مرحبا بك في ويكيبيديا، Alnazeer ibraheem !

ويكيبيديا هي مشروع تحرير جماعي لـموسوعة علمية وثقافية بمختلف اللغات. لطلب المساعدة في أي وقت تجد وصلة (مساعدة) في هامش كل صفحة على اليمين.

لا تتردد في قراءة الوصايا الأولى للتحرير و التعديل و إنشاء المقالات الجديدة و تنسيقها وفقا لمعايير ويكيبيديا. تم تخصيص ساحة التجربة لاحتواء تجاربك وخطواتك الأولى في التحرير والتعديل.

يمكنك الاستفسار و طرح الأسئلة المتعلقة بطبيعة العمل في ويكيبيديا، كما يمكنك أيضا طرح الأسئلة العلمية أو الأدبية.

يمكنك أيضا التعريف بنفسك في صفحتك الشخصية، بكتابة معلومات عنك: اللغات التي تتكلمها، من أي بلد أنت، ما هي محاور اهتمامك...

لا تنس التوقيع في صفحات النقاش بكتابة أربع مدّات، هكذا ~~~~. ولكن يجب عدم التوقيع في صفحات المقالات الموسوعية، لأنها تصبح ملكا للجميع لحظة إنشائها .

نرجو منك الاطلاع على ركائز ويكيبيديا الخمسة و المعايير المتبعة (الحياد، و عرض مصادر ومراجع التحرير، و أسلوب التحرير، و معايير السيرة الشخصية، وتفادي كتابة السيرة الذاتية). كما وجب ألاّ تنس عدم النسخ من الإنترنت لأسباب حقوق التأليف والنشر. يمكنك أيضا المساهمة في أحد مشاريع ويكيبيديا وانتقاء موضوع يعجبك.

نرحب بمساهمتك في رفع الصور لإثراء المقالات، مع الأخذ بعين الاعتبار احترام القوانين الصارمة المتعلقة باستعمال الصور واحترام حقوق التأليف والنشر. يوجد أيضا ويكيبيديون متطوعون في ورشة الصور لتحسين صورك وترجمة الصور المطلوبة.

أخيرا، وهو أهم شيء، نرجو منك أن تتمتع بالمساهمة معنا في هذا المشروع!

إذا كانت لديك أي استفسارات أو أسئلة أخرى، يمكنك طرحها في هذه الصفحة أو في صفحة نقاشي.

-- هشام دياب (إذا أردت المساعدة: أنا في الخدمة) 09:25، 9 مايو 2011 (ت ع م)

فراج الطيب عدل

ولد الشاعر السوداني فراج الطيب في شهر مارس عام 1932م، في حي بيت المال بأم درمان، ثم رحل مع أسرته وهو طفل إلى منزل آخر بحي ودنوباوي بأم درمان. وفي عام 1938م انتقلت أسرته إلى منزل بحي أبي روف العريق بأم درمان-جنوب، الذي يتميز بأنه يقع قبالة شاطئ النيل الغربي، حيث موقف معدية شمبات -سابقاً-، ومشروع أبي روف الشهير، ونهاية محطة الترام. وعندما بلغ فراج سن السابعة، كان من المفترض أن يلتحق بالتعليم النظامي، ولكن والده آثر أن يتولى تعليمه بنفسه.

وفي أواخر عام 1946م، أو 1947م سافر الشيخ الطيب السراج إلى مصر، وبقي هناك حتَّى عام 1950م، وفي هذه الأثناء ألحقه أخوه -الأكبر لأمه- الزبير حسن إسماعيل ليدرس على يدي الشيخ محمد أحمد الفقيه، التاجر بسوق أم درمان الكبير لبعض الوقت، ومن بعد ذهب به إلى الأستاذ المربي (سوميت) صاحب مدرسة حي الضباط بالموردة بأم درمان، فتلقى على يدي سوميت شيئاً من دروس اللُّغة الإنجليزية. بعد ذلك أخذ فراج يعلم نفسه بنفسه، يطلع في مكتبة والده العامرة بشتى فروع المعرفة، إلاَّ أنه أولع بصفة خاصة بعلوم العربية.

حياته العملية:

في عام 1951م التحق الأستاذ فراج بمدارس الشعب بالخرطوم بحري -التي أسسها ابن عمه الأستاذ ميسرة السراج- موظفاً، محاسباً، ثم مدرساً، وظل يعمل بمدارس الشعب حتَّى شهر مارس 1963م، حيث استشهد والده الشيخ الطيب السراج، ثم انضم إلى شقيقه الأصغر (حديد) الذي كان قد أسس مع والده مدرسة النيل الابتدائية الإعدادية في عام 1959م فأعادا معاً تأسيس المدرسة التي أضحت فيما بعد مدرسة أبي روف الأهلية الوسطى، ثم الشعبية الثانوية العامة، ثم المتوسطة (بنين) هذا، وهناك محطة في حياة فراج الطيب لا بد من ذكرها؛ لِما تشير إليه من معان، ففي عام 1951م وبعد عودته من مصر ذهب الشيخ الطيب السراج إلى القضارف في صحبة صديقه حسن أبو جبل، ليعمل بالزراعة ومكث هناك عاماً أو موسماً زراعياً عند صديقه الناظر عبد الله بكر، وما لبث الشيخ أن أرسل في طلب ابنه الأكبر فراج، فلحق به في القضارف.

وبعد نهاية الموسم الزراعي -الذي لَمْ يحظَ بالنجاح- عاد الشيخ الطيب، وسبقه في العودة ابنه فراج إلى أم درمان، عادا وهما يعانيان من حمى الملاريا الحادة، ولَمْ يجنيا شيئاً من جهدهما ومحاولتهما العمل في مجال الزراعة، ولكنها كانت تجربة على أية حال، تستحق الذكر. وفي عام 1970م، أوفد فراج الطيب إلى معهد التربية ببخت الرضا، حيث حصل على دبلوم التربية.

الشاعر فَرَّاج الطيب


الأستاذ فراج هو ابن ذلك العالم اللُّغوي الجليل الشيخ الطيب السراج، فأخذ ابنه فراج بالدرس العميق الجاد لعلوم اللُّغة نحواً، وصرفاً، وبلاغةً، وعروضاً، ولغةً إنجليزية، ومرَّ به على مُختارات الأدب ودواوين الفحول من شعراء العربية بدءًا بالعصر الجاهلي وانتهاءً بالعصر الحديث. حتَّى تخرج شاعراً على يدي أبيه وفي حلقته وأكرم بها من حلقة.

هذا، وآل السراج من الأسر السودانية التي اشتهرت بالعلم، والمشاركة في فروع الثقافة الإسلامية المختلفة. والأستاذ فراج -سليل هذه الأسرة الكريمة- شاعر يقف في مقدمة شعراء السودان المعاصرين، والشاعر قبل هذا كله ملتزم جانب الحق والصدق، وظف شعره لخدمة دينه ولغته، تراه يثور ثورة البركان إذا مست عقيدته، ويغار غيرة الفحل الكريم إذا أحس من أحد غمزاً في لغة العرب أو شعرهم أو تراثهم فيقول عن هؤلاء:

يهجن الوزن والإعراب حين سمت** ذراهما وثناه الفجر والقصر

ولج يهزأ بالفصحى وبالأدب الجزل ** الأصيل فيما يلويه مزدجر

يدعو جهولاً إلى تلك الحداثة أو** تلك الخثانة وهي الزيف والزور

وهو يعتز بأنه من أمة سودانية مسلمة عربية، وينكر أشد الإنكار أن يكون شأن السودان غير ذلك:

إنا لَمِن عرب فصح شعارهم** الإسلام والعرب إمَّا رفعت شعر

تمشي العروبة في أنفاسهم لهباً** فهم بما صهرتهم نارها سمر

المناصب التي تقلدها:

1. عمل مديراً لمدرسة أبي روف الخاصة للبنين خلفاً لشقيقه (حديد).

2. عمل أميناً عاماً للمجلس القومي للآداب والفنون، عام 1988م.

3. عمل مستشاراً ثقافياً للسيد رئيس الجمهورية عند قيام ثورة الإنقاذ الوطني، ثم عضواً بالمجلس الوطني الانتقالي.

4. شارك في التمثيل بفرقة السودان للتمثيل والموسيقى، وبالإذاعة السودانية منذ أوائل الخمسينات.

5. قدَّم العديد من البرامج الإذاعية من أشهرها: في محراب الشعر، يقولون: (لسان العرب).

6. شارك ومثَّل السودان في الكثير من المهرجانات الأدبية والشعرية في الوطن العربي، أشهرها مهرجان المربد في العراق، ومهرجان الجنادرية في المملكة العربية السعودية.

7. شارك في تأسيس عدد من التنظيمات الأدبية، مثل: جمعية الأدباء، واتحاد الأدباء السودانيين.

8. واصل فراج ندوة والده الشيخ السراج، فكان يؤم ندوة الجمعة بمنزله بأبي روف عدد من كبار العلماء والأدباء والشعراء وطالبـي المعرفة ومُحبِّي اللُّغة العربية. وكان يتصدر هذه الندوة متحدثاً، شارحاً، محاضراً، وشاعراً.

مؤلفات الأستاذ فراج:

رغم الإنتاج الغزير للأستاذ فراج لَمْ يُطبع له ديوان شعر، ولكن طبعت له قصائد متفرقات، منها:

1/ رؤيا عربية على ضفاف الرافدين.

2/ دار السلام.

3/ ترانيم في محراب الليل.

4/ تراتيل في مقام الصديق.

البلدان التي زارها:

مصر، العراق، قطر، السعودية، اليمن، ليبيا، وغيرها من البلاد.

وفاته:

اختاره الله إلى جواره مساء يوم الاثنين الخامس من أكتوبر عام 1998م، فقدت الساحة الأدبية بفقده أديباً، وعالِماً، وشاعراً نابهاً، ومدافعاً صلتاً عن العربية، لسان أهل الجنة ولغة القرآن، رحمه الله رحمةً واسعة وأثابه بقدر عطائه لشعبه وأمته ودينه.

فرَّاج والشعر:

كانت حياة الشاعر فرَّاج الطيب السرَّاج، حافلة بصور شتى من الكفاح والجد في تحصيل العلم عامة وعلوم العربية خاصة، مع اهتمام أخص بفن الشعر الذي حقق فيه نجاحاً باهراً واشتهر بإجادته، بناء وإلقاء في داخل السودان وخارجه.

فهمه لرسالة الشعر وموقفه منه:

يقول: والشعر بعد، هو مظنة الزيغ، ومطية الضلالة والغي، إلاَّ لِمن اتقى غائلته بأدرعٍ ثلاث، هي: الإيمان الصادق، والعمل الصالح، والإكثار من ذكر الله. وذلك ما قررته الآيات الكريمة، قال تعالى: (وَالشُّعَرَآء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ * إلاَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّــالِحَــاتِ وَذَكَـرُواْ اللَّهَ كَثِيرًا وَانـتَصَرُواْ مِنم بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ؛ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)(1).

ومِن هذا المنطلق أفهمُ الشعر، ومِن هذا المفهوم أُمارسُ قرضه.

وله رأي وموقف ثابت من الأشكال الجديدة للقصيدة العربية، مثل: قصيدة النثر، وتلك التي تخرج عن عمود الشعر العربي الموروث.

يقول في هذا الصدد: على إنني لا أؤمن بهذه الدعوات الجديدة التي تدعو إلى الخروج على طرائق العرب الأصول في الأداء الشعري، ذلك أن لكل أمة طريقتها في التعبير عن مشاعرها، والشعر أصلاً هو من خصائص العرب، لا أقول ذلك تعصباً، وإنما هي حقيقة، لا يماري فيها إلاَّ من جَهِل أو كابَر، على أني أُعد الدعوة إلى هذه الأنماط الجديدة التي لا تمت إلى الشعر العربي بصلة ولا تتصل بوشائجه، أُعدها واحدة من الحروب التي توجه للقضاء على الأمة العربية بالقضاء على لسانها وطريق بيانها.

وفيما يلي مقتطفات من شعره، لعل القارئ يقف على أسلوبه في صياغة القصيدة الشعرية، وما يتراءى من نهجه في الحياة كلها، معتصماً بمبادئ الإسلام، متسلحاً بلغة القرآن.

قال في رثاء والده قصيدة مطلعها(1):

رويدك ما هذي الدموع الهوامر ** بناقضة ما أبرمته المقادر

فرَّاج والمربد:

لقد كان للشاعر فراج صولات وجولات في مهرجان الشعر العربي (المربد) بالعراق صفق له الأصلاء من الشعراء والأدباء، وصعر خده كثير من الأدعياء.

يقول في قصيدة يحيي فيها (المربد):

دعوني أحـيي هنا المربـدا ** قد جـئت قبلُ أُلبِّي النـدا

وقد جئت بعد، أبل الصدى ** بأرض البهاليل أرض الندى

أقـدِّم قـلبي أنشــودة ** تسـرُّ العلا وتغيـظ العدا

يقول في قصيدته: رؤيا عربية على ضاف الرافدين:

حتَّام تسري وهذا الليل معتكر** ولا دليل ولا شمس ولا قمر

حتَّام حتَّام لا صوت يجيب ولا** مرْعىً ولا بحلم الهدى الفكر

حوار مع الشاعر:

أجرت مجلة الفيصل في عددها 237، حواراً مع الأستاذ فراج الطيب، تناول العديد من قضايا الفكر والأدب والشعر، نجتزئ بعض ما جاء فيه. ويمكن تلخيص إجاباته على مختلف الأسئلة، التي وُجِّهت له وهي كما يلي:

1. هناك كثير من الشعر المعاصر هبط مستواه عن مستوى الشعر القديم من حيث تدنِّي لغته، ومن حيث الخلل في أوزانه وصياغته وتدنِّي مضامينه.

2. شعر الحداثة الذي لا يقوم على الوزن؛ فيه خطر على الشعر العربي وعلى أذواق قرائه؛ لأنَّ الوزن هو أساس الشعر العربي، فإذا فقد الوزن لَمْ يعد شعراً.

3. تجديد الشعر لا يمكن أن يقوم به إلاَّ نحو: عرف القواعد التي ينبني عليها صحيحه، وهذه المهمة لا يضطلع عليها إلاَّ من كانت مَلَكَـته الشعرية أصيلة عميقة الجذور.

4. تطبيق المناهج النقدية الغربية على النصوص العربية خطأ كبير؛لأنَّ اللُّغة العربية تختلف عن غيرها من اللغات، لأنها لغة غنيةجداً، ويكفي أنها حوت القرآن الكريم بكل ما فيه من إعجاز إلهي.

5. يكون النقد إغناء لنتاج المبدع إذا كان نقداً صادقاً وأصيلاً وصادراً عن عالم به. فمن أهم أسس النقد البنَّاء أن يكون الناقد عالماً بأسرار النص المنقود.

6. الأدب الإسلامي في رأيي ليس بدعة؛ لأنه نشأ منذ فجر الإسلام.

7. فقدان اللسان العربي سليقته منذ فجر الإسلام واختلاط العرب بالإعاجم الذين اعتنقوا الإسلام وسرى اللحن منذ ذلك الحين في اللسان العربي.

8. تتمتع اللُّغة العربية بغنى وثراء يجعلانها قادرة على استيعاب مستجدات العصر من تقنية وخلافها، فباب الاشتقاق يتسع لكل مجال ويجعل اللُّغة العربية تستجيب لكل عصر، دون أن يكون هناك داع لإجازة استخدام المصطلحات الأجنبية.

9. مناهج النَّحو تحتاج إلى المعلم المتمكن من العربية، المقتدر على تفهيم الطلاب، ويحببهم للنحو، ويكون قادراً بأسلوبه وحذقه في جذب الطلاب وتشويقهم لدراسة النَّحو. فليس المهم أن يكون الكتاب المقرر جيداً، وإنما الأهم أن يكون المعلم عالِماً بأسرار المادة التي يدرسها.

10. المهرجانات الثقافية -كمهرجان الجنادرية وغيره- كافية في إقامة الجسور بين المبدعين العرب، فهي تقوم مقام الأسواق الأدبية العربية القديمة، كسوق عكاظ، والمربد، والمجاز.

مُختارات من شعره:

قال:

يا ضـياء الحـياة قد زاد ما بي ** من هيام ولوعـة وعـذاب

أسـهر الليل أرقب الطيف يأسو ** ما ألاقيه من لظى الأوصاب

أنت أحييت من كياني وأنعشت ** حـياتي وعدت بي لشـبابي

وقال:

رويدك ما هذه الدموع الهوامر ** بناقضــة ما أبرمـته المقـادر

ولكنه رزق تقطع دون القلوب ** ولا تـرقى لديـه المعاجــر

وكيف يطيق الصـبر من فوض ** لربي مناه وأصمتته البلايا الغوادر

فإن ذكرت أم اللغـات رأيـته ** حـفياً بذيـالك الذي هو ذاكر

يليـن له منه الجـناب مدانيـاً ** ويغدو له نعـم الأنيس المسـافر

ألم يك للفصـحى ولياً وناظراً ** يواصـل من جـرائها ويهاج