مهناز أفخمي (مواليد 14 يناير 1941) ناشطة إيرانية في مجال حقوق المرأة عملت في مجلس الوزراء الإيراني من عام 1976 حتى عام 1978. تعد مؤسسة شراكة التعلم النسائية ورئيستها والمديرة التنفيذية لمؤسسة الدراسات الإيرانية ووزيرة سابقة لشؤون المرأة في حكومة ما قبل الثورة الإيرانية. تعيش في المنفى في الولايات المتحدة منذ عام 1979.[1]

كانت أفخمي مدافعة عن حقوق المرأة منذ سبعينيات القرن العشرين.[2] أسست وترأست العديد من المنظمات الدولية غير الحكومية التي تركز على النهوض بوضع المرأة في إيران وفي وقت لاحق في جميع أنحاء العالم.[3] ألقت محاضرات ونشرت على نطاق واسع حول الحركة النسوية الدولية وحقوق المرأة، والمرأة في القيادة والمرأة والتكنولوجيا، ووضع المرأة في المجتمعات ذات الأغلبية المسلمة، وحول مشاركة المرأة في بناء المجتمع المدني والدمقرطة. تُرجمت كتبها إلى عدة لغات ووُزعت عالميًا.[4][5]

النشاط

عدل

القيادة والمشاركة السياسية

عدل

في عمر 17 عامًا، انضمت أفخمي إلى نقابة عمالية ونجحت في تحدي انتهاك حقوقها العمالية عندما سرحها صاحب العمل مؤقتًا ثم أعاد توظيفها لتجنب دفع راتبها في أثناء الإجازة التي حصلت عليها. تنسب الفضل إلى هذه الحادثة في منحها الإيمان بأن التنظيم قد يحدث تغييرًا اجتماعيًا.[6]

في عام 1976، طُلب من أفخمي الانضمام إلى مجلس وزراء الحكومة الإيرانية وأصبحت وزيرةً لشؤون المرأة. لم يكن هذا المنصب موجودًا في إيران من قبل، والشخص الآخر الوحيد الذي شغل مثل هذا المنصب هو فرانسواز جيرو في فرنسا.[7]

في عام 2001، نشرت أفخمي كتاب القيادة نحو الاختيارات: دليل التدريب على القيادة للنساء لتشجيع النساء على أن يصبحن قادة في أسرهن ومجتمعاتهن وبلدانهن. تُرجم إلى 20 لغة. في عام 2010، نشرت كتاب القيادة إلى العمل: دليل المشاركة السياسية للنساء. استُخدمت الأدلة المطبوعة للتدريب في جميع أنحاء العالم، إذ وصلت إلى الآلاف.[8]

ظهرت أفخمي مع شقيقتها فرح أبراهيمي في مسلسل ديستينيشن أميريكا على قناة بّي بي إس عام 2005. في الوقت الذي أصبحت فيه أفخمي وزيرةً لشؤون المرأة، كانت أختها زعيمةً في الحركة الطلابية التي تطالب بالإطاحة بالشاه محمد رضا بهلوي.[9]

المساواة بين الجنسين

عدل

في عام 1969، بعد عامين من عودتها إلى إيران أستاذةً للأدب ورئيسة قسم اللغة الإنجليزية في الجامعة الوطنية في إيران، انجذبت أفخمي إلى الحركة النسائية الإيرانية وأسست جمعية النساء الجامعيات. في عام 1970، أصبحت الأمينة العامة لمنظمة نساء إيران. بقيت هناك لمدة عشر سنوات، عملت خلالها من أجل حقوق المرأة الإيرانية.

بينما كانت أفخمي وزيرةً لشؤون المرأة، منح التشريع الإيراني المرأة حقوقًا متساوية فيما يتعلق بالطلاق؛ إذ رفع الحد الأدنى لسن الزواج ودعم توظيف المرأة مع توفير إجازة الأمومة ورعاية الأطفال، وبُني بحسب قوانين الأسرة لعام 1967.[10]

عملت أفخمي عضوًا في المجلس الأعلى لتنظيم الأسرة والرعاية الاجتماعية في إيران وفي مجلسي أمناء جامعة كرمان وجامعة فرح للنساء. كتبت أن «تمكين المرأة هو عملية ونهج شمولي يتضمن رفع الوعي وبناء المهارات وإصلاح القوانين غير العادلة التي تحد من تعليم المرأة وتوظيفها ومشاركتها في صنع القرار، وقبل كل شيء، فرصها في الاستقلال الاقتصاديۛ».

المنفى والمشاركة في الحركة النسائية العالمية

عدل

عندما بدأت الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، كانت أفخمي في الأمم المتحدة في نيويورك تتفاوض حول إنشاء معهد الأمم المتحدة الدولي للبحث والتدريب من أجل النهوض بالمرأة. وُجهت لها غيابيًا تهمة «الفساد في الأرض ومحاربة الله». لم تعد أبدًا إلى إيران، وعاشت في المنفى، رغم قولها إنها ترغب في العودة للمساعدة في إعادة بناء إيران إذا تغير نظامها السياسي.[11]

ساهمت بمقالة «مستقبل في الماضي، الحركة النسائية قبل الثورة» في مختارات عام 1984، الأخوية النسائية عالمية: مقتطفات من الحركة النسائية الدولية، التي حررتها روبن مورغان.[12]

في عام 1994، نشرت كتاب نساء في المنفى، وهو تصوير للنساء الناشطات في المنفى السياسي.[13]

الثقافة والإسلام وعالمية الحقوق

عدل

تعتقد أفخمي أن الدين لا يتعارض مع النسوية «لا ينبغي إجبار المرأة على الاختيار بين الحرية والله». مع ذلك، قد تشكل كل من الثقافة والدين مشكلة فيما يتعلق بحقوق المرأة: «يجب علينا طرح السؤال التالي: لماذا دائمًا يستند إنكار الحقوق الأولية للنساء في التعامل المدني إلى نقطة أساسية من الثقافة؟ هل هذه الثقافة حقيقية، أم أنها طقس يُستخدم ببساطة للحفاظ على بعض الامتيازات الاقتصادية أو الاجتماعية أو النفسية؟».[14]

اتخذت موقفًا ضد النسبية الثقافية والاستثنائية الإسلامية، موضحةً بوضوح أن حقوق الإنسان عالمية ويجب أن تحل محل الأطر الدينية: «تكمن معضلة حقوق المرأة المسلمة في قلب الصراع -وهي تحديد ما إذا كانت النساء المسلمات يتمتعن بالحقوق لأنهن بشر، أم يتمتعن بالحقوق لأنهن نساء مسلمات».[15]

حركة المرأة الإيرانية

عدل

بالنظر إلى التغييرات التي حدثت في إيران قبل الثورة مباشرة، قالت أفخمي: «يبدو لي أن خطأنا الرئيسي لم يكن أننا لم نفعل أشياء وجب علينا فعلها. خطؤنا الرئيسي هو أننا خلقنا بيئة نمت فيها التناقضات المتعلقة بالحداثة والتقدم والمساواة وحقوق الإنسان، وخاصةً حقوق المرأة، وربما أدى رد الفعل على عملنا إلى فرض ضغط كبير على النسيج الاجتماعي في البلاد». دعمت علنًا حركة المليون توقيع الإيرانية لإنهاء القوانين التمييزية ضد المرأة من خلال الترويج لكتاب الناشطة الإيرانية نوشين أحمدي خراساني. تعتقد أفخمي أن الحركة تعد مرحلة جديدة ضمن قضية استمرت قرنًا من الزمان.[16]

سيرتها الذاتية

عدل

ولدت مهناز أفخمي في كرمان بإيران عام 1941، وهي الابنة الكبرى من بين ثلاثة أطفال. أمضت طفولتها المبكرة في كرمان، إيران، في مجمع يضم عائلة كبيرة ممتدة من المسلمين الشيعة الشيخيين. عندما كانت في الحادية عشرة من عمرها، طلقت والدتها والدها وانتقلا إلى الولايات المتحدة. التحقت لاحقًا بجامعة سان فرانسيسكو وجامعة كولورادو في بولدر.

في عام 1967، عادت مهناز إلى إيران أستاذةً للأدب في الجامعة الوطنية الإيرانية. عملت هناك حتى عام 1978. تعيش في الولايات المتحدة منذ ذلك الحين، مقيمةً في ولاية ماريلند مع زوجها غلام رضا أفخمي. لديهم ابن وحفيدين.

المراجع

عدل
  1. ^ "Staff | Foundation for Iranian Studies". Bethesda, MD, USA: Foundation for Iranian Studies. مؤرشف من الأصل في 2012-11-17. اطلع عليه بتاريخ 2013-03-09.
  2. ^ Latham، Judith (11 يونيو 2008). "Women's Learning Partnership's Goal Is to Empower Women, Says President of the Organization". صوت أمريكا. مؤرشف من الأصل في 2012-04-10. اطلع عليه بتاريخ 2010-04-22.
  3. ^ Hill، Mary Ann (5 أبريل 2005). "International Women's Rights Advocate Mahnaz Afkhami to Speak at Wellesley College April 6". كلية ويليسلي Office for Public Affairs. مؤرشف من الأصل في 2012-08-05. اطلع عليه بتاريخ 2010-04-22.
  4. ^ "Mahnaz Afkhami - Iran". World People's Blog. مؤرشف من الأصل في 2017-07-28. اطلع عليه بتاريخ 2010-04-23.
  5. ^ "Leading To Choices Manuals". Women's Learning Partnership. مؤرشف من الأصل في 2009-03-27. اطلع عليه بتاريخ 2010-04-23.
  6. ^ Jecks، Nicki (19 أغسطس 2009). "'I Was Iran's Last Minister'". الإذاعات العالمية لهيئة الإذاعة البريطانية. مؤرشف من الأصل في 2012-07-14. اطلع عليه بتاريخ 2010-04-22.
  7. ^ "Leading to Choices: A Leadership Training Handbook for Women". مؤرشف من الأصل في 2018-08-10. اطلع عليه بتاريخ 2013-06-11.
  8. ^ "Leading to Action: A Political Participation Handbook for Women". مؤرشف من الأصل في 2018-08-10. اطلع عليه بتاريخ 2013-06-11.
  9. ^ "PBS Destination America: Sisters Mahnaz and Farah from Iran". مؤرشف من الأصل في 2021-12-21. {{استشهاد ويب}}: الوسيط غير المعروف |بواسطة= تم تجاهله يقترح استخدام |عبر= (مساعدة)
  10. ^ Ahmadi Khorasani، Noushin (14 أكتوبر 2008). "The Fate of the Family Protection Law". The Feminist School. مؤرشف من الأصل في 2009-10-05. اطلع عليه بتاريخ 2010-04-22.
  11. ^ "Destination America: Mahnaz Afkhami & Farah Ebrahimi: Iran". PBS. 1 أكتوبر 2005. مؤرشف من الأصل في 2013-04-15. اطلع عليه بتاريخ 2010-04-23.
  12. ^ "Table of Contents: Sisterhood is global". Catalog.vsc.edu. مؤرشف من الأصل في 2015-12-08. اطلع عليه بتاريخ 2015-10-15.
  13. ^ "About The Sisterhood Is Global Institute". Sisterhood Is Global Institute. مؤرشف من الأصل في 2010-06-28. اطلع عليه بتاريخ 2010-04-22.
  14. ^ "A Vision of Gender in Culture". مؤرشف من الأصل في 2013-06-15.
  15. ^ Faith and Freedom: Women's Human Rights in the Muslim World نسخة محفوظة 2019-06-05 على موقع واي باك مشين.. See also A Vision of Gender in Culture نسخة محفوظة 2019-06-04 على موقع واي باك مشين., At the Crossroads of Tradition and Modernity نسخة محفوظة 2017-08-23 على موقع واي باك مشين. and Cultural Relativism and Women's Human Rights نسخة محفوظة 2018-03-26 على موقع واي باك مشين..
  16. ^ Askary، Hooman (16 نوفمبر 2011). "Fighting for Women's Rights: An Interview with Mahnaz Afkhami". Arseh sevom civil society NGO website (). مؤرشف من الأصل في 2018-01-09. اطلع عليه بتاريخ 2017-06-21.