ساعطيك هنا مقتطفات من مقالة زينب النفزاوية على سبيل المثال لا الحصر والمليئة بما تسميه الإطناب والتعابير الإنشائية...رغم أن الفرق بينها وبين مقالتي"عدجو موح"، كالفرق بين السماء والأرض لأن أغلب المعلومات الواردة فيها دون مراجع في حين كل كلمة في مقالتي إلا ولها مرجع، ومع ذلك اعتبرت مقالة موسوعية ومحترمة لأسلوب ويكبيدبا، يقول صاحب المقالة:
"هاجرت زينب من نفزاوة إلى مدينة أغمات بصحبة والدها التاجر إسحاق الهواري الذي ينتمي إلى قبيلة هوارة الأمازيغية فرارًا من بني هلال الذين الذين طردوا من صعيد مصر إبان الحكم الفاطمي واستوطنت المدينة مع أبيها وكانت مسكنا لها حتى شيدت مدينة مراكش في عام (464هـ/ 1072م).[1]"
هنا كان عليه حسب ما قلت أن يقول باختصار:
هاجرت زينب من نفزاوة إلى أغمات فرارا من بني هلال واستقرت بها إلى حين بناء مراكش"
لأن المقالة حول زينب وليس حول والدها.
مثال آخر:
"تعد زينب من أشهر النساء التي ذاع صيتها بين القبائل لدرجة أن شيوخ ورؤساء هذه القبائل تنافسوا وتبارزوا على الزواج منها بسبب جمالها الذي فاق الوصف على حد تعبير مؤرخي عصرها . كانت زينب ترفض الزواج إذ كانت ترى نفسها في مكانة لا ينافسها فيها أحد ومما يفسر رفضها هو أصرارها على الزواج من حاكم بلاد المغرب بأسرها
وحسب روايات المؤرخين فإن هذه السيدة كانت امرأة طموحة لبيبة ذات رأي وحزم لا ترضى من الرجال إلا بذوي الهمم من الملوك وكان يقال لها الساحرة أو الكاهنة."
لاحظ الإطناب الذي لا فائدة منه، في حين كان بالإمكان الاكتفاء ب:
"كانت زينب بسبب جمالها وحزمها ورجاحة رأيها ترفض الزواج إلا ممن يحكم المغرب بأسره"
كان الأمير أبو بكر بن عمر اللمتوني قد تزوج زينب بنت اسحق النفزاوية وكانت بارعة الجمال والحسن وكانت مع ذلك حازمة لبيبة ذات عقل رصين ورأي متين ومعرفة بإدارة الأمور حتى كان يقال لها الساحرة.
وكان الأمير أبو بكر رجلا متورعا فعظم عليه أن يقتل المسلمون بعضهم بعضا، وهو قادر على كفهم، ولم ير أنه في سعة من ذلك وهو متولى أمرهم ومسؤول عنهم، فعزم على الخروج إلى بلاد الصحراء ليصلح امرها، ويقيم رسم الجهاد بها.
لاحظ هنا التكرار والإطناب: بارعة الجمال والحسن، حازمة لبيبة، ذات عقل رصين...تكررت مثل هذه العبارات عدة مرات في المقال.
ولاحظ كيف أن المقالة انتقلت من الحديث عن زينب إلى الحديث عن أبي بكر بن عمر...
علما-كما قلت سلفا- بأن أغلب المعلومات بدون مرجع، بل يكتفي كاتبها باستعمال: حسب المؤرخين، حسب مؤرخي...
ولا تقل لي أخي الكريم بأن هناك حالات استثنائية، بل بالعكس، أغلب المقالات مكتوبة بهذه الطريقة