مستخدم:Yahiaelroby/ملعب1

تفسير القرآن البلاغي أحد مباحث علوم القرآن المهمة، وهو منهج تفسيري تدور مباحثه حول بلاغة القرآن في صوره البيانية، من تشبيه واستعارة وكناية وتمثيل ووصل وفعل، وما يتفرع من ذلك من استعمال حقيقي، أو استخدام مجازي، أو استدراك لفظي، أو استجلاء للصورة، أوتقويم للبنية، إلى غير ذلك.[1]

وتتجلى أهمية التفسير البلاغي للقرآن في أن البلاغة من أسباب إعجاز القرآن، وعلوم البلاغة وسيلة أساسية لفهم كتاب الله تعالى[2]، غير أن المفسرين في هذا النوع من التفسير ينقسمون إلى فريقين؛ قسم جار على موافقة كلام العرب، ومناحيهم فى القول، مع موافقة الكتاب والسنة، ومراعاة سائر شروط التفسير، وهذا القسم جائز لا شك فيه. وقسم غير جار على قوانين العربية، ولا موافق للأدلة الشرعية، ولا مستوف لشرائط التفسير، وهذا هو مورد النهى ومحط الذم.[3]

التعريف ببلاغة القرآن

البلاغة لغة هي: الفصاحة. وبلُغ الرجل –بالضم- أي صار بليغا. ورجل بليغ أي: حسن الكلام فصيحه[4]، والبلاغة اصطلاحا هي: إيصال المعنى إلى النفس في أحسن صورة[5]، أوهي التعبير عن المعنى الصحيح لما طابقه من اللفظ الرائق، من غير مزيد على المقصد، ولا انتقاص عنه في البيان[6]، وبلاغة القرآن يقصد بها فصاحة مفرداته، ومتانة نظمه، وانتظام دلالته، واستيفاؤه للمعاني، وحسن بيانه، ودقة تعبيره.[7]

مفهوم التفسير البلاغي للقرآن

هو منهج تفسيري تدور مباحثه حول بلاغة القرآن في صوره البيانية، من تشبيه واستعارة وكناية وتمثيل ووصل وفعل، وما يتفرع من ذلك من استعمال حقيقي، أو استخدام مجازي، أو استدراك لفظي، أو استجلاء للصورة، أوتقويم للبنية، أو تحقيق في العلاقات اللفظية والمعنوية، أو كشف الدلالات الحالية والمقالية. يقول الزركشي: "هذا العلم أعظم أركان المفسر فإنه لا بد من مراعاة ما يقتضيه الإعجاز من الحقيقة والمجاز، وتأليف النظم، وأن يواخي بين الموارد، ويعتمد ما سيق له الكلام؛ حتى لا يتنافر".[8]

أهمية التفسير البلاغي للقرآن

تتجلى أهمية التفسير البلاغي للقرآن في أن البلاغة من أسباب إعجاز القرآن، وعلوم البلاغة وسيلة أساسية لفهم كتاب الله تعالى، فعلوم البيان والمعاني والبديع مهمة في تفسير القرآن الكريم، وفهم معانيه، والكشف عن فصاحته وكفاءة صياغته، وروعة أساليبه، كما أن الإحاطة بعلوم البلاغة سبب في إدراك الأحكام والقضايا التي في القرآن الكريم، واستنباط المواعظ والعبر والدروس التي وردت في قصص القرآن.[9]

نقد التفسير البلاغي للقرآن

إن التفسير البلاغي هو أحد أنواع التفسير، وقد تعرض لكثير من النقد، فبعض العلماء يرى ضرورة الوقوف عند المنقول والمأثور وعدم تجاوزه، والبعض الآخر يرى عدم الوقوف عند المأثور والخوض في التفسير والكلام فيه، إذ إن الجمود على المنقول تقصير وتفريط، والحق أن المفسرين في هذا الباب ينقسمون إلى فريقين؛ قسم جار على موافقة كلام العرب، ومناحيهم فى القول، مع موافقة الكتاب والسنة، ومراعاة سائر شروط التفسير، وهذا القسم جائز لا شك فيه، وعليه يحمل كلام المجيزين. وقسم غير جار على قوانين العربية، ولا موافق للأدلة الشرعية، ولا مستوف لشرائط التفسير، وهذا هو مورد النهى ومحط الذم.[10]

التفاسير التي اعتنت بالبلاغة

من أهم التفاسير التي اعتنت ببلاغة القرآن الكريم:

  1. تفسير الكشاف للزمخشري: وقد امتاز جار الله الزمخشري بأنه من أوائل العلماء البلاغيين الذين صنفوا في التفسير البلاغي للقرآن، فقد استجلى الإعجاز من خلال الاستعمال البياني في التفسير، وله لقطات والتفاتات رائعة في مواضع كثيرة، منها ما جاء في قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [سورة طه، آية: 5] فهو يبحث موضوع الاستواء والعرش في ضوء ما تستعمله العرب من المجاز والكناية، ويضرب لذلك الأشباه والنظائر.[11]
  2. تفسير البيضاوي: وهو كتاب جليل دقيق جمع بين التفسير والتأويل على قانون اللغة العربية، وقرر الأدلة على أصول أهل السنة -خلافا للزمخشري المعتزلي-، وقد التزم أن يختم كل سورة بما يروى في فضلها من الأحاديث، غير أنه لم يتحر فيها الصحيح، وأحسن حواشيه المتداولة حاشية الشهاب الخفاجي.[12]
  3. تفسير أبي السعود: وهو تفسير رائع ممتاز، يستهويك حسن تعبيره، ويروقك سلامة تفكيره، ويروعك ما أخذ نفسه به من تجلية بلاغة القرآن، والعناية بهذه الناحية المهمة في بيان إعجازه, مع سلامة في الذوق، وتوفيق في التطبيق، ومحافظة على عقائد أهل السنة، وبُعد عن الحشو والتطويل.[13]

نموذج للتفسير البلاغي

يقول الزمخشري في تفسير قوله تعالى: {لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا} [سورة الفرقان، آية: 21]: وعتوا وتجاوزوا الحد في الظلم. يقال: عتا علينا فلان. وقد وصف العتو بالكبير، فبالغ في إفراطه يعنى أنهم لم يخسروا على هذا القول العظيم، إلا لأنهم بلغوا غاية الاستكبار وأقصى العتو، واللام جواب قسم محذوف. وهذه الجملة في حسن استئنافها غاية، وفي أسلوبها قول القائل:

وجارة جساس أبأنا بنابها ... كليبا غلت ناب كليب بواؤها.

وفي فحوى هذا الفعل دليل على التعجب من غير لفظ التعجب. ألا ترى أن المعنى: ما أشد استكبارهم، وما أكبر عتوهم، وما أغلى نابا بواؤها كليب.[14]

  1. ^ [البرهان في علوم القرآن، دار إحياء الكتب العربية، بدر الدين الزركشي، سنة النشر 1376، الطبعة الأولى، (1/311)]
  2. ^ [خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية، مكتبة وهبة، عبد العظيم المطعني، سنة النشر 1413، الطبعة الأولى، (1/186)]
  3. ^ [التفسير والمفسرون، مكتبة وهبة، محمد حسين الذهبي، (1/188، 189)]
  4. ^ [المحكم والمحيط الأعظم، دار الكتب العلمية، ابن سيده المرسي، سنة النشر 1421هـ، الطبعة الأولى (5/536)]
  5. ^ [الفروق اللغوية، دار العلم والثقافة، أبو هلال العسكري، (1/65)]
  6. ^ [الكليات، مؤسسة الرسالة، أبو البقاء الحنفي، (ص236)]
  7. ^ [النبأ العظيم نظرات جديدة في القرآن الكريم، دار القلم للنشر والتوزيع، محمد بن عبد الله دراز، سنة النشر 1426هـ، (ص153)]
  8. ^ [البرهان في علوم القرآن، دار إحياء الكتب العربية، بدر الدين الزركشي، سنة النشر 1376، الطبعة الأولى، (1/311)،shamela.ws/index.php/book/11436h]
  9. ^ [خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية، مكتبة وهبة، عبد العظيم المطعني، سنة النشر 1413، الطبعة الأولى، (1/186)، https://shamela.ws/index.php/book/21785]
  10. ^ [التفسير والمفسرون، مكتبة وهبة، محمد حسين الذهبي، (1/188، 189)، https://shamela.ws/index.php/book/12393]
  11. ^ [الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، دار الكتاب العربي بيروت، جار الله الزمخشري، سنة النشر 1407هـ، الطبعة الثالثة، (3/52)]
  12. ^ [مناهل العرفان في علوم القرآن، دار الكتاب العربي بيروت، محمد عبد العظيم الزرقاني، سنة النشر 1415هـ، الطبعة الأولى، (2/57)]
  13. ^ [مناهل العرفان في علوم القرآن، دار الكتاب العربي بيروت، محمد عبد العظيم الزرقاني، سنة النشر 1415هـ، الطبعة الأولى، (2/57)]
  14. ^ [الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، دار الكتاب العربي بيروت، جار الله الزمخشري، سنة النشر 1407هـ، الطبعة الثالثة، (3/273)]