نقاش المستخدم:فوزى إسماعيل/ملعب

شعر للاطفال

شعر/ فوزى إسماعيل

                            مأساة حمار

قال الحمار لحمَّاره لمّا أخترتنى من بين الحمير..؟ وأنت تبحث فى الحظير قال الحمّار: لأنك ناضج وكبير وعاقل وغير ماكير قال : وكيف عرفت أنى غير ماكير قال : جربتك بحمل ثقيل وسيرت بك على طريق طويل فلا رفست رفسه ولا أعضدت عضة فعرفت أنك حمار أمين ذو جسم بدين وغير لئيم ولست بأثيم قال : أحسنت الأختيار لكن منك محتار قال : ولما الحيار..!! وأنت بألف حمار لا يختارك إلا الشطار فلك صنم ضخم مكسو كله باللحم لم يظهر من بدنك العظم وأذنان مترطقتان تسمع بهما نهيق الحيوان وأنفك ذو شم بعيد تعرف بهما من هو بغيض ولك عينان كبيرتان وواسعتان ترى بهما الشيطان والمارد والجان ولك أربعة أرجل تدور بهما كالبرجل عجب الحمار من وصف الحمَّار وعلى ذلك معه صار يفكر كيف يفعل به صاحبه المعروف بغلاظة شاربه ربطه الحمَّار فى فساحة الدار وأوصى عليه الجار حتى يسافر إلى بلدته ليحضر أهله وعزوته ونسى الجار الإهتمام بالحمار فظل يعلوا من نهيقه والحى لا يطيقه حتى أجتمعوا فى دار أحدهم وأقترحوا بأنهم يتركونه ولا يقربونه ولم يقترحوا بأن يأخذونه مع حمارهم يربونه عندهم من غلاء البرسيم الذى غلا مليم وخافوا أن ينزل أرضهم فاجتمعوا مرة ثانية وأقترحوا أن يأخذونه أسرة غانية يرعونه وظلوا على ذلك المنوال وكأن الحمار محتال له مواصفات عظيمة ذو جودة متينة وله فوائد ذو قيمة يحمل الأثقال إلى مسافات طوال بعيدة الأميال وأنه قادر على صعود الجبال من يرى هذه الصفات تناسبه فيهم عنده بالأبيات حتى يأتى صاحبه ففروا الناس عنه وأعرضوا وهربوا منه ووقف الحمار فى الحظير وهو محزن وحسير إلى مايقرب من نصف شهر فبكى من شدة القهر وبدا كالأشباح لا يكف عن النحيب والنواح ورجع الحمَّار وسأل عنه الجار فقال : كان ذو نهيق لا يترك أبدأ الزعيق ففر منا وهو فى مكان لا يبعد عنا ذهب الحمَّار إلى الحظيرة وجده مختمر كالخميرة سأله ما بك ياحمار قال : لقد أهملنى صديقك الجار ولم يطعمنى من طعام حتى أشتد بى الألام ونخر الوهن منى العظام ومرت علىّ الأيام دون أكل و طعام أخذه الحمَّار ووضع أمامه النبات وأكل الحمار ينعم باللذات وأكل فى نهم وقد تلاشى منه الهّم ورجع بجسم ضخم حتى تهلل الصباح فأخذ الحمار بالصياح يشكر الحمَّار لأنه أحسن الأختيار فقرر أن يصون له الأسرار ولكن كيف يصون الأسرار وهو حمار يعمل تحت يد حمَّار

--فوزى إسماعيل 16:27، 3 يناير 2018 (ت ع م)
عد إلى صفحة فوزى إسماعيل/ملعب