اقنعني

إن التقدّم هو الّذي يخلّصنا مِنَ الهلاك نحو الرخاء ، وقلب التحضر الوقار ،و مفتاحه الحب والنضال ، و فقدانه ضياع ، دفاعاته الوحدة الوفاء ، و رافعاته الجهد والتضحيات،  داخله الأمن والازدهار ، و خارجه الفقر و الخراب ، عدوّه التخلّف والحرمان ، سلاحه القّوة والنجاة ، ونبضه العزّة والإباء .

يظنّ الكثير من الناس وخاصة في عالمنا العربي في الوقت الراهن ، أن النظام العلماني قائم على أسس إلحادية تبعد الناس عن خالقها ، نعم ! هو الحكم بعيدا عن الشرائع والنصوص الدينية ، ولٰكن مع احترامها وعدم معارضتها !

و الواضح أنّ أساس العلمانية يظهر من خلال جذور التسمية نفسها ؛ فنستنتج أن الدول المدنيّة  تعتمد في حكمها على العلم ، وهو يدعو إلى العدل و المساواة ، فَمنَ الواجب على هذه الدول أن تحترمَ جميع مواطنيها  باختلاف طوائفهم ومذاهبهم  !

وبما أنّ العلم يدعو إلى المعرفة و الاخلاق  ، فإنّ الأديان السماوية جميعها تنير عليها ؛  فالاحترام والابتعاد عن العنصرية القاتلة وتقدير الآخرين وتفهم آرائِهم و نقاطهم الفكرية تعزز الأمن والوئام ، والدول العلمانيّة  يتوجّب عليها ان تتفهم حريات القائمين على اراضيها شرط أن لا تناقض مفهوم الحرّيّة !

من الدول العربيّة  الّتي اضافت العلمانية إلى حكمها  : سوريا ،   لبنان ، فلسطين ،  الكُوَيت ، الإمارات ، وتونس  .

  العيب و هو  أنّك لتجد أغلب الدول العربية المتبقّية تُظلَم شعوبُها من قبلِ من يحكمها ،  والأكثر من مخجل ذٰلك يتم تحت نظام دينيّ ، هم لا يجيدون ادارته لا يهمهم سوى مخالفته ونهب أموال شعوبهم ، وفي الوقت عينه ترى أنّهم يشوّهون شرائع الديانة الإسلاميّة !

كما يعتقد نسبة كبيرة منّا أنّ العلمانيّ هو الملحد ، والحقيقة هو أنّه عندما تلقى شخصا جاهلا لن تناديه بالعلمانية ، حتى ولو كان ملحدا ، ويمكننا القول أنّها صفة تطلقها على شخص تمدح به ، من هو العلمانيّ ، و ما الفرق بين الطرفين ؟

الشخص الذي يمتاز بشغفه للمعرفة ونشرها ويهتم بتقدم المجتمع الذي يعيش فيه من جهة ايجابية ، ويتحلى بقيم أخلاقيّة رفيعه وشخصيّة قويّة هو العلماني ّ، وهو الأقرب للواقع .

أمّا الملحد هو إنسان لا يؤمن بوجود إلٰه ، أسباب الالحاد كثيرة ومنها : عامل نفسي أدى مع مرور الوقت عن طريق الغضب الى افتعال الاكتئاب في الضيق ، يوجد بكثرة في الدول النامية والفقيرة ، سبب آخر ألا وهو الإقتناع بالفكرة بعيدا عن العوامل النفسيّة ، من منطلق يشعر بأنه منطقيّ بالنسبة له ،و يتواجد بكثرة في الدول المتقدّمة .

على ضوء ما تقدم إن دولة قائمة على نظام علماني يقودها العلم نحو النجاة والتقدم وراحة البال والاطمئنان أفضل الى كافة الشعوب ، وتساهم العيش المشترك ، وليست العلمانية عاهة في الحكم فإنّ جميع الأديان السماوية تدعو إلى العلم والاجتهاد ، لذا فإن العلم والمعرفة هي أجنحة تزيّن مجتمعاتنا وتأخذ بها نحو الأفضل !

Kamel V" Hussein