ملف:وسيلة نقل اخرى لطوارق النيجر -.jpg

الملف الأصلي(2٬048 × 1٬365 بكسل حجم الملف: 491 كيلوبايت، نوع MIME: image/jpeg)

ملخص

الوصف
English: من خلف لفافة قماش يطل من عينية تاريخ واصالة ... أمة يمتد موطنها على امتداد الصحراء الكبرى ويمتد تاريخها الاف السنين ... بعد رحلة صعبة على طول درب الصحاري وصلنا الى مدينة " أغاداز" و هي عاصمة الطوارق في منطقة "العير" اقصى شمال النيجر ... يستقبلنا عند مدخل المدينة المسجد القديم الذي بني عام 1515 و الذي كان رمزا لفن العمارة الإسلامية لقرون طويلة ... "أغاداز" مدينة من الصلصال و الشوارع فيها ضيقة كالمتاهة و هي نقطة مهمة على طرق التجارة التاريخيّة وهي كذلك نقطة وقوف الزامية ما بين الواحات في الشمال و الغرب على طريق السودان ... اسم مدينة أغاداز يعني في لغة الطوارق اللقاء هذا ما يخبرنا به "ليون الافريقي" و يعود تاريخ تأسيسها الى سنة 1512... انها موطن لخليط معقد من الناس و القبائل ... العديد من الطوارق هنا تبنى أسلوب حياة مستقرّة و خاصة الذين يسمون الطوارق السود او "الفولان" و الذين ينحدرون من طبقة المستعبدين الذين اختلطوا مع اسياد الطوارق ... و يشتغل اغلبهم في الزراعة رغم انهم لم ينسوا رعي الماشية فقد تأثروا بالعديد من الناس الذين يعيشون في المنطقة نفسها مثل جماعات "الهوسا" و "الجرمان" ... بعد قضاء أيام قليلة في منزل احد الأصدقاء من المنطقة تمكنا أخيرا من العثور على شاحنة لنقل السلع و البضائع للوصول الى واحة "تيميا" الواقعة في قلب جبال العير ... تقع جبال العير في شمال أغاداز و تغطي مساحة بحجم سويسرا ... جبالها البركانية يصل متوسط ارتفاعها الى سبعمائة متر رغم ان اعلى قممها تعود الى جبل "بكزان" الذي يصل ارتفاعه الى 2022 متر ... عبر وديانها تجري الامطار الموسمية الصغيرة التي تروي أشجار الاكاسيا ... في هذه الوديان وجدنا مخيمين لجماعة "الكال ايوي" من الطوارق بيوتهم اكواخ متناثرة من الحصير ... تعتبر جماعة "الكال ايوي" من افضل ساسة القوافل من الطوارق و حركة المرور التجارية هي دعامة اقتصادهم حيث تبدا من جبال العير على طول طريقين رئيسين هما "تفارتي" الى الغرب الذي يعبر صحراء تنيري وصولا الى "بيلما" و الطريق الثانية هي "أران" الى الجنوب و الذي يعبر بلد "الهوسا" و يؤدي الى مدينة "كانو" في نيجيريا ... كل سائق قافلة يستغرق شهرا كي يستعد للرحلة و عليهم تجهيز البضائع للمقايضة و ان يجمعوا العلف للجمال ثم ينضمون الى سائقي القوافل الأخرى ... يقال بانه في عام 1988 وصلت قافلة الى "بيلما" مع ما يزيد عن خمسة الاف جمل ... منطقة العير هي موطن لحوالي ستة الاف من الطوارق و الرياح هي النحات الأعظم للمنظر الطبيعي فالرمال تعري الجبال الصخريّة ببطيء ... هذه الجبال ذات طبيعة شبه صحراوية و تعبرها وديان صغيرة و اغوار ضيّقة حيث الحياة النباتية وفيرة هنا ... مخيمات الطوارق مبعثرة في ارجاء المنطقة و اكواخهم الهشة المصنوعة من الحصير غير قابلة للنقل و من السهل بنائها فهم يتركونها و ينتقلون متبعين نفس دروب الترحال المعتادة مستفيدين من البنى التي تركوها ورائهم ... و النساء هنا مسؤولات عن حياكة الحصير ... انهن يحفظن سر ثقافة الطوارق العريقة في القصائد و الأغاني ويربين اطفالهن على لغة "التاماشاق" ... انهن يكرسن قدرا كبيرا من الوقت لمظهرهن الشخصي فزوجة الطوارق تعتني بزوجها بأقصى ما تستطيع فعليها ان تنظف و تمشط شعرها يوميا و تزين نفسها بالمجوهرات الفضية فيجب ان يجدها زوجها عندما يعود بأبهى حلّة ... الطوارق يهتمون بالسمعة القائلة بانهم يمتلكون اجمل النساء ... نساء الطوارق لا يخفين وجههن على عكس الرجال الذين يخفون وجوههم من الرياح و للنساء حقوقهن و بإمكانهن التعبير عن آرائهن و فرضها احيانا ... انهن يعاملن باحترام كبير فهن مسؤولات عن المهام المنزليّة و الرّعي بينما يعتني الرجال بأعمال الزراعة و الصياغة و التجارة... التحقت بإحدى القوافل الصغيرة المتجهة الى اقصى الحدود الشرقية المتاخمة لحدود التشاد لمعرفة العادات المجهولة لهذا الشعب المختلف عن كل شعوب الصحراء... من بعيد تلوح لنا احدى القوافل العائدة من رحلة المقايضة الطويلة... انهم قادمون من مناجم الملح ب "بيلما" مضى شهر و هم يرتحلون على ست مائة جمل اعمارها لا تتجاوز العام محملة بأحمال الملح القيمة و لا يزال امامهم أربعون يوما ليصلو الى وجهتهم أسواق شمالي نيجيريا ... ساسة القوافل هؤلاء عليهم ان يعبروا "التنيري" و التي هي صحراء ضمن صحراء أخرى و اسمها "اتون" أي الفرن فأشعة الشمس هنا تقتل أي إشارة على الحياة و الرياح الشرقية المتقدة تمح أي اثر لأي درب ... لا يتواجد على هذه الدروب سوى الاجمة الشائكة و هي إشارة على قرب الساحل من هنا ... "المدوغو" هو اسم زعيم القافلة و هو يعرف اسم الخريطة الواسعة لخط افق الصحاري الشاسعة ... تلك المعرفة التي مرّرت من جيل الى جيل تمكنهم من العثور على طريقهم في ليالي الصحراء الباردة و سوق جمالهم عبر البحار الرمليّة ... الماء هو الكنز الاغلى هنا و يشكل الفرق بين الحياة و الموت لكن ليس من السهل الحصول عليه ... عليهم ان يحفرو ابارا عميقة و يرووا الماشية يوميا انها مهمة لا منتهية ... منذ شروق الشمس يبدا الرعاة الوصول الى الابار مع ماشيتهم قادمين من أراضيهم على ظهور الحمير و يحملون المياه في أكياس من المطاط و الجلد ... تشرب الجمال أولا و بعدها الأبقار أخيرا الأغنام و الماعز ... و لكل قبيلة ابارها الخاصة فيفرضون اتاوة على القبائل الأخرى لكن قانون الطوارق القديم لا يسمح لهم بفرض غرامة على شرب الناس و الواقع فان الشخص الذي يمنع العطشان من الشرب يعاقب بالموت ... يشغل حفارو الابار و الحدادين هنا مكانة كبرى في مجتمع الطوارق فبدون الحفارين ستموت الماشية من العطش و من دون الحدادين لن تكون لديهم أسلحة يدافعون بها عن انفسهم و الى اليوم فان الطوارق ينتقلون مسلّحين ب"التاكوبا" وهي سيوف حادة من الطرفين بالإضافة الى الخناجر التي يخفونها تحت ثيابهم ... قديما كانوا محاربين اشداء كانوا اسياد الصحراء ولم يكن ليجرا أحد على دخول مناطقهم فقانونهم مخالف لكل فانون قد يفرض ... انهم شعب الطوارق الرجال الزرق الشعب الذي يقطن الصحراء الكبرى ...
التاريخ
المصدر عمل شخصي
المؤلف Mehdibelhaj

ترخيص

أنا، صاحب حقوق التأليف والنشر لهذا العمل، أنشر هذا العمل تحت الرخصة التالية:
w:ar:مشاع إبداعي
نسب العمل إلى مُؤَلِّفه الإلزام بترخيص المُشتقات بالمثل
يحقُّ لك:
  • مشاركة العمل – نسخ العمل وتوزيعه وبثُّه
  • إعادة إنتاج العمل – تعديل العمل
حسب الشروط التالية:
  • نسب العمل إلى مُؤَلِّفه – يلزم نسب العمل إلى مُؤَلِّفه بشكل مناسب وتوفير رابط للرخصة وتحديد ما إذا أجريت تغييرات. بالإمكان القيام بذلك بأية طريقة معقولة، ولكن ليس بأية طريقة تشير إلى أن المرخِّص يوافقك على الاستعمال.
  • الإلزام بترخيص المُشتقات بالمثل – إذا أعدت إنتاج المواد أو غيرت فيها، فيلزم أن تنشر مساهماتك المُشتقَّة عن الأصل تحت ترخيص الأصل نفسه أو تحت ترخيص مُتوافِقٍ معه.

الشروحات

أضف شرحاً من سطر واحد لما يُمثِّله هذا الملف

العناصر المصورة في هذا الملف

يُصوِّر

٤ ديسمبر 2019

تاريخ الملف

اضغط على زمن/تاريخ لرؤية الملف كما بدا في هذا الزمن.

زمن/تاريخصورة مصغرةالأبعادمستخدمتعليق
حالي01:29، 13 أبريل 2020تصغير للنسخة بتاريخ 01:29، 13 أبريل 20202٬048 × 1٬365 (491 كيلوبايت)MehdibelhajUploaded own work with UploadWizard

بيانات وصفية