نقاش:سليمان المشيني

أحدث تعليق: قبل 3 أشهر من نادرة سليمان المشّيني في الموضوع النبذة الصحيحة عن شاعر الأردن الكبير سليمان إبراهيم المشّيني

النبذة الصحيحة عن شاعر الأردن الكبير سليمان إبراهيم المشّيني

عدل

الشاعر والأديب والإعلامي الأردني الكبير سليمان إبراهيم المشيني رحمه الله يُعَد من أهم شعراء الأردن وقد واكب المئوية الأولى للدولة الأردنية منذ نشأتها تقريباً . ولِد في مدينة السّلط، وتلقّى تعليمه الابتدائي ثم الثانوي فيها، حيث تخرّج من مدرسة السلط الثانوية عام 1946.

ما يميِّز الشّاعر المشّيني أنه عاصرأربعة ملوك هاشميّين هم الملك عبد الله الأول الذي أسبغ عليه وسام الخَطابة، والملك طلال بن عبد الله والملك الحسين بن طلال طيّب الله ثراهم والملك عبد الله الثاني حفظه الله. وكرّموه بمجموعة من الأوسمة الملكية الرفيعة وهي "وسام الحسين للعطاء المميّز من الدرجة الأولى، و"أوسمة الإستقلال من الدرجات الثانية والثالثة والرابعة"، و"وسام الحسين للتفوُّق من الفئة الأولى". وحينما زار الملك عبد الله الأول مدينة السلط عام 1949، أُتيح للشاعر سليمان المشيني أن يلقي بين يديه قصيدة نالت إعجابه واستحسانه فقال الملك عندها وبالحرف الواحد: "أنتَ شاعرنا يا مشّيني، ولكَ مستقبل في دنيا الشعر فلا تقعد عن ممارسته وطلبه وإبداعه والشعر موهبة وثقافة". وتجدر الإشارة هنا إلى أن الملك المؤسس كان شاعراً كبيراً ولم يكن يعجَب إلا بالشعر الأصيل.

هو أحد فرسان الكلمة وصنّاع الوجدان، ذو مسيرة عطاء مستمرة زادت على ثمانية عقود فقد كان من أهم مؤسسي الإذاعة الأردنية مثلما كان أحد أصواتها ومصيغي خطابها الإعلامي والمدراء الذين تعاقبوا عليها، ومن مؤسسي صحيفة الرأي الأردنية.

أطلق عليه الأديب عيسى الناعوري لقب "عاشق الأردن" بلا منازع، وقيل عنه إنه شاعر المجد والتاريخ إشارةً إلى الأوبريت المغناة " أنا الأردن " المشهورة التي صاغها من وجدانه وحبّه الشديد للأردن.

وكان غزير الإنتاج في الشعر الوطني نظمه في المجلّد الأول من "ديوان الأردن"، وسلسلة دواوين بعنوان "صبا من الأردن" بأجزائه الأحد عشر بعضها بعنوان "الأردن جلال وجمال"، و"بطاقة حُب إلى فلسطين الخالدة"، و"العيون السّاهرة" و"يا حياة المجد عودي"، والإخوانيات. له روايتان "سبيل الخلاص" و"زاهي وعنود"، ومجموعة من القصص في كتاب "موعد في القدس" و"مع العبقريات"، و"نافذة على الأدب العالمي"، وله أيضاً ثلاث مسرحيات "عودة قراقوش"، و"بطل من أوراس" و"أميرة جرش". وبرع أيضاً في أدب المقامات والنثر والصحافة حيث كتب المئات من المقالات في أهم الصحف الأردنية والعربية. وللشاعر باع في مجال أدب الأطفال والفتيان الشعريّ. وترك العديد من المخطوطات.

وكان أول مؤسّسي برامج التوجيه المعنوي في إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية، حيث أعدّ وقدّم على مدار ثلاثين عاماً البرنامج اليومي "جيشنا العربي"، وغنّى له كبار المطربين والمطربات العرب والأردنيين، وله أكثر من ألفي برنامج إذاعي وأكثر من ثلاثمائة اسكتش وأوبريت وأهزوجة وأغنية وألف حلقة من برنامج اذاعي بعنوان "صبا من الاندلس" وأكثر من خمسين مسلسلا إذاعياً.

كان يحلم بالوحدة العربية التي بدونها كما يقول لن يحقق العرب أهدافهم.

بعد إحالته إلى التّقاعد قام مع نخبة من الأدباء بتأسيس اتحاد الكتّاب والأدباء الأردنيين وكان عضواً في الهيئة الإدارية لدورات عديدة. كما عمل رئيساً لمستشاري مجلة الكاتب الأردني، ومدير تحرير مجلة الشرطة التابعة للأمن العام ورئيساً لنادي السلط الرياضي الثقافي.

كتب عنه عدد من كبار الأدباء والشعراء وتناولوا أدبه وشعره بالتحليل. وذلك في دراسة موسّعة في كتاب بعنوان "سليمان إبراهيم المشيني .. شاعراً، وأديباً وإنساناً" من تأليف الأستاذ الدكتور أسامة يوسف شهاب، وفي "قاموس أعلام الفكر والأدب في الأردن" للأديب المؤرّخ "محمد أبو صوفة"، وحلقة دراسية عن شعره وأدبه. وتمّ تكريمه شعبيّاً من قبل معظم المؤسسات الوطنية.

كانت الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي مرحلة تميزت بجزالة المعاني وصدق الكلمات وقدرتها على التعبير عن مشاعر الشعب وهم يلتفون حول الراية ويدافعون عن الحمى .. ففي تلك الأيام كانت القصائد التي صاغها الشاعر سليمان المشّيني، أحد أهم أركان البناء المعنوي للجنود والطلاب والأمهات والحصّادين فقد كان الجميع يردّد كلمات "أنا الأردن"، و"فدوى لعيونك يا أردن" و" أهزوجة النّشامى " و"حِنّا أسود الأردن" و"أردنيّة أردنيّة" و"رَبْع الكفاف الحمر" و "وطني الأردن أعمّرُهُ، و"هذه أرضي وهذا بلدي" و"أردن يا أحلى الأوطان" و "موطني أرض الرجال" وغيرها الكثير من الأهازيج الحماسية، .. بِحُبٍّ وزهو لا مثيل لهما.

وهكذا، كان شاعرنا أحد أهم الرجال الذين كرّسوا حياتهم ومسيرتهم لصياغة الوجدان وبناء الروح الوطنية بالكلمة والقصيدة بعد أن علّم جميع الأردنيين كيف يعبّرون عن وطنيتهم ومواطنتهم.

رثته وزارة الثقافة الأردنية في حفل تأبينٍ مَهيب كما رثاه العديد من كبار الشعراء والأدباء الكبار، وقد شُيِّع إلى مثواه الأخير على أنغام أهزوجته المشهورة "فدوى لعيونك يا أردن".

إذن هو شاعر الأردن، وفلسطين، والعروبة، والثورة العربية الكبرى، والوئام بين الأديان حيث جسّدت قصائده حب الوطن والولاء والانتماء لأرضه وشعبه والذّود عنه مثلما جسّدت تمسّكه بفلسطين والحضّ على استقلالها باستنهاض همم شبابها ورجالها وبثّ الحماس فيهم وحثّهم على مواصلة فدائها بدمائهم الزكية كي تتحرّر من نير الاستعمار البغيض. وآمن بِمبادىء الثورة العربية الكبرى التي أرسى أركانها الشريف الحسين بن علي وواصلها أبناؤه وأحفاده من بعده والتي كان أهم ما نادت به التخلّص من الاستعمار التركي وتكريس الوحدة العربية وصولاً إلى تحقيق النهضة المرجوة. ونادى الشاعر في قصائده أيضاً بضرورة غرز قيم الوئام بين الأديان في خدمة وحدة الصف وتحقيق السلام والأمن العالميّين.

أما دوره في إبراز الهوية الأردنية، وتاريخ الأردن ومنجزاته الحضارية فقد تمثّل في تغنّيه بالأردن وترابه وشعبه وبأسه وتضحياته وتمجيده حضارةً وآثاراً وبطولةً وطبيعةً وذلك في قصائده التي شملت تاريخ الأردن بالتفصيل وآثاره التي عاصرت الأزمنة ووصف كل مدنه وقراه وتخليد شخصيّاته الوطنية بما في ذلك القائد والشّهيد والمرأة والطفل والراعي والمعلّم والفلاح والجندي والعامل والعالم. وفي سلسلة مقالاته الصحفية بعنوان "نحو البناء" التي قدّم فيها النّصح والإرشاد في شتّى ميادين الحياة.

زوجة الشاعر هي دمية عيسى روفا السِّفْري .. إبنة الأديب المؤرخ والمناضل الفلسطيني الكبير عيسى روفا السِّفْري مؤلف مجلّد "تاريخ فلسطين العربية بين الانتداب والصهيونية " الذي يعتبر المرجع التاريخي الوحيد والأساسي للقضية الفلسطينية.

وهناك صفحة له على الفيسبوك لمن يحب الاطلاع على شعره

الصفحة الرسمية لشاعر الأردن سليمان المشّيني

https://www.facebook.com/الشاعر-الاردني-سليمان-المشّيني-165166490194176/ نادرة سليمان المشّيني (نقاش) 08:44، 17 أبريل 2024 (ت ع م)ردّ

عُد إلى صفحة "سليمان المشيني".