العربية: يقع دير مار متى 36.49002 شمالاً 43.44278 شرقاً على ارتفاع 817 متر على جبل مقلوب ( ويسمى أيضاً جبل الألفاف) شمال محافظة نينوى، على بعد 38 كم من شمال شرق الموصل.
يقع هذا الدير السرياني الأرثوذكسي على حافة قمة صخرية، ويقدم بصورة استثنائية تصوراً مزدوجاً. لو شوهد من الوادي، يبدو معلقاً بين السماء والأرض داعياً المشاهد للتأمل. وعلى العكس من ذلك، ومن شرفته، يطل على أفق ذات 180 درجة، وكأنه يرعى من في الأسفل من سكان نينوى.
بلا شك، نحن هنا في واحدة من أجمل المناطق المسيحية الآشورية القديمة. يعد هذا الدير السرياني الأرثوذكسي (اليعاقبة) الأكبر في بلاد ما بين النهرين وينافس من حيث السُلطة والعَظَمة البعض من أكبر أديرة السريان الأرثوذكس في طور عابدين، جبل خادمي الله، في أقصى جنوب شرق تركيا حالياً.
بعد خضوعه لإدارة كنيسة السريان الأرثوذكس، يقال أن الدير كان يضم الآلاف من الرهبان في نهاية القرن الرابع. ولهذا السبب قد يكون سمي جبل مقلوب، الملقب ب ( جبل الألوف)، الذي يحدّثنا مفصلاً عن ازدهار كنيسة السريان الأرثوذكس ودير مار متى في شمال بلاد مابين النهرين وما بعدها.
أصبح الدير مكاناً لإقامة مفريان الشرق بعد مغادرته تكريت (مفريان: لقب يعطى لرئيس كنيسة السريان الأرثوذكس لبلاد ما بين النهرين. ألغي لقب مفريان الشرق عام 1859) وكان للدير علاقات وطيدة مع كنيسة سيرو مالانكارا في الهند.
بعد تلقي هجمات الأكراد وخاصة في القرنين الثاني عشر والرابع عشر، شكّل الدير مكاناً للمقاومة، والأكثر من ذلك، ملجأ للسكان المحليين ومسيحيي المنطقة المضطهدين.
وهكذا، لجأ إلى الدير بطريرك كنيسة المشرق سيمون بطرس الثاني والعشرون حيث توفي عام 1918 بعد الإبادة الجماعية الآشورية الكلدانية من قبل الإمبراطورية العثمانية، بينما نزح 60 000 من الأشوريين في أورميا (بلاد فارس) نحو