مقبرة وادي السلام

مقبرة في العراق

مقبرة وادي السلام هي إحدى أهم المقابر عند الشيعة وتقع في مدينة النجف بالعراق، وتعد أكبر مقبرة في العالم[1] حيث تحتوي حسب التقديرات على ما يقارب ستة ملايين قبر وأدرجت ضمن قائمة التراث العالمي[2] تغطي المقبرة حوالي (601.16 هكتار- 6.01 كم²) تجذب ملايين الزائرين من الشيعة سنويًا.[3]

مقبرة وادي السلام
موقع اليونيسكو للتراث العالمي
الدولة العراق  تعديل قيمة خاصية (P17) في ويكي بيانات
النوع تاريخي، ثقافي
المعايير (iii) معيار تقدير القيمة العالمية الاستثنائية  [لغات أخرى]‏،  و(v) معيار تقدير القيمة العالمية الاستثنائية  [لغات أخرى]‏،  و(vi) معيار تقدير القيمة العالمية الاستثنائية  [لغات أخرى]‏  تعديل قيمة خاصية (P2614) في ويكي بيانات
الإحداثيات 32°00′18″N 44°18′54″E / 32.005°N 44.315°E / 32.005; 44.315   تعديل قيمة خاصية (P625) في ويكي بيانات
تاريخ الاعتماد
السنة 2010
(الاجتماع الرابع والثلاثون للجنة التراث العالمي)
خريطة

* اسم الموقع كما هو مدون بقائمة مواقع التراث العالمي
** تقسييم اليونسكو لمناطق العالم

تقع المقبرة بالقرب من الضريح المنسوب لعلي بن أبي طالب، الإمام الأول عند الشيعة ورابع الخلفاء الرَّاشدون عند أَهْلُ السُّنَّةِ.[4] يوصي الكثير من الشيعة في العراق بدفنهم في هذه المقبرة.[4] ونتيجة لتحسن وسهولة النقل، يسعى الشيعة حول العالم بدفن أقربائهم بهذهِ المقبرة. وغالباً ما يدفن الموتى في واحدة من السراديب الكثيرة المنتشرة في المقبرة.[5] وحسب تصريح لأحد المتعهدين بدفن الموتى، يمكن لكل سرداب استيعاب ما يصل إلى 50 قبر.[6] وتتحكم المرجعية بقطع الأراضي التي يدفن الموتى بها.[7]

وجه التسمية

عدل

يتركب الاسم من مفردتي «وادي» و«السلام»، فأما الوادي فهو: كلّ مفرج بين جبال وآكام وتلال يكون مسلكاً للسيل أو منفذاً.[8] وأمّا «السلام» فهو عند المسلمين اسم من أسماء الله تعالى، وتعني في اللغة العربية: التّعرّي من الآفات الظاهرة والباطنة.[9]

وجاء في بعض المصادر أن وجه التسمية يعود إلى تسمية النبي بل جبرائيل لهذه البقعة، بمعنى أنّ المدفون فيها يسْلَم من عذاب عالم البرزخ وحسابه.[10] ونقل الشيخ الكليني المتوفى سنة 328هـ ق أو 329 هـ ق عن حبّة العرني عن علي بن أبي طالب رواية جاء فيها عنوان وادي السلام كاسم لهذه المقبرة.[11]

موقعها الجغرافي وجذورها التاريخية

عدل

تقع مقبرة وادي السلام في محافظة النجف إحدى المحافظات العراقية، ويحدها من الجنوب مرقد علي بن أبي طالب والشارع المعروف بشارع علي بن أبي طالب، ويحدها من الجانب الشرقي طريق النجف الممتد باتجاه كربلاء، ومن الشمال حي المهندسين، فيما تنتهي في الجانب الغربي ببحر النجف القديم.

تؤكد الروايات الدينية دون التاريخية عودة المقبرة إلى عصور ما قبل الإسلام، كما يظهر من الروايات أنها كانت - ومنذ القديم - مكانًا لدفن الموتى، بل أكّدت بعض الروايات التاريخية والدينية أنّها محل سجود الملائكة لآدم.

فعن علي بن أبي طالب أنه قال: لمّا أمر اللّه الملائكة أن يسجدوا لآدم، سجدوا على ظهر الكوفة.[12]

وجاء في بعض الروايات أنّها مدفن عددٍ من الأنبياء، وفي رواية المجلسي عن العياشي أنّها: مَسجِدُ آدم ومُصلَّى الأَنبِياءِ.[13]

تقاليد الشيعة

عدل

يؤمن الشيعة ان إبراهيم اشترى أرض وادي السلام وان علي بن أبي طالب قال انها قطعة من الجنة.[14] وغالبية الشيعة يؤمنون ان علي بن ابي طالب سوف يشفع للمتوفي خلال عبور روحه من الحياة الدنيا إلى الآخرة، ويشجع الشيعة على دفن موتاهم في المقبرة من خلال مراسيم دينية، وبعض مراسيم الدفن تشمل: غسل جسد الميت ولفه بكفن في المقبرة، ثم صلاة الجنازة في ضريح الامام علي ويتم تدوير الجنازة حول الضريح ثلاث مرات، وتتلى بعض الآيات القرانية خلال عملية الدفن.[15] كما يُنظر إلى توسيع المقبرة على أنه نتيجة لموقف الشيعة "الأكثر تساهلاً" فيما يتعلق ببناء وتشيد القبور، على النقيض عند أَهْلُ السُّنَّةِ فيما يتعلق بإقامة الأضرحة حيث يعتبر من البدع ومخالف لأمر الرسول محمد.[16]

تاريخ

عدل
 
مقبرة وادي السلام في النجف بين عامي 1933 و1934

يدفن في المقبرة منذ أكثر من 1400 سنة وهي في قائمة التراث العالمي لليونسكو، والدفن في النجف قد وثق منذ عهد الساسانيين والبارثيين باكتشاف مقابر ممثالة لهم، وتشير التقديرات أنه خلال حرب العراق دفن حوالي 200-300 جثة فيها يوميًا وفي عام 2010 انخفض المعدل إلى أقل من 100 يوميا، والمعدل هو 500000 جنازة سنويا، وبحلول عام 2014 عند فترة الصراع ضد تنظيم داعش تم الإبلاغ على أن المقابر قد خرجت عن حدود محافظة النجف وسرقت بعض الأراضي من قبل مسؤولين في الدولة[بحاجة لمصدر]

انظر أيضًا

عدل

المصادر

عدل
  1. ^ Hala Mundhir Fattah؛ Frank Caso (2009). A brief history of Iraq. Infobase Publishing. ص. 140. ISBN:978-0-8160-5767-2. مؤرشف من الأصل في 2017-10-12. اطلع عليه بتاريخ 2010-10-18.
  2. ^ Welcome ipairaq.com - BlueHost.com نسخة محفوظة 06 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ Anthony Ham (2010). Middle East. Lonely Planet. ص. 224. ISBN:978-1742203591.
  4. ^ ا ب "Najaf cemetery witness to Iraq's tragic history". usatoday30.usatoday.com. مؤرشف من الأصل في 2014-11-30. اطلع عليه بتاريخ 2022-06-27.
  5. ^ Qassem Fayyad (19 سبتمبر 2012). "Wadi al-Salam: A Cemetery to Cleanse Sins". Al-Akhbar English. مؤرشف من الأصل في 2018-01-26. اطلع عليه بتاريخ 2015-03-29.
  6. ^ Yasser Tabbaa؛ Sabrina Mervin (2014). Najaf, the Gate of wisdom. UNESCO. ص. 181. ISBN:978-9231000287.
  7. ^ George Farag (2007). Diaspora and Transitional Administration: Shiite Iraqi Diaspora and the Administration of Post-Saddam Hussein Iraq. ص. 131. ISBN:978-0549410034.
  8. ^ الراغب، 421؛ القرشي، ج3 ص296.
  9. ^ البراقي، ص243.
  10. ^ الكليني، ج3، ص243.
  11. ^ المجلسي، ج22، ص37.
  12. ^ المجلسي، ج22 ص37
  13. ^ المجلسي، ج18 ص384
  14. ^ Dumper، Michael؛ Stanley، Bruce E.، المحررون (2007). Cities of the Middle East and North Africa: A Historical Encyclopedia (ط. illustrated). ABC-CLIO. ص. 269. ISBN:978-1576079195. مؤرشف من الأصل في 2022-12-02. There is also the tradition that Abraham bought land in the Wadi as-Salaam (Valley of Peace) that runs through the present city, predicting that it would be from here that 70,000 of those buried in the valley would be guaranteed entrance into paradise and would then be able to intercede with Allah for others. Imam Ali is reported to have said that Wadi as-Salaam was a part of heaven.
  15. ^ George Farag (2007). Diaspora and Transitional Administration: Shiite Iraqi Diaspora and the Administration of Post-Saddam Hussein Iraq. ص. 131–132. ISBN:978-0549410034.
  16. ^ Yasser Tabbaa؛ Sabrina Mervin (2014). Najaf, the Gate of wisdom. UNESCO. ص. 162. ISBN:978-9231000287. In addition to historical precedence, there are at least two main factors that have contributed to the expansion of cemeteries around Najaf, and specifically in Wadi al-Salam. First, Shi'ism has developed a somewhat more permissive attitude than Sunnism with regard to the commemoration of the dead and the erection of mausoleums...