نقاش:حسين شفيق المصري/أرشيف 1

أرشيف هذه الصفحة صفحة أرشيف. من فضلك لا تعدلها. لإضافة تعليقات جديدة عدل صفحة النقاش الأصيلة.
أرشيف 1


نقاش بدون عنوان

حسين شفيق المصري أستاذ لا تلميذ لَه

هو أستاذ لا تلميذ له, إذ كان أستاذ الشعر المطعم (الحلمنتيشى)، ملأ الدنيا به فكاهة وطربًا ومرحًا, وساعد على رواج الشعر الفصيح في ملأ لا يرقى إلى أوجه, بما قربه من أسلوب سهل يُدخل اللفظ العامي مع اللفظ العربي في نظم مطرد فيشجع غير المتعلم على قراءة التراث الشعري, ويحس في نفسه من السمو ما يدفعه إلى تصفح دواوين الكبار من المشهورين, كان الأستاذ يملأ الدنيا بأغاريده المطربة ثم ودع الحياة فسكت الطائر, وأقفر الدوح, وسطا الخريف, ولم يجد بعده من يحمل الراية من المريدين ويسير على الدرب. ثم انقضت تلك السنون وأهلها * فكأنها وكأنهم أحلام لا تجد وصفًا أدق من قول الأستاذ مصطفي صادق الرافعي في الحديث عن حسين شفيق المصري إذ كان يصدر مجلة (الناس) حاملة نوادر الفكاهة, وروائع المطربات من نكات مرحة, ونقدات ساخرة, في مقامات أدبية, وقصائد شعرية, ومواويل زجلية, قال فقيد البيان العربي الأستاذ مصطفى صادق الرافعي : "الأستاذ حسين شفيق المصري الذي يمتع الأمة بهذه الصحيفة (جريدة الناس) ماجن ظريف, لو تقدم به الزمن لتهاداه الملوك والأمراء, فقام على بساط منشدا, وجلس على آخر نديما, وتقلب على ثالث مضحكا, وعربد على رابع, وجد على خامس, ولعل الله أخره إلى دهرنا رحمة به أن يأمر أحد الملوك فيملأوا فمه درا بعد أن يفرغ من إنشاده المعجب المطرب, ويشره هو إلى الثروة والغنى فيفتح فمه إلى أقصى الحلق, فتدخل اللآلئ وتخرج الحياة. إن البلاغة الظريفة الماضية التي بعضها من وخز الإبر, وبعضها من سياسة الظهر والعصا, قلما تستجيب إلا للعقول المبتكرة التي خلقت متسلطة على النفوس من أقرب جهاتها, وهذه العقول لا تسرف القوة الأزلية في خلقها, بل ترحم الناس بها, فتجعلها نادرة لتجد منها أهنأ الضحك الذي ينفجر من القلب, ولكنه إن طال انفجر القلب". لقد رزق حسين شفيق المصري هذه البلاغة الظريفة, لأنه مع موهبته النادرة قد أعان ذوقه الأدبي بالتثقيف الواسع والاطلاع الدائب, فارتفع إلى مستواه بجهد جاهد قد يخفى على غير المتأمل المتعمق, فيظن أن الرجل يتكل على خفة روحه, وعذوبة نفسه فحسب, ولكنه يفعل شيئًا هامًا, وهو أن هذا الرجل الفكه صاحب الروح الخفيفة, قد أرِق الليالي الطويلة باحثًا منقبا يستظهر روائع الشعر, ويقرأ أمهات الكتب, ويدرس تاريخ الظرفاء والثقلاء حتى أصبح شيئًا ذا بال, ومن سخرية القدر بهؤلاء الساخرين الكبار, أنهم يريقون مواهبهم في مجالس السمر ليمتعوا الناس بخفة أرواحهم, ثم يرجعون إلى منازلهم, وليس لديهم من الجهد ما يبعثهم على القول المتئد, والفكر الجاد, لذلك يقل إنتاجهم بالنسبة إلى من يدخرون كل طاقتهم إلى المجد وحده, لذلك تجد آثار حافظ إبراهيم وعبد العزيز البشرى وحسين شفيق المصري قليلة بالنسبة إلى طاقتهم الأدبية, لأن المجالس قد استهلكت أكثر جهودهم, وقد كنا في حاجة إلى عدة أجزاء من كتاب (في المرآة) للبشرى مثلًا, وهو على الإبداع قدير، ولكن مجالس السمر, ورحلات الأنس, وسهرات المنادمة قد طوت الكثير.

الشعر الحلمنتيشي هو الشعر الفكاهي الضاحك الساخر وشاعرنا حسين شفيق المصري هو أول من أطلق عليه الشعر الحلمنتيشي حيث كان يعارض مطلع القصائد القديمة بقصائد فكاهية ضاحكة فبدأ معارضة " المعلقات السبع " التي نظمها الشعراء الجاهلين بقصائد أطلق عليها " المشعلقات " ثم نظم قصائد أخرى يعارض بها القصائد المشهورة في الشعر العربي قديمه وحديثه وأسماها " المشهورات " وبدأ – مشعلقاته – بمعارضة للشاعر الجاهلي طرفة بن العبد في معلقته التي مطلعها:

لخولة أطلال ببرقد ثهمد تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد

فعارضها شاعرنا حسين شفيق المصري بقوله :

لزينب دكان بحارة منجد تلوح بها أقفاص عيش مقدد وقوفا بها صبحي على هزازها يقولون لاتقطع هزازك واقعد أنا الرجل الساهي الذي تعرفونه حويط كجن العطفة المتلبد فلما تناغشنا الغداة وهزرت معانا وأعطتنا " برولا " بموعد فأقبل زوج البنت يلعن أمها ويسعى إلينا بالمداس المهربد

- قال أبو العلاء المعري:

عللاني فإن بيض الأماني فنيت واظلام ليس بفان

فعارضه حسين شفيق المصري

نصف شعبان قد مضى ووراء النصف باقي الأيام من شعبان فترى كل ما تحب وترضى من شهي الطعام في رمضان من كباب ، وكفتة وفطير وكنافة متقونة في الصواني وفراخ محمرات بسمن خير ما يشترى من الفرخاني وابدأ الأكل عندما يضرب المدفع والهط واشفط وقربه كماني غير أني أخاف أن يتخم الأبعد أو.. قد يصاب بالزوران ليس معنى الصيام لوكنت تدري جوعة.. ثم أكلة عمياني وعارض ابن زيدون (اضحى التنائى بديلا عن تدانينــــــــــــــا وناب عن طيب لقيانا تجافينـــــــا)

هجرتمونا لان المال خاصمنــــــــــــــــــا وغاب عنا.. فغبتم انتوا روخرينـــــا ان الجنيه هو المحبوب..لا كحـــــــــــــــل فى العين.. او حمرة فى الخد يا اخينـا هو الجمـــــــــــــــــال..هو الاداب فهو اذا ولى.. غدا الابيض التركى زربونـــا لو كان وجهك وردا ثم كنت بــــــــــــــلا مال ترى العين هذا الورد ليمونـــــــا وكم راينا غزالا..لا فلوس لــــــــــــــــــه تشوفه الناس مثل القرد (ميمونـــا) ايشحال بقى رجل مثلى وانت تــــــــرى وجهى المكرمش بالتكشير مدهونا.؟ شيخ كبير دميم..شكلـــــــــــــــــــه عجب كانه اثر.. من (عنخ امونــــــــــا...) اخص على الشيخ ان لج الغرام بــــــــــه ولو يكون ابا الاموال (قارونـــــــــــا) فكيف يعشق شيخ مفلــــــــــــــــس رزل اذا لعناه. .قال الناس:"امينــــــــــا".؟ يا غارة الله شيلى كل مفتلــــــــــــــــــس يحب. لاسيما ان كان مديونـــــــــــا ادفع ديونك جاك نيلاء غامقـــــــــــــــة ترميك ع الارض من فوق التراسينا قلب الفتاة كبيت حين تسكنــــــــــــــــــه لابد من (كنتراتو) فيه تامينا ما الاونطة فالتلطيش اخرهــــــــــــــــا والبهدلاء.. فحاذر يابن تسعينا والله عيب على الشيخ الكبيـــــــــــر اذا قالوا عليه محب، صار مجنونا ولو تكون له الاطيان يزرعهـــــــــــــا قطنا وياخذ م (البورصاء) مليونا وانت مش لاقى غير المش مغمســــــة ولا مؤاخذاء.. ماتزعلش (باردونا)!!

اما عن البحث عن واسطة ليلتحق بعمل فكان هذا كلامه

أفتش في الديوان عن واحد له نفوذ لتوظيفي وفكري موزع يقولون لي هل من وسيط تجيبه شفاعته عند الرئيس بتنفع فهل كانت الليسنس لما أخذتها شهادة تطعيم.. بها أتسكع اليس حرام أنني على ابوابكم أتلطع وغيري عشان محسوبكم متوظف اراه عليكم دائما يتدلع بغير شهادات ولا فهم عنده بليد وفي اشغاله يتلكع ولو لم يكن محسوبكم كان حقه يكون حمارا أزرقا يتبردع إذا كنت ذا عقل فكن ذا صناعة أو اسرح بفجل حين يمضع يبلع ارى طلب التوظيف ليس براجل ومن كان ذا شغل فذلك مجدع

مات حسين شفيق المصري تاركا ثروة من الكلمات التي مازالت لها معني في زمننا هذا

لم تدع لي الأيام دمعا يراق فبكائي الذهول والإطراق ويطاق الحزن الذي يلد الدمع وليس الحزن العقيم يطاق ما بقائي من بعد خيرة قومي وثوائي وكل يوم فراق

عُد إلى صفحة "حسين شفيق المصري/أرشيف 1".