مستخدم:Tarawneh/ملعب/مجتمعات العبيد الصينية

بدأ المجتمع العبودى فى الصين بإسرة شيا.[1] والطبقتان الاساسيتان فى هذا المجتمع هما ملاك العبيد والعبيد وثمة الى جانبهما طبقة العامة المتحدرة من اعضاء المشترك العشائرى وهى تزاول الانتاج الزراعى والحرف اليدوية . ومن المعروف ان التناقض بين ملاك العبيد والعبيد هو التناقض الرئيسى فى المجتمع العبودي .

أسرة شيا

عدل

أولى الاسر المالكة فى تاريخ الصين، تطورت فى القرن 21 قبل الميلاد، من عشيرة شيا التى كانت تقيم على ضفاف النهر الأصفر ونهر لوهشوى غرب مقاطعة خنان، وفى جنوب مقاطعة شانشى، وامتد نفوذها الى ملتقى حدود مقاطعات خنان وخبى وشاندونغ بمحاذاة مجرى النهر الاصفر شرقًا، وإلى حدود مقاطعة هوبى جنوبا. ورغم انها لم تنفرد بهذه الأقاليم فإن نشاطها كان طاغيا على غيرها من العشائر.

أستخدم الشياويون معازق الخشب وسكاكين الحجر ومناجل الصدف واستوعبوا خلال الانتاج الزراعى أهمية الري واستخدموا بعض التقنيات البدائية لمكافحة الجفاف والفيضان. وظهر منهم من اشتهر بمهارته فى ترويض الفيضانات كالقائد شيايوى وهو احد ابطال الحكايات. وتمشيا مع زيادة ممارساتهم وخبراتهم فى الزراعة توافرت لديهم بعض المعارف الفلكية والتقويمية التى نظمت الأجيال اللاحقة على أساسها التقويم السنوى وسمته تقويم شيا الصغير. ولا يزال هذا التقويم مستعملا حتى اليوم تحت اسم التقويم القمرى أو تقويم شيا.

كان القائد الأعلى لملاك العبيد الاريتقراطيين ملك شيا، ومن اجل حماية مصالح هذه الطبقة وقمع معارضة العبيد والعامة ظهرت الدولة، ونظم ملك شيا مع الاستقراطيين اجهزتها القمعية، الجيش والسجون، وشرعوا القوانين الجنائية وبنوا الاسوار حول المدن . وقد امسك ملك شيا بسلطة الدولة العليا، وفرض مع الاستقراطيين الديكتاتورية على العبيد والعامة.

لم يتوقف الصراع الطبقى قط خلال اربعمئة سنة استغرقها حكم شيا، فكان العبيد يهربون او يتمردون كلما سنحت لهم الفرصة. وكان آخر ملك هذه الاسرة شيا جيه الذى استوى على العرش فى القرن 16 ق .م، وقد شدد هذا الملك اضطهاد الشعب ونهبه وعاش مع الارستقراطيين غايات البلخ والترف مما سبب تدهور الانتاج وضعف الدولة. وقد جابه العبيد اضطهاد هذا الملك بالتسيب فى العمل الزراعي. وكانت عشيرة شانغ فى المجرى الاسفل النهر الاصفر تتحين الفرص بهذه الدولة فانتفضت عليها بقيادة شانغ تانغ الذى قاد تجمعا من العشائر للهجوم على شيا جيه وانتصر عليه وتلاشت بذلك أسرة شيا.

أسرة شانغ

عدل

أسس شانغ تانغ اسرة شانغ بعد دحره لأسرة شيا . وقد اتخذت هذه الاسرة عدة عواصم قبل ان يستقر بان قنغ، احد ملوكها، فى مدينة ين شمال غربي آنيانغ بمقاطعة خنان . ولهذا السبب عرفت اسرة شانغ .باسم اسرةٍ ين أيضا في تاريخ الصين. وكانت هذه الاسرة تحكم اقليما واسعا امتد فى عصرها الذهبي إلى البحر الأصفر شرقا وغرب مقاطعة شنشي غربا، كما اتصل بمقاطعة لياونينغ فى الشمال الشرقى، وتجاوز نهر اليانغتسي من الجنوب.

تعود اسرة شيا إلى عصور ما قبل التاريخ اذ لم يرد عنها أى نص مكتوب وانما بدأت الكتابة من اسرة شانغ التى افتتحت العصور التاريخية للصين. وقد اكتشفت دروع السلحفاة وعظام الحيوانات التى استخدمت للكتابة عند اطلال مدينة ين فى اواخر عصر تشينغ (1644 - 1911)، وكشف التنقيب فيما بعد عن بقايا القصور والقبور والمساكن ومشاغل الحرف اليدوية، وتبلغ دروع السلاحف والعظام التى استخرجت من أطلال ين حوالى مئة ألف قطعة زودت العالم بتفاصيل وافية عن نشاطات ملوك شانغ وملامح المجتمع فى ذلك العصر. ويطلق على هذه اللغة اسم لغة العظام الكهنوتية. وهى لغة متكاملة نسبيا وتعتبر كتابتها اساسا للمقاطع الصينية المعروفة اليوم.

عزز ملاك العبيد فى اسرة شانغ اجهزة الدولة العبودية بغية توطيد مصالحهم. وكانت المناصب السياسية والعسكرية توزع على الارستقراطيين من قبل الملك وهو القائد الاعلى للدولة، وكان الجيش مكونا من القوات البرية اساسا وسلاحة البلطة والرمح والعربات التى تجرها الخيل. وكان ملاك العبيد مسؤولين عن اجهزة القمع ويتولون اصدار القوانين الجنائية وتنظيم السجون.

حضارة شانغ

عدل

خلق العبيد فى أسرة شانغ الثروات الوافرة بأعمالهم الشاقة، فدفعوا التطور الاقتصادى والثقافي فى المجتمع العبودى. وكانت الزراعة هى القطاع الانتاجى الرئيسى، وتشمل المزروعات فى ذلك الوقت على الدخن والقمح والرز واشجار التوت والكتان. وكان العبيد يعملون جماعات فى اشق الاعمال معتمدين على ابسط الادوات فيحفرون الخنادق والقنوات ويسقون الحقول ويصرفون مياه الفيضان، وغير ذلك من الاعمال المرهقة. وتذهب ثمار كدهم الى بيوت سادتهم الذين ييتزون كل ما تنتجه هذه الادوات البشرية المسلوبة الارادة.

وكان للثروة الحيوانية فى أسرة شائغ مكان مرموق وهى تتألف من الخنازير والبقر والغنم والخيل والكلاب. ويتولى العبيد تربية هذه الحيوانات لاسيادهم الذين كانوا يستهلكونها فى اغراضهم المعيشية وطقوسهم . وكانت الاخيرة تقترن بتبذير لا حدود له. وربما ذبح الملك ثلاثمئة بقرة فى قربان واحد لموتاه .

وتطورت الحرف اليدوية كالفخاريات والعظميات وصياغة اليشم وتقدمت اعمال البرونز. وقد استوعب العبيد النحاسون مهارات صهر البرونز وسبكه، وكانوا يستخدمون لصهر النحاس والقصدير اتونا يسخن حتى ألف درجة مئوية ثم يصبون مصهور البرونز فى قوالب فخارية نحتت عليها الخطوط والاشكال المطلوب ابرازها. ومن الادوات التى صنعوها من البرونز قدور ثلاثية الارجل تسمى تينغ واقداح ذات مقبض وفوهة جانبية تسمى جيوه والاسلحة كالبلطة والرمح، وادوات الانتاج كالسكين والفأس. ويحسن أن

وقد تم اكتشاف سلاح من هذا العصر يدعى يويه يشبه البلطة لكنه اكبر منها يصنع نصله من طرق حديد النيازك الساقطة على الارض. ويدل ذاك على ان الحديد كان معروفا منذ اسرة شانغ.

أدى تطور الانتاج الزراعى الى تقدم لاحق فى المعارف الفلكية والتقويمية، وقد عرف الشانغيون الشهر القمرى قياسا على منازل القمر من محاقه الى بدره، وفرقوا بين الشهر الكبير، 30 يوما، والشهر الصغير 29 يوما، وبين السنة البسيطة 12 شهرا، والكبيسة 13 شهرا، كما عرفوا بعض المجموعات النجمية، ووردنا منهم اقدم سجل للكسوف والخسوف.

حياة العبيد ونضالهم

عدل

فى المجتمع العبودى لم يستول ملاك العبيد الاستقراطيون على وسائل الانتاج فحسب بل استحوذوا على العبيد، الذين كانوا بمثابة أداة ناطقة. وكانوا يسمونهم بالنار فى جباههم لمنعهم من الاباق ويربطونهم من اعتاقهم عند العمل. وكان يحق السيد قتل عبده كما يقتل حيوانه، أو يقدمه قربانا الموتى بدلا من الماشية. وقد جاء فى سجلات لغة العظام الكهنّية أن احد السادة قتل 2656 عبدا فى احدى المناسبات الطقوسية. ويدفن العبيد مع سيدهم بعد أن يقتلوا لهذا الغرض . وقد كشف فى قبر أحد ملوك شانغ عن اربعمئة عبد قدموا قربانا له. وكان العبيد يجابهون هذا الاضطهاد البشع بالإهمال المقصود فى العمل وتخريب أدوات الإنتاج والهرب كما قاموا بالعديد من الانتفاضات، التى ضعضعت حكم هذه الاسرة وحرمته طعم الاستقرار.

  1. ^ "China Xia Dynasty (21st-16th century BC): Slavery Society". www.travelchinaguide.com. اطلع عليه بتاريخ 2021-12-14.