معركة نقير

هذه النسخة المستقرة، فحصت في 31 مارس 2025. ثمة 3 تعديلات معلقة بانتظار المراجعة.

معركة نقير/النقاير: هي معركة قبلية وقعت في يوم 5 أكتوبر 1929 عند آبار نقير (حالياً شمال النعيرية على مسافة 35 كم)، وذلك في أعقاب انتصار العوازم على إتحاد قبائل إخوان من طاع الله في معركة رضا خلال فترة تمرد الإخوان (1929-1930). وفي أكتوبر 1929 تجمعت قوات إخوان من أطاع الله من مطير والعجمان وعنزة بقيادة فيصل بن سلطان الدويش وبن حثلين وابن مشهور بالقرب من أرض العوازم الموالين للسلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، فأرسل عبد الله بن جلوي (أمير الأحساء) سرية صغيرة إلى العوازم يقودها محمد السهلي لمساندة العوازم.

معركة نقير
جزء من تمرد الإخوان (1929-1930)
معلومات عامة
التاريخ 5 أكتوبر 1929
الموقع أبار نقير، الأحساء، شرق الجزيرة العربية
النتيجة الطرفان يدعي الانتصار
المتحاربون
الإخوان
(مطير والعجمان وعنزة)
قبيلة العوازم (بدعم قوات نظامية يقودها السهلي ومؤلفة من بني خالد وبني هاجر).[1]
القادة
فيصل بن سلطان الدويش
علي بن عشوان
نايف بن حثلين
حزام بن حثلين (قتل في المعركة)
ابن مشهور[2]
محمد الهيف السهلي
القوة
2200 مقاتل [3] 2000 مقاتل تقريباً[4]
الخسائر
48 قتيل (رواية هارولد ديكسون)
42 قتيل من مطير، و35 قتيل من العجمان (تقديرات المكتب البريطاني بالكويت)[5]
250 قتيل(رواية هارولد ديكسون)

400 - 900 رجل ومرأة وأطفال من العوازم (تقديرات المكتب البريطاني بالكويت)[6]

أشار كل من محمد بن عبد الله آل عبد القادر والزركلي وابن عقيل الظاهري إلى انتصار قبيلة العوازم على الإخوان. بينما زعم هارولد ديكسون إلى أن المعركة انتهت بانتصار إخوان من طاع الله وسيطرتهم على بادية الاحساء، ومقتل 250 من العوازم و48 من الإخوان. إلا أن ذلك النصر وفقاً لإفادة هارولد ديكسون قد تضائلت أهميته بعدما حقق الملك عبد العزيز نصرا ساحقا على حلفائهم من قبيلة عتيبة في غرب نجد الأمر الذي أخرج عتيبة من المعركة، وشكل نكسة على المتمردين.[7]أما المقيمية السياسية البريطانية في الخليج العربي فهي تؤكد استسلام العوازم يوم 11 أكتوبر، والهدنة مع الإخوان مقابل عودتهم إلى الكويت.[8]

أسباب المعركة

عدل

هاجم إتحاد قبائل إخوان من طاع الله قبيلة العوازم في رضا بالقرب من الجبيل في يوم 23 يونيو 1929، وقد حقق العوازم انتصار ساحق على ذلك الإتحاد المؤلف من مطير والعجمان وعنزة، وفي ذلك قال صاحب كتاب "العجمان وزعيمهم راكان بن حثلين": «أن فيصلا الدويش بعد وقعة السَّبَلَةِ - بادر إلى نقض العهد، وسار بمن أطاعه من قبيلةُ مُطَيْرِ إلى الْعُجمان، وانضم إليهم ابن مشهور في جماعته من عنزة، وعقدوا العزم على احتلال الأحساء، وساروا متجهين لتنفيذ خطتهم، وفي طريقهم قيل لهم بأن أحياء من قبيلة العوازم نازلون على ماءِ رِضًا، فصبحوهم وهم غَارُّونَ فَهَبُوا مدافعين، وأنزل الله عليهم النصر، فقتلوهم بالرصاص والسيوف والسكاكين وعمد البيوت والحجارة، وقتلوا حملة الرايات، وأخذوها، وهزموهم شر هزيمة لا ينمحي عارها، وكانت هذه أكبر في نفوسهم من كل شيء، لأنهم يرون أن العوازم لا يكافئونهم في الشرف والشجاعة والعدد والعدة، وفقدوا بذلك اعتدادهم بأنفسهم، ومكانتهم الرفيعة عند الناس، وبعد مدة لا تزيد على شهرين أرادوا أن يستعيدوا شرفهم وحسن سمعتهم، فجمعوا فلولهم، وكانت العوازم تترقب غزوهم، فاجتمعوا على ماء يُسَمَّى نُقير».[9]وقال الزركلي: «واصل العجمان ومن تبعهم السير الى نطاع على مقربة من الصرار ،فجاءهم من أخبرهم بأن العوازم رحلوا من محلتهم متجهين الى ماء رضى على مسيرة ليلة من نطاع فاتفق العجمان على مبادرتهم قبل أن يتكاملوا على الماء. ترك العجمان أثقالهم في نطاع ، وخفوا الى ماء رضى فاصطدموا بالعوازم. وثبت لهم هؤلاء فقتل من المهاجمين نحو مئتين ، وجرح كثيرون ، وولت جموعهم عائدة الى نطاع ومنها الى الوفراء. وكانت وقعة رضى يوم 17 محرم 1348 ( يونيه 1929م) وبها زال ماكان للعصاة من هيبة ورهبة في بعض القبائل».[10]وقد ذكر هارولد ديكسون القصة على نحو ما ذكر هؤلاء المؤرخين.[11]

تضارب الرواة حول المعركة

عدل
  • قال المؤرخ الأحسائي محمد بن عبد الله آل عبد القادروفي نقير يوم من أيام العرب ، في منتصف القرن الرابع عشر سنة سبع وأربعين وثلاثمائة أغار العجمان ورئيسهم نايف أبا الكلاب ابن حثلين، وفيصل ابن سلطان الدويش بمن معه من مطير، وابن مشهور ومن تبعه من عنزه، والدهينة بمن معه من عتيبة، أغاروا على قبيلة العوازم في نقير، ووقع بينهم قتال شديد فهزمهم العوازم وأكثروا فيهم القتل».[12]
  • قال هارولد ديكسون:
  • قال الزركليجن جنون الدويش حين علم بمقتل ابنه عزيز (سبتمبر 1929). واعترته حال عصبية مخيفة. فكان لا يفكر إلا في الثأر له. وأرسل عبد الله بن جلوي (أمير الأحساء) سرية صغيرة إلى العوازم، صحبتهم لمهاجمة الدويش . وكانت بين الفريقين معركة "النقاير" على بعد يوم من الوفراء. وانهزم العجمان أمام العوازم . وثبت الدويش ، وقد أخذت رايته هدية للأمير سعود بن عبد العزيز ، وقد وصل إلى الأحساء زائراً . وانتهت المعركة بهدنة طلبها الدويش من العوازم».[13]
  • قال ابن عقيل الظاهري: «فاجتمعوا على ماء يُسَمَّى نُقير. فسار العجمان والدويش وابنُ مشهور إليهم في نُقَيْرٍ، وأغاروا عليهم، فهزمهم العوازم شر هزيمة، وقتلوا كثيراً من رجالهم فعادوا خائبين».[9]

الصلح

عدل

عاد فيصل الدويش وأتباعه من الإخوان إلى معسكرهم الرئيسي عودة ناجحة[14] وكان ذلك بعد أن قتل أكثر من في السرية النظامية وهرب قائدها محمد السهلي.[15] أما بني خالد وبني هاجر فقد قاموا بمفارقة العوازم وإنسحبوا عنهم أثناء المعركة[16] فاحتل فيصل الدويش مخيم العوازم وإنسحب الناجون منهم إلى مكان قريب وبدأوا يطلقون نيرانهم بعيدة المدى على الإخوان إلى أن تعبوا[15] فطلبوا الصلح من فيصل الدويش وأعطاهم إياه فعقد الصلح في 10 أكتوبر واختار العوازم بعد هزيمتهم أن يرحلوا عن الأحساء ويذهبوا إلى الكويت ويبقوا فيها ووافق فيصل الدويش العوازم على ما إختاروه.[17][18]

مصادر ومراجع

عدل
  1. ^ الارشيف البريطاني وثيقة رقم IOR/R/15/5/33 ص.88.
  2. ^ الارشيف البريطاني وثيقة رقم IOR/R/15/5/33 ص.88.
  3. ^ الارشيف البريطاني وثيقة رقم IOR/R/15/5/33 ص.86.
  4. ^ الارشيف البريطاني وثيقة رقم IOR/R/15/5/33 ص.86.
  5. ^ الارشيف البريطاني وثيقة رقم IOR/R/15/5/33 ص.100.
  6. ^ الارشيف البريطاني وثيقة رقم IOR/R/15/5/33 ص.100.
  7. ^ ديكسون - الكويت وجاراتها - الصفحة 228.
  8. ^ الارشيف البريطاني وثيقة رقم IOR/R/15/5/33 ص.99.
  9. ^ ا ب المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية - ج3 - حمد الجاسر - الصفحة 1758. نسخة محفوظة 2024-02-05 على موقع واي باك مشين.
  10. ^ الزركلي -شبه الجزيرة العربية - الصفحة 490.
  11. ^ ديكسون - الكويت وجاراتها - الصفحة 319.
  12. ^ تحفة المستفيد بتاريخ الأحساء في القديم والحديث - الأنصاري - الصفحة 29.
  13. ^ الزركلي -شبه الجزيرة العربية - الصفحة 492.
  14. ^ اكتب عنوان المرجع بين علامتي الفتح <ref> والإغلاق </ref> للمرجع ReferenceS
  15. ^ ا ب • تاريخ الوثيقة : 1929/10/10م
    • الرقم الأرشيفي : R/15/5/33

    • ملخص الوثيقة :
    (مذكرة) من هارولد ديكسون [Harold Dickson] الوكيل السياسي البريطاني في الكويت إلى المقيم السياسي البريطاني في الخليج (بوشهر) - مؤرخة في 10 تشرين الأول/أكتوبر 1929م.

    تقول المذكرة وفي تلك اللحظة شنت قوات الدويش الرئيسية هجوماً على المنطقة التي تمركزت فيها قوات الملك عبدالعزيز الحضرية وبنو هاجر والجزء الأكبر من العوازم ونجح هذا الهجوم نجاحاً فورياً واحتل الدويش معسكر العوازم وإنسحب الناجون من العوازم إلى مكان قريب وبدأوا يطلقون نيرانهم البعيدة المدى على مطير والعجمان فإنسحب الدويش وقواته إلى معسكرهم ويقال إن علي أبو شويربات[1] طارد محمد السهلي أثناء إنسحابه وقتله.

    1) علي أبو شويربات شيخ البرزان من واصل من بريه من قبيلة مطير وأحد قادات الإخوان البارزين
  16. ^ • يقول المقيم السياسي البريطاني في البصرة في تقريره الصادر في 26 تشرين الأول/أكتوبر 1929م :
    ( some of the bani khalid and bani hajir leaving the awazim at badjsa where the are now )
    • الترجمة إلى اللغة العربية :
    ( قام بعض بني خالد وبني هاجر بمفارقة العوازم في بدجسا التي ظلت من مناطقهم )
  17. ^ • تاريخ الوثيقة: 1929/10/1م - 1929/10/15م
    • الرقم الأرشيفي: R/15/2/1499

    • ملخص الوثيقة :
    أخبار الكويت عن الفترة بين 1 تشرين الأول/أكتوبر 1929م إلى 15 تشرين الأول/أكتوبر 1929م - توقيع هارولد ديكسون [Harold Dickson] الوكيل السياسي البريطاني.

    جاء في هذه الأخبار المعركة المنتظرة بين قوات المتمردين بقيادة فيصل الدويش وقوات الملك عبدالعزيز آل سعود بقيادة محمد السهلي في نقير وانتهت المعركة بتقهقر قوات الملك وقد اختار العوازم بعد هزيمتهم الإنسحاب إلى الأراضي الكويتية وقتل في المعركة حزام بن حثلين وحمد بن محمد من العجمان وجرح شيخان من شيوخ العوازم وإنسحب محمد السهلي وإنضم أثناء إنسحابه إلى عبدالعزيز التركي حيث توجه معاً إلى الجبيل ثم إلى القطيف ومن المتوقع الآن أن يتوجه الدويش صوب نجد.
  18. ^ • يقول التقرير الإداري السنوي للوكالة السياسة البريطانية في الكويت الصادر عام 1929م :
    ( the awazim surrendered on the 10th october the rebel commander agreeing that the awazim should proceed to kuwait and remain there )
    • الترجمة إلى اللغة العربية :
    ( في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر إستسلم العوازم وقد وافق قائد التمرد[1] على أن يذهب العوازم إلى الكويت ويبقوا هناك )

    1) قائد التمرد: فيصل بن سلطان الدويش زعيم تمرد الإخوان
سبقه
معركة أم رضمة
تمرد الإخوان

1929م - 1930م
1347هـ - 1348هـ

تبعه
لا يوجد