مستخدم:Zadd7/ملعب

نظریات استیطان نیوزیلندا قبل وصول الماوریین

كانت النظریة التي تقترح أن البولینیزیین –الماوریین- أول مجموعة عرقیة استقرت في نیوزیلندا -اقترحھا الكابتن جیمس كوك للمرة الأولى- سائدة بین علماء الآثار والأنثروبولوجیا منذ بدایة القرن العشرین. قبل تلك الفترة وحتى عشرینیات القرن الماضي اقترحت مجموعة صغیرة من علماء الأنثروبولوجیا البارزین أن شعب الموریوري في جزر تشاتام یمثل أول مجموعة عرقیة استوطنت نیوزیلندا فترة ما قبل الماوري، لكن ھذه الفرضیة عارضھا الأكادیمیون والعلماء، وقد ساھم نشرھا على نطاق واسع ودمجھا في الكتب المدرسیة في إطالة عمرھا واستمرار وجودھا في المخیلة الشعبیة. تكھ َّن بعض الز َّوار الأوائل لنیوزیلندا أن النیوزیلندیین الأصلیین ربما كانوا منحدرین من الإغریق أو الرومان أو المصریین القدماء، واعتقد بعض المبشرین المسیحیین أن أسلاف الماوریین ینتمون إلى قبائل بني إسرائیل المفقودة. ظھرت مجموعة متنوعة من الفرضیات والتخمینات حول المستوطنین الأوائل لنیوزیلندا خارج الأوساط الأكادیمیة، یتضمن أغلبھا أفكا ًرا من نظریات المؤامرة إذ تتعارض مع نتائج الأبحاث الأكادیمیة في القرن الأخیر.

الحكایات الشعبیة للماوري: أساطیر الماوري: تمثل الحكایات والتقالید الشعبیة للماوري الركیزة الأساسیة التي تستند إلیھا نظریات ما قبل الماوري. تتحدث الحكایات القدیمة عن جمیع أنواع الأرواح والجن والعمالقة والغیلان الذین كانوا یعیشون في أجزاء من نیوزیلندا عندما وصل شعب الماوري. تتحدث أشھر ھذه الأساطیر عن الباتوبیاریھ، وھي كائنات خارقة فاتحة البشرة. نقل باتوبایاریھ صناعة النسیج وشباك الصید للماوریین، لكنھم كانوا لا یستطیعون الخروج خلال النھار. تشبھ ھذه  الأسطورة أسطورة كائنات بوناتوري الذین لا یستطیعون تحمل أشعة الشمس،

لذلك كانوا یعیشون في المحیط. النظریات الحدیثة حول استیطان نیوزیلندا فترة ما قبل الماوري: أجاب علم الآثار النیوزیلندي الحدیث عن الكثیر من الأسئلة المتعلقة بأصل الھجراتالمبكرةلنیوزیلنداوتاریخھا،لكنبعضالُكتاباستمروافيالتكھن بأن نیوزیلندا اكتشفھا المیلانیزیون أو السلتیون أو الیونانیون أو المصریون أو الصینیون، قبل وصول شعب الماوري وأسلاف البولینیزیین، ودعم سیاسیون وإعلامیون بعض ھذه الأفكار. دعم كتاب »سادة التراب« لكیري بولتون، الذي نشر سنة 1987 نظریة الاستیطان الأوروبي قبل البولینیزي لنیوزیلندا، الذي ینص على أن بولینیزیا احتلتھا شعوب السلالات الأوروبیة منذ العصور القدیمة. ومن الكتب الأخرى التي دعمت ھذه النظریات: »الانقسام الكبیر: قصة نیوزیلندا ومعاھداتھا« )2012( للكاتب والصحفي إیان ویشارت، إضافةً إلى مؤلَف »إلى نھایة الأرض« بقلم ماكسویل سي ھیل وغاري كوك ونویل ھیلیام، زعم ھذا الكتاب أن نیوزیلندا اكتشفھا مستكشفون من مصر القدیمة والیونان. لكن المؤرخین وعلماء الآثار یرفضون ھذه النظریات. كتب مایكل كینغ في تاریخھ لنیوزیلندا: »رغم كثرة نظریات الھواة حول الاستعمار المیلانیزي والمصري والفینیقي والكلتي لنیوزیلندا، لا یوجد دلیل على أن أول المستوطنین البشریین كانوا شعوبًا غیر البولینیزیین«، وقال ریتشارد ھیل أستاذ الدراسات النیوزیلندیة في جامعة فیكتوریا في ویلینغتون سنة 2012: »لم تجتاز أي من ھذه النظریات أي فحص أو تدقیق أكادیمي«. ووصفت ھیو لاراسي من جامعة أوكلاند ھذه النظریات بأنھا »تكھنات جامحة

« یستطیع الأكادیمیون المتخصصون نفیھا بسھولة. عد المؤرخ فینسینت أومالي من جمعیة الآثار النیوزیلندیة ھذه النظریات عنصریة، أو على الأقل ذات تحیز عنصري سیاسي. استدل داعمو النظریة بأحد المواقع الأثریة دلی ًلا على مستوطنین محتملین قبل البولینیزیین، ھذا الموقع ھو جدار كایمانوا، الذي یزعم البعض أنھ بقایا بناء بشري قدیم لم یكن باستطاعة الماوري بناؤه، لأنھم لم یبنوا آثارھم الحجریة بھذه الطریقة. ادعى المؤلف المثیر للجدل باري برایلسفورد أن قدماء الماوري قالوا إن ھذه الآثار بنیت قبل وصولھم. خلص العدید من علماء الأنثروبولوجیا والجیولوجیین إلى أن ھذا الجدار ما ھو إلا نتوء صخري طبیعي تشكل منذ 330 ألف سنة، وأكد مسح راداري لأرض المنطقة المحیطة بالجدار أنھ لیس جز ًءا من ھرم، وأن الصخر لیس لھ نظام ثابت أو غرف لعمق 12 مت ًرا، ولم یعثر على أي معدن عبر المسح الجیومغناطیسي. أكد مارتن دوتري في كتابھ الصادر سنة 1999 أن الآثار على تل سیلفردیل- أوكلاند ھي قطع أثریة تركھا سكان سلت قبل البولینیزیین، ُعرفوا وفقًا لنظریتھ باسم باتوبیاري، واستخدموا الصخور جز ًءا من نظام بناء یمتد في جمیع أنحاء المنطقة، یقول بروس ھایوارد -المتحدث باسم الجمعیة الجیولوجیا- إن الصخور تشكلت في المحیط منذ 70 ملیون سنة و ُدفعت طبیعیًا إلى التلال بمرور الوقت، والآثار على تل سیلفردیل ما ھي إلا جزء من ھذه الصخور. من الھیاكل والآثار المفترضة الأخرى للمستوطنین ما قبل البولینیزیین المدینة الحجریة في وایبوا، وجمیع أنواع النقوش الصخریة والمنحوتات الموجودة في جمیع أنحاء الجزر، ومعظم ھذه الأفكار قدمھا دوتري في كتبھ، ورفضھا علماء التاریخ والجیولوجیا. السكان البیض لفت دیفید رانكین الانتباه إلى أساطیر الماوري، التي تشیر إلى أن بعض الأشخاص فاتحي البشرة كانوا موجودین بالفعل في جزر نیوزیلندا عند وصول البولینیزیین، وزعم وجود مؤامرة بین العلماء والأكادیمیین لنفي ھذه الأدلة ومنع التحقیق فیھا. تستند ھذه الأفكار إلى نظریات إیان ویشارت وماكسویل ھیل. یشیر ھؤلاء المنظرون عادة إلى السیدة ماتاموا دلی ًلا على أن الماوري ذوي البشرة الفاتحة والشعر الذھبي والعیون الخضراء موجودون بالفعل. تدعي السیدة ماتاموا أنھا واحدة من نحو 2000 من أحفاد سلالة أصلھا من إیران. أجري اختبار الحمض النووي عن طریق مشروع الجینوغرافي التابع لمنظمة ناشیونال جیوغرافیك، وأظھرت نتائج الحمض النووي لماتاموا مایلي: %28 شمال شرق آسیا، %20 جنوب شرق آسیا، %18 أوقیانوسیا، %12 شمال أوروبا، %12 البحر المتوسط، %6 أفریقیا جنوب الصحراء، و 4% جنوب غرب آسیا. یزعم مؤیدو النظریة إلى أن الفرس قد نُفوا من المنطقة الواقعة غرب الھند ووصلوا بح ًرا في نھایة المطاف إلى نیوزیلندا. خلصت دراسة نشرتھا جامعة ستانفورد في دوریة نیتشر في 8 یولیو 2020 إلى أنھ نحو عام 1150 - 1230م حدث اتصال مشترك واحد بین البولینیزیین والسواحل الكولومبیة. حللت الدراسة 807 أفرا ًدا من 17 مجموعة من الجزر و 15 مجموعة من السكان الأصلیین في ساحل المحیط الھادي و ُعثر على أقارب في المنطقتین.