها ملاصقة الجدار الشمالي والاخرى ترتبط مع جدارها الجنوبي و تتصل كل واحدة من الغرف ببوابة خارجية كما يوجد بها المذبح الذي يوصل اليه من خلال منحدِر. و يقع رواق الهيكل الى الغرب من المذبح وهو عبارة عن رواق امامي عريض يشكل المدخل الرئيسي لمبنى الهيكل  و يتقدم الرواق مدخل ضخم لا يوجد به باب و يؤدي الى الرواق و من ثم الى بهو المكان المقدس عبر بوابتيت مغطتين بالذهب و مزخرفتان . هذا المكان لا يُسمح  لغير الكهنة للتواجد فيه و يوجد داخل بهو المكان المقدس الشمعدان اليهودي و الى الغرب من هذا البهو تاتي منطقة قدس الاقداس , و تفصل ستارتين من القماش ما بينها و بين بهو المكان المقدس و تسمى الستارة الداخلي ب"الحجاب" في حين الخارجية تسمى "الكسوة". و لا يسمح الا للكاهن الاكبر بخول هذا المكان مرة واحدة في السنة.  

و على الزاوية الشمالية من الساحة الخارجية للمعبد توجد قلعة انتونيا و هي التي بناها هيرود ايضا, و ترتبط مع فناء المعبد خلال ممر تحت ارضي. بشكل عام يلاحظ ان هذه الوصوفات تم تطويعها بطريقة تُظهر ان المسجد الاقصى مُنشا على معبد اليهود الثاني, علما بان كثير من التفاصيل المذكورة لم ينجح علم الآثار بالربط بينها و بين منطقة اساسات المسجد الاقصى و ان كثيرا من هذه التفاصيل المعمارية لم تكن معروفة في عمارة الرومانية اطلاقا مثل: الادراج الجانبية المعلقة والقباب الضحلة المزدوج و غيرها الكثير, من هنا يبدو بان التوراتيين مصرين على اعتبار البقايا الرومانية الموجودة في اساسات المسجد الاقصى هي تمثل المعبد اليهودي بغض النظر مع تناقضها كثير من الادل العلمية. اما ان طبيعة تلك الاوصاف التي ذُكرت في المصادر اليهودية وهل هي فعلا تمثل اوصاف الهيكل اليودي ام انها تعود لشيء اخر؟ , و من المسؤول عن تقديم تلك الاوصاف؟ فهذا موضوع لا يزال قيد البحث. علمل بان النتائج الاولية كانت مُذهلة, و لربما ستُغير كثير من الاخطاء التاريخية المتوارثة.

الأصول المعمارية لعمارة الهيكل اليهودي

يؤمن الكثير من العلماء بان وصف الهيكل اليهودي لسليمان كما ورد بالكتاب المقدس يعكِس نظام تخطيط المعابد الفينيقية القديمة, اما بعض الاخر من علماء الآثار فيعتقد بان الهيكل اليهودي قد أخذ خطوطه الرئيسية من معبد آتون في تَلة العمارة بمصر. بشكل عام ان هذا الموضوع بحاجة الى دراسة و بحث و تمحيص حول الروايات والقصص في الادبيات الاسرائيلية و مصادرها والظروف التي احاطت بها سعيا للوصول الى دقة في التفسير.

المعبد اليهودي من وجهة نظر أثرية

ان التعامل مع المعبد اليهودي بصورة موضوعية وعلمية يُظهر الكثير من الاشكاليات والتعقيدات و لا يوجد اجماع بين الباحثين الاسرائيلين والتوراتيين لنموذج واحد لشكل المعبد اليهودي بل ان التضارب في الروايات و الموصوفة ترجع الى حقيقة ان معظمها مختلقة و مبتدعة ولم يكن له وجود في تاريخ بيت المقدس. و ما يأرّخه علماء الآثار الاسرائيليين دائما انه بقايا الهيكل الهيرودي لاسيما الحجار الضخمة ذات الاطارات المحيطة فان المقارة الهندسية والمعمارية بين المباني الرومانية تأكد انها لا تعود لفترة هيرود بل لفترات الرومانية اخرى مثل فترة هدريان و هذا ما يمكن ملاحظته في حجارة معبد بعلبك في سوريا والتي هي تتطابق مع حجارة المسجد الاقصى. انا ذكرت التورة والمشنا والتلمود وفي كتابات فلافيوس يوسفوس من وصف للهيكل تتناقض مع آثار المسجد الاقصى فلا ابعاد الهيكل المدوّنة ولا عدد بوابات ولا شكله ينسجم مع بقايا المسجد الاقصى و يحاول الاسرائيليون و التوراتيون اختراع نماذج واشكال وانماط المعماية للبقايا الموجودة في المسجد الاقصى والتي تؤَرّخ الى فترة اموية و تميزت هذه الفترة باعادة استخدامها للكثير من المواد البناء والاحجار التي تعود لمباني سابقة رومانية وبيزانطية. فالادراج المتعددة للهيكل والقباب الضحلة والاقواس ذات الحافة المكسوحة هي نماذج غير معروفة بالعمارة الرومانية اطلاقا. و انما يزعمه الاسرائيليون خول المسجد الاقصى من انجازات معمارية و تخطيطية رومانية للمعبد اليهودي ماهي الا انجازات اموية, لتطوير و بناء منطقة المسجد الاقصى, فالبوابات الرئيسية بمستوياتها ترتبط أثريا بمستوى الشارع الاموي وليس روماني, ولا توجد اي اشارات الى وجود بوابات مبكرة. اما التسوية الشرقية باحجارها و ارض الاقواس بها ما هي الا انجازات اموية ايضا. لذلك من غير المفهوم علميا الاصرار التوراتي والاصرار الاسرائيلي على الافكار والاحكام المسيقة المتناقضة علميا. ان المزاعم و الدعاية الاسرائيلية والتوراتية في بيت المقدس خلقت اشكاليات في علم الآثار فكثير من الجامعات والمؤسسات المرموقة اصبحت تارّخ طبقات اثرية ببيت المقدس بناء على تلك الدعاية الاسرائيلية و ليس بناء على علم الطبقات الاستجرافي. و هذا ما حصر ما ضربت احدى الجامعات البريطانية الذين قاموا بحفرياتهم لاستكشاف امتداد الشام البيزانطي لمدينة بيت المقدس, حيث ارّخوا الموجودات و المكتشفات الى الفترة الهيرودية و هذا شيء استثار عالم الآثارالاسرائيلي مئير بن دوف الذي كان مجاورا لهم بحفرياته حيث قال مستغربا "ان النتائج الحاصمة هناك حول تاريخ تلك الطبقات للفترة بيزنطية" و هناك الكثيرالكثير من الملاحظات الاثرية التي تدحَض وجود الهيكل الهيرودي مكان المسجد الاقصى بغض النظر من ان منطقة المسجد الاقصى كانت فعلا مبنية بالفترة الرومانية. و بناء على ذلك فهي دعوة للباحثين بمجال بيت المقدس لاعادة دراسات شكل منطقة المسجد الاقصى و هيئتها بالفترة الرومانية بصورة علمية محايدةً بعيدةً عن المرجعيات السياسية والدينية المتعصبة

النتائج

من خلال مناقشة الهيكل وعمارته التي تم الاشارة اليها بصورة مختصرة هناك مجموعة من النتائج التي يمكن التوصل اليها:

اولا:

ان اهتمام المسلمين بالمسجد الاقصى كان من مُنطَلَق قدسية المكان في الاسلام و لم يكن لديهم نوايا لطمس مقدسات اديان اخرى, فعلى العكس عمِل المسلمون على احترامها والمحافظة عليها. وهو مكان اسلامي مقدس قبل وجود اليهود في فلسطين. 

ثانيا:

ان البناء التاريخي لمعبد سليمان وهيرود لم يثبُت اثريا و جميع ما يطرحه الاسرائيليون والتوراتيون هو عبارة عن فرضيات وتصورات تقوم على روايات وقصص من مصادر يهودية رواياتها متضاربة.

ثالثا:

يحاول الاسرائيليون والتوراتيون اقحام منطقة المسجد الاقصى على انها تمثل المعبد اليهودي. فلا شكل المنطقة ولا احجارها ولا مداخلها ولا بواباتها تتناسب مع مصادر اليهود ورواياتهم.

رابعا:

ان كثير من عناصر المسجد الاقصى هي عبارة عن بقايا أموية استخدم فيها المسلمون حجارة تعود لمباني رومانية أو بيزنطية اخرة متهدمة في بيت المقدس وهي من مميزات العمارة الاموية حيث اوحت للكثير من الباحثين والدارسين لمنطقة المسجد الاقصى بان تلك العناصر هي من بقايا الهيكل اليهودي.

خامسا:

للمسلمين حق بالهيكل اليهود لسليمان على افتراض صحة بنائه في اية منطقة بفلسطين, لاسيما ان داوود وسليمان هم انبياء حسب المعتقد الاسلامي وليسوا ملوك.

سادسا:

ان الدعاية الاسرائيلية حول بيت المقدس والهيكل اليهودي سيطرت على معظم الباحثين والاكاديميين وشكّلت حاجزا امام الموضوعية والحيادية العلمية في التفسير الأثري.
المراجع:

من تقديم د. هيثم فتحي الرطروط

عد إلى صفحة Fatıma beyza/أرشيف 1