العربية: قِفْ بالمعَرَّةِ وامسَحْ خَدَّها التَّرِبا واستَوحِ مَنْ طَوَّقَ الدُّنيا بما وَهَبا

قالها الجواهري في رثاء من ملأ الدنيا بحكمته وخياله ولزومياته، ليرتبط اسمه بالمعرة التي فاقها شهرة، واستندت على إرثه وحكاياته. أمام المركز الثقافي الذي أعيد تأهيله وافتتاحه أواسط العام 2014، والذي حمل اسم أبي العلاء المعري تقابلك قنطرة ترتكز على عمودين من الحجر، تليها باحة مكشوفة يتوسطها قبر ضم رفات شاعرنا، وتستقبلك عبارته الأشهر "هذا جناه أبي علي وما جنيت على أحد". المركز الذي شهد تقلبات كثيرة من دار للثقافة في العام 1944، إلى مركز ثقافي وباقتراح من الدكتور طه حسين في العام 1960، ليضم في خزائنه الخشبية آلاف الكتب والمجلات الأدبية والعلمية، ليسحب البساط من تحته في العام 2008، ومع تأسيس المركز الثقافي الجديد في المدينة، لتستند على جدران دار أبي العلاء عربات الخضار، ويسكنها الإهمال والأعشاب الضارة، وكأن لسان حاله يقول: وللكآبةِ ألوانٌ ، وأفجعُها أنْ تُبصرَ الفيلسوفَ الحُرَّ مكتئِبا تعرضت دار أبي العلاء للقصف خلال الثورة السورية لثلاث مرات، قبل أن يعيد بعض أهالي المدينة للشيخ هيبته وللدار مكانها ومكانتها.

آلاف الكتب التي نجت من السرقة، بعد أن حول جنود الأسد المركز الثقافي إلى ثكنة عسكرية، عادت لتصطف على الرفوف الخشبية، وبين أيدي القراء والباحثين، في الوقت الذي عاد لأبي العلاء زواره وطقوسه، من ندوات ومحاضرات وأمسيات.