يان بابتست فان هيلمونت

هو طبيب، وكيميائي، وعالم نبات بلجيكي عاش بين (12 يناير/كانون الثاني 1580 - 30 ديسمبر/كانون الأول 1644). عمل خلال السنوات التي تلت عمل الكيميائي باراسيلسوس وبروز علم الكيمياء العلاجية،

بورتريه بعد وفاة العالم فان هيلمونت.

ويعتبر أحيانًا «مؤسس الكيمياء الغازية»[1] (وهو العلم الذي يدرس الخصائص الفيزيائية للغازات وكيفية ارتباطها بالتفاعلات الكيميائية). لا يزال يُذكر فان هيلمونت بشكل كبير في الأوساط العلمية بسبب أفكاره حول التولد التلقائي، وتجربته على شجرة الصفصاف التي استمرت 5 سنوات، وإدخاله لكلمة «غاز» (من الكلمة اليونانية فوضى) في مفردات العلوم.

بداياته ودراسته

عدل

كان فان هيلمونت هو الطفل الأصغر من بين خمسة أشقاء. والدته هي ماريا فان ستاسايرت ووالده هو كريستيان فان هيلمونت المدعي العام وعضو مجلس بروكسل الذي تزوج في كاتدرائية سانت ميشيل وغاودلا عام 1567.[2] تلقى فان هيلمونت تعليمه في جامعة لوفان، وبعد أن تنقل من تخصص إلى آخر ولم يجد الرضا في أي شيء، تحول إلى الطب. توقف مؤقتا عن دراسته وسافر لبضع سنوات إلى سويسرا، وإيطاليا، وفرنسا، وألمانيا، وإنجلترا.

عندما عاد إلى بلده أكمل دراسته وحصل على شهادة الطب عام 1599.[3] مارس عمله في مدينة أنتويرب في وقت الطاعون العظيم عام 1605، ألف بعد ذلك كتابًا بعنوان (De Peste)[4] والذي راجعه نيوتن عام 1667.[5] في عام 1607 حصل على درجة الدكتوراه في الطب. في نفس العام تزوج من مارغريت فان رانست، التي كانت من عائلة نبيلة ثرية. عاش فان هيلمونت ومارجريت في فيلفورد بالقرب من بروكسل، وأنجبا ستة أو سبعة أطفال.[2] مكنه ميراث زوجته من التقاعد مبكرًا من ممارسته الطبية والانشغال بالتجارب الكيميائية حتى وفاته في 30 ديسمبر 1644.

مسيرته بصفته رائد في علم ألكيمياء

عدل

يعتبر فان هيلمونت مؤسس الكيمياء الهوائية، حيث كان أول من أدرك أن هناك غازات مختلفة نوعًا عن الهواء الجوي، علاوة على أنه اخترع كلمة «غاز».[6] لقد أدرك أن «سيلفستر الغازي» (ثاني أكسيد الكربون) المنبعث من احتراق الفحم، هو نفسه الناتج عن التخمير، وهو غاز يجعل هواء الكهوف أحيانًا غير قابل للتنفس. بالنسبة لفان هيلمونت، كان الهواء والماء

 
نصب تِذكاري للعالم ياب بابسنت فان هيلمونت في بروكسل.

عنصرين بدائيين. أنكر صراحةً أن يكون النار عنصرًا، والأرض ليست عنصرًا لأنه يمكن اختزالها إلى ماء.

من ناحية أُخرى، كان فان هيلمونت تلميذا للكيميائي والزاهد، باراسيلسوس، على الرغم من أنه استنكر بازدراء أخطاء معظم السلطات المعاصرة، بما في ذلك باراسيلسوس. من ناحية أخرى، انخرط في التعلم الجديد القائم على التجارب التي كانت تنتج رجالًا مثل ويليام هارفي، وجاليليو جاليلي، وفرانسيس بيكون. كان فان هيلمونت مراقبًا دقيقًا للطبيعة؛ يشير تحليله للبيانات التي جُمعَت في تجاربه إلى أن لديه مفهومًا عن الحفاظ على الكتلة. كان من أوائل المجربين في السعي لتحديد كيفية اكتساب النباتات للكتلة.

تجربة شجرة الصفصاف

عدل

تعتبر تجربة هيلمونت على شجرة الصفصاف من أوائل الدراسات الكمية حول تغذية النبات ونموه وتعتبر علامة فارقة في تاريخ علم الأحياء. نُشرت التجربة بعد وفاته فقط في (Ortus Medicinae 1648) وربما كانت مستوحاة من نيكولاس من كوسا الذي كتب عن نفس الفكرة في(De staticis experienceis) (1450). قام هيلمونت بزراعة شجرة صفصاف وقام بقياس كمية التربة ووزن الشجرة والمياه التي أضافها. بعد خمس سنوات، اكتسب النبات حوالي 164 رطلاً (74 كجم). نظرًا لأن كمية التربة كانت تقريبًا كما كانت عندما بدأ تجربته (فقدت 57 جرامًا فقط) ، استنتج أن زيادة وزن الشجرة قد أتت بالكامل من الماء.[7][8][9][10]

مُلاحظاته عن كيفية الهضم

عدل

كتب فان هيلمونت كثيرًا عن موضوع الهضم. في (Oriatrike) أو (Physick Refined) عام 1662، ترجمة إنجليزية لـ (Ortus Medicinae)، نظر فان هيلمونت في الأفكار السابقة حول هذا الموضوع، مثل الطعام الذي يُهضَم من خلال حرارة الجسم الداخلية. وتساءل إذا كان الأمر كذلك، كيف يمكن للحيوانات ذوات الدم البارد أن تعيش؟ كان رأيه هو أن الهضم يتم بمساعدة مادة كيميائية، أو «تخمر» داخل الجسم، مثلما يحدث في المعدة. إقترح هاري أن نظرية فان هيلمونت كانت: «قريبة جدًا من مفهومنا الحديث عن الإنزيم».[11]

قَدّم فان هيلمونت ووصف ست مراحل مختلفة من الهضم.[12]

مَراتبه ألشرفية

عدل

كُرِم في عام 1875 من قبل عالم النبات البلجيكي ألفريد كوجنو (1841-1916)، الذي أطلق على جنس من النباتات المزهرة من أمريكا الجنوبية، أسم هيلمونتيا (من عائلة القرعيات).[13]

المراجع

عدل
  1. ^ Holmyard، Eric John (1931). Makers of Chemistry. Oxford: Oxford University Press. ص. 121.
  2. ^ ا ب Van den Bulck, E. (1999) Johannes Baptist Van Helmont نسخة محفوظة 26 May 2008 على موقع واي باك مشين.. Katholieke Universiteit Leuven.
  3. ^ The Galileo Project: Helmont, Johannes Baptista Van. galileo.rice.edu
  4. ^ Johannes Baptistae Van Helmont Opuscula Medica Inaudita: IV. De Peste, Editor Hieronymo Christian Paullo (Frankfurt am Main), Publisher sumptibus Hieronimi Christiani Paulii, typis Matthiæ Andræ, 1707.
  5. ^ Alison Flood, "Isaac Newton proposed curing plague with toad vomit, unseen papers show", in "The Guardian", 2 June 2020.
  6. ^ Roberts، Jacob (Fall 2015)، "Tryals and tribulations"، Distillations Magazine، ج. 1 ع. 3: 14–15
  7. ^ Hershey، David R. (1991). "Digging Deeper into Helmont's Famous Willow Tree Experiment". The American Biology Teacher. ج. 53 ع. 8: 458–460. DOI:10.2307/4449369. ISSN:0002-7685. JSTOR:4449369.
  8. ^ Halleux, Robert (1988), Batens, Diderik; Van Bendegem, Jean Paul (eds.), "Theory and Experiment in the Early Writings of Johan Baptist Van Helmont", Theory and Experiment (بالإنجليزية), Dordrecht: Springer Netherlands, pp. 93–101, DOI:10.1007/978-94-009-2875-6_6, ISBN:978-94-010-7794-1, Retrieved 2020-10-22
  9. ^ Howe, Herbert M. (1965). "A Root of van Helmont's Tree". Isis (بالإنجليزية). 56 (4): 408–419. DOI:10.1086/350042. ISSN:0021-1753. S2CID:144072708.
  10. ^ Krikorian، A. D.؛ Steward، F. C. (1968). "Water and Solutes in Plant Nutrition: With Special Reference to van Helmont and Nicholas of Cusa". BioScience. ج. 18 ع. 4: 286–292. DOI:10.2307/1294218. JSTOR:1294218.
  11. ^ Harré، Rom (1983). Great Scientific Experiments. Oxford: Oxford University Press. ص. 33–35. ISBN:978-0-19-286036-1.
  12. ^ Foster، Michael (1970) [1901]. Lectures on the History of Physiology. New York: Dover Publications. ص. 136–144. ISBN:978-0-486-62380-1.
  13. ^ "Helmontia Cogn. | Plants of the World Online | Kew Science". Plants of the World Online (بالإنجليزية). Retrieved 2021-05-26.